-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 1 - الثلاثاء 30/7/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الأول

تم النشر يوم الثلاثاء

30/7/2024

 


سراديب الزمان ملئه بالخبايا، تلك القصور الذهبيه اللامعه بعضها بنته دماء الظلم، وبعضها تهدم؛ ليتحرر النور من بين الشقوق المظلمه.


بين خبايا النفوس الطامعه أهوال قاتله قد تدفع البعض حد الدم؛ فالطمع ليس دوما بالمال، هناك من لديه قناطير من الذهب، ولا يريد سوى كِسرة الخبر الجافه التى قد تُسعد يتيما فقيرا!


أفضل مثال على هذا كانت (سيلانه) إبنة الملوك التى لم يكفيها ثرائها الفاحش، ولا جمالها النادر، وتلهف الأمراء على الإقتران بها كل هذا لم يكن ذا أهميه فقد أعجبها أحدهم لكنه لم يعجب بها!


لقد كان قلبه ملكاً لأخرى لم تكن بجمالها، ولا ثرائها كانت فتاه بسيطه، فقيره لكنها كانت بريئه نقيه تعشقه بصدق، وقد تؤازره فى أى مصاب يتلقاه لكنها من وجهة نظر سيلانه مجرد فقيره معدمه أقل حتى من خادماتها التى تعتبرهن حشرات لا أكثر كانت على درجه من الغرور الأعمى يجعلها لا ترى سوى نفسها، وفقط.


حين فشلت كل محاولات سيلانه لجعل هذا الشاب يعجب بها حاولت التخلص من محبوبته لكنها فشلت، لكنه علم بالأمر؛ لذا قرر أن يحميها منها وهذا برحيله من هذه البلده، وقبل أن تدرى سيلانه كان قد رحل هاربا مع محبوبته التى وصلها خبر يقين أنه تزوجها عشية الليله التى هربا بها، وكانت على وشك الجنون فما حدث كان بمثابة طعنه نافذه إلى غرورها الأجوف ورغبتها الثائره فى حفظ كرامتها جعلتها ترسل إلى السحره؛ لتجعل حياتهما بائسه ويعود إليها راكعاً طالباً للصفح، لكن السحره كانوا ماكرين فلن يضحى أى منهم برأسه من أجل فتاه مغروره حمقاء مثلها؛ لذا بدلا من أن ينفذوا أوامرها ويصل الخبر إلى والدها وتقطع رقابهم أوصلوا هم الخبر بأنفسهم إليه ليتجنبوا سخطه وقد كان كافئهم لإخلاصهم.


❈-❈-❈


بدأت أيام العذاب لسيلانه فقد تقدم لخطبتها أحد الأمراء الأقوياء، وبدلاً من أن يسألها والدها رأيها كالعاده قرر عنها هذه المره لتتأدب، لم يكن هناك أدنى درجه من الأمل أن يتراجع عن قراره، لذا قررت ألا تُبدى حزناً أو رفضاً للأمر بل أوحت للجميع بأنها من وافقت وليست مجبره. 


لقد ظنت أنها تداوى كبريائها كما تنتقم من الشاب الذى نفرها، حين تزوجت رجلا أكثر ثراءاً منه لكنها إكتشفت أنه لا يبالى حقا! وهى من سقطت بالهاويه فأصبحت زوجه لرجل لا تريده، وحين وجدت نفسها بين براثن رجلاً لن يسقط ذليلا لرغباتها وتسيره كما تشاء؛ فهو عقلانى ليس أحمقا لينخدع بجمالها السام.


أرادت الطلاق؛ وبهذا تتحرر منه وهنا أدركت أنها علقت بحبال صيدها، فعائلتها التى دللتها دوما رفضت الأمر تماما فقد يفعلون أى شئ لكن الطلاق مستحيل! فهذا يعد وصمة عار لهم؛ لأنه يعنى لديهم أنهم أساؤوا الإختيار، وهذا ما لا يمكنهم تقبله فكيف لهم أن يسيؤا الإختيار؟! إذا ما كانوا لا يستطيعون إختيار شركاء حياتهم وأن تظل حياتهم مستقره؛ فلن يستطيعوا أن يحكموا منطقه كامله بصوره مستمره! كما أن زوجها أكثر ثراءاً وسلطه من عائلتها، وقد رفض تماما هذا الأمر خاصه انها حامل.


حين ظنت أنها بإجهاضها للطفل ستتخلص منه فهى حمقاء فقد أوشت بها القابله له؛ خوفاً من بطشه فقيدها وعاملها كالحيوان المصعور! حتى أنجبت ثم فك قيدها لكنها ظلت أسيرته، وكانت تشتعل حقدا على الآخر الذى رفضها فلو رضى بها لما أصبحت هكذا خاصه أنها سمعت أنه سعيداً مع زوجته رغم أنها لم تنجب بعد؛ لذا أرادت أن تكيده متناسيه كل ما حدث مع زوجها، فتقربت إلى زوجها وأصبحت كالحمل الوديع؛ لتبدو أمام الجميع أنها سعيده لكن زوجها حذر منها؛ لظنه أنها تفعل هذا؛ لتتمكن من خداعه والهرب منه ووضعه بموقف حرج أمام رعاياه.


إبتسم بسخريه لدلالها المفاجئ: أراكِ فى ثوب الأنوثه هذه الأيام فما بالك؟!


شهقت سيلانه بخفه وإستنكار، ثم مالت نحوه بغنج: وهل كنتُ رجلاً من ذى قبل!


- لا ولكنكِ كنتِ مزعجه.


عاتبته بدلال: لا تكن فظاً أهكذا تبادل عشقى لك؟!


قهقه بصخب جعلها تنظر له متعجبه، وتسأله بإرتياب: ما الذى يضحكك؟


صمت يتأملها للحظات: عن أى عشق تتحدثين سيلانه؟! كفاكِ ألاعيب فأنا لستُ بأحمق!


لم يصدقها لكنها إستمرت فى محاولاتها للتقرب منه حتى نجحت، وحملت مجدداً، وأنجبت صبياً آخر برضاها مما جعله يظنها إستسلمت، وتريد رضاه لكنها فقط؛ لتكيد من لا يهتم لأمرها كما أرادت أن تحصل على السلطه، وإستطاعت شراء تعويذه سحريه من أحد المشعوذين؛ لتضر بزوجة محبوبها خاصه أنها علمت أنها حامل لكن تعويذتها كانت فاشله؛ فالمشعوذ كان نصابا يلتهم نقودها ويغذى حقدها بالأكاذيب فتم الحمل بسلام، لكنها أرسلت من يقتلها ويقتل الطفله بمهدها، لكن الأم حمت إبنتها بحياتها ورحلت تاركه زوجها المتألم الذى أحس بالخطر، فرحل عن البلاد كلها بإبنته، وحين علمت ظلت تحترق لسنوات فحتى محاولاتها مع زوجها للإبتعاد عنه باءت بالفشل.


❈-❈-❈


لاحظ زوجها تبدل أحوالها، فسألها بسخريه: ماذا هناك؟ كنتِ تقتلين نفسك لإرضائى! وهكذا بلا سبب أصبحتِ تنفرين منى هه... يالنساء!


لمعت عيناها بحقد: كنتُ أريدك لسبباً ما، ولكنى الآن أمقتك.


لم يَثُر كما توقعت؛ فقد كان يتحكم بغضبه ببراعه، فقد كان يعالج غضبه بالسخريه؛ لذا ضحك ساخراً


- ومنذ متى لم تكونى تمقتينى عزيزتى؟ أنتِ لا تحبين أحداً مطلقاً ولا حتى نفسك! فمن يحب نفسه يبحث عما يسعده لا يبحث عن المشاحنات هنا وهناك ألا ترين أن حتى خدمك يمقتون أنفسهم لأنه وقع عليهم الخيار لخدمتك؟


صراحته جعلتها تريد خنقه لكنها لا طاقة لها بالمحاولةِ حتى؛ لذا إبتلعت حسرتها، وعاشت تخفى آلامها بالتكبر على الجميع، ولم تُجدى أى تعويذه لها بالتخلص من زوجها أو بعودة حبيبها حتى أصبح إبنيها رجلان!


❈-❈-❈


أحب إبنها الأكبر فتاة من بلدٍ بعيد لكنها رفضتها فهى فقيره! وسيلانه تريد له الثراء الدائم، والسلطه كما أن الفتاه تشبه غريمتها السابقه وزوّجَته من أخرى من عائلتها، عاش معها مرغماً فى بادىء الأمر، ولم يهتم والده بالأمر، فحين شكاها له تمتم بلا إهتمام.


- الزواج شأن النساء، هن يخترن أزواج أبنائهن كما حدث معى، ومع كل رجال العائله كل النساء سواء المهم إلى أى عائله تنتمى، وهل تستحق شرف الزواج منك؟ خلاف هذا فالرجال مشغولون بحكم البلاد.


يأس هذا المسكين مع أب بارد المشاعر، وأم حقود، وقد ظن أن أباه سينصفه، لكنه ورغم أنه يحيا مع شمطاء لكنه لم يبالى بقدَر إبنه.


❈-❈-❈


أتى الأخ الثانى لتزَوجه فرفض تماما أن يكون مثيل أباه وأخاه، وأكد لها أنه إذا لم يختار زوجته لن يتزوج، ولم يبالى بغضبها بل هددها إذا لم تكف عن محاولاتها التحكم به سيكشف أسرارها الخفيه، فهو ذكى منذ الصغر ورأى وسمع الكثير وفضوله جعله يعلم عنها مالا يعلمه أباه على خلاف أخاه الهادئ الرزين الذى تقبل قدره فيما بعد؛ لأن زوجته رغم أنها من نفس عائلة والدته المزعجه لكنها حقا وديعه محبه.


كما أن الفتاه التى إختارها أعجبه جمالها فقط لكنه لم يتعرف عليها، ولم تكن تعلم بأمره وللمصادفه هى نفسها من إختارها أخاه الأصغر الذى لم يبالى بكون أخاه أرادها لنفسه سابقاً بل أصر عليها، وتحدى والدته التى وافقت مرغمه عليها.


رغم أنها علمت أن الفتاه ليست شبيهة غريمتها فقط بل إنها ابنتها التى نجت من محاولاتها لقتلها بمهدها! وأرادت التخلص منها لكن إبنها كان على درايه بها وهددها!


- أنا لستُ أخى فأفيقى إذا ما تأذت صدقينى سأريكِ الجحيم على الأرض.


فصرخت به مستنكره: أنا والدتك أيها الفظ!


حينها سخر من غضبها: وماذا تعرفين عن الأمومه أيتها الملكه؟ لقد كانت هناك مربيه، وخادمات لرعايتنا وأنتِ منشغله بجمالك الذى بدأ يذبل مع العمر لقد أضعتى حياتك فى حربك ضد الزمن!


لاحقا حاولت باللين إقناعه لكنها لم تكن صبوره كفايه، كما لم يكن هو لديه أدنى رغبه فى الإنصات لها؛ لذا حين ضجر من محاولاتها هددها صراحةً أنه لن يرحمها وسيُخرِج من عبائته كل ما أخفته هى من جرائم؛ لذا أذعنت له مرغمه، وتمت الزيجه التى لم ترغب بها مطلقاً، وظل الزوجان يمرحان أمامها بسعاده، وهى تحترق؛ لأنها ترى بهما حبيبها وزوجته.


ما أزعجها أكثر أنها علمت أن حبيبها هذا توفى بعد زوجته بعدة أشهر حزنا عليها، وترك الفتاه لعمتها لتربيها أكان يعشقها حتى مات خلفها فلما؟ ما المميز بها إلى هذا الحد؟ لم تكن شيئاً!


كانت التساؤلات تضج برأس سيلانه التى لم ترى أن الإجابه تكمن فى نقاء غريمتها وبرائتها وحبها للجميع، طيبتها وخفة ظلها كانت رائعه بحق تستحق محبة الجميع تماماً كإبنتها، وكل ما رأته سيلانه أنها فقط كانت فقيره، لكن الذى جعلها تحترق أن إبنها المقرب هو من أراد إبنة غريمتها، والتى أنجبت بدورها فتاه تشبه والدتها، وإبنها يكاد يطير فرحا بها بل الجميع يحب تلك الصغيره حتى إبنها الأكبر وزوجته لديهم صبى ويعشقون تلك الفتاه أهو سحر ألقى على كل الرجال لمحبتهن أم ماذا؟!

حتى هذا الصغير حفيدها الأول يعشق الفتاه، ويحميها وكأنها كنزه الثمين، وبعد أن أصبح والده كبير العائله بعد وفاة زوجها، فهذا يعنى أن إبنه سيرث هذه المكانه، وبعشقه للصغيره سيتزوجها! وتصبح حفيدة غريمتها على رأس العائله، وهذا ما لن تتقبله مطلقاً ونسيت أن تلك الحفيده هى حفيدتها أيضاً! 


لقد أعماها الحقد ورتبت الأمر جيداً هذه المره لتتخلص منها فسافرت لزيارة إحدى صديقتها، وإستأجرت مرتزقه غرباء؛ لقتل زوجة إبنها وإبنتها لتتخلص من أى أثر لها؛ ولتضمن أنها لن ترى شبيه لغريمتها مجدداً، وأكدت على المأجورين أن يقتلوها مهما كانت النتيجه وإلا أرسلت من يقتلهم!


لابد أن تتخلص من الإثنتين هذه المره فأخبرتهم بوضوح أنها لا تريد لهما أثراً لابد وأن يتخلصوا من كل يسكن هذه الغرفه فزوجة إبنها وابنتها ينامان بها فقد سافر إبنها للعمل، فمنذ توفى والده أصبح العمل بينه، وبين أخاه يتناوبان بالسفر لذا فهذه فرصتها الذهبيه. 


لكن ما لم تعلمه أن زوجة إبنها الصغير أصيبت بالبرد، فإنتقلت زوجة إبنها الكبير للمبيت معها والإعتناء بها، فبرغم حقد والدة زوجيهما لكنهما كانتا صديقتين مما جعل تلك الحقود تحترق أكثر.


❈-❈-❈


حين أتى القتلة كانت إحدى الزوجتين بالمرحاض، وخرجت لتجد ظلاً أسوداً يطعن الأخرى، فصرخت مستغيثه مما أيقظ زوجها الذى ينام مع الصغيرين بغرفه أخرى، فركض ليجد هناك من ينحر رقبة زوجته فركض؛ ليمنعه لكنه سقط أمام جثتها بعد أن تلقى طعنه نافذه، ويبدو أن صراخها أيقظ الخدم، وإنتشرت الفوضى وتحول الأمر إلى مجزره لكن الحفيد كان مستيقظاً وكذلك إبنة عمه.


❈-❈-❈


لقد كان (عابد) حفيد سيلانه الأول، والمقرب؛ فقط لتكيد إبنها الصغير المحبب لكنه لم يكن يبالى حقا!

ورغم تأخر زوجته لعدة سنوات فى الإنجاب لكنه لم يأبه بذلك!


فشلت محاولات سيلانه فى جعله يتزوج من أخرى؛ فقط لتؤلم قلب زوجته، كما أن أخاه رفض مطلقاً التدخل بهذا الصدد؛ فالأمر يخص أخاه وحده! 

كما أنه لا يتخيل أن يفعل هذا بزوجته فلما يجبر أخاه على فعل شئ كهذا بزوجته؟!


كل هذا إلى جانب شخصية أخاه، فبرغم كونه الأصغر سناً لكنه الأقوى والأشرس، ولن يتقبل التدخل بحياته الخاصه، وهذا لا يعنى أنه بلا قلب بل على العكس تماماً، هو متيم عشقاً بعائلته، ويخشى عليهم النسيم القوى، حتى والدتهما المزعجه لكنه ليس متساهلاً أبداً، وحين رزقه الله بطفله كالملاك عشقها كل من بالقصر من الخدم إلى صاحب الكلمه الأولى بالمنزل الكل عدا سيلانه!


حين حملها والدها تأملها بحب، وإشتياق أخفاه ببراعه، لسنوات تلهف ليصبح أباً، لكنه لم يستطع التفوه بما يختلج صدره من ألم؛ لكى لا يزيد على زوجته حزنها، وبالأخير نصحه أحد الخدم القدامى بالمنزل، والذى يُكن له منزلةٍ خاصه بأن يبتعد بزوجته عن القصر، فوالدته لا تكف عن إزعاجها، ولا تترك مجالاً لها لتبتسم حتى، وقطعا هذا سبب تأخرها بالحمل، فقد أكد طبيب القصر له أن كلاهما بخير وقد أخذ بنصحه، وأتت النصيحه بثمارها، لذا لا داعى لإخفاء فرحته.


همس بسعاده: سأسميها نجمه لتنير ظلام ليالينا


لقد كان عابد قريباً جداً من عمه، ويحبه كثيراً، وحين رأى الفتاة لأول مره بين ذراعى والدها تحمس كثيراً، ولمعت عيناه بسعاده وترقب.


- عمى هل يمكننى حمل الطفله 


نظر له مبتسماً وهو يشير بعيناه إلى الطفله: أترى تلك الصغيره؟


أومأ بحماس فتابع عمه تساؤله: أتعجبك؟


- أجل كثيراً.


مد يديه له بالطفله: إنها لك فلتحمها جيداً.


أخذ منه الصغيره، وضمها إليه، وهتف بقوه: سأحميها بروحى.


حينها تدخلت زوجته تعاتبه: كفاك إزعاجا للصبى!


- إنه زوج إبنتى المستقبلى فلا يتدخل بيننا أحد.


أسعدت كلماته الجميع عدا من تنظر إلى الفتاة بحقد، وقد أقسمت أن تتخلص منها، ولكن بعد فشل مخططها، وتغيير المرتزقه لمسار الخطه كان عابد، والرضيعه نجمه هما الناجيان الوحيدين، وحين رأى عابد الموت يخيم على كل من بالمنزل تسلل وحمل الطفله وإختبأ بها يراقب ما يحدث وقد سمع أحد القتله يخبر الآخر بأن يتأكد من أنه قضى على الجميع قبل أن يرحلوا فلا يريد شهود ومن

أرسلتهم لا تهتم بأحد تريد التخلص من زوجة إبنها وإبنتها فإرتعب الفتى وقد أدرك حقيقة ما يحدث وحمد الله أن الفتاه نائمه، وحين قضى اللصوص على كل من بالمنزل كثفوا البحث عن الطفله، وكادوا أن يكتشفوا أمرها معه لكنه أخفاها بمكان صغير، وهرب إلى مكان آخر؛ لظنه أنهم لن يجدوها لكنه ما أن إبتعد عنها حتى إفتقدت دفئه، فإستيقظت ووجدت نفسها وحدها بعيداً عن أهلها والظلام والصمت المخيف يكتنفها، وقد بدأت تشعر بالبرد فشرعت فى البكاء الذى أنبأهم بوجودها، وحين كادوا يمسكوا بها عاد عابد مسرعاً وحملها وركض بها فهدأت حين عاد الدفئ لها ورائحته التى إعتادت عليها.


أسرع عابد بين الجثث، والدماء يتخفى بالظلام وأطلق إنذاراً جعل القتله يهربون، لكنه أصبح بخطر بالخارج، وعلم أن جدته لن تترك الطفله حيه فوضعها بسله خضار أحد المزارعين الذى يتجهز للذهاب للسوق وإختفى، وحين صدع صوتها كان هناك من يمر بالمكان وأخذها، فركض خلفه لكنه لم يلحق به، وعلم أنه قد أضاعها مما جعله مضطرب،، وحينها بدأ الإدراك يصعقه لقد أفنت جدته عائلته كلها كل من لديه أباه، وأمه، وزوجة عمه، وها هى الطفله التى تعلق بها قد ذهبت، وأصبح بلا مأوى، وليس لديه أى أحد ولا يدرى كيف سيواجه عمه لقد عاهده بأن يحميها فأضاعها، وكيف به أن يعود من الأساس؟ وقد علم بنوايا جدته، لن يعود فعودته تعنى موته فلن يستطيع إخفاء ما علم به عن عمه، وبالطبع جدته ستنتقم منه.

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة