-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 26 - السبت 20/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس 

الفصل السادس والعشرون

تم النشر يوم السبت

20/7/2024

❈-❈-❈


أخذ معاذ زوجته أمام الجميع في استعراض قوته الزائفة لمنزلهم، فبادلها نظرات نارية مهددة بإحراقها حيًا بعد إن تجرأت التصرف أمامه أكثر من اللازم، بالاضافه أنها أخبرته  بكل جرأة ماذا كانت تفعل هناك مما صدمه بشدة، فتقلص المسافة بينهما إلى خطوة واحدة، وزاد هو من نقصها بميله عليه برأسه صـــارخ بانفعال ملحوظ 


= نعم يا اختي بتكملي دراستك من ورايا؟ يعني كنتي بتضحكي عليا وكل يوم تقوليلي راحه لابوكي وبتروحي الجامعه عملتي كل ده امتى وازاي؟ و ازاي قدرت تكدبي عليا بحاجه زي كده هو انتٍ مش عارفه اللي عملتيه ده غلط وحرام انك تعملي حاجه من ورا جوزك ومن غير أذنه! بتعصيني يا بسمه


احتارت بسمة في الرد عليه، فرأسها كان خاويًا هي بصعوبة تحاول الإستمرار في رسم القوة الزائفة وأنها جامده وصلبه أمامه فما رأته من منذر جعلها تتشجع هي الأخرى ولم تخفي شيء رغم قلقها من القادم، لذلك ردت هاتفة باستنكار 


= طب ما انت حلو اهو وبتتكلم على الشرع والدين ويا ترى كمان عارف ان الشرع بيجبرك تصرف على مراتك وتنفق عليها من مالك مش من مال ابوك ولا انت بس بتاخد من الدين اللي على مزاجك.. انت السبب أصلا واللي خلتني اضطر اكذب عليك 


اتسعت مقلتاه بغيظ وهو يردد بعصبية


= كمان هتجيبيها فيا! ناقص كمان تقوليلي هشتغل بعد ما اتخرج وكل ده من ورايا وانا اخر من يعلم.. واللي جاب اصلا موضوع اني اشتغل ولا ما اشتغلش ولا ابويا يصرف عليا بانك تكملي تعليمك من ورايا وتكذبي! مش عارف لحد امتى هتفهمي ان ما يخصكيش مين اللي يصرف وايه مشكلتك اصلا في كده 


أخذت نفسًا عميقًا حبسته في صدرها لثوانٍ قبل أن تطلقه دفعة واحدة لتضبط انفعالاتها.

أرادت أن تكون هادئة معه في جدالها القادم رغم أن الأمر بالنسبة لها شبه مستحيل، لتقول بصرامة قليلة


= عاوز تعرف ايه مشكلتي؟ مشكلتي ان والدك ووالدتك من اول ما اتجوزنا لحد دلوقتي بيتحكموا في كل حاجه في البيت ومش بتقدر تقول لا ولا أنا.. عارف ليه عشان هم اللي بيصرفوا.. انت عارف يا معاذ نفسي جوزي يبقى عامل ازاي؟ نفسي يبقى راجل ماسك زمام اموره.. عنده حلم بيسعى عليه ومصر ان يحققه عشان يبقى حاجه في نظر مراته قبل عياله ويحاول رغم انه بيفشل كتير.. وبيحبط وبيخسر.. وبيقع بس يقوم! ويرجع تاني يسعى عشان عنده حلم


نفخت مستاءة منه ومن نفسها بإحباط قبل أن تضيف قائله بتوضيح جاد تشرح معاناتها وكانت صريحه معه بتلك المرة بزياده 


= ونفسي حتى في عز فشل جوزي ده ابقى ساندي وبشاركه في كل حاجه نفسي نحلم مع بعض ونكبر ونخسر كمان ونكسب وعادي كل ده مش فارق معانا عشان احنا مساندين بعض 

احنا مش عايشين الحياه دي عشان نموت من غير ما نسيب فيها اي اثر .


أدمعت عيناها تأثرًا، وزاد عبوس وجهها ثم هزت رأسها قائلة بصوت حزين


= كان نفسي اعيش معاك احاسيس كتير اوي اي راجل والست بيحسوها مع بعض، بس للاسف انا ما حسيتش بكل ده.. عارف ليه يا معاذ عشان ببساطه عمرك ما حسستني ان انت محتاجلي، كل حاجه بطلبها وانت كمان بتيجي بالساهل! من غير ما تتعب فيها.


كان كمن يقف على جمر ملتهب من النيران وهو يراها توبخه بوقـاحة لا متناهية متناسية 

أنه زوجها ولا يحق لها ان تتحدث معه بتلك الطريقه، كور قبضة يده، وكز على أسنانه متمتم بنبرة مغلولة


= انتٍ غريبه أوي بجد، هو انتٍ بتحاسبيني عشان معايا فلوس اصرف عليكي وعلي إبنك من غير ما انزل اشتغل واتعب زي غيري.. ما تبصي حواليكي يا مدام وتشوفي الدنيا بقت عامله ازاي و اللي بيحصل في يوم وليله! غيرك مش لاقي لقمه العيش.. وفي اللي بيشتغلوا برده بيعيش بالعافيه ومش مكفي بيته.. فتحي عينيك كويس وبصي على الناس واحمدي ربنا، اللي انتٍ بتتكلمي فيه وعامله مشكله غيرك بيتمنى ربعه!. وعلي فكره كمان في أزمات كتير كانت بتحصل في الوكاله وبتأثر علي المرتب ومع ذلك عمرك ما كان ناقصك حاجه لا انتٍ ولا ابنك


أغضبها رده فنظرت له بازدراء، وردت عليه بسخط


= ولا انت كمان كان ناقصك حاجه، عشان ابوك ما كانش بيحسسك بالنقص ده كان بيدفع من جيبه ومن شقيه هو واخوك عشان يعوضلك النقص ده.. عشان كده لحد دلوقتي ما تعرفش قيمه الشغل ويعني ايه تبقى مش معاك وتتعب 


عبس وجهه بانزعاج ثم أشار لها بيده هاتفًا بتجهم


= انتٍ بتحاسبيني عشان معايا فلوس وقادر اصرف على بيتي.. بتحاسبيني عشان كل اللي بتحتاجي بيجيلك تحت رجلك وكل احلامك مجابه 


هزت برأسها بنفي وهي ترد بنبرة مترجفة من بين بكائها الخفيف


=افهمني بقى انا مش بحاسبك عشان معاك فلوس .. انا بحاسبك عشان عمرك ما سعيت يبقى معاك فلوس، يا معاذ النجاح والسعي وانك تكون طموح هو ده اصل الحياه واهم حاجه في الدنيا .. الانسان من غير احلام و طموح وسعي بيموت.. وانت موت نفسك بالباطيه من غير ما تاخد بالك بين اللعب على الكمبيوتر والتليفون والسهر والخروج مع اصحابك.. وضيعت وقت كبير من غير ولا حاجه حققتها ولا سعيت ليها 


أضافت عليه بتشنج يأس بوجـهها المتصلب، و نظراتها المشتعلة وهي تهتز بجسدها 


= عشان كده كنت دايما بحاول معاك لما مالك كبر وبقي يفهم، أنك لازم تشتغل حتى لو بالكدب.. بس تخرج قدامه وتيجي عشان يفهم انك بتشتغل وعندك طموح وبتسعي عشانه.. عشان كان لازم يعرف ويفهم ان ابوه بيشتغل.. وكنت بفضل اتحايل عليك أن شاء الله تنزل حتى وترجع بعد ما ينزل، عشان بعد كده ابنك لما يكبر مش هيحترمك غير لما يشوفك بتشتغل 


حدجها بنظرات حادة قائلًا بتهكم ساخر


= يا سلام وهو الشغل يعني اللي هيخليه يحترمني، لا و انتٍ الصادقه الفلوس اللي بتتصرف عليه وبسببها دخل أحسن مدارس و بيلبس احسن لبس وبياكل احسن أكل هي اللي هتخليه يحترمني احنا بقينا في زمن الجنيه هو اللي بيتكلم ويخلي الكل يحترمه.. ويا ترى بقى لو كنت مش معايا اللي يعيشه العيشه دي كان هيحترمني برده وانتٍ كمان كنتي هتفضلي تقوليلي نفس الكلام ده دلوقتي! 


كادت أن ترد لكنه قاطعها قائلًا بغلظة قاسية وقد برزت حمرة عيناها بوضوح


= كنتي فعلا هتقوليلي نفس الكلام ده بس بدل ما هتعاتبيني عشان مش بشتغل هتعاتبيني عشان مش بدخل لك الفلوس دي وكل اللي نفسك فيه بحققهلك 


هزت رأسها برفض و وقفت قبالته مرددة بصوت لاهث بانكسار


= لا الفلوس مش كل حاجه زي ما انت فاكر وخصوصا بالطريقه اللي انت اتربيت بيها دي عمرهم ما هتكون الحل.. انت عارف انا تعبت قد ايه مع ابنك عشان احاول اعلمه المسؤوليه اللي انت ما عرفتش تتعلمها ولا اهلك علمها لك واحاول ادخل في دماغه ان انت بتشتغل 

بالكدب


رفع رأسه ناحية زوجته ليرمقها بنظرات أشد قسوة قبل أن يرد قائلاً بامتعاض جلي


= يا دي الشغل اللي وجعه دماغك بي ليل ونهار عارفه، انتٍ ست عينك زايغة وبتقولي اي كلام عشان تبرري إللي عملتي.. بس انا استاهل انا بجريكي في الكلام وخلاص .


فغرت شفتيها معاتبة إياه بكلمات نابية مسيئة في حقه، وهي ترد قائلة بانفعال ظاهر 


= عشان جوزي مش مالي عيني !. 


استشاطت نظرات معاذ وغليت الدماء في عروقه، لكنها رغم ذلك لم تتوقف عن الشكوى واستمرت كأنها ترغب ان تخرج كل ما بداخلها من مخزون لسنوات عديدة، زمت شفتيها قائلة بنبرة مقهورة 


= كل حاجه عندك بالسهل من غير تعب ولا مجهود، كل حاجه عندك موجوده وقت ما تطلبها في ثانيه تبقى تحت رجليك ومش عاوز تتعب عشان حاجه


مسحت عبراتها المنمهرة بغزارة من على وجهها بأناملها المرتعشة وهي تتابع قائلة بحسرة 


= هو انت ليه مستصعب احلامي ومش قادر تفهمني ايه يعني لما تشتغل ان شاء الله يا سيدي ثلاث ساعات في اليوم.. إيه يعني لما اتفشخر بجوزي وابقى فخوره ان عنده احلام وطموح بيسعى ليها، واعرف اقول للكل وانا فخوره ومن غير كسوف أن جوزي ناجح و بيتعب ويشتغل مش بيستنى المصروف من أبوه.. هو انت خدت بالك ليه انا قطعت مع كل اصحابي فجاه بتاعوا الجامعه من ساعه ما اتجوزتك رغم ان دي الحاجه يعني الوحيده اللي وافقت عليها وقلتلي شوفيهم براحتك انا كده كده معظم الوقت بره مع اصحابي.. عشان كنت بتكسف ان حد يسالني جوزك بيشتغل ايه؟ وبتكسف كمان أن كدبتي تتكشف

لما كنت بقول لهم ان انت بتشتغل مع والدك واخوك فعلا في الوكاله! 


صمت مجبرًا أمام صياحها المتواصل، عاجزًا عن إيجاد إجابة مقنعة لها فكيف يبرر أسبابه وهو نفسه لا يستطيع تفسير ردات فعله الغير عقلانية فيما يخصها، لكن عليه ان يعترف منذر أخيه كان محق فوالده و والدته هم السبب في ازمه الاخين والسبب في تقصير كلا من! 


والآن كل منهم يحصد نتيجه تلك التربيه 

تجمدت عيناه عليها، وظلت تعابيره خالية من أي إشارات متأثرة رغم ثورته المستعرة بداخله ضجرت من صمته المريب، فهتفت بصوت متعباً  


= يا اخي انا تعبت من كتر المسؤوليه اللي شايلاها لوحدي وكل واحد عايش مع نفسه، ياما كنت بحاول معاك واقول لك تعالى نعمل اي حاجه مع بعض ننجح عارف النجاح و

الخساره والمكسب دول لو بتشتغل فعلا هتفهمهم بجد بس كان نفسي نعمل اي حاجه سوا ونشاركها مع بعض.. انا كان نفسي احس بيك.. احس ان انا متجوزه راجل بيشتغل ويسعى.. وابقى مطمنه وانا حاطه راسي على المخده جنبه ان بكره مش هتحوج لحد لما ابوه يقطع عنه المصروف فجاه لاي سبب 


لم يعد قادر على تمالك أعصابه أكثر من هذا، فتحفز للانقضاض عليها قائلاً بجموح عدواني خطير


= نفسك جوزك يبقى راجل! ممم ملاحظه عدتي الكلمه دي بطريقه مباشر وغير مباشره كم مره في كلامناه .


تراجعت للخلف متحاشية اندفاعه الأهوج، و ردت عليه بتوجس طفيف 


= هو ده اللي ركزت فيه بكل كلامي هو انت هتفضل كده دايما تمسك في الهيافه وتسيب المهم.. نفسي احل المشكله دي بجد تعبت من كتر ما بتكلم وما فيش اي حاجه بتتغير انا بقيت بعدي بمراحل صعبه أوي و وحشه أوي بسبب الضغط اللي انا بقيت فيه 


اغتاظ من أسلوبها الهمجي في التطاول عليه، فصاح مهددها بهجوم ساخط


=وأي مشكله فيهم يا هانم بقي نفسك تتغير وتتحل! اصل مشاكلك معايا طلعت كتير اوي.. أن جوزك يبقى راجل مش كده.. يعني انا بالنسبه لك مش راجل يا بسمة !. شايفه كمان ان موضوع تعايري وتهني جوزك هايف وعادي 

بعد ما عشتي معايا سنين واتمتعتي بخيري معايا .


جمد تعابير وجهه، يضيف بفتور متعمد


= بقيت راجل وحش دلوقتي.. بقيتي مش عاوزه فلوسي.. ويا ترى بقى في حد غيري مالي عين مراتي اللي بقت شايفه جوزها مش راجل ما تردي عليا سكتي ليه.. طالما بقيتي شايفاني ضعيف ومش مالي عينك يبقي مين بقى اللي كان بيصبرك على العيشه معايا الايام اللي فاتت 


عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً بحذر وتعجب فلم تفهم هل رآها مع ذلك الشاب حتى يتحدث معها بنبرة الشك تلك ام أنه يخمن، بينما أضاف يتحدث بوعيد مخيف


= عشان لو طلع اللي في بالي صح صدقيني هخليكي تتمني الموت ومش هتطوليه عشان مش انا يا روح امك اللي هركب قرون على آخر الزمن.. مش عماله تطلعيلي كل عيوبي ومطلعاني وحش وانتٍ ملاك ونازله جلد فيا وكل حاجه انا السبب، وانا الواطي الزباله اللي مش بساعد في اي حاجه وسايب الحمل كله على مراتي.. يلا انت كمان وريني عيوبك ولا مفكره نفسك ملاك بجد..انطقي تعرفي واحد غيري


توترت قليلاً لكنها بسرعه رسمت الثبات و

انطلقت في اتجاهه صارخة بهياج في وجهه 


= لا طبعا ما تحترم نفسك وتحاسب على كلامك انا إللي كان مخليني مكمله و صابره السنين دي كلها فعشان كان عندي امل انك تتغير وكنت دايما بحاول معاك تنكر ده !؟ 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة