-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 9 - 3 - الأربعاء 24/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع

3

تم النشر يوم الأربعاء

24/7/2024

جاء المساء 

واجتمع الاحباب والأهل والاقارب في القاعة التي امتلأت عن اخرها بالمدعوين، العروسين في منصة العرس يستقبلان التهاني والمباركات والتقاط الصور بكل ترحاب، 


العروس كانت جميلة وفاجئت الجميع بطلتها، وعريسها المغوار يتبادل المزاح مع اصدقائه وضحكاته خير دليل عن مدى سعادته،  

لقد أجاد دوره بالفعل،  اما هي ففرحتها كانت بسعة الكون، ترقص بين صديقاتها وشقيقاتها وصيفات لها، رؤى وفريال المتغربة دائما، حضرت اليوم من سفرها من اجل هذا الحدث الهام، تجبر والدتها على الاندماج معهم، رغم أدعائها الرزانة طوال الوقت. 


اما شهد فقد كانت مقيدة بجوار زوجها الذي لم يكف عن تحذيراته. 

- خفي هز بوسطك يا شهد وانتي قاعدة، الحركة غلط عليكي، كفاية بقى . 

خرجت زفرتها برد له قبل ان تتجه باعتراضها نحو مجيدة : 

- شايفة يا طنط، طب بذمتك انا بهز،  انا بهز ، حتى السقفة كمان بقى اسمها هز وانا قاعدة! 


تضامنت مجيدة معها كالعادة رغم تحفظها: 

- طبعا يا حبيبتي معاكي حق هو مزودها، بس انتي بردو خدي بالك، لانك من فرحتك بتهزي من غير ما تحسي. 


تطلعت لها بصدمة لتنقل بتساؤل نحو صديقتها لينا والتي ضحكت توافق حماتها الرأي: 

- بصراحة اه يا شهد، ودنك ماشية مع الأغنية وبتعبري بانسجام يجنن يا قلبي، انا بجد مش عارفة بتعمليها ازاي؟ 


أتى قول زوجها بتحكم كالعادة: 

-  اول مرة يقولو كلمة حق، اسمعي الكلام بقى وانتي ساكتة. 


بالطبع لم تصمت له، وصارت تجادله في الأخذ والرد ، امام متابعة جيدة من مجيدة التي كانت تتدخل بتسلية حين يلزم الامر ، وتعليقات ساخرة من لينا، والتي انتبهت في الاخير على شرود زوجها وعدم مشاركتهم هذه اللحظات الجميلة: 


- ايه مالك يا عمنا انت كمان؟ معقول يا امين قاعد جنبنا سرحان، وصاحبك العريس خاربها في الرقص مع اصحابه هناك؟ 


زفر صامتًا دون ان يجيبها، فكيف يخبرها، ان ما يقلقه بالفعل، هي حالة صديقه تلك؟ الفرح المبالغ فيه يجعله يزداد شكا به بالفعل، هذا احساسه. 


❈-❈-❈ 


وفي محبسه، 

تأؤه بألم مبرح اثناء تقلبه للجهة الاخرى في نومته ، ليصدر اصواتًا: 

- اااه، اااه ياني اااه. 

عقب زميله والذي كان جالسًا بجواره يلوك الطعام بفمه: 

- ايه بس مالك يا غضنفر؟ لسة برضو عضمك مدشدش بعد العلقة بتاعة امبارح؟ دا شكل الظابط الغشيم ده ايده تقيلة اوي. 


ضحك بتقطع وحشرجة يجيبه: 

- اااه والله يا ابو الزمل هو فعلا ايده تقيلة،  تقيلة اوي، بس انا عاذره، حكم اللي سمعه محدش يستحمله. 


ختم بضحكة قميئة اثارت فضول الاخر : 

- عاذره في ايه بقى؟ وليه يعني محدش يستحمله؟ 


اعتدل بضحكاته يتحامل على الالم، ثم تناول علبة السجائر يتناول منها واحدة ، يشعلها بالقداحة لينفث في الهواء الدخان الكثيف حوله ، قبل ان يلتف لزميله قائلا بانتشاء: 


- ضربتله كرسي في الكلوب، يعني جيت كدة يا معلم وقطعت عليه في اجمل حتة هو مستنيها . 


عقد الرجل حاجبيه معبرا عن استيائه: 

- انت هتكلمني بالالغاز يا عمنا ، ما تجيب من الاَخر، وقول انت نكشته بإيه خليته يديك الطريحة الجامدة دي . 


- ما يخصكش. 

قالها ثم نفث كتلة من الدخان بوجه الرجل جعله يتأفف ويسعل،  متمتمًا بالسباب الذي لم يأبه به ابراهيم، ليحدث نفسه: 


- ياما نفسي اشوف وشك دلوقتي يا امنيه  اكيد الباشا بتاعك هيفسخ خطوبتك ولا هيرضى يكمل الجوازة، عشان اخرج الاقيكي مكسورة يا كلبة وغصب عنك ترجعي تحت رجلي من تاني، ما انا مش هحلك من دماغي خلاص،  هتبقي انتي شغلانتي...... 


افتر فاهه بابتسامة شاردًا،  حتى جعل الجالس من جواره، يغمغم بلطم كفيه ببعضهما: 

- لا حول ولا قوة الا بالله، دا باينه مجنون دا ولا ايه؟ 


❈-❈-❈ 


بداخل الشرفة التي وقف ينتظر بها منذ لحظات ، ينفث دخان سيجارته سريعًا في الهواء الطلق، قبل ان يصله رائحة عطر اللافندر عن قرب ، ليلتف برأسه الى الداخل فوجدها خرجت من المرحاض،  تطلق شعرها وتعيد ترتيبه امام المراَة بعدما ارتدت منامة العروس الكاشفة اكثر مما غطت ، وفوقها المئزر الشفاف بصورة جعلت عيناه تجحظ من محجريها، ليستدرك على الفور ، فيلج الى الداخل يغلق الستائر سريعًا،  ثم يقف محله يتأملها جيدًا،  بنظرات تمشطها من منبت الشعر المتموج بقصة اظهرت جمالها المخبأ خلف مظهر المقاول الذي تتخذه في عملها، 

لتنزل عيناه نحو الخف الصغير في القدم التي رسمت بالحناء، تلك التي اتبع خطوطها ليعلو رويدا رويدا، حتى انتفض يقترب منها على الفور ويضمها اليه بصورة اجفلتها، فتبسمت بخجل واضطراب: 


- ايييه يا عم خضتني، على طول كدة من غير كلام ولا سلام . 

- يا ستي سلامتك من الخضة. 

تمتم بها وعيناه تلتهم تفاصيلها بشغف، بداية من  بشرتها الناعمة كالحرير، ثم جيدها حتى ما تكشفه المنامة لتتوقف على هذه النقطة التي عرفها جيدًا، لتتركز عينيه عليها بصورة اخجلتها حتى همت ان تعترض بدلال الانثى، ولكنه فاجئها حينما ارتفعت رأسه  يقابل خاصتيها قائلًا بوجه خالي من التعابير: 


- دي هي فعلا الشامة، وفي نفس المكان اللي شاور عليه، حتة مغرية اوي . 

تعقد حاجبيها متمتمة بتساؤل وعدم فهم : 

- هو مين اللي شاور عليها؟ 


ابتسامة جانبية غير مفهومة حلت بزاوية فمه، يخبرها بما اوقف شعر رأسها من الرعب: 

- ابراهيم، اصله هو اللي اداني فكرة عنها، وجعلني اشتاق اوي عشان اشوفها...... 


ابراهيم! هل ما سمعته صحيحًا؟ 

برقت عيناها بفزع جمد الدماء بعروقها، حتى ارتخت قدميها من وقع الصدمة، فاهتزت بوقفتها، ولكنه كان الاسبق ليزيد من ضمها بذراعيه اللاتي تطوقها ككلابتين، مرددًا بسخرية وهدوء يثير الدهشة: 


- لا اجمدي كدة امال، دا احنا ليلتنا طويلة وانا عايزك مفوقة، شكل السهرة هتبقى صباحي. 


ابتلعت بصعوبة ريقها الذي جف من الخوف،  كي تجسر نفسها على السؤال: 

- هو قالك ايه الزفت ده؟ وانت شوفته فين؟ اكيد افترى عليا والف من دماغه. 


- بجد ! 

صدرت منه، ثم تجهمت ملامحه بشر، وكأنه انسان اخر غير الذي تعرفه، يصعقها بكلماته: 

- ولما هو بيألف من دماغه، عرف مكان الشامة دي ازاي؟ رعشة جسمك بين ايديا دي اسميها ايه؟ وشك اللي اصفر حالا دا معناه ايه؟ 


صدرت الاخيرة بصيحة، يرجها بعنف، وكأنه فقد القدرة على التماسك، لتهطل دمعاتها، وصوت بح من فرط ما تشعر به: 


- كان خطيبي وابن خالتي يا عصام، اكيد عايز يخرب ما بينا بعد اللي حصله. 


عاد برجها يحاصرها بتحقيقه: 

- انا اللي عايز اعرفه تم ولا ما تمش الكلام اللي قال عليه، مغامراتكم في المخزن القديم كانت بتوصل لإيه؟ 


ارتفعت كفه ليطبق على وجنتيها يعصرهم بقبضته: 

- الشفايف دي اللي حقي انا دلوقتي، سبقني هو ليهم صح ولا بيألف؟ ولا الشامة... 


شاور بعيناه عليها في الأسفل: 

- مش دي برضو من المحرمات ويستحيل حد يوصلها غير جوزك؟ وصل لإيه تاني يا أمنية؟ 


- اكتر من كدة مفيش والله. 

سقطت من بين يديه وقد خارت قواها، لتردد بانهيار، متشبثة بكف يده، وكأنها غير قادرة على مواجهته: 


- انا كنت صغيرة يا عصام، ومش شايفة حد غيره، عقلي كان ملغي من زنه على دماغي، وكنت فاكرة ان هو نصيبي، عارفة اني غلطت،  بس والله والله والله عمره ماوصل لأكتر من كدة، 


حينما ظل على جموده، رفعت رأسها اليه: 

- انا مفهمتش ولا عرفت يعني ايه كرامة الست ، غير وانا معاك، كفرت عن خطأي كتيرر وربنا العالم ، لو انا وحشة مكانش رزقني بيك يا عصام، انت العوض. 


بأنفاس متهدجة تطلع لها من علو، يردد معقبًا لها: 

- وعوض ربنا ليا فين؟ طول عمري حايش نفسي عن اي خطيئة، حرمت عليا اي لمسة من اي ست، حايش كل حاجة لحلالي، واحدة تصون نفسها زي ما انا عملت. 


قسوة الكلمات كانت أكبر من تحملها، وقد علمت بحجم تقومها امامها،  لتتحامل على قدميها وتنهض بقوة واهية،  تبتلع غصتها وقد يأست من ان يصفح عنها ، قائلة بشجاعة زائفة: 


- على العموم انا طلعت كل اللي في قلبي، وانت حر في اي قرار تاخده، عن اذنك . 


قالتها وتحركت خطوتين، قبل ان تقف مجبرة على صيحته من خلفها: 

- رايحة فين؟ 


الصفحة التالية