-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 23 - 2 - الأحد 21/7/2024

 

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر الأحد

21/7/2024



كور أسعد قبضة يده بعنف وقال:

-يبقي أختك حفرة قبرها بإيدها مش هرحمها.

ابتسم ساخراً وعقب:

-بجد ؟ أسعد أنت بوق علي الفاضي يا حبيبي.

رمقه أسعد بإستياء وتسأل:

-قصدك أيه مش فاهم ؟

ردد لؤي بملل:

-يعني نيڤين اختي معلمة عليك بدل المرة أتنين.

حدبه بنظرة مشتعلة وتحدث متهكما:

-أختك دي صرصارة أفعصها تحت رجلي يا خفيف.

نظر له من أعلي إلي أسفل بإشمئزاز وقال:

-وبعدين يا خفيف أنت تبوس إيدك وش وصهر أني ساعدتك بدل إلي أختك عملته فيك أنا وقفت جنبك ولميتك في شقة بدل ما زمانك قاعد في الشارع.

أبتلع لؤي الاهانه وتحدث بإزدراء:

-لأ والله كتر خير بلاش تحسسني إنك حمل وديع وطاير حاسب لجناحك يخبط في السقف فوق يا أسعد أنت مش صاحب فضل عليا يا خفيف لأ أنت عارف كويس اوي إنك محتاج مساعدتي و إلي غيرها حضرتك هتلبس في الحيط يعني تقف معوج وتتكلم عدل أنا ممكن أقوم أمشي دلوقتي وأرجع مكان ما جيت وأنت بقي وريني شطارتك.

نهض أسعد يحفظ ما تبقي من ماء وجهه وتحدث بتبرير:

-أنا مكنتش أقصد يلا حمد الله على السلامه همشي أنا محتاج حاجه ؟

رد ببرود:

-لأ سلامتك ياريت تبقي تبعت ليا غداء دليفري وشوية حاجات من السوبر ماركت أنت شايف البيت فاضي ومش قادر أنزل أعمل شوبينج.

رمقه أسعد بإستياء وقال:

-مين عنيا سلام.

رد لوئ مبتسماً:

-سلام.

غادر أسعد تاركاً لؤي يجلس واضعاً ساق فوق ساق وعلي شفتيه إبتسامة متشفية.

❈-❈-❈

وصلت نيفين المصنع وتفاجأت بعدم وجود أسر فأين هو إذا لم يكن بالمصنع استيقظ صباحا ووجدت الشقة فارغة وسيارته ليست بالأسفل.

زفرت بحنق وجلست على مقعدها الوثير تحركه يميناً ويساراً بشرود هذا هو ما ينقصها أسر.

آخر ما كان يخطر بعقلها أن أسر سيصبح خطراً عليها ولم تحسب حساب هذا ، حسنا ليس بيدها الأن سوي أن تضع يدها بيده هذا الحقير أسعد ريثما تتخلص من أسر وتبعده عن طريقها للأبد أما أسعد فأمره سهلاً فهي تعلم نقطة ضعفه جيداً زوجته المصون التي أيقنت أنها عادت له وطفله وهي علي يقين أنهم سيصبحوا الكارت الرابح لديها.

ارتسمت ابتسامة عريضة علي وجهها ونهضت تقف أمام النافذة الزجاجية تطلع إلي السماء بشرود لوي أسر أسعد الثلاثة ما هما سوا عرائس من الماريونت تحركهم بإصبعها كما تشاء لا تراهم رجالاً من الأساس هم مجرد أشباه رجال.

تنهدت بإستياء وهتفت بإشتياق:

-أدهم.

أغمضت عيناها بحالمية فهو لازال من يستهوي قلبها وتريد أن تملك قلبه كما ملك قلبها ولكن كيف سيحدث هذا وتلك النكرة زوجته إلي جواره هو لا يستحقها تلك الحمقاء التي لا تمط النساء ولا الأنوثة بصلة هو يستحقها هي أنثي جامحة مكتملة الأنوثة وتمتلك قدرا كبيرا من الذكاء وسرعة البديهة إذا اجتمعت هي و أدهم سيكونوا أفضل ثنائي لكن كيف يحدث هذا ؟

❈-❈-❈

لم يشعر بمضي الوقت وهو إلي جوارها يتشبث بيدها كطفل صغير يتشبث بيد والدته يخشي الضياع أو أن يفرقها ليته كان تمسك بها سابقاً ما كان حدث ما حدث.

تنهد بألم ونهض مقبلاً كف يدها بحب وقبل جبينه هامسا بأسف:

-سامحيني يا أمي.

ألقي عليها نظرة أخيرة وغادر يجر أذيال الخيبة وراء ظهره فتح الباب متجهاً إلي الخارج تفاجئ بمن يركض تجاهه ويتشبث بقدمه أتسعت إبتسامته سريعاً وهبط إلي مستواه يضمه بحنان وهو يقبل كل إنش بوجهه أستقام حاملاً إياه بأحضانه وتحدث بحب:

-عمور وحشتني أوي أوي أوي.

رد عمر بطفولة:

-وأنت كمان وحشتني أوي أوي أوي أوي اوي كمان وحشتني قد البحر سمكة .

ابتسم أسر علي كلماته الطفولية وقبل وجنته المكتنزة بحب:

-حبيب قلب أسر أنت.

انتبه إلي شئ وتسأل:

-أنت هنا مع مين ؟

أشار الصغير وراء ظهره ألتفت أسر بتقي تقف ورائه نظر لها بمعني تحمل الكثير من المعاني ندم وحب وأسف وإشتياق كم يود أن يضمها داخل ضلوعه ولا يبعدها عنه مهمها حدث، يريد أن يعتذر منها ويطلب منها السماح والغفران عن كل ما اقترفه بحقها ، ويغرقها بحبه وحنانه ولكن ليس كل ما يتمناه يحدث هو من أوصلهم إلي هذا الطريق الموصد بالسلاسل الحديدية.

فاق من شروده على صوت الصغير ألتفت له بحنان وتسأل:

-نعم يا حبيبي بتقول ايه ؟

تحدث بطفولة:

-أنت هترجع معانا البيت صح ؟

تنهد بأسف وأجاب:

-لأ يا حبيبي مش هينفع.

تسأل الصغير بحيرة:

-طيب ليه ؟

تجاهل الرد على الصغير وألتفت إلي تقي وتحدث بأسي:

-أزيك يا تقي عاملة أيه ؟

ردت ببرود:

-الحمد لله بخير.

استرسل بتردد:

-بابا وأدهم وأسيل وتمارا عاملين أيه ؟

ردت باختصار:

-كويسين الحمد لله .

❈-❈-❈

نظرت إلى عمر وهتفت برفق:

-يلا يا عمر أنزل بقي عشان ندخل لتيته ؟

تمسك بأسر وتحدث برجاء:

-عايز أقعد مع أسر شوية بصي بصي أدخلي أنتي لتيته أديها بوسة كبيرة أوي وقولي ليها دي من عمور وأنا هقعد هنا مع أسر.

قبل جبينه بحب وقال:

-طيب ادخل أنت أدي لتيته البوسة الكبيرة دي وأنا هنا قاعد مستني لما تخرج وأخدك أخرجك وأجبلك لعب وحاجات كتير أوي أيه رأيك ؟

"لأ"

نطقتها تقي بحزم لا يقبل النقاش.

استدار لها بعدم فهم وتسأل:

-لأ ليه يا تقي أنا هاخده شوية وأرجعه ولو أنتي مش حابة تيجي معانا أستني هنا مفيش مشكلة.

ردت بجدية:

-عمر أمانة معايا ومش هينفع أسيبه يروح مع حد غريب وكمان من غير إذن مامته وباباه.

أتسعت عيناه بصدمة وتسأل:

-نعم حد غريب؟

❈-❈-❈

أشار إلى نفسه مرددا بعدم إستيعاب:

-أنا غريب يا تقي أنا أسر انتي بتهزري صح وبعدين من أمتي وأنا باخد إذن أدهم ولا تمارا عشان يخرج معايا ؟ أنا عمه يا تقي وزي زي أدهم بالظبط وليا فيه زي ما أنتي ليكي فيه ويمكن أكتر كمان.

"كنت يا أسر في الماضي والماضي مش بيرجع مع الأسف معتقدش أدهم هيوافق أن عمر يخرج معاك ولا هستأمنك أصلاً عليه عارف ليه ؟ عشان انت مش أسر إلي نعرفه لانه أسر إلي نعرفه مات من زمان أنت شخص تاني غريب علينا ولا نعرفه ولا يعرفنا"

ألقت جملتها بقسوة نزلت علي مسامعه هو كسوط من الحديد الساخن الذي يطرق علي أذنه بقسوة تكاد أن تصيبه بالصم.

لم ينبت بحرف واحد فقط أنزل الصغير أرضاً مقبلاً جبينه بحب وغادر سريعاً وهو يكاد أن يقفز من سرعته.

أخذت الصغير بين يديها ودموعها تسيل بصمت قسوة كلامها آلمتها كما ألمته لكن لا تدري كيف قالت هذا.

"أحم أسفة لتدخليحبس كلامك كان صعب أوي هو شكله بيحبك علي فكرة وأنتي شكلك بتحبيه ليه توجعيه وتوجعي نفسك كده"

قالتها الممرضة التي كانت تراقب الوضع بصمت .

ألتفت لها تقي وهتفت بمرارة:

-يمكن كلامي ده يفوقه.

قطبت الممرضة جبينها بحيرة وتسألت:

-تفوقه مش فاهمة.

ابتسمت تقي بهدوء وقالت:

-مش مهم تفهمي المهم هو يفهم.

أخذت نفس عميق وقالت:

-ينفع ندخل عند خالتو ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-أيوة بس متتأخروش.

ردت تقي بهدوء:

-حاضر.

حملت الصغير توجهت به إلي الداخل الغرفة..

بينما علي الطرف الآخر لا يدري كيف هبط الدرج ولا خرج من المشفي من الأساس استقل سيارته وبات يضرب بقبضة يده بقوة علي مقود السيارة يود لو يصرخ بأقصي قوته يشعر أن هناك جبلا قوياً يجثم فوق صدره يمنعه من التحدث أو حتي التنفس تقي كانت محقة وكلامها كان صحيح وجاء في مقتل بالفعل هو أصبح غريب عنهم هو من فعل ذلك بنفسه عندما أختار البعد وهجرهم وركض خلف سراب عاد بظهره إلي الخلف وأغمض عينيه بقوة لم يفق سوي علي صوت طرق علي زجاج السيارة.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة