رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 22 - 1 - الأربعاء 3/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والعشرون
1
تم النشر يوم الأربعاء
3/7/2024
أصرت ضحي علي حديثها وهذا جعل منه مُستاء لاستياءها، عقد حاجباه لتحدق به هي منتظره منه اي اشاره يتمسك بها ويخبرها بأنه سيفعل ما تريد لأجلهم لكن لم يحدث! لتشيح بعينيها عَنهُ بِضيق فأعتلى صدره سائِماً من تصرفها المُستفز، وداخلها شعرت إنها نقطة جيدة لها أن تتحكم بغضبها ومشاعرها أيضاً...
استقام منذر بغضب ذاهِباً نَحو حجرته صافعاً الباب خلفه ليسير ذهاباً أياباً بتوتر، إنه لشيء مستفز أن تتصرف بذلك الشكل معه وحين لا يفعل ما تريد تخبره بكل بساطه انها ستنفصل عنه! ورُغم ذلك لَم يستطع الجلوس لثانية بعيد عنها وتلف خارج الحُجرة متجهاً نَحوُها حيث توجد ...
بينما هي ذهبت الى غرفه الأطفال لتنام هنا حتى تثبت له بأنها مصره على قرارها ولم تكن تمزح وبالفعل ستنفصل عنه؟ وقفت عند الفراش وهي تشعر باختناق شديد و كأن جدران الغرفة تطبق فوق صدرها فتحت نافذة الغرفة وبدأت بالتنفس بهدوء، تحركت تجاه الفراش ثم إستقامت ساحبه جسدها الخائب نحو السرير لتتابع القطه حركتها حتى إرتَمت عَلى سريرها كَجتة تُجاهِد للعودة إلى الحياة، تأملت سقف الغرفة بتركيز بينما أشباح ذهنها تحدث فوضى قاتلة وعقلها يتساءل هل ستنسحب بالفعل مبكراً ام تعطيه محاوله ثانيه، أخذت القطه مكاناً بجانبها فأخذت نفساً عميق تملئ به روحها المرهقة ثُم أدارت وجهها نحو الهره المُتكورة على نَفسُها بجانب ساقاها، وأخذتها تنام في حضنها وإبتسامة صغيرة عَلَى تَعْرَها لِتَحْتَفي حينما إستمعت إلي باب الغرفه يفتح في حين دلفت منذر إليها، إستمعت إلى صوت أنفاسه المنفعله وعيناه البارِدَة لاتزال مقبتة...
اقترب دون مقدمات وسحب تلك الهره الى بعيد عن حضنها بوجه مقتضب كأنها طفله صغيره وقد جاءت تشارك مكانه لدي حنان أمه الذي من حقه وحده.. بينما كانت ضحى تراقبه وهي لا تفهم ماذا يفعل؟ لكن مع ذلك لم تتحرك وظلت ساكنه مكانها فلم يرى نظراتها الذاهلة والغير مصدقة لما فعله.. نعم هي لم تكن تعرف كيف ستكون نهاية هذا الشجار والخصام الذي حصل بينهما..لكن أبدًا لم تتوقع أن يعود هكذا بهذه البساطة! بقت على حالها لدقائق قبل أن تعطيه ظهرها وتسترخي مكانها..
في حين قطع أفكارها وتوغل بداخل أحضانها أكثر وشعوراً قوي داهمَهُ بِأختطافها والهروب بعيدا عَن كل شيء، وفي كل لحظة يَستَعمِر أحضانُها يشعر بانه بخير وكان هناك سحراً ما يلقى عليه يُطفِئ كل نيران الغضب التي في دمه... ولكن...
حينما تأتي ذكرى أهله يسير كل شيء عكس المرغوب، في السابق كان يشعر بالدمار أما الآن فهو يشتعل غضباً مِن أفكاره التي تخلق الكثير من السوء الذي قد يلحقة بعد ما عرف نوعيه مرضه المتسبب الأول والأخير هم عائلته وفي قانون تعامله مع العوائق فهو صادم، يُلقي بحكم الإعدام عَلَى جَميع مَن يقف في وجهه وفي طريق مَن يحب.. حتى نفسه رافض الإعتراف والمواجهه بالحقيقه ليضع النقط على الحروف لتكون اول طريق في الشفاء!.
داهَم أفكاره السوداء أكثر حتي ارتمى رأسهُ في مابين عُنقها وكتفها، إحتوى جسدها بِذراعيه القويتان ثُم حاصر خصرُها قبل أن يضع رأسه فوق صدرها كعادته ليشعر بالاحتياج الى قربها والشعور بالحنان الذي افتقده وهو صغير!. ولم يجده إلا معها.
شيء ما دَفعُه لفعل ذلك، لايعرف لما اصبح يحبذ الاقتراب منها واحتضانها باستمرار
ولَم يكُن ينتظر منها الرد عليه بالمثل ، كان
يريد أن يثبت لها بأنه يحتاجها بِكُل حواسه لربما ليكون هناك ما يتمسك به حين ترنحه فيما يحويه من مشاعر لها..
مر اسبوع! منذ أن صرحت ضحي باحتياجها وغضبها له بصراحة للمرة الأولى ومنذ ذلك الوقت وهي تتجاهله، حتي أنها لم تخرج خارج غرفتها سوا للضروره فقط، لقد افتعل شجارا من أجل لا يذهب الى الطبيب النفساني يتعالج ومن أجل رد كرامته أيضاً الذي شعر بأنها تاذت بسبب ذهابه الى ذلك الطبيب و حديثها معه بحزم عن الإنفصال طالما لا يفعل ما تريد .
ومن جهة أخرى هو لن يسمح أبدا بأن تذهب ويقترب أحدهم بفتاة قد اقترن اسمها باسمه
و باتت زوجته شرعاً وقانوناً..
وليلة الأمس كانت ليلة أخرى لم يحتضنها لانها لم تسمح له عكس الأيام السابقه، و أهداب مقلتيه لم تعرف طريق للنوم من بعدها براحه بعد ان عرف طريق الأمان معها.. وهو يراها تنام بعيد تاركة إياه يتجرع جراح الوحدة و قسوة العتاب وهو يحكي على مخدته قصة هجران زوجته..
رباه كيف سيتكيف مع ألم الاشتياق له و فقدانها عندما ينفصلا! كيف تبتعد عنه وهو يشعر أنه مشدود لها و زجدانيًا موصولة بشرايينه وكيانو.. حاول منذر ان يتقرب منها من جديد لتعود العلاقه بينهما جيده لكن هذه المره كانت تصده حقا بكل الطرق باصرار.
في وقت الغداء بالمنزل وضعت ضحى امامه الطعام التي صنعته بنفسها فهذا الجزء الوحيد الذي لم تمنعه عنه وواصلت الاهتمام به من ناحيه طلباته كزوجها و هذا واجبها تجاه، أبتسم منذر قائلاً محاوله فتح اي حديث بينهما
= طاجن البامية بتاعك، بجد ما فيش زيه لا يعلى عليه تسلم ايدك يا ضحى .
عبست ملامح وجه ضحي بشدة ، واكفهرت تعابيرها للغاية وهي تقول
= بس مش انا اللي طبخه النهارده دي مرات اخوك بسمة !! لاننا قسمنا النهارده انا الترويق وهي الطبخ .
عقد حاجيبة بدهشة وهو يقول مبتسماً
= أنا برضه حسيت ان ناقصه حاجة أصل انتٍ
بصراحة البامية بتاعك أحلى من كدة بكتير ..
ما تقعدي واقفه ليه مش هتتغدي معايا زي كل مره؟
شعرت بالانزعاج قليلا، ثم توترت وهي تجيبه بصوت متردد
= شكراً سبقتك بالهناء والشفاء .
ترك منذر الطعام عند هذا الحد وشعر بالضيق الشديد، فلم يعجبه كل تصرفاتها تلك بعد ان تعلق بها وتعود على هذا... بينما الاخرى لم ترغب في ذلك حقا لكنها حاولت ان تستخدم اخر ورقة ضغط عليه ربما يستسلم لها بالنهايه وربما لا وتنفصل عنه حقا .
❈-❈-❈
كانت النافذه في غرفه ديمه مفتوحه وكان مدخل هوا بارد دفت نفسها بإيديها ثم استقامت وقفلت الباب والنافذة على نفسها وركضت نحو السرير جلست على الارضية سحبت دفترها الأحمر من اسفل السرير وبدأت بالكتابة بطريقة مجنونة غير طبيعية وكأنها تصب جام مشاعرها به، وبدات تصف مشاعرها نحوه وكيف تراه في أبسط التفاصيل؟ مثل عندما تقف امامه وتكون راسها عند صدره
وتكون مضطر ان ترفع راسها وتنظر له! وكيف شعورها عندما تنظر الى عيني السوداء الواسعة كأنها تقف أمام جنينة كبيرة واسعة دافئة ونور الغروب طافي عليها، وهي بجانبه
وعندما يتغزل او يهتم بها، قلبها لم يكن يدق مثل باقي البشر انما كان يقفز من كثر الدق! حتى احيانا تحلم به عندما تنام؟ و حديثه الحنون ودفاعه عنها.. وكيف يمسك يديها ويقترب منها عندما يعلمها العزف على البيانو!.
لدرجه عينها تتأثر وتصبح تصرفاتها تلقائيه وغير متزنه واحيانا اخرى تذهب الى غرفته وتشم ريحة برفانه المفضل له، فلديه زوق رفيع في كل شيء حتى أدق التفاصيل هو رجل هادئ وراقي ومميز وليس له مثيل ولم ترى شخص مثله، وهنا فاقت وأخذت بالها بأنها أصبحت تبالغ في الوصف؟ رمشت بعينها وهمست بتوتر
= هو انا وقعت للدرجه دي انا كنت فاكره نفسي معجبه بيه أو لسه مشاعري هتبتدي تتحرك اكثر ناحيته؟ لا مقصدتش نهائياً أتكلم عنه بالشكل ده، معرفش إيه اللى بعمله أو إيه اللى خلاني أكتب كده عنه.. أنا يعني حبيت أوضح وصف تصرفاته بطريقة سهلة.. مش أكثر!
شعرت برهبة وخوف وهي تقول لنفسها
=طب هو ايه اللي هيحصل لو رفضني او فضل شايفني على أساس ان انا بنته!.؟
اغلقت المذكرات بعصبية وهي تنهض تجاه الفراش لتنام، لكنها ظلت تتقلب على الفراش دون فائده وغصب عنها أدمعت عيناها بحزن وهي تتمنى ان يكون داخله يشعر بنفس المشاعر تلك تجاهها حتى لا تتألم مجدداً من الحب.