نوفيلا جديدة إليك جنون عشقي لشيراز القاضي الفصل 4 - الجمعة 26/7/2024
قراءة نوفيلا إليك جنون عشقي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قصة إليك جنون عشقي
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة شيراز القاضي
الفصل الرابع والأخير
تم النشر يوم الجمعة
26/7/2024
كان الانسجام واضحا علي وجهيهما وهما يتحادثان بطريقة جعل الحزن يتسلل بخبث إلى قلب مرام التي وقفت تتابعه وهو يتحدث بلباقته المعهود معها ...ومع الجميع سواء ، اذا هي ليست مميزه بتلك الميزة .
امسك كوب العصير يقدمه إلى روزلين دون لمسها ثم أخذ كوبه يشربه بهدوء ،
لم يجلس بجانبها حتى لا يتلامسان !.
قارنت كل تصرفاته مع روزلين لتعلم ان هذا هو فجر ! لبق مهذب مع الجميع
لذا فالتستمر بما تفعله وتبتعد عنه بأطفالها وكفاها دلالا !.
عادت بحزن نحو الداخل لتجلس بجانب اطفالها النيام دون ان تتذوق طعما
للنوم فنهضت تفتح صندوق مجوهراتها التي ابعدتها سابقا ، ستقوم ببيعهم وتفتح متجرا
لبيع الحلوى مع المشروبات مثلا ، هي بارعة في صنعها ، الشيء الوحيد البارعة فيه
حقيقة .
بينما في الاسفل استأذن فجر من روزلين ليصعد نحو غرفته لكنه توقف حين
وجد ضوء الغرفة الجانبية مفتوحا فقام بإرسال رسالة لمرام مفادها
《 كل شيء بخير؟! لماذا الضوء مشتعل
في هذا الوقت ؟!》
قرأت الرسالة والدموع تغشى عيناها بعدما اكتشفت حقيقة تعامله معها
لتبعث له
《 سيف لديه حرارة مرتفعة وانا اقوم
بعمل كمادات لأتابعه 》
ما هي الا ثوان حتى وجدته يطرق الباب ليدخل بعدها مباشرة من الباب
الداخلي الواصل بين الحجرتين ليقول قلقا
: لماذا لم تخبريني، كنا اخذناه إلى الطبيب!.
قالت له وهي تمسح على رأس ولدها دون النظر الى عيناه
: لم ارد ازعاجك ، اكثر الله خيرك وأكثر من امثالك ! ، اتعبناك معنا للغاية
، كما انني اسفة على طريقتي الغير مهذبه التي حادثتك بها مسبقا !.
قطب حاجبيه ليقول متوجسا
: ما سبب كل تلك الخطبة الكبيرة؟! لم يحدث شيء لكل هذا ، اهناك من
يضايقك هنا ؟!
أسرعت تنفي فهي لا تريد أن تزيد الامر سوءا مع والدته فقد علمت أنهما
كانا على خلاف وقد تصالحا من مدة بسيطة لتقول
: لا لا بالعكس، انا فقط متوترة من وجودي بينكم هكذا فجأة ، لا اقدم
لكم شيئا بينما انت بالمقابل قدمت لي الكثير لذلك كانت طريقتي في التعامل بدت
غريبة لأني غاضبة من نفسي ومتوترة من كل شيء، لكن اعدك ان ارد لك كل الأموال ما ان
اعمل، كما انني اريد ان اعمل لأستطيع تأمين ومستقبل ابنائي بعيدا عن عزيز
تماما .
كان يستمع اليها بوجه غاضب لكنه تركها تنتهي من حديثها لينهض دون رد
متجها إلى غرفته لكنه ترك الباب مفتوحا فعرفت انه سوف يعود لكنه ناداها فذهبت اليه
متوجسة من رد فعله لتجده يمسك عدة أوراق قائلا
: اجلسي واقرأي تلك الأوراق .
جلست تقرأ لتفغر فاها وهي تقرأ الاسطر بسرعة لترفع وجهها له وقد امتلأت
عيناها بالدموع لتقول وكأنها تهذي
: كيف ومتى ؟! المجوهرات مازالت في الداخل ! ، انت بهذه الطريقة تزيد
من عذابي، ما الذي سوف تستفيده من حل ما تفعله معي ! كيف استطيع ان اوافيك
حقك؟! الا يكفي سنوات عمرك التي منحتها لي ولمشكلتي؟!
كانت الأوراق تخص مشغلا لتصنيع الملابس وعقد عمل مع دار للأزياء المشغل
مسؤول عن خياطة وتنفيذ تصميماته وحساب في البنك به كل الأرباح الواردة بعد دفع
الضرائب وأجر العمال ، اي ربحها الصافي !.
كان غاضبا وكلما فتحت فمها تغضب اكثر ليقول
: غادري من امامي مرام ! حبا بالله غادري ! .
نهضت مذهولة من كم المعلومات التي دخلت عقلها فلم تنتبه الى غضبه من
الاساس !.
❈-❈-❈
في مكان اخر حيث عم الخراب بعد ما حدث لعزيز وجيلان جلس والد الأخيرة يطالع
الاخبار بحزن وغضب مما حدث ، حاول جاهدا إخراجها او تهريبها لم يستطع!
حذرها مرارا من خطورة ما تفعله لكنه كانت معمية بالجشع
تنهد تنهيدة حارة ليجد ان هاتفه يرن ، كان رقما غريبا فلم يجب ، لابد
وأنهم الصحافة كالعادة، لكن بعد برهة اتته رسالة من الرقم يقول لها
: صباح الخير سيد عبد الرحمن انا أريدك في امر عائلي ارجو منك الرد .
وعاد الهاتف يصدح من جديد ففتح الخط متأففا ليجد صوتا رزينا يخاطبه
قائلا
: مرحبا سيدي ، انا احمد الخولي و أود لو اتيت إلى منزلكم لنتعرف
على بعضنا البعض ولكي اطلب يد الآنسة آلاء فما رأيك ؟!
❈-❈-❈
" هذا كل شيء لليوم دكتور !"
قالتها مساعدة فجر حين انتهى من فحص مرضاه ليصرفها وجلس هو واضعا
رأسه فوق يداه بتعب !، كلما تذكر كلمات تلك المجنونة يريد لو يذهب ويرفع رأسها في
الجدار كي تفهم !
الم تشعر تلك الغبية بحبه؟! الم يصل لها ولو جزء بسيط من حبه لها عبر تعامله ؟!
يخاف ان يتحدث بمكنونات قلبه لها وهي بذاك التخبط فيخسرها إلى الأبد او ربما
توافق وهي لا تريد وانما ردا للجميل كيفما قالت !.
عاد من عمله ليسمع صوت الاطفال في الحديقة فحسم أمره وذهب لهم !.
هي لن تمنعه عن الطفلين ! الغبية تبعدهم عنه كي لا يعتادوا وجوده حين
ينفصل عنها ! زم شفتيه بغيظ ثم ابتسم باتساع ما ان اقترب منهم ووجدهما يقفزان إلى
حضنه بحماس !.
❈-❈-❈
دخلت المطبخ على استحياء لم تفقده لتقول للعاملة التي تفهم العربية
: من فضلك، أريد أن اعد عصيرا للصغار .
ابتسمت لها العاملة لتقول لها
: حسنا ، تفضلي وانا أجلبه لك ، انتم تجلسون في الحديقة صحيح؟
اومأت لها مرام بالموافقة لتشكرها منصرفة حيث تركت صغارها لكنها لم
تجدهم!.
❈-❈-❈
" لا !سيف هكذا سوف تسقط ، تعال هنا "
قالها فجر بضجر قبل ان يسحب سيف إلى حضنه وهو جالس على كرسيه المفضل
يطالع كتابا بينما أتى يوسف جالسا الى جواره ارضا ليلعب بالسيارة الجديدة التي
جلبها لهم فجر ، تشبث الصغير بحضنه ليضع رأسه على كتف فجر نائما بينما يضمه الاخر
بحب مبتسما وهو يكمل مطالعته ليقول بصوت خفيض
: وتريد تلك الغبية ان تحرمني منكما ؟!ماذا أقول سوى انها غبيه!.
نظر له يوسف ليردد ورائه ضاحكا
: آبيه هه.
نظر له فجر بتحذير ليقول
: شششش ان سمعتك ستعرف انني اتحدث عنها وستقوم بضربي لأنني اعلمكما
الشتائم اشششش.
لكن الصغير ضحك اكثر بسبب تعابير فجر الذي يدعي الصرامة بينما يكرر لفظ
" آبيه " حتى يمازح الاخير .
◇◇◇◇◇
تركض عبر الحديقة باكية ، لقد تركتهم هنا ! عادت من الداخل لتجد
العابهم فقط !.
كادت ان تركض نحو الداخل لجلب هاتفها لتخبر فجر لكنها توقف مكانها حين
سمعت ضحكات يوسف فصارت بلهفة باتجاه الصوت حتى توقفت امام استراحة فجر المقامة في الحديقة
!.
اقتربت تنظر لهم من الشباك الجانبي لتجد يوسف يكرر كلمة آبيه بينما
يشاكسه فجر مدغدغا له فظنت ان الصغير يقول آبيه على السيارة الجديدة التي بيده!
ابتسمت بحزن وامتنان وهي تراقب كيف نام سيف على كتفه بأمان بينما يلهو
يوسف حوله ، فجر سيكون ابا عظيما وها هي بأنانية بحتة تستنزفه لأجلها هي واطفالها
، إلى متى ستكونين بهذا الضعف ؟! لكنها تعود وتطالع أبنائها وحبهم له !، هل تكون
أنانية فتبقى معه ؟ ام تتركه ليبني بيته هو ؟!
قطاع تفكيرها وجود والدته السيدة آنجلي التي قالت كمن يوسوس في اذن شخص
: أرأيت ؟! هل سيفكر الان بترك هؤلاء المساكين ليتزوج ويؤسس اسرته؟!
نظرت لها مرام بدموع لتقول نافية
: لا لا ! اليوم سأحادثه كي يطلقني لا تخافي لن افعل ما يؤذيه !.
❈-❈-❈
طرقات على الباب جعلته ينتبه لها وهي تدخل مخفضة وجهها ارضا لتقول
: اوه عذرا لقد ذهبت الى المطبخ لكي اطلب منهم عصير للطفلين ، هل
ازعجاك؟ انا اتيت لأخذهم كي يستحموا .
أعطاها سيف بهدوء وهو يطالع ملامحها الشاحبة ليقول
: اكل شيء بخير؟
اومأت بسرعة لتقول
: اجل لا تقلق .
كادت ان ترحل بالطفلين لكنها تفاجأت به يحمل يوسف وهو يسير إلى جانبها
ليقول
: هيا سوف اتي معك !.
ما زاد الشك بقلبه هو انتفاضتها وهي تقول
: ل لا اريد اتعابك ، انا سأخذهم ، لا تشغل بالك ، شكرا لك ، ل لكن
هناك ما اريد ان اناقشه معك بعد ان يناما ان كنت متفرغ !.
ها قد تأكد ! هناك ما يحدث من وراء ظهره !.
في النهاية اصر على رأيه وصعد معها حاملا الطفل امام انظار
والدته التي حدجت مرام بنظرة قاسية التقطها فجر على حين غرة ليفهم ان امه في الامر
!.
❈-❈-❈
" اجلسي ، لماذا تقفين كالمذنبين هكذا؟!"
قالها فجر بهدوء لمرام الواقفة عند الباب تفرك يديها ببعضهما بتوتر
شديد لكنها تحركت نجو الداخل لتجلس مقابلة له ما ان تحدث لتقول
: اسفه لو كنت سوف اعطلك عن شيء ما لكن ، حديثي ضروري!
استند بوجنته على كف يده ليشير لها بعينيه ان تكمل فقالت
: ف في الحقيقة اريد ان ... اطلب منك ....ما اقصده هو ...امممم ...لقد
طال الامر وانا ... اريد ان انفصل و واذهب انا واطفالي للعيش في اي مكان... ق قد
اذهب الى عمي حامد في كندا .. و و اقوم بتأسيس عمل هناك ...او ...
قاطعها ببرود ليقول
: كانت مشكلتك انك لا تريدين لأحد ان يصرف عليك وعلى أبنائك وحققت لك
هذا حين اصبحت شريكا في المشغل بالمال الذب سبق واعطيتني اياه حين كنا داخل البلاد
وأصبح لك دخل مال يدخل حرفيا في طعامك وشبابك وثياب الصغار وما إلى ذلك ، ما حجتك
الان لطلب الطلاق؟! امللت ؟ اصدقيني القول ، ماذا تريدين بالطلاق ؟!
نظرت نحو الاسفل بخجل مضاعف لتقول
: المال ليس من حقي فلقد استخدمته لمصلحتي ايضا في البلاد ولم يكن سلفة
مثلا كما انني اثقلت كاهلك لعامين كاملين الان وحياتك واقفة من وقتها بغير ذنب .
كان ينظر لها بغموض ليقول بنبرة هادئة
: ماذا إن اخبرتك انني لا اريد رحيلكم من حياتي ؟!
رفعت وجهها له بتفاجيء ليكمل
: ماذا لو اخبرتك ان حياتي لم تتوقف الا داخل رأسك وان حياتي على خير
ما يرام والحمد لله لا ينقصها شيء ، ما دافعك للطلاق يامرام ؟! تريدين الزواج
بآخر؟!
صاحت كالملدوغة تقول
: لا ابدا ابدا ، انا سأتفرغ لأبنائي وكفى ، كيف لي م الاساس التفكير
هكذا وانا على ذمة رجل ؟! انت لا تفهمني ، انا فقط ... اريد ان ارتاح واريحك !.
نظر لها بجمود اربكها ليقول
: لنتحدث في الامر لاحقا فأنا الان لدي عمل هام علي إنجازه دون التفكير
في اي امر اخر
اومأت له لتنهض بتخبط نحو غرفة اطفالها بملامح يائسة حزينة .
❈-❈-❈
" اتركي ولدك وشأنه ، ستخسرينه مجددا هكذا !"
قالها جيمس شقيق آنجلي بعدم رضا لتقول هي
: اريده ان يتزوج فتاة تليق به ؛ أنهما مختلفان! ستذيقه الجحيم اشكالا وألوان،
انظر الي انا وعادل ! بعد قصة حب أسطورية انفصلنا بعد عامين فقط بسبب الاختلافات
التي اودت بحياتنا إلى الجحيم!
اجاب اخيها بلوم
: كان الخطأ خطأك انت ! كما انك لم ترتبطي بعده وحتى الآن لا ترين سواه
فلا تخلطي الامور ببعضها واتركيهما وشأنهما ! راعي ان سبب عودته إلى هنا كانت تلك
المرأة!.
" صباح الخير"
قالها فجر الذي دخل عليهم فجأة وهم يتناولون طعام الإفطار حاملا يوسف
الذي تعلق في عنقه حين سمع صوته يكاد يهبط السلم ، ما ان رأت آنجلي هذا المنظر حتة
ذمت شفتيها تنظر لأخيها بغيظ غير مدركة لمتابعة فجر لتعابير وجهها !
اجاب جيمس مبتسما
: صباح الخير ، اليوم عطلة على ما يبدو، لماذا انت مبكر؟
قال فجر بينما يطعم الصغير
: قررنا انا ومرام بالأمس ان نأخذ اجازة بعيدة عن العمل وضغوطات الحياة
ولأجل ان تكون اجازة ممتعة سأذهب لأنهي أعمالي في المشفى والشركة وكل ما يخصنا حتي
استطيع البقاء معها أطول وقت ممكن ، لقد عشنا الكثير من الأحداث الصعبة ونحتاج تلك
الإجازة .
◇◇◇◇◇
ما ان رحل فجر حتى صعدت آنجلي كالمجنونة باتجاه غرفة فجر لظنها ان مرام تنام
هناك فلم تجدها ، اقتحمت غرفة الاطفال وكانت مرام تنهي صلاتها ووقفت مفزوعة
من صوت ارتطام الباب لتجد انجلي تدخل لها صافعه اياها لتقول
: لقد حادثتك باللين ان تتركيه فتتحدينني انا ياحثاله؟! ماذا تريدين
منه بعد ؟! أموال؟! لديك أموال طليقك وعلمت ان أمواله طائلة غير الذي تحفظت عليه الدولة
كفاك طمعا ماذا تريدين من ولدي؟! تريدين جعله باهتا مثلك ام تريدين ضم أمواله
لأموال الاخر وتسجنيه هو ايضا ! انتي لا تناسبيه لا شكلا ولا موضوعا، الا
تستحين من البقاء في منزل لا احد يريدك به ام ان طبعك وانانيتك منعتاك من رؤية ما
حولك ؟!
❈-❈-❈
عاد مسرعا نحو البيت وهو لا يرى امامه بعدما تلقى اتصالا من الخادمة التي تشفق على مرام تخبره ما يحدث وبالفعل كان يسمع صوت امه الصارخ عبر الهاتف في حين ان لا صوت لمرام ليقوم بطلب رقم خاله الذي كان يحاول إقصاء شقيقته عن فعلتها ليقوم بالرد على فجر ليسمعه يقول بغضب
: اخرج والدتي من عند مرام حتي آتي، اعطي الهاتف لأمي حالا ،انا
قا....
سمع صوت شيئا غريبا ثم تأوه فجر ولا شيء بعدها ليتجمد الوقت فجأة حيث
فتح جيمس سماعة الهاتف حتي تسمعه فلم تسمع سوى صوت دوي انقلاب السيارة وتأوه ولدها
ثم لا شيء !.
❈-❈-❈
" مساء الخير! لدي موعد مع السيد عبد الرحمن "
اومأت له الخادمة لتفسح له الطريق للدخول فجلس حيثما دلته منتظرا على
أحر من الجمر !.
" اهلا وسهلا بني !"
قالها والد آلاء فجأة وهو يدخل من الباب ليقف أحمد مرحبا به ليقول بعد
السلام
: انا أحمد الخولي وعمري ثلاثون عاما ، لدي شركة صغيرة للتخليص الجمركي
والنقل الثقيل ، احاول بها كل جهدي لتصبح رائدة في عالم الأعمال
قالها بصوت واثق وهو يمد الكارت الخاص به إلى السيد عيد الرحمن
الذي طالع الكارت بإعجاب ليقول
: انت اذا من دخل السوق منذ مدة بسيطة وذاع صيتك؟!
ابتسم أحمد بتواضع ليقول
: من بعض ما عندكم سيدي ، في الحقيقة انا لا أشقاء لي ووالدي ووالدتي
متوفيان منذ أمد بعيد ، ان حدث نصيب فأنا لدي شقة في ***** وبإذن الله تعجب العروس
إن وافقتم.
اعجبته ثقة الشاب بنفسه ليقول
: ليفعل الله ما يشاء ، جميله؟ اخبري آلاء ان الضيف موجود .
❈-❈-❈
كانت ركض خلفهم في المشفى لكنها بقيت منزوية عنهم باستحياء منهم
بعدما اتت لها ذات الخادمة لتعتي بأطفالها قائلة
: اذهبي معهم ، لقد عرفوا اين هو الآن، لن يطلبك احد ليطمئنك عنه !.
كانت تجلس على كرسي بعيد بعض الشيء لكنه قريب من غرفة العمليات التي
دخلها فجر حتى هجمت عليها آنجلي مجددا محاولة ضربها قائلة
: انت السبب ! ستقتلينه ،كان ذاهبا إلى عمله لكنه عاد بسببك !.
كادت ان تضربها مجددا بينما اصبحت مرام تحمي نفسها بوضع يديها على
وجهها ليتوقف الجميع فجأة اثر صوت عميق غاضب أتى من آخر الممر
: ابتعدي عنها حالا !.
توقفت انجلي بالفعل لتنظر بصدمة تجاه الرجل الذي أتى وكان بصحبته
فتاة شابة وجيمس الذي انجل في هدوء ليرشده نحو الطابق المطلوب .
تقدم الرجل بغضب يقدح من عينيه لينظر نحو مرام التي طالعتهم جميعا بخوف
وخجل ليقول
: لا بأس عليك وانا اعتذر اني لم أتدخل من قبل لجهلي لما يحدث ، ابرار
ابقي معها ، انجلي.. ورائي.
تشوشت أفكارها لكنها بقيت تنظر نحو غرفة العمليات ودموعها تنساب بصمت
داعية له ان ينهض بخير وسلام !.
❈-❈-❈
" اتيت الان تهينني امامها ؟! هو هكذا بسبب...."
صاح بها الرجل قائلا
: اخرسي! لقد عاد حتى يحميها من بطشك!
قالت له بتوتر بسبب غضبه من بين بكائها
: انا احاول انقاذه عادل !، انها لا تشبهه ولا تشبه مجتمعانا ، سيكون
نهاية زواج منها الفشل كنا حدث معنا!.
رفع يده امام وجهها ليجعلها تصمت قائلا
: لا تناسب مجتمعك وحدك! فجر عربي مسلم وهو من أقنعها بارتداء الزي
الشرعي هذا اولا وثانيا، هو يحبها وهي واضح تمام الوضوح انها تحبه وهذا كل ما
يهمني ، تحدثتِ قبلا مع جيمس عن كونها ثيب ومعها اطفال وايضا صائدة ثروات ، تلك
المسكينة كانت ضحية مجتمع فاسد كالذي ترين انه لا يناسبها !
ذهب باتجاه الباب ليقول بتحذير
: إياك ثم إياك ايذائها مجددا ، حين اخبرني فجر عن ملابسات زواجهما
ظننته حين تنتهي القصة سوف يؤمن لها ولأطفالها مسكنا وعملا وينتهي دوره ، لكنه أتى
بها الى هنا وهذا يعني انه يحبها ويريدها في حياته .
❈-❈-❈
" مبارك "
قالها احمد هامسا إلى آلاء التي نظرت ارضا مبتسمة بحياء تجيبه بصوت
هامس بينما يقومون بالتوقيع على وثيقة الزواج ليقاطع لحظاتهما التصفيق
والتهليل من رفاقه على عكس عائلة آلاء والتي بدت شديدة التحفظ بدءً من والدتها !.
❈-❈-❈
كانت ما تزال على جلستها المتخشبة ناظرة نحو باب غرفة العمليات لتتحدث الفتاة بجانبها قائلة
: سيكون بخير لا تخافي ،فجر رجل قوي .
نظرت لها بتيه لتقول مجددا
: انا ابرار اخت فجر من الاب ، كان فجر يخطط لإجازة يقضيها معنا
حتى نتعرف عليك لكن ...
صمتت مع اقتراب الرجل الوقور الذي جلس بجوارها ليقول
: ادعي له بالشفاء ، انا واثق من انه بخير، تحدثت إلى أحد الأطباء الذي
طمأنني انه بحال جيد وسيكون على ما يرام ان شاء الله ، انا والد فجر ..نادني بأبي
ان أحببت!.
نظرت له والدموع ما زلت تلمع بعينيها ليربت على كتفيها قائلا
: انا اسف لما فعلته بك آنجلي ، هي دائما متسرعة وبسرعه يجعلها تخسر
دائما مل حولها ، تصرفها معك كان خوفا عليه فجر ان تكوني سببا لابتعاده عنها
وعن عالمها وما شابه .
قالت بسرعة
: ابدا والله ، لقد جربت حرقة قلب الام على فقدان اطفالها ، انا ابدا
لن أكون سببا في النزاع بينهم ،خاصة اتي عرفت أنهما تصالحا مؤخرا.
ابتسم لها عادل بهدوء مربتا على كتفها من جديد وهو الاخر يطالع باب
غرفة للعمليات بقلق لم ينطق به!.
بعد مرور بعض الوقت
" انه بخير لا داعي للقلق ، انه الان في غرفته لكن لا احبذ
الضوضاء من حوله ، فقط نريد شخصا واحدا ليدخل "
قالها الطبيب وكادت آنجلي ان تتقدم لكن عادل اوقفها قائلا
: ادخلي يامرام !.
اتسعت عيناها وهي تقف منزوية بالخلف لينظر لها بجدية حانيه يكرر كلمته
ليقول مجددا
: انت من يحق لها الدخول اليه هيا !.
كادت آنجلي ان تتحدث فنظر لها نظرة اوقفتها عن الكلام ليقول بعدما دخلت
مرام الغرفة
: هذا كان جزءً من الاعتذار عما بدر منك في حقها ، والباقية تأتى ! .
❈-❈-❈
دخلت الغرفة لكنها ظلت مستندة على الباب برأسها خوفا من النظر إليه بتلك
الحال لكنها تشجعت ووجهت بصرها نحوه قبل ان تقترب جاثية امام وجهه ارضا تطالع وجهه
الوسيم الذي اصبح مليئا بالكدمات ورأسه الذي تم لفه بالرباط الطبي لتتجرأ وتمسك
يده لأول مره لتقول باكية بصوت واهن
: انا غبية جدا اتعلم ؟! وضعيفة كذلك ! انا لم ولن اتخيل الحياة دونك ،
كيف كنت من الغباء ان افكر في التفريط بك وتركك ؟! قد لا أعلم شعورك نحوي لكني لا
أقوى على الابتعاد عنك ! ، اتعلم؟! سأتغير لأجلك ..لن استسلم مجددا للتيار ، سأحارب
للفوز بقلبك لا بشفقتك .
ضمت يده لها باكية اكثر لتقول بصوت هامس
: لا تتركني ارجوك !.
*******
بشكل تدريجي بدأ فجر باستعادة وعيه وقام الجميع بزيارته لكن ما فاجأه هو
بقاء مرام معه بشكل شبه دائم !، تذهب إلى أولادها بضع ساعات وتعود من جديد حتى
انها تطعمه في فمه ، ازداد اندهاشه حين وجد ان اباه اوكل اليها كل ما يخصه !
" مرام اعطي الدواء لفجر " " حبيبتي اطعمي فجر "
"
" مرام فجر بحاجة لتعديل الوسادة ربما؟"
وهي تنهض بكل طاعة تساعده بمنتهى الهمة والنشاط !
حسنا حينما يستطيع السير جيدا فليذكره احدهم بتقبيل ابيه حتى اليوم
التالي! .
❈-❈-❈
في احد اركان الغرفة واثناء تواجد مرام عند صغارها كانت آنجلي تجلس تراقب عادل
خلسة والذي جلس على اريكة قريبة من سرير ولده ممسكا مصحفا يقرأ منه القرآن ، كانت
تطالعه بحزن متذكرة كلمات شقيقها حين قال لها
: كفاك عيشا في الأوهام انجل ! عادل لم يفرط بك بينما انت من تركه
! ، لم تتقبلي النقد بينما انت لم يكن يعجبك شيئا ، هو لم يهدم المنزل ، انت
من رفع دعوى طلاق ضده اتذكرين؟! .
اجل تتذكر جيدا !، كانت تظن ان بإمكانها الضغط عليه بتلك الطريقة حيث
في بلادها الطليقة لها نصف ثروة زوجها ! ،وكرامة رجل شرقي لم يحاول الحديث معها بل
قام بتوقيع وثيقة طلاقها واعطاها أموالها لكنه وضع شرطا ان يكون الطفل بينهما
" حتى يتمكن من زرع ذهنه ووطنه بداخله ونجح!" ابتعد عنها فجر كثيرا
بدوره وما زاد الامر هو
زواجه! تزوج عادل بعد طلاقهم بعام من فتاة من موطنه وانجب منها ولدا
وفتاة وكان فجر مندمجا بينهم اندماجا ازعجها لكن عادل لم يظهر في الصورة
مجددا وكأنه زهدها بسبب أفعالها!. علمت مؤخرا ان زوجته توفت وتجدد الأمل بداخلها
لكنه لم يعد مجددا ابدا سوى ليدافع عن تلك الفتاة!.
❈-❈-❈
" تستطيع الخروج اليوم ، علينا ان نحتفل بمكان ما !"
قالها وليد الأخ الاصغر لفجر مبتسما بمشاكسة ليقوم والده بدفعه من ظهره
قائلا
: كف عن التحدث بتلك الطريقة الطفولية التي سوف تودي بك إلى الجحيم ،
هيا اذهب وقم بما امرتك به .
ما ان رحل وليد حتى اقتربت مرام تساعد فجر على النهوض لتسمع والده يقول
: هناك ما ترين آنجلي قوله امامكما !
تطلع فجر وعادل إلى بعضهما بتفهم ليقوم فجر بلف يده حول كتف مرام جاذبا
اياها نحوه لتجلس إلى جانبه لتقول آنجلي والتي بدت كمت يتحدث ضد رغبته
: لقد انفعلت عليكِ سابقا وانا اعتذر عن معاملتي السيئة لك واعدك الا
أتدخل بينكما مجددا .
كانت مرام تطالعها بذهول و ...لا.. هي لم تقدر على المسامحة لكنها
اومأت برأسها بهدوء حتى تنهي الامر !
تحدث عادل هذه المرة
: لم يكن لك حفل زفاف لظروف زواجكما لكن هناك ما اهمل به فجر وقد قام
بإصلاحه الايام الماضية .
نظر نحو ولده لتنظر له مرام بتساؤل ليكمل
: ان يكون لك سكنا خاص بك ، انت المتحكم الاول والاخير به ، شقة كبيرة
وجميلة قريبة من عمله وبجوارها حديقة كبيرة للألعاب حتى لا يمل الصغار وهناك مدبرة
منزل ستأتي كل يوم صباحا وتغادر مساءا .
قالت مرام بتوتر ودون ارادتها فكرت مجددا بكم الأشياء التي فعلها لها
فجر بلا مقابل لتقول
: لا انه لم أطلب شيئا وليس هناك داع لكل هذا .
نظرت لفجر لتقول وقد تجمعت الدموع في عيناها وهي تمنعها بصعوبة من
النزول
: يكفي ما قدمت الي ! انا لا اريد شيئا اخر صدقا! ، ولماذا مدبرة
منزل ، انا استطيع فعل كل شيء.
في لفتة جعلت توترها وخجلها يتفاقم ابتسم لها فجر بحنو مقبلا رأسها
ليقول
: هذا حقك يامجنونه ! كيف يتزوج المرء دون بيت ها؟!
قالت بنبرة مختنقة
: لدينا بالفعل شقة في البلاد .
قال هو
: الم نقل اننا لن نعود حاليا ؟! قد لا نعود ابدا لأجل سيف ويوسف؟
تحدث عادل مبتسما بعدما اقرب منها يقبلها من رأسها هو الاخر قائلا
: كما قال فجر هذا حقك ، لكن لكونه بقى عانسا إلى هذا العمر نسي ما
يفعله المرء عند زواجه .
ضحك بعدها لمشاركة فجر في الضحك بينما كانت آنجلي تنظر لهم بحزن دون
كلمات لكنها لم ترى عيني عادل التي تابعتها بصمت !.
❈-❈-❈
" انت كيف توافقين على امر كهذا ؟! تريدين قتلي؟!"
قالتها جيلان بغضب أعمى عندما زارتها آلاء لتخبرها بأمر عقد قرانها
لتقول آلاء بتوتر
: وماذا في ذلك؟ انه يحبني وهذا اهم شيء .
قالت جيلان بذات الغضب
: وكيف وافق ابي؟!
اصاب الحزن قلب آلاء لتبتسم بسخرية متذكرة كلمات اباها وامها " لا
يناسبنا ولا يناسب طبقتنا لكن لن يكون هناك غيره بعدما حدث مع جيلان وعزيز "
حتى وإن كان شخص اخر غيره كانوا سوف يوافقون عليه حتى يحاولوا
تغطية الفضيحة الكبيرة التي حدثت
: لقد رأى ابي انه طموح وقد بدأ بالفعل لدخول عالم الأعمال وأصبح شخصا
اخر غير الذي تتذكرينه .
استمرت تستمع إلى كلمات شقيقتها السامة وانه يحاول الانتقام منهم بها
لكنها استمعت بصبر .... ستنتهي من كل هذا ما ان يتم الزفاف وتغادر هذا العالم
الزائف!.
❈-❈-❈
تحرك كلا من مرام وفجر وآنجلي وعادل الذي كان يقود السيارة ليقل ولده وزوجته نحو منزلهم الجديد بعد إصرار من الاخير على ذلك .
حين وصلوا قال فجر وهو يهبط برفقة مرام
: لماذا انتما جالسان هكذا ؟! تعاليا معنا قليلا!.
قال والده برفض
: لا ، زوجتك معك تساعدك للوصول لباب الشقة ومدبرة المنزل في الأعلى،
انا سوف اوصل والدتك وآتي لكم بالأطفال ومربيتهم .
شكرته مرام بخفوت لتلف إلى فجر بتلقائية تضع يدها حول خصره ولف هو يده
حول كتفيها ليسيرا نحو المدخل بينما رقبتهم آنجلي بصمت حزين ليقول عادل
: انظري كيف يطالعها فجر؟! ماذا ترين ؟!
تابعت هي ولدها الذي يضحك بصفاء واعينه لا تبرح ملامحها بحب واضح وكذلك
هي ! فصمتت قليلا لتقول بعدها بحزن
: مرتاحا ، لكني كنت اريده ان ...... لا اريد ان تنتهي به علاقته كما
انتهينا بسبب الاختلافات !.
تنفس عادل بعمق ليقول وهو يعيد قيادة السيارة
: هم ليسوا مثلنا ، الفتاة ابسط مما يكون ، حتى انها تظن بأن الشقة
البسيطة تلك كثيرة عليها ، الذي هو حق من حقوقها من الاساس! تسعدها كلمة او اطراء
، تريد فقط البقاء بجانبه أيا كان المسمى ، من شدة بساطتها عرفت كل ذلك من النظر
لملامحها فحسب !
تنهد ليقول مجددا
: وهذا ما يحتاجه فجر! يريد شخصا بسيطا يعينه في تلك الحياة ، لا يريد إمراه
شاغلها الشاغل كيف تثبت لن وللكون انها قادرة على تحديه والانتصار عليه كما
لو كانا في حرب ؟!
اخفضت وجهها الذي تلون حرجا و ...ندما حين لمح لما كان يحدث بينهما
لتصمت تماما بذات الحزن حتى وصلا إلى الفيلا ليقول دون النظر لها مطالعا هاتفه
: ارسلي الاولاد والمربية لآخذهم الى فجر ، لقد تأخرت على ابرار ووليد
.
تحدثت بصوت خافت
: ل لماذا لا تدخل قليلا ريثما يستعدوا ؟
رفض دون ان ينظر لها ايضا ليقول
: لا شكرا انا مستعجل ، الاولاد قلقون علي!.
فتحت الباب وغادرت محاولة التماسك وعدم البكاء امامه لكن ما ان هبطت
حتى نظر في اثرها وهو يرى تهدل كتفيها بانهزام جعله يزم شفتيه ببعض الضيق ليعود
مجددا نحو هاتفه يحادث أولاده !.
◇◇◇◇◇◇
كان يسير على مهل يضم كتفها له مبتسما ، هو لا يحتاج ان يستند عليها من
الاساس ولكن... وجدها فرصة لفعل ذلك!.
ما ان صعدا إلى شقتهما حتى فتحت مدبرة المنزل فأخذا جولة سريعة في
الغرف وقد اسعده نظرة الراحة والسعادة التي توسدت عينا مرام واخيرا ذهبا نحو
الغرفة التي دلتهم عليها مربية المنزل قائلة انها غرفتهما!.
ساعدته في الجلوس ببطء على السرير وهمت بخلع حجابها ، كانت تتحرك بسرعة
كالعادة تفتح الخزانة لتجهز له ثيابا مريحة للنوم ثم تأت بالدواء وتساعده ثم دخلت
الحمام ترتدي ثيابا محتشمة لكنها مريحة وخرجت لتجلس معه لتجعله يتناول طعامه ليقول
فجأة
: رأيت حلما غريبا !.
قطبت حاجبيها لتقول
: ان كان مخيفا لا تقله، سمعت انه قد يتحقق!.
ابتسم فجر باتساع ليقول بتمني جعلها تقلق
: ليته يتحقق، لقد رأيت حورية جميلة للغاية ، كان ذلك يوم الحادث !.
قصد ان يصمت وهو ينظر للبعيد بنظرات وله جعلتها تتحرك من مكانها بغير
راحة لتقول محاولة عدم صبغ كلماتها بالغضب
: حورية بحر ام حور عين؟!
تنهد ليقول مبتسما بدفيء هذه المرة
: لا أدري! كانت جميلة بشكل لا يصدق ، ملمس يدها الناعم والدافئ وهي
تحاول اخراجي من غيبوبتي لأستفيق ، صوتها الرقيق الذي حدثني بحزن لحالي!
هنا فقط وعت لأنه كان يشعر بها فتخضب وجهها اضطرابا وخوفا من رد فعله
لكنها عادت تتسلح بالشجاعة التي ذهبت ادراج الرياح حين امسك هو يدها ليقول
: اعتراف مزلزل بالحب اطاح بقلبي وعقلي معا !
قام بعدها بتقبيل يديها يشدها لتقترب منه ليقول بصوت دافئ
: شعرت حينها ان علي النهوض والتمسك بتلك الحورية التي اتعبتني معها
وتريد تركي بشتى السبل ولم تشفق على قلبي سوى حينما شعرت انني سوف امو.....
وضعت يدها سريعا على فمه بجزع لتقول
: استغفر الله ، حفظك الله من كل سوء !.
ثم سحبت يدها بسرعة لتعود لشجاعتها من جديد لتقول
: ح حسنا و ولماذا الهرب .. ا انا احب احب زوجي و وأريد أن أظل بجانبه
إلى الأبد ..ا تما فقط في البداية كنت ضعيفة لدرجة ظننت انني لا استطيع اسعاده كما
فعل معي ، ل لكني كنت مخطئة و وعرفت خطأي و وسوف ا احافظ على زوجي وبيتي وحياتي
معه !.
كان يلاحظ ترددها بين شخصيتها المهتزة وبين شخصيتها التي تحاول بنائها
ليقول وهو يشدها نحو احضانه لتتوسد صدره لتجفل لوهلة قبل ان تتشجع وتضمه هي الأخرى
قائلة
: انت الحياة بالنسبة الي!، انظر اين كنت وما الذي كان سوف يحدث لي لو
لم اتعرف عليك؟ لكنت الان مجنونة في مصح نفسي متذكرة بمحاولة قتل أطفالي والذين
ظلموني يمرحون ويقعدون!.
رفعت وجهها تنظر له قائلة بحب
: انت كل شيء بالنسبة الي في هذه الحياة واعظمها !.
ابتسم بارتياح ليعاود ضمها له قائلا
: واخيرا! أرهقت قلبي معك كلما حاولت الاقتراب منك فتبتعدين ، وكنتِ
تريدين اخذ الاولاد وترحلين عني!
قالت باعتذار
: خشيت ان يكون تمسكك بي شفقة ليس إلا وان اكون حاجزا بينك وبين حياتك
ومستقبلك.
قال لها بنزق
: غبيه !
قامت بلكمه بخفة على كتفه لتقول بلوم لذيذ
: إذا أنت من علم يوسف كلمة غبية لأمه يقولها بنفس الطريقة .
قهقه عاليا فطالعته مبتسمة بحب تحمد الله للمرة التي لا تعرف عددها على
وجوده معها .
❈-❈-❈
حاولت عائلة رافع إخراج عزيز وجيلان من السجن بشتى الطرق لكنهم لم يستفيدوا شيئا
حتى تفاجأوا من خبر انتحار جيلان التي لم تتحمل ما حل بها بينما عزيز كان الغضب يأكله
يوما بهد يوم لعدم تمكنه من الوصول الى فجر ومرام ثم انكسر تماما بخبر انتحار
جيلان !.
❈-❈-❈
تزوج أحمد من آلاء رغم تعقد المحيط من حولهم لكنه استطاع ان يغلق عليه
وعلى زوجته بيته غير سامحا لأحد بالتدخل وتخريب حياته معها .
❈-❈-❈
مر الوقت سريعا ! ، هكذا فكرت مرام وهي تجلس في شرفة غرفتها تتابع عملها عبر جهاز
لوحي امامها لتتركه جانبا ممسكة بكوب شاي اليانسون الدافئ تشربه على مهل لتتحسس
بطنها بحب مبتسمة
انها حامل وعلى وشك الولادة هذه الأيام! ، متذكرة كل ذكرياتها مع فجر
ما بين سعادة وحزن لتتكلل علاقتهما بطفل منه ما ان بشرته به حتى طار فرحا !، في
البداية خشيت على اطفالها ان ينساهم لكنه كان يتقرب إليهم كل يوم أكثر من سابقه
حتى زال قلقها تماما .
" يوم الولادة "
تجمع كلا من عادل وأولاده وانجلي وجيمس حتى زوجته سوزان حضرت ايضا وجلس
الجميع ما بين قلق وحماس لرؤية الوافد الجديد !.
ولدت مرام اخيرا واصرت من اللحظة الاولى على بقاء طفلها بجانبها في
لمحة جلبت الحزن لقلب فجر الذي فهم انها ما زالت تعاني من آثار الماضي وتخاف ان
تفقد طفلها !.
حين اصبحت في غرفتها تطالع الجميع مبتسمة بتعب وهي ترى فجر يؤذن في اذن
ولده الصغير ليأخذه عادل منه يداعبه بأصابعه ويقبله بحب مادحا مرام قائلا بأنه
لحسن الحظ يشبهها هي ! فضحكت بتعب ثم أعطى عادل الصغير لآنجلي التي حملته
بخوف وهي تتأمل تفاصيله الصغيرة مبتسمة بدفيء لكن كان الحزن يشع من عيناها حين
قالت بخفوت
: مبروك مرام ، ومبروك يافجر ، انه لطيف للغايه !
ردت عليها مرام بكلمات رقيقة رسمية في الحقيقه !
على جاب اخر جلس فجر بجوار عادل الذي كان يطالع انجلى التي تحمل حفيدها
ليقول هامسا
: الا يكفي عقاب لثلاثين عاما !
قطب عادل حاجبيه ليقول بعدها مداعبا
: اتظنه كافيا ؟ ام ان البرج المائل ما زال مائلا؟!
قهقه فجر ليشير بطرف عينيه على والدته ليقول
: الا ترى بعينيك ؟!، كما انها ما تزال جميلة كما ترى واخاف عليها من
الفساد في مجتمعهم الغربي ذاك !.
طالعه عادل بغيظ زائف ليقول
: إن كان الامر كذلك فأنا مضطر لإنهاء العقاب لحمايتها من الفساد !
ضحك فجر بصفاء مطالعا زوجته بحب لتبادله هي الأخرى بدفيء يحبه .
" ماذا هناك عادل ؟ "
قالتها آنجلي بقلق حين حادثها عادل بأنه خارج الفيلا خاصتها ويريدها
بأمر هام !.
نظر لها وقد خرجت له ترتدي زيا رياضيا منزلي وعليه شال ثقيل ليقول ممتعضا
: هل يغادر المرء بيته بهذه الهيئة ؟!
طالعت نفسها بدأ من شعرها الذي جمعت خصلاته الكثيفة في كعكة
فوضوية محببة اعلى رأسها إلى خلفها المنزلي والزي الرياضي الذي تحبه والشال الذي
ما ان دقق به حتى قال
: اما زلت تحتفظين بهذا الشال ؟!
اجفلت حين وعت انها خرجت لملاقاته متشحة بالشال الصوفي الذي احضره لها
ذات مرة من بلاده كهدية لها !.
توتر فمهما لتقول بينما فتح لها باب السيارة لتحتمي من البرد
: خامته متينة لا تهترئ بسهولة !.
اومأ لها قائلا
:حسنا حسنا هيا بنا
قالت بصدمة
: إلى أين بثيابي وشكلي هذا؟!
قال لها وهو يقود السيارة
: ستعرفين الان .
❈-❈-❈
" مرحبا سيد عادل ! طلبك موجود "
قالتها سيدة أنيقة كانت تقف داخل بوتيك للملابس الراقية ليتحرك عادل
وتبعته آنجلي التي ضربها الاضطراب لتقول
: إلى أين؟ ماذا نفعل هنا ؟!
اشار لها بأن تصبر حتى ذهب إلى أحد الاتجاهات وعاد حاملا لأربعة فساتين
بيضاء!
طالعته بتوجس ليقول
: اختاري من بينهم واحدا ، أو من أي مكان هنا لا شرط من ما احمل في يدي
لكن اريد فستانا وقورا لا يظهر شيئا !.
تحركت تحت إلحاحه وهي لا تفهم شيئا لكن ... اي شيء بقربه لا بأس به !
اختارت فستان كان يحمله بين يديه ولاحظت انه وضعه على يد والثلاثة
الباقين علي يده الأخرى !
انه يحب هذا الفستان اكثر اذا ! ابتسمت باستسلام لتأخذه من يده لتذهب
إلى غرفة القياس كما طلب منها
وقفت تطالع نفسها في المرآة تبتسم بحزن ! لطالما كان زوقه فريدا
لكنها كانت بتعنت غبي كانت تحاول اغضابه بارتداء ملابس قصيرة تحت فكرة "انا
لسا غبية لك لأستمع إلى كل حديثك "
حين فكرت بعدها وجدت انه لم يكن يصر عليها سوى فيما كانت تخطئ به فقط !
لم يتحكم في حياتها قط كنا صور شيطانها لها!
تركها تفكر في كل أفعالها معه لأكثر مت ربع قرن لتعلم كم كانت غبية في
حقه فب الكثير من الأمور اهمها الحمل والإنجاب ، الواصل مع عائلته، الثياب
المحتشمة وغيرها .
تنهدت لتتناسى كل هذا متأملة الفستان المحتشم ، ساعدها جسدها الرشيق في
ان تبدو جميلة داخل الفستان تبتسم بحزن بات لا يفارقها منذ افترقا !.
" عظيم ! رائع ، أرأيت؟! محتشم وجميل للغاية عليك"
قالها عادل الذي وجدته يحمل حذاءً مناسبا للفستان وصندوق هدايا لم يكن معه من قبل
ليقول على عجل
: هيا اكملي الاطلالة ارتدي الحذاء وهيا بنا !.
استمعت اليه وما زالت لا تفهم لكنها انست قربه لذا ...لتفعل ما يشاء
لتبقى بقربه اكثر وقت ممكن!
بعدها اخذها لصالون التجميل ثم انطلقا إلى مطعم فخم لتنظر له مدهشة
وذادت دهشتها حين دخلت فوجدت اخيها وأسرته وفجر وزوجته والأطفال وأولاد عادل وبعض
الرفاق جميعهم وقفو مصفقين بحرارة جعلتها تنظر لهم بصدمة وتشوش لتتفاجأ بفجر يقول
: لقد تقدم لك هذا الرجل بجانبك وانا وافقت لكني أخبرته انني سأستشير
العروس اولا ! فما رأيك به؟!
اتسعت عيناها بصدمة تنظر نحو عادل ثم فجر لتلمح بين الجالسين مأذونا
شرعيا كالذي عقد قرانهما من قبل
فنظرت باستجداء وتوسل إلى عادل الذي ابتسم لها معتذرا
: اردت مفاجأتك وليس اجبارك والله! ، جميع الموجودين يعرفون ان الرأي
لك ، ان قلتِ لا فهذا حقك وان نعم ...سأكون اكثر من سعيد!.
امتلأت عيناها بالدموع ليضمها فجر ضاحكا بدفء ليقول
: هل اجعلهم يرحلون ؟!
قامت بلكزة في صدره اعتراضا ليضحك قائلا
: لتبدأ يامولانا !.
تم الامر ليأتي ابناء عادل يسلمون على آنجلي بتوجس من ردة فعلها لكنها
فاجأتهم حين قامت باحتضانهما فإبتسم الجميع ليشاكس فجر والده قائلا
: يبدو أن ربع قرن كان كافيا لإصلاح الكثير من الأمور
ضحك عادل ملء فمه وهو يأخذ انجلى من خصرها يقبلها أعلى رأسها وهما
يتبادلان أعذارا لما حل بهما سابقا بسبب عنادها!.
اقترب فجر هو الاخر من مرام التي تحمل طفلهما ليقبله ثم يضمها اليه
ليقول بعبث
: ما رأيك لو نترك لهما الاولاد ونذهب انا وانت في اجازة طويلة؟
سيقتلني ابي ان أخبرته الان !
استقبلت مرام كلماته ضاحكة بقوة فضحك هو الاخر قبل ينضم لهما يوسف وسيف
الذي قال بلهجة طفولية
: هيا سيلفي العائلة السعيدة !.
☆ بعد عدة اعوام ☆
اصبح شغل فجر الشاغل هو التخلص من كل الاثار النفسية التي تؤثر على
حياته مع مرام وقد نجح بالفعل ، اكملت دراستها وتخرجت وادارت عملها دون تدخل منه
حتى انها افتتحت مشروع مقهى امتد بعدها إلى سلسلة مقاهي لتقديم الحلوى مع
المشروبات إلى جوار المشغل والذي يدوره قامت بافتتاح فرع اخر في بلادها ووفرت فيه
فرص عمل لكل ام ولكل فتاة تحتاج المال .
كانت في الحديقة تتابع عملها عن بعد وعيناها تراقب ابنتها ابرار تركض
حول المسبح خوفا من ان تقع به لتسمع صوت سيارة تدخل تركض الصغيرة فجأة تقول
: باباااا
هبط فجر من السيارة ضاحكا يضمها ليقترب من مرام التي وقفت تستقبله بابتسامتها
الرقيقة لترى كلا من يوسف وسيف يهبطان من السيارة ومعهم زين الذي يراقب شجارهما
بملل كالمعتاد قبل ان يتصالحا فضحكت وهي تنظر لهم مسرورة لما وصلت له بعدما
كانت قد فقدت كل آمالها في الحياة .
تم بحمد
الله
القاكم قريبا
على متن رحلة جديدة ان شاء الله❤
تمت
لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية