-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 43 - 8 - السبت 27/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثالث والأربعون

8

تم النشر السبت

27/7/2024 

قاطعهم وصول ربى تهرول بأقدامها الحافية وخصلاتها المبعثرة بعشوائية ناهيك عن منامتها الشفافة اقتربت توزع نظراتها على الجميع .. تهتف ببكاء:

-عز بيقول جاسر عايش، جاسر رجع ، هو فين ..ظلت تتجول بنظراتها إلى أن توقفت أمامه..رجفة أصابت جسدها للحظات ثم رفعت يديها تمررها على وجهه:

-اه والله هو جاسر، هو جاسر ..قالتها بقفزة تعانقه بقوة وصوت بكاؤها ارتفع بالمكان تصرخ وتبكي بآن واحد 

-اخويا طلع عايش ..جسورة عايش 

رفعها من خصرها ودار بها يضع رأسه بخصلاتها يستنشق رائحتها وانسابت عبراتها

انزلها بهدوء يحتضن وجهها ويزيل عبراتها 

-روبي حبيبة قلبي..انحنى يطبع قبلة مطولة على جبينها 


-جسور حبيبي وحشتني ..قالتها وهي تلقي نفسها مرة أخرى بأحضانه ..سحبها إلى الأريكة 


جلست بأحضانه قائلة:

-آسفة ياجنى ..أنتِ بقالك كام يوم معاه، هو وحشني قوي ..قبل رأسها 


تسائل صهيب :

انت جيت ازاي لهنا جنى قالت لي انك كنت في مرسى مطروح طيب وصلت ازاي !!


-راكان راح لي بطايرة خاصة، اومأ متفهما ثم هتف:

-طيب اجهز لأهم مواجهة ياعم، واه غنى جت هي كمان، لو ابوك عارف برجعوك يبقى هو اللي أقنع بيجاد 


اومأ يمسح على وجهه ثم أردف:

-اعمل ايه في عز وأوس، دول 

ربت صهيب على كتفه

-سبهم حبيبي شوية واعذرهم..اطلع لوالدتك قبل مااعمامك يوصلوا 


هبط جواد للأسفل وجده يجلس بحزن ..سحب نفسًا عندما علم بنتيجة مواجهته مع أوس هو كان يعلم قسوة اوس، لذلك هرب من مواجهة الاثنين

-جاسر..رفع رأسه ونهض متجهًا لوالده 

دققت ربى انظارها بردة فعل والدها

ضمتها جنى من أكتافها

-عمو جواد كان عارف بوجود جاسر، تحركت لوقوف والدها 

-حضرتك كنت عارف أنه عايش ..قبل جواد رأسها واردف

-روبي روحي غيري هدومك واطلعي لغنى لحد ما جاسر يشوف والدتك 


بالاعلى بغرفة غزل :


حبيب نانا هياكل الأكل دا كله علشان ينزل مع نٓانٓا تحت ..

صفق الصغير بيديه، ضمته لأحضانها تستنشق رائحته مغمضة العينين، فانسابت دموعها رغمًا عنها ..دلف جواد  بخطوات ثقيلة وتوقف ينظر إلى مداعبتها لحفيدها فهمس:

-غزل ..رفعت عيناها إليه ثم اتجهت إلى كنان :

-ايه حبيبي ، هننزل اهو مش كدا حبيب نانا ..الولاد فطروا ولا لا ..اعمل ايه الكابتن كنان تعب نانا لحد مانام

-غزل فيه شخص عايز يشوفك 

هزت رأسها بالرفض 

-مش هقابل حد ياجواد، ياله حبيب تيتا ألبس الكوتش علشان ننزل نلعب تحت ..قالتها وهي تجمع ألعابه ..ولكنها توقفت وهزة عنيفة أصابت جسدها حتى شعرت بدقات صاخبة تكاد تخرج من صدرها عندما استمعت إلى همسه

-"ماما"


سقطت الالعاب من يديها واستدارت بهدوء، كأن هيئ لها صوته، ظلت تستدير بهدوء واضعة كفيها على صدرها ولا تعلم لماذا تنساب دموعها ..هرول الطفل يصفق ويهتف 


-بابا بابا..جحظت عيناها وهي ترى كنان يسرع إليه .. انحنى يحمل كنان ثم طبع قبلة على جبينه ونظراته تحتضن والدته 

دقيقة اثنين ثلاثة حتى هوت على الأرض حينما تلاشت ساقيها ولم تقو على حملها، او لم تستطع قبول الصدمة ..نظرات خلف نظرات وهي تحاول أن تستوعب الصدمة، هل هي جنت أم أنه بالفعل امامها، هل حقًا ابنها حي يرزق، كيف،وكيف وعشرات الأسئلة..كنان يحتضن والده، كنان يعرف والده ، كيف وهو الذي تركه ولم يكمل سنته الاولى، كيف تذكره، كيف ؟! ابني عايش وابنه يعلم بوجوده ..لماذا فعل هذا بها؟!

لماذا يحزن قلبها بتلك الطريقة؟؟..لا لا اكيد انا بتخيل ..أيوة ابني مات واندفن وزرته كمان، لا لا اكيد مش هو 

ضحكت من بين دموعها

-اتجننتي ياغزل خلاص..ولكنها توقفت عن الحديث و


شعرت بتصلب جسدها عندما اقترب منها وجلس بمقابتها يحتضن كفيها 

-ماما وحشتيني !!

حدجته بنظرات تقيمية، ثم رفعت كفيها المرتجف كحال جسدها، لتؤكد لنفسها أنه بالفعل هوى، همست بضياع وصوت متقطع :

-جواد إنت شايف اللي أنا شيفاه، ولا أنا اتجننت ..

تراجعت كالملسوعة عندما تيقنت من وجوده ..لأول مرة تعاني هكذا 

لأول مرة تشعر بكم الجراح الذي يئن بها داخلها ..كيف ابنها حي يرزق

كيف بعد تلك المدة ، 

تعثرت نبضاتها حينما اقترب يضمها بقوة وارتفع صوت بكائه

-حبيبتي متعمليش كدا، انا ابنك حبيبك

--ابني حبيبي..رددتها كالمعتوهة، طالعته بنظرات خالية من أي مشاعر..ثم اردفت 

-إنت ابني ..أومأ يهز رأسه ببكاء عينيه..ظلت تردد كلماته 

-ابني..توقفت متجهة إلى جواد تسحب كفيه 

-إنت سامع وشايف اللي انا شيفاها، قولي اه ..قولي انك متتجنتيش ياغزل 


-

نظرت إليه بصدمة وعيون جاحظة، حتى لم تشعر بنفسها لتهوى مرة أخرى على الأرض عندما وجدت صمته 


ماما ..استدارت تدفعه بقوة تصرخ 

-ابعد عني ابني مات، انا معرفكش 

رفعت عيناها لزوجها 

-أنت ساكت ليه ايه ، مبتتكلمش ليه ، 


-مين دا ..قولي ياجواد مين دا 

ابننا دفناه مش كدا 

-ماما حبيبتي انا ابنك واللي اندفن مش انا 


نهضت تستند على المقعد تدور حول نفسها كالذي مسها جنًا

-قال ابني ..ابني مين يابني، ابني اندفن من سنة، اه ..اندفن من سنة ولو مش مصدق تعالى اوديك قبره ..

كعاصفة تتعثر برياحها الهوجاء والحزن والألم يأكل احشائها غمغمت بحزن 

--ابني مات استودعته عند ربنا، أيوة استودعته، هو راح لخاله ، وانا قعدت هنا حزينة ابكي عليه واحتسبته عند ربنا، حبيبي راح عريس وانا هنا ضيعت دموعي عليه

-ماما حبيبتي..قالها وهو يحتضن كفيها 

لطمة قوية على وجهه بعدما سحبت كفيها بعنف ثم هدرت به :

-اخرص..انا مش امك، ابعد عني شوف انت كنت فين 

بمقلتين تنساب عبراتها كزخات المطر 

--ابني عمره مايفكر يقهر أمه كدا، سنة يبقى عايش وأمه مقهورة، لا لا مش جاسر ، طيب لو ياسين ولا أوس هقول اه، دول قاسين إنما جاسر دا الحنان والحب كله، تحركت وجلست على الأريكة تنظر بشرود ومازالت تتحدث بتيه:

-كنت عنده اهم حاجة ، مستحيل يعدي يوم من غير ما يكلمني حتى لو في الشغل وبينا مسافات يتصل ويقولي تصبحي على خير ياست الكل ..انت شكلك عبيط يابني علشان جاي توقف قدامي وتقولي انك جاسر..أمشي من هنا الله لايسيئك 


جلس أمامها يضع رأسه على ساقيها والحزن يفتت قلبه كطائر حزين ذبح عنقه ، واه خفيضة أخرجها من ضلوعه ليشعر بتحطيم قفصه الصدري 

غصب عني والله ياماما .. والله غصب عني انا مكنتش عايش 

هبت من مكانها تتراجع للخلف فزعة وكأن ظهوره صدمة إصابتها بالجنون

-جوااااد قول للواد دا يطلع برة، مش عايزة اشوفه 


اقترب جواد بعدما وجد انهيارها الذي توقعه

-غزل حبيبتي ممكن تهدي وتسمعيني 


رفعت عيناها تتفحصه بنظراتها الاختراقية 

-إنت كنت عارف أنه عايش صح 

-لا ياماما محدش كان يعرف غير جنى 


ظلت نظراتها على زوجها وابتسمت بسخرية

-كنت عارف صح ياجوادي، سبت مراتك تموت وانت عارف ان ابنك عايش وياترى ليه ياحضرة اللوا علشان يعيد حكاية أبوه زمان 

جلس جواد بجوارها وجذبها من أكتافها لأحضانه..هبت من مكانها 

-كنت عارف ياجواد بوجوده ..ماما بقولك محدش يعرف

-اسكت يالا..محدش طلب رأيك، ايه اتعلمت الكذب كمان ياحضرة الظابط 


اقترب منها ونظرات مترجية لها 

-ماما لو سمحتي اسمعيني 


أشارت إليه 

-خد ابوك واطلعوا برة مش عايزة اشوف حد فيكم

رفع جواد نظره بذهول قائلًا:

-بتطرديني من اوضتي ياغزل

-برة ياجواد، خد ابنك واطلع برة مش عايزة اشوف حد فيكم انتو الاتنين زي بعض واللي عملته زمان ابنك كرره بس ببراعة ومساعدة أبوه..عرفوا يقهروني ويموتوني 



❈-❈-❈

نهض جواد واستدار متجهًا للخارج 

-هنتحاسب بس مش دلوقتي ياغزل 


بغرفة غنى 

استمع بيجاد الى طرقات على باب الغرفة، فهو يعلم بوجود جاسر، واول من قابله بالصباح الباكر عند دخوله الحي عندما كان يقوم بعمل تمريناته الرياضية 

فلاش قبل ساعات 

ترجل من سيارة راكان واحتضن كف جنى وتحرك للداخل..كان جواد ينتظرهم ..ضم ابنه لأحضانه 

-حمد الله على سلامتك حبيبي ، بدل راكان اللي جابك الدنيا امان 

اومأ له مردفًا

-اه عربية مصفحة ودخلت البوابة وخرجت على طول ..تحرك يشير إليه 

-ادخل لعمك سلم عليه وانا هستناك في البيت وخلي بالك مش هيتقبلوا رجعوك بسهولة، وخاصة والدتك وأوس


اومأ له ثم تحرك خلف جنى إذ به ينصدم ببيجاد الذي يهرول برياضته توقف بيجاد لسبه ، ولكنه تراجع مذهولا 

-بسم الله سلام قولا من رب رحيم 

انت مين ..انت الشبح اللي بسمع عنه 


أفلت جاسر ضحكة مقتربا منه وبيجاد يتراجع يشير بيديه

-اقسم بالله لو قربت مني لاحرقك، انت عفريت صح 

ارتفعت ضحكاته قائلا 

-يخربيت فصلانك ياخي، هتفضحني 

تسمر بوقوفه ..واقترب يحسس على جسده قائلا

-دا جسم حقيقي اقسم بالله مش عفريت..انت مين يالي شبه المرحوم 

انت اخوه اللي تحت الارض ولا اللي في السما ولا شبيه الأربعين 

قهقه جاسر يحضتنه قائلا

-يابني افصل هتفضحني يخربيت شيطانك ..ظل بيجاد بجسد مشدود وهو يقرأ قرآن

-انا ياعم مش عايز اموت دلوقتي ، انت جاي تاخدني ..تعرف انا مبحبكش روح  خد اللي بيحبوك 


جذبه جاسر للداخل عندما فقد سيطرته وبيجاد يبتعد عنه 

-لا مش عايز اجي معاك ياعم، انا راضي بحياتي وصلت إليهم جنى 

-جاسر اتأخرت ليه، قطعت حديثها عندما وجدت دموع جاسر من كثرة ضحكاته وانكماش بيجاد ..تحرك بيجاد إليها يشير إليه 

-مين دا ..جاسر مين هو أنتِ بتخاوي عفاريت ..مرتحتيش غير لما جبتي عفريته الله يخربيتك ..قولي له ينصرف يابت 

ضحكت جنى مع ضحكات جاسر الذي امسك بطنه 

-والله عايز اربيك بس الوقت مش مناسب ياحلوف 

أشار عليه ينظر إلى جنى

-هما العفاريت بيشتموا زينا ..دا بيقول حلوف

حاولت جنى فصل ضحكاتها ولكنها لم تقو فحضنها جاسر 

-الواد دا هيوقف قلبي يابنتي، تعالي نمشي ..

ظل يطالعهم لبرهة ثم اقترب منه قائلا 

-بت ياجنى مين دا يابت، دا عفريت جاسر ولا ايه يخربيتك دا لو حد شافه هيطب ساكت، وحياة ابوكي ياشيخة ابعديه عن هنا دا حمايا ممكن يموت، ولا حماتي، يالهوي على جنانك يابنت عمو صهيب..فصل جاسر ضحكاته

-بيجاد انا جاسر ياحلوف ممتش، عايش قدامك اهو 

زوى حاجبيه 

-ممتش..أشار بيديه 

-اومال مين اللي مات..هو انت الشيخ صابر بتاع أسطورة العودة ..لا لا اكيد بتهزروا 


ربت على كتفه فانتفض مبتعدا يشير إليه 

-ابعد ماتلمسنيش يابني 

سحب كف جنى ودلف للداخل وهو يضحك ..ظل بيجاد متوقفا يتمتم 

-معقول الواد دا عايش ولا البت جنى من جنانها خاوت عفريته..يالهوي انا العيلة دي جننتني ..لا لازم ارجع بيتنا دلوقتي..تحرك سريعا الى منزل جواد دلف للداخل فاصطدم بجواد يصرخ 


-بسم الله..نظر إليه بذهول 

-مالك يالا ..أشار للخارج  ثم توقف عندما لم يعلم ماذا يقول ..اقترب جواد منه 

-بيجاد إنت كويس ..هز رأسه بالنفي 

يشير للخارج 

-شوفت عفريت جاسر مع جنى 

ضحك جواد متحركا للأعلى قائلا

-ربنا يصبرني عليك هي كانت نقصاك 

هرول بيجاد خلفه يمسك ذراعه

-عمو جواد البت جنى دي احجزوها في مستشفى الامراض العقلية بقت خطر، راحت جابت عفريت جاسر

رمقه جواد بنظرة لم يفهمها فهتف بصوت مرتفع

- اقسم بالله شوفت عفريت جاسر مع جنى المجنونة


توقف جواد أما غرفته يشير إليه بالصعود 

-اطلع خد لك شاور وهيأ مراتك لمقابلة اخوها وبطل رغي وهبل ..وعامل سابع البرمبة

نظر إليه بذهول قائلا 

-اخوها مين قصدك العفريت ..لكزه جواد وافلت ضحكة على مظهره قائلا 

-جاسر ممتش عايش يابيجاد واللي شوفته جاسر يامجنون مش عفريته 

اطلع ياله

-اطلع فين ..أشار للأعلى 

-لمراتك ..أشار بيجاد إلى غرفة جواد قائلا

-مينفعش انام في حضنك دلوقتي ، اعتبرني مدام غزل 


دلف جواد مستغفر ربه واغلق الباب بوجهه، توقف متسمر يتمتم

-هو قفل الباب ولا عفريت جاسر..هرول للأعلى 

-جايلك ياغنون ..قالها بصوت ضعيف 

خرج من شروده بعدما فتح جاسر الباب متسائلًا:

-غنى صحيت..اومأ له وتوقف أمامه 

-الاول لازم تهدى انا مش عارف ردة فعلها هتكون ازاي، انا نفسي مقدرتش اتقبلها بسهولة 

اومأ له فحديث والدته أدمى قلبه ولم يعد لديه القبول للحديث مع أحد آخر

تحرك بيجاد قائلاً:


غنى حبيبتي فيه ضيف عايز يشوفك ..تحركت تجذب وشاحها بسرعة عندما أردف بيجاد 

-اظهر وبان عليك الامان 

-بيجاد استنى انت مجنون، استنى ألبس حاجة..ولكنها توقفت عن الحديث تنظر بذهول للذي توقف أمامها يردد اسمها :

-غنون..سقط الذي بيديها تتحرك بجسد مرتجف 

-إنت مين!!

رفعت عيناها إلى بيجاد 

-حبيبي انت شايف وسامع زيي ولا أنا اللي مت ولا ايه 

وضعت كفيها على وجهها تهز رأسها تتراجع بجسدها

-لا انا لسة عايشة، ثم أشارت عليه 

-طيب دا ميت ازاي عايش..ارتفعت ضحكاتها تضرب كفيها ببعضهما

-يالهوي عليك يابيجاد جننتني، قولي عامل مقلب فيا ، اكيد دا مكياج لحد،..لوحت بكفيها 

-لا لا استنى دا حد فكر يغير شكله وعجبه شكل اخويا ..بس انا مش عايزة وش اخويا على حد 

ارتعش جسد بيجاد من حالة زوجته وضحكاتها وهي تهز رأسها كالمجنونة، وفجأة ارتفعت شهقاتها قائلة:

-والله حرام عليك يابيجاد انا مخصماك علشان بتوجع قلبي ..ياله قولي مين دا وليه تلعب بقلبي كدا وعلى فكرة عمري ما انسى اللي عملته دا ..

اقترب جاسر يطالعها بعينان تقطر حزن ثم همس اسمها 

-"غنى"

وضعت كفيها على أذنها 

-بااااااااااس..انت مين 

جذبها بقوة يدفن رأسه بخصلاتها

-انا نصك التاني ياقلب اخوكي ..انا قدامك اهو عايش والله عايش، خطفوني ياغنون، وكنت فاقد الذاكرة وأول مافوقت جت لكم اهو ..عايزاني ارجع أنتِ كمان، لو عايزة ارجع وكأني ميت هرجع واعتبري انك حلمتي ولا كأني موجود بس بلاش تدبحيني بكلامك 


هوت من بين ذراعيه وشهقات مرتفعة حتى شعرت بتوقف قلبها تنظر إليه ببحور عيناها 

-جاسر انت عايش..يعني اللي اندفن دا مش انت صح 

طيب قولي اي حاجة ، قولي حاجة ضم رأسها يضع جبينه فوق جبينها

-واحدة مجنونة كان هتخلي اخوها يموتها وهي بتقوله انا بحب حضرة اللوا وهتجوزه، وأخوها الغبي ضربها بالقلم وشد شعرها ورفع سلاحه عليها وهو ميعرفش أن دي روحه اللي اتخطفت من حضنه ستاشر سنة لحد مافقد طعم الفرحة، وفجأة عيون الغزال ترجع توقف قدام الكل وتقول أنا بحب الراجل دا والراجل يطلع ابوها وبعد ماابوها فقد انها تكون بنته وياخدها في حضنه يكتشف أنها مريضة كانسر ويشاء القدر علشان لذلك علشان يجمعها بينا وتاخد الأنسجة من ابوها وتعيش وتبقى مامي زي القمر وتوقف قدام اخوها وتهرب مراته لحد مااخوها الغبي اتعصب عليها وطردها من بيت ابوها، أصله غبي ويستاهل الموت فعلا 


هزت راسها تضع كفيها على فمها وساحت عبراتها تلقي نفسها بأحضانها تعانقه بقوة كأنه سيختفي مرة أخرى 

-اااااااه ياجاسر، اااااااااه ..اخرجتها من اعماق حزنها 

-بعد الشر عليك ياحبيب غنى أن شالله غنى وانت لا ياحبيب قلبي 

دلف جواد على صوت بكاؤها ، هنا ضعفت عيناها لتنفجر برك عيناه اخيرا بالدموع وهو يرى احتضان غنى إليه ووصول ربى تلقي نفسها بأحضانه هي كذلك ..ليلف ذراعه حول إخوته ويبكي على بكاؤهما 

دفعت غزل الباب تصرخ بجواد 

-"جواد طلقني"

يتبع ...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة