-->

قصة قصيرة جديدة صرخات أنثى لزينب عامر - الأربعاء 31/7/2024

 

قراءة قصة صرخات أنثى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قصة قصيرة صرخات أنثى

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب عامر

تم النشر يوم الأربعاء

31/7/2024


علّ صوت الصراخ يدوي في الأرجاء محدثًا تجمهر عدد كبير من الناس لمعرفة ما الذي يجري،  أصوات عالية مدافعة وأخرى تتطاول عليها وبكاء مستمر بينهم لا يتساءل أحد عن،  سقوط قوى أدي إلى انتباه الجميع إليه،  كانت طفلة بملامح شابة مراهقة جسدها ينتفض من شدة التوتر،  أتي الطبيب علي أثر الصوت يبحث عن المريضة؛  وجدها ساقطة بين الأقدام وجسدها ينتفض نفضا حتي رأي خط رفيع من الدم يسيل من أنفها، ووالدتها تصرخ فزعا كى تقوم معها للذهاب إلى المنزل، أصابه الرعب فصرخ بالجميع بصوت عال:

 

-  لا أريد رؤية أحد للخارج . 

 

إقترب رجل مسن يساند الطبيب في حمل المريضة، فصرخ به الطبيب مرة أخرى: 

 

- أرجو أن لا أجرحك لكن لا أريدك هيا معهم.

 

 

نكس الرجل رأسه وتساقطت دمعاته في صمت ألهب فؤاده، يكاد قلبه يبكي دمًا مثل دموعه،  خرج يجر أذيال الكسرة والذل، لا يصدق ما جرى فهو كان يمزح منذ وقت معها وهم يتناولون الطعام، بعدها شعرت بالألم يهاجمها ثم إزداد محدثا معه مضاعفات، أسرع أب بحمل أبنته إلى الطبيب الخاص بها، وقفت علي أعتاب العياده الخاصة ثم قالت لأبيها بصوت مبحوح من البكاء وشدة الألم:

 

- لن أستطيع فعل شيء دون حضور عادل.

 

أخرج الأب الهاتف المحمول من جيب جلبابه، ثم ضغط على أزرار الهاتف حتى ظهر رقم الزوج وطلبه، أنتظر قليلا حتى أجاب بصوته الناعس فقاله له ويداه ترتجفان علي أذنه من شدة التوتر:

 

- عادل بُنى أن زوجتك مريضة ونحن بها فى عيادة المريض.

 

أنتفض عادل من على الفراش فزعا ثم قال وهو يشدد على شعره بيده الحرة:

- هل حدث لها شيء أو أبنى.

 

- لا نعلم نحن بانتظارك هى رافضة الفحص حتى تأتي.

 

اقتربت منها والدتها عندما وجدتها تتقيء، فربتت على ظهرها ثم قالت بحنو أم:

 

- بنيتي هي بنا ندخل لطبيب حتى يأتي عادل.

 

تساقطت قطرات الدمع من عينها وهى جالسة على الأرض من شدة هبوطها  ، فقالت بصوت يكاد يظهر:

 

- أخشى منهم أمى فهم لا يحبونني.

 

 

تحسرت الأم على شباب ابنتها بينما الاب يشاهد ما يحدث فى صمت، لكنه يخشى حدوث شيء لابنته فموعد والدتها بعد أسبوعين من الان والطبيب يُطالب بالولادة ،  دخل الزوج يلهث من شدة الجري ليجد زوجته شاحبة جالسة على الارض ليقترب منها بفزع، ربت على يدها ليحثها على الوقوف ثم لجؤا إلى الطبيب، فحصها الطبيب عدة دقائق تحت أنظارهم، ثم أخبرهم بضرورة اللجوء إلى الولادة القيصرية لان الطفل قد مات، ثار الزوج معلنا رفضة لتلك الحقيقة،  بينما صُدم الجميع من الخبر حتى بدأ شهقات الأبنة تشق الأذن، وجلس الأب على المقعد من شدة الصدمة وكمية العقبات المتلاحقة ، حاول الطبيب جعل الجميع يتقبلون الفكرة فقال:

 

- لما ذلك العبوس يمكن تعويض الطفل، لكن هل يمكن تعويض أحدى الزوجين!

 

 

لم يرد أحداً عليه وأدرك هو الصدمة الساقطة على رؤوسهم، فهم كانوا ينتظرون طفلهم الذي كان من المتوقع أنه سيولد بعد أسبوعين.

 

 

في الخارج.

 

حضرت أم عادل تبحث عنه وهى تدعو على زوجته وتسخط عليها، اقتربت من باب الغرفة بعدما أخبرتها الممرضة أنهم بالداخل، كان الجميع وجهه شاحب والدمع يشقه، زاغت نظرتها إلى ابنها فوجدته يستند على الحائط خلفه وعيناه مليئتان بالدمع، فاقتربت منه سأله في حيرة وهى تهزه هزا:

 

- ما الذي حدث لك بُنى ولما البكاء.

 

أجابها بعقل شارد وقلب يتألم على طفله الذي لم يراه بعد:

 

- مات قبل أن أراه أمى، لن أحمله بين يدى.

 

ضربت على صدرها لطمه وهى تصرخ فزعا وتقول:

 

- من هذا!

 

- أبنى الذي فى أحشاء زوجتي مات.

 

 

إلتفت الأم تدعو عليها بدعوات كثيرة وأن لا يفرح قلبها يومًا كما أبكت أبنها، حتى أنها أتهماتها بالشؤم منذ عرفوها، كانت الأبنة قد أصبحت لا تقوى على الوقوف فراحت تستند بيدها على سرير الفحص وتقول وحسرة على ما قدمته لتلك السيدة:

 

- حمدا لله أنه لم يأتي حتى أدرك معزتي لديكِ.

 

- لا معزة لكِ عندي  فأنا لا أحبكِ.

 

ضحكت الفتاة ببسمة شقت وجهها الباكي وراحت تقترب من أبيها المسن وهى تتحامل على نفسها وتقول وهى تجفف عيني أبيها :

 

- لا تبكي أبى لا أبكى لك قلبًا أنى احتسبته عند الله.

 

- أتمنى من الله أن لا تعودي وأن تزهق روحكِ كما ولد أبنى.

 

سقط فؤاد الأب زعرا من حديث أم عادل، راح يتضرع إلى الله أن ينجى أبنته فلذة كبده، بينما الأبنة تتألم لفقد جنينها و عينها تذرف دمًا، إقترب منها طبيب التخدير وراح يحثها علي الثبوت، لكنها لم تتحدث ولا تفعل شيء غير البكاء، بينما بالخارج جلس الأب يبكى من حقد تلك المرأة وكرهها لابنته، ليقترب منها قائلا بصوت باكي:

-          لما تكرهين أبنتي لذلك الحد.

-          لأنني تمنيت أبنة شقيقتي وأبنتك من وافقت على أبنى 

-          وهل ذنبها القدر هو ما جعلها ببيتك

ضحكت بصوت عالي وقالت وهى تسير جهة الخارج

-قريبا ستجلس إلى جوارك مطلقة لا حيله لها غير البكاء.

 

ظلت الكلمات ترن داخل أذنه وهو يتخيل حال أبنته خلال الفترة القادمة  

 

 

❈-❈-❈

 

 

صرخ الطبيب فزعا في مساعديه كى ينقذوا المريضة فهي تحتضر، دب الرعب فى قلب الأب بينما علّ صراخ الأم تناجى الله ينجيها، وقف زوجها فى زاوية يشعر بخيبة الأمل بينما والدته تتحسر على صغيره الذي لم يري النور.

 

❈-❈-❈

 

خرج الطبيب يلهث من شدة التعب وراح يستند على الحائط المقابل له، هرول الاب تجاهه وهو يتسأل فى فزع:

- هل أبنتي بخير

 

رفع الطبيب يده على كتف العجوز وراح يربت عليه بحنان قائلا:

- هى بخير وتحتاج إلى الراحة لكننى أخشي عليها من أفعال زوجها.

 

نكس الرجل رأسه فى خزى وسقطت دمعه منه ثم قال:

- أخشي عليها فهي لم تعد تريد أحد غيره وهذا ما جعلني  لا أستطيع محادثتها.

 

 

تفهم الطبيب حالة الاب ثم تركه بعد أن حاول مواساته.  

 

❈-❈-❈

 

 

شعرت بدوار يهاجمها لكنها تماسكت وراحت تتساند على الحائط  لتترك الغرفة ثم الى الخارج  فلمحت زوجها واقف أمام الغرفة، كانت ملامحه جامدة لا تنم عن كونه أخطأ في حقها، لكنها كانت بداية ونهاية درس قاسى أخذ منها كل شيء مقابل طفل لم يقدر له العيش ساعة،  اقتربت منه فأدار وجهة عنها وقال وهو يسير جهة الخارج: 

 

-لا عيش لنا بعد اليوم فأنتِ قتلتي سبب العيش بيننا

صرخت بصوت مجهد قائلة: 

-ما ذنبي إذا لم يقدر الله له العيش هل ستنهى الحب الذي بيننا مقابل حياة طفلي. 

 

-هو لم يكن طفلك  ،  ثم أنكِ السبب فى قتله لذلك ما بيننا أنتهى.

وخرج من المشفى لا يلتفت خلفه ثانية واحدة، ولم يرى ما خلفه ورائه من ألم،  بينما هى سقطت على قدميها تبكى على اللبن المسكوب،  جنينها توفاه الله ولم يقدر له العيش،  وهى اضطررت لإجهاده قبل أيام من ولادته الطبيعية  ،  بينما زوجها اعتبر علاقتهم طفل وبعد موته مات الحب بينهم،  استسلمت للألم الناتج عن جسدها لتشعر بعدها بنزيف أفزعها حاولت الصراخ فلم تستطع،  حتى أنفها سال دمه. 

وصل أبيها أمام غرفتها ليجدها جثة هامدة بين بركة من الدماء،  فصرخ طالبا النجاة،  حضر الطبيب مسرعا وطلب مساعدة مز بعض الزملاء،  حاول جاهدا إنقاذها لكن إرادة الله فاقت قدرتهم ومعها فاضت روحها إلى باريها حسرة على زواج إنهار بدون أسباب من وجهة نظرها،  جريمة قتل من جهة زوجها.

 

 

تمت بحمد الله

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة