-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 18 - 2 - السبت 13/7/2024

 

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن عشر

2

تم النشر السبت

13/7/2024


تجلس عليا علي سجادة الصلاة تصلي بخشوع ودموعها تنساب علي وجنتيها بشدة أنهت صلاتها وسلمت وجلست تدعوا لأولادها يارب أصلح حال أولادي وحببهم في بعض وقربهم ليك وأبعد يارب عنهم شيطانهم ويصلح حالك يا تمار ويبارك في إبنك ويرزقك يا أسيل أنتي وتقي بإلي يستهلكم يارب ويهديك يا أسر لنفسك ومتوجعش قلبي عليك يا أبن بطني وربنا يردك لينا يا أسما نهضت بخشوع تطبق سجادة الصلاة وتضعها في مكانها بوهن وهي تضع يدها علي قلبها الذي بات يتعبها بشدة في الفترة الأخيرة فمنذ دخولها المشفى وهي علي غير ما يرام قلبها يؤلمها بشدة ونفسها بالكاد تستطيع آخذه مددت جسدها علي الفراش لعل النوم يهدأ من ألامها.

❈-❈-❈

يقف لوي في أحد الجوانب مع نيڤين يتحدثون بهمس شديد.

تسأل لؤي بهمس:

-يخربيت دماغك عملتيها أزاي دي؟

ابتسمت بزهو وقالت:

-هو أنا لسه عملت حاجة صبرك عليا إما هديت البيت ده علي دماغكم وخربته عليكم مبقاش أنا أشمعني هما عايشين في العز ده كله وكمان أبوهم وأمهم بيحبوهم وأحنا ولا حاجة بس خلاص هانت وهشد البساط من تحت رجليهم وكل ده هيبقي بتاعي أنا وبس أسر ياخد الفلوس ساعتها هبني المصنع إلي نفسي فيه وآشتري الفيلا والعربية إلي نفسي فيها.

تسأل بسخرية:

-وأنا فين من أحلامك دي كلها ؟

انتبهت إلي حديثها وهتفت بتدارك:

-ما أكيد أنت معايا خطوة بخطوة يعني يا لؤي.

امتعض وجهه وقال:

-بس أنا بحب أسيل وعايز اتجوزها.

ردت بتأفف:

-بقولك أيه شيل ست أسيل من دماغك هي استحالة توافق على واحد شمام زيك يا لؤي وأنت عارف كده كويس وأطمن هجوزك يا سيدي ست ستها أطمئن .

حرك رأسه وتحدث بإصرار:

-بس أنا عايزها هي أشمعني أسر اتجوزك وهي مترضاش تتجوزني ؟

إبتسمت ساخرة وعقبت:

-وأنت هتساوي نفسك بيا أنا فوق لنفسك كده يا لؤي عشان شكل الهباب إلي بتشربه بوظ دماغك يلا يلا هروح أشوف شغلي.

غادرت تاركة إياه يتطلع لها بصدمة:

-صح أنتي كنتي وخداني كوبري تحققي به أحلامك بس صبرك عليا هخليكى تنزلي من برجك العالي وتقعي من سقف طموحاتك يفيق من شروده وينظر إلى هاتفه بخبث وقام بحفظ التسجيل وبعدها غادر.

❈-❈-❈

بعد مرور عدة أيام توالت فيها بروتينة شديدة وكلام أسر مع عائلته أصبح في أضيق الحدود أيضاً زوجته أصبحت لا تترك فرصة دون أن تعكر صفو تمارا وتقي لكن تقي كانت لا تعطي لها بالا أما تمارا فكانت حساسة بشدة تنتظر حتي تخلو بمفردها وتنفجر في البكاء وأصبح أدهم يعتاد هذا يومياً معها يصعد في المساء يجدها تبكي يأخذها في أحضانه فقط ويهدأها فهو يعلم زوجته جيدا حساسة لأبعد حد ويعلم أن نيڤين تلعب علي هذا جيداً.


أما عليا فألامها تزداد يوماً بعد يوم ولكنها لا تخبر أحد عندما يشتد الألم تجلس بمفردها منزوية عن الجميع بحجة أنها تود النوم.


أما أسر فأصبح يفكر في حديث نيڤين كثيرا وأصبح ينسج أحلامه الوردية وطموحاتها التي سوف يحققها قريباً.


أما تقي فتقوم بتجهيز لوحاتها وأغراضها فهم أوشكوا على السفر قريبا.


❈-❈-❈

في أحد الأيام بعد ذهاب أدهم وأسر ونيڤين للعمل وخروج سراج مع أحد رفاقه عاد أسر خلسة للجلوس مع والدته منفردا وها قد حانت فرصته فالبنات في الاعلي يستعدون للسفر الذي علم به بالصدفة مما أثار ضيقه فهو يرفض فكرة المعرض بشدة لكن لا يستطيع الأن إجبار تقي علي تنفيذ طلبه فقد نزع هو هذا الحق من قبل إقترب من غرفة والدته بحذر وطرق الباب ودخل بعد أن أذنت لمن بالخارج.


في الداخل تأن عليا من الألم كعادتها في الفترة الأخيرة لتتفاجئ بطرق علي باب الغرفة تنهدت بوهن واعتدلت في جلستها وحاولت أن يخرج صوتها طبيعياً.

دخل شادي بابتسامة وداعبها بمرح :

-صباح الفل يا ست الكل. 

ابتسمت عليا وتسألت بتعجب:

-صباح الخير يا حبيبي ايه الرضا ده كله أسر بنفسه عندي ؟

اقترب منها بمرح وقبل رأسها وقال:

-حبيبة قلبى من جوا أنتي.

ردت عليا بحب :

-وأنت نور عيني من جوا ها بقي سايب شغلك وراجع ليه؟

جلس جوارها وتحدث بتوتر:

-بصي يا ماما أنا عارف إنك الوحيدة إلي هتبقي جنبي عشان كده جتلك.

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-خير يا أسر؟

رد بحماس:

-شوفي يا ستي أنا حابب أخد نصيبي من البيت والشركة وكل حاجة وأشتري مصنع وأستقر في بيت لوحدي وهاجي هنا علي طول بس حابب أبني نفسي ثم أكمل بإمتعاض بس طول ما أنا هنا أدهم الكل في الكل ومحدش هيشوفني أنا عشان كالعادة في وجود أدهم أنا صفر على الشمال.

ردت عليا بهدوء:

-مين قالك كده يا أسر أنت المفروض تبقي في ضهر أخوك وهو بيكبر ده كله لمين مش ليكوا ؟

حرك ورأسه بلا وعقب بتصحيح:

-ليه هو شوفي بقي معاه فلوس أد ايه دلوقتي يا ماما ده كله من فلوس بابا وأنا وأسيل في الطرواة.

رمقته بعتاب وقالت:

-مين قالك كده يا حبيبي وده كلام تقوله علي أخوك الكبير بردو يا بني والله العظيم يا أبني أخوك ما بياخد جنيه واحد زيادة عن حقه وكله بالورقة والقلم مع أبوك لكن هو بدأ يعمل جمعيات ويستثمر فلوسه أخوك بيشتغل من ١٥سنة مع أبوك أفهم بقي يا حبيبي أنت وأخوك المفروض تكونوا في كتف بعض مش أعداء كده.

رد بسخرية: 

-طبعاً هتبقي في صفه مهو الحيلة خلاص يا أمي أنا هاخد مراتي وأمشي بس ساعتها مترجعيش تقولي أرجع يا أبني تاني.

أتسعت عيناها بصدمة وتسألت :

-يعني أيه هتسيب البيت ؟

رد ببرود:

-يعني أخد حقي وإلا مش هتشوفي وشي هنا تاني سلام يا أم أدهم نطق الأخيرة بتأكيد كأنه يؤكد انحيازها لأدهم غادر تاركا إياها تنظر في آثره بصدمة صافعا الباب خلفه بعنف.

❈-❈-❈

في المساء رفض أسر التواجد معهم بالاسفل أو تناول الطعام معهم وجلس برفقة زوجته بمفردهم تممد علي الفراش واضعاً رأسه على قدم زوجته يسرد لها ما حدث مع والدته بينما هي تمرر يدها بين خصلات شعره بحنان مصطنع وتستمع لما يقصه له بمكر شديد.

تحدثت نيڤين بحزن مصطنع:

-خلاص يا أسر مش مهم خلينا زي ما أحنا بدل ما تخسر أهلك.

انتفض أسر بسرعة من فوق قدمها والتفت لها بحدة:

- لأ طبعاً الكلام ده في الأول قبل ما حقيقتهم تتكشف قدامي لو منفذوش كلامي هنسيب البيت وهنبدأ بعيد عنهم.

إبتسمت ساخرة وعقبت بخبث:

-وتسيبهم هما يتمتعوا بفلوسك وأنت بعيد ؟

تنهد بسأم وتسأل:

-طيب أعمل أيه؟

ردت نيفين بمكر:

-هقولك أحنا نضغط عليها كأنك بتنفذ تهديدك.

تسأل بحيرة: 

-طيب ننفذ إمتي ؟

ردت نيڤين بمكر:

- أحنا دلوقتي ولا هناكل ولا نشرب معاهم تمام كده ونشوف تأثير ده علي الست الوالدة هتعمل أيه ؟

ابتسم أسر بإعجاب وضمها إلي أحضانه وهو يقول:

-مش عارف من غيرك يا حبيبتي كنت هعمل ايه !

ربتت علي ظهره بحب مصطنع وقالت:

-المهم أن أحنا مع بعض دلوقتي يا حبيبي ده المهم.

❈-❈-❈

في الصباح بدأ أسر ونيڤين في تنفيذ مخطتهم أستيقظوا مبكرا وغادروا دون تناول الإفطار معهم مما أثار إستغراب الجميع لكنهم أصروا الصمت فمن الواضح أن الأمر على غير ما يرام .


في المطبخ تقف الفتيات ويقومون بتنظيف المطبخ وجلي الأطباق.

تسألت أسيل بحيرة:

-مش ملاحظين حاجة يا بنات كلامي صح فعلاً في حاجة غلط.

ردت تقي بهدوء: 

-ملاحظين في حاجة مش طبيعة بتحصل.

ألتفت أسيل إلي تمارا وتسألت:

-أدهم مقالش ليكي حاجة يا توتا؟

ردت بنفي:

-لا.

مطت شفتيها بحيرة وقالت:

-ولا ماما حكت حاجة يا تري أيه إلي حصل.

ردت تقي باللامبالاة:

-مش عارفة أحنا هنسافر بكره صح ؟

أومأت تمارا بتأييد:

-لو الأمور بخير يبقي أكيد هنسافر عادي لكن لو فيه حاجة فعلاً يبقي مش هنسافر.

رمقتها أتقي بتوتر وقالت:

-إن شاء الله خير.

❈-❈-❈

في المكتب ينهض أدهم بعصبية شديدة :

-أيه إلي بتقوليه ده يا أمي جه هددك كده أتجنن ده ولا أيه؟

تحدثت عليا بوهن:

- أقعد بقي يا أدهم واسمع للآخر .

صاح أدهم بنفاذ صبر وهو يجلس مرة آخري:

- أديني قعدت يا أمي أوعي تكوني بتفكري تديله حاجة فعلاً ؟

ابتلعت غصة مريرة بفمها وقالت :

- ده أفضل يا أبني نديله فلوس ويبقي تحت طوعنا ولا نسييه ليها ؟

تسأل أدهم بصدمة:

-ماما أسر لو خد مليم واحد مش هنشوف وشه تاني أصلاً أفهمي ده لينظر لوالده الصامت قول حاجة يا بابا.

تنهد سراج بقلة حيلة وقال:

-أقول أيه في أيه ؟ أخوك عايز يورثني وأنا عايش يا عليا إبنك خرج عن طوعنا خلاص مش راجع تاني.

ردت عليا بدموع:

-خلاص يا سراج مبقاش قدامنا حلول نديله يا أما هيبعد عنا.

صاح سراج بعصبية بعد أن فاض الكيل:

-ما يبعد ولا يغور في داهية ولما يعرف قيمة النعمة يبقي يرجع.

تحدثت عليا بلهفة:

-أبوس إيدك يا سراج متقولش كده كله إلا أبني أنا أروح فيها لو بعد عني.

عاتبها أدهم بلهفة:

- بعد الشر عنك يا ست الكل.

رد سراج بهدوء:

-عليا متصعبهاش عليا أسر لو خد الفلوس مش هتشوفيه تاني فهمتي ولا لا ؟

ردت بإنكسار:

-طيب هنعمل ايه معاه؟

رد سراج بهدوء:

-هوديه وخلاص لما نسافر ونرجع يبقي يحلها الحلال يمكن يعقل ولا أيه رأيك يا أدهم؟

تنهد أدهم بقلة حيلة وقال:

-ربنا يهديه من عنده ويبعد الشيطانة دي عنه ربنا ينتقم منها يلا أسيبكم أنا أروح شغلي السلام عليكم.

❈-❈-❈

خرج أدهم من مكتبه وجد البنات يشاهدون التلفاز ركض عمر تجاهه بلهفة وهو يصيح: 

-بابي.

حمله بحب وقبله بنهم :

-قلب بابي من جوه عامل أيه يا وحش ؟

رد عمر بطفولة:

-الحمد لله.

ابتسم أدهم بحنان وقال :

-الحمد لله يا حبيبي .

اقتربت تمارا منه وتسألت بحذر:

-ايه يا حبيبي في حاجة ولا أيه ؟

هز أدهم رأسه بنفي وعقب:

-مفيش يا حبيبتي سلامتك يلا أنا ماشي عايزة حاجة ؟

ردت مبتسمة:

- سلامتك لا إله الا الله.

قبل رأسها بحنان وقال: 

-محمداً رسول الله.

عادت لتجلس مع البنات مرة آخري بصمت تام.

حتي عاجلتها أسيل بتساؤل:

-قالك حاجة ؟

ردت بنفي:

-لا مقلش حاجة.

تحدثت تقي بهدوء:

-يا جماعة إستهدوا بالله إن شاء الله خير مفيش حاجة.


أنتي بتعملي أيه هنا في المطبخ ؟ أيه فاكرة أنها تكية تدخلي وتخرجي مطرح ما أنتي عايزة ؟ فوقي أنتي هنا مجرد معون وبس تولدي وهتغوري من هنا للشارع إلي جيتي منه…..

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة