-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 5 - 2 - الإثنين 15/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخامس

2

تم النشر يوم الإثنين

15/7/2024



رفض عرضها السخي بابتسامة صفراء:

- متشكر اوي يا سامية على زوقك، بس انا للاسف اكلت فعلا قبل ما اجي .

- كلت فين يعني؟ في الشغل ولا برا الشغل؟

خرجت منها بانفعال جعلته يرد عليها بالمثل:

- اكلت مطرح ما أكلت بقى، المهم اني شبعان وخلاص، كلو انتو بالهنا والشفا. 


همت ان تزيد عليه ولكن منعها صوت جرس المنزل الذي دوى فجأة ليذهب اليه فجأة ويرى من الطارق، ليزداد داخلها الغيظ حينما لمحت وجه هذه المرأة السمراء والدة الملعونة صبا التي تكرهها، يتلقاها هو بترحاب مبالغ فيه:


- خالتي زبيدة، اتفضلي الف اهلا وسهلا.

- اهلا بيك يا حبيبي، انا جاية اطمن على حبيبتي الغالية الست الوالدة ، هي صاحية ولا نايمة. 


اشار لها بيده نحو والدته التي تبسمت لها ، لتهلل زبيدة برؤيتها جالسة بعيدة عن فراشها:

- وه وه بسم الله الله اكبر عيني باردة عليكي يا غالية .


تقدمت للداخل تتبادل معها المزاح والحديث الودي، اما شادي فقد توقف على مدخل المنزل ، بابتسامة متسعة  وعيناه الى الخارج، ليثير فضول ابنة خاله التي شعرت بعدم الراحة بوقفته هذه واعطاءها ظهره،  لتميل برأسها حتى تحققت من الجهة التي يتطلع اليها، تلك الملعونة خطيبته تقف على مدخل الشقة المقابلة لهم، تتوعد له وتحذره وهو ييتسم لها بملئ فمه، بوجه مشرق،  مستمتعًا بحنقها، وكأنه عاد مراهقًا يشاكس ابنة الجيران. 


❈-❈-❈


على مائدة الطعام التي كانت تجمع الاسرة ، يجلس على رأسها خميس ، يتناول طعامه بنهم كعادته ، وزوجته لا تكف عن تقديم المزيد من اصناف اللحوم في طبقه، برعاية تجيدها في أرضاءه:


- كُل يا خميس، دا انت بتشقى وتتعب.

ليتمتم لها بفم ممتلئ:

- ربنا يخليكي ليا دودو ، هي البت سامية فين؟ مش قاعدة معانا ع السفرة يعني؟


- راحت تقضي يوم مع ولاد اخوها وبالمرة تقعد شوية مع عمتها، ما انت عارف بنتك بتحبها قد ايه 

اوما بهزة من رأسه ليأتي تعقيب سامر مستنكرًا:

- اه طبعا وتلاقيها هتقعد تتركن هناك ،،ما انا عارفها وعارف اللي في دماغها. 


- هو ايه اللي في دماغها يا واد انت،؟ انت هتتكلم بالالغاز، عندك حاجة قول. 

زفر سامر بعجز عن الافصاح عما يدور بخلده، وما يعلمه عن تهور شقيقته، وحزم ابن عمته الباتر في كل ما يخصه، ليصمت مجبرا واضعًا همه بطعامه. 


وتدخل سمير يغير مجرى الحديث.

-،شوفت بت اخوك يا حج، امبارح راجعة قريب الساعة واحدة بالليل، والهلف اخوها واقف مستنيها على ناصية الحارة. 


- ومدام الهلف اخوها كان واقف مستنيها، يبقى هعملها ايه انا بقى؟

تفوه بها خميس في رد مباغت لابنه، ليتوقف الطعام بفمه بصدمة، جعلت بعض من الانتشاء يتسرب الى زوجته التي طالعته بشماتة لم تخفى عليه، لينفعل مبررًا بحماقة لم يحسب لها حسابا؟


- ازاي يعني مالناش دعوة؟ هي دي مش تخصنا برضو،  بنت اخوك اللي طايحة دي لو غلطت، العيبة هتلبسك انت يا عمها. 

توقف خميس عن الطعام ليطالعه بأعين تلونت بالاحمرار معنفًا له:


- انت بتبرطم بتقول ايه ياض؟ مين دا اللي يتجرأ ويجيب عليا العيبة؟ دا انا كنت ادفنه مطرحه، مش بناتنا احنا اللي يتجاب سيرتهم، انا رايح لها البت دي .


قال الاخيرة وأزاح بجسده المقعد للخلف بعنف يهم بالنهوض إلا ان صيحة زوجته كانت هي الاسبق:

- اقعد يا خميس مطرحك وكمل أكلك .


تطلع لها بتردد لكنها اعادت عليها حاسمة تأمره:

- بقولك اقعد يا خميس، وسيبك من هطل ابنك. 

اذعن الرجل لأمرها يعود لجلسته وطعامه، وجاء الاعتراض من ابنها:


- انا اهطل ياما، بقى راجل كبير زيي ، يتقال عليه اهطل ياما. 

- وستين اهطل كمان، عشان بتنبش ف اللي ملكش فيه،  وعايز تعمل مشاكل احنا في غنى عنها .


رددت بها درية بتصميم وتقريع، وغمغم سامر بسخرية، دون ان يرفع عيناه عن الطعام:


- بتجيب التهزيق لنفسك. 

- لم نفسك يا سامر بدل ما احط كل غليلي فيك دلوقتي. 

قابل الاخير انفعاله بابتسامة سمجة مستخفة،  ليأتي الرد من زوجة الاخر وهي تنهض عن الطعام بغتة:

- الحمد لله انا شبعت. 


قالتها بحدة لفتت ابصار الجميع نحوها وهي تذهب نحو باب المنزل مغادرة نحو شقتها،  لتعلق والدته من خلفها:

- عاجبك كدة يا بوز الاخص؟ هتطفش مراتك منك بعمايلك السودة .

اضاف سامر على قولها :

- والله عندك حق ياما ، البت ساكتة ساكتة لكن في الاخر هتنفجر في وشه. 

- تنفجر ولا تغور في داهية ، انا لا طايقها ولا طايق عيشتها. 

- صاح به والده بغضب:

- امال طايق ولا عايز مين يا ابن الكلب، ما هي مشكلتك انك مفضوح قدامنا كلنا وعارف كويس 

ان الموضوع منتهي، ومع ذلك بتحرب على خراب عشك ولا حاسس ان جايلك عيل في السكة .


تجهم سمير بوجه ممتقع من الغيظ والغضب المكتوم، يوزع بنظرات الاتهام نحوهم دون ان يقولها صراحة،  ولكنها لم تخفى على والدته ، والتي عبرت عنها مدافعة:


- بلاش بصاتك دي يا واد، وافتكر كويس انها هي اللي باعتك لما حطت شرط ورث ابوها في الوكالة،  قبل جوازها منك، وهي اساسا ملهاش ورث.


سامر والذي لم يقوى على كبت فضوله هذه المرة:

- بس بهجة دايما بتتكلم ان معاها الحق، انتوا متأكدين ياما ان ملهاش ورث؟ 


سعل خميس والطعام في فمه، لتلحقه زوجته بالماء، ثم تربت على ظهره، تلقي باليوم على أبناءه:


- اسم الله عليك يا خويا، اشرب اشرب، خليتو ابوكم شرق وكان هيروح في شربة مية جاتكو الهم .

ظل على وضعه لحظات امام ترقبهم، حتى التقط انفاسه ليردف بلهجة مضطربة:

- انا عمري ما اكل حق حد، وربنا العالم انا عملت ايه مع المرحوم،  بس كله عند ربنا ، انا مش هتكلم .


لتهتف من خلفه بتأييد يلجمهم كالعادة:

- صدقت يا اخويا، واللي عند ربنا ما بيروحش، كُل كُل وهدي نفسك ، بلا هم. 


❈-❈-❈


مساءًً

حينما غادرت منزله، كان هو ما زال قابعًا في غرفة مكتبه ولم يغادره بعد ، أنهى جميع الاعمال المطلوبة منه، بذهن شارد بالكاد يكفيه للمراجعة او القراءة السريعة في اعماله، لتعود صورتها وتحل امامه على الفور، 

ثم يأتي الاَن ويقف خلف الجدار الزجاجي يراقبها وهي تغادر ،  وعيون الحراس والعاملين أينما مرت تذهب معها، بها شيء لا يفهمه، 

جميلة ولا ينكر ذلك، ولكن يوجد الالاف من الجميلات، ولكن هي بها شيء  مميز لم يصل إليه بعد؟


حتى طريقة سيرها بهذه العباءة الفضفاضة بمبالغة،  حديثها بعزة ولغة راقية بعيدة تمام البعد عمن تعامل معهم من العاملين. 


ثم يظل هذا الشيء الاروع، وهو عيناها وذلك الصفاء بخضارها يذكره بنقاء الطبيعية وسحرها، 


زفر انفاس خشنة ليعود الى جلسته خلف المكتب ، محدثًا نفسه بتساؤل:

- منذ متى لم يلتفت نحو امرأة او تشغله بهذه الطريقة،  يبدو ان تأثير بهجة سوف يستمر معه طويلا هذه الايام حتى تنصرف من عقله او ربما يجد له الحل. 


❈-❈-❈


هذه المرة اتخذت احتياطها وخرجت باكرا عن اليوم السابق، وقد افنت يومها في مجالسة نجوان فلم تتركها الا بعدما اخلدت للفراش، لتعود الاَن والساعة تعدت العاشرة فقط.


نزلت من سيارة النقل العام التي كانت تقلها الى منطقتها، وقد رفضت اليوم عرض العم علي في توصليها،  تجنبًا للتساؤلات ووجع رأس هي في غنًى عنه، ولكن منذ متى حدث ما نبتغيه؟


- جاية منين يا بهجة؟

جاءها السؤال بغتة من خلفها، لتلتف نحو مصدر الصوت،  وتفاجأ بابن عمها الأصغر سامر، مضجعًا على سيارته، التي اصطفها خارج الحارة،  وكأنه كان في انتظارها، وقد بدا هذا واضحًا من وقفته، مكتفًا ذراعيه اعلى صدره، 


- افندم يا عم سامر انت كمان، اخوك معاك بقى؟ ولا انتو مقسمينها بالدور؟

تهكمت بها في رد واضح على رفضها لتدخله، ولكنه كان اذكى من ان يتحامق معها مثل اخيه، لذلك جاء رده بهدوء :

- لا يا بهجة مش مقسمينها ولا لينا حق نسألك طبعًا، بس يا بنت عمي لما الاقيكي بتغيبي عن بيتكم لحد الساعه دي،  دا غير اني لما سألت عنك في شغلك،  عرفت انك معتبتيش المصنع من اساسه، يبقى حقي انشغل.


.


- كمااان روحت المصنع وسألت عني،  دا اخوك متجرأش يعملها يا سامر؟


تمتمت بها بحالة من الدهشة والغضب تعتريها، ليقابل ردها بمهادنة وكلمات ذات مغزى:

- انا غير اخويا يا بنت عمي، هو كان غبي ومعرفش يحافظ عن النعمة اللي في ايده ودلوقتي بيبكي عليها بعد ما راحت منه، انما انا الامر عندي غير، انا راجل واعرف اصون اللي معايا كويس، ولما اقرر محدش يقدر يرجعني عن قراري، وف الاول وف الاخر انا سؤالي نابع بس من الخوف عليكي، مش شك ولا اي شيء يزعلك. 


ضاقت عينيها وافتر فاهها تطالعه بتفكير وتفحص، لتحسم الجدال معه:


- حاسة كلامك رايح لسكة مش عجباني يا سامر،  لذلك انا هنهي معاك من اولها، عشان لو حاطط اي فكرة في دماغك شيلها من اولها عشان انا قافلة الباب بالضبة والمفتاح مع الكل.... وخصوصا انتو .


زفر يطرق برأسه سريعًا ثم يرفعها متطلعا اليها بابتسامة لم تصل لعيناه:

- براحتك طبعا، رغم اني شايف ان الكلام مش وقته،  بس انا هرجع وانبهك على موضوع الرجوع بالليل عشان بس سمعتك في الحارة والكلام اللي انتي عارفاه، عشان انا يوم ما هيوصلني نص كلمة بس هولع في الكل ومش هيهمني لا كبير ولا صغير. 


- كتر خيرك يا ابن عمي. بس انا مش محتاجة نصيحة ولا دفاع من حد ، واهل الحارة اللي انت بتقول عليهم دول ، هما اكتر ناس عارفين مين بهجة؟ وانا مش محتاجة حماية من حد .


قالتها والتفت ذاهبة نحو وجهتها، دون ان تكلف نفسها بالنظر نحوه ولا بمعرفة تأثير حدتها عليه، فلديها من الهموم ما يكفيها، ولا ينقصها منه هو الاخر-

الصفحة التالية