رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 30 - 5 - الإثنين 29/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثلاثون
5
تم النشر يوم الإثنين
29/7/2024
انشغل معاذ عن بسمة مؤقتًا بالعمل مع والده
وقد شعرت الأخرى بالارتياح من عدم عوده إلي هنا، لكن استغربت غيابه المفاجئ! وظنت ربما انشغل مع اصدقائه فهي كانت لا تعرف عنه شيء.. مر أمام أنظارها الشاردة شريط حياتها العابث وهي تفكر هل ستستسلم وتعود الى عائله شاهين وزوجها مجدداً فبقت وحيده الآن بلا سند .
صحيح معاذ انقذها وظل جانبها في عده مواقف كانت بحاجته بشدة لكن سيظل الأمر ليس سهلاً للعوده.
فالمرعب في فكرة الزواج، ليس أن تتحمل
رجلاً بكل سلبياته وإيجابياته طيلة الحياه ولا أن يتحملك هو، المرعب في حجم التردد هو مصير أولئك الأطفال الذين سينتجون عن قرار ابتدأ بمزحة.. فهل تستطيع أن تصنع منهم رقماً صعباً مجتمعياً؟
أم أنهم سينشؤون في جو روتيني من التلفاز إلى الشارع إلى المدرسة؟ هذا إن لم نصنع مزيداً من المرضى النفسيين؟ الذي أؤمن به: أنَّ مرحلة العزوبية ليست مرحلة إصلاح الشعر المتقصف، والبشرة المترهلة فقط..
إنما هي أثمن فترة لديكِ لتصنع عقلاً مختلفاً و شخصية قادرة على إنتاج جيل حي نابض بالفلاح، هي أثمن فرصة لتتعلم فن صناعة الإنسان وتلملم شتات الشخصيه وترممي عيوبك كي لا يعيد التاريخ التربية الخاطئة نفسها.
كان مالك جانبها يقص عليها مغامراته مع والده كالعادة مما جعلها تشير له بسبابتها صائحة بلهجة صارمة
=خلاص يا مالك هو ابوك كل بعقلك حلاوه للدرجه دي، من ساعه ما جيت وانت عمال تحكيلي خرجك فين و روحك فين .
ضم شفتاه بزعل وهو يقول بتبرير
= افتكرتك هتكوني فرحانه مش انتٍ كان نفسك يعمل كده معانا من زمان هو انتم ليه ما ترجعوش لبعض! يعني يوم ما يتغير نبعد عنه ليه ؟
عقدت حاجيبها للاعلي بشك وهي تقول بنبرة حادة
=هو بقى اللي قال لك كده ولا ايه ؟ لحقت تنسى امك يا مالك واللي عملته معاك زمان و لحد دلوقتي، ده انا وافقت ارجعله عشان ما ابعدش عنك
ضمها مالك واحنى رأسه عليها يقبلها بأسف قائلاً باستعطاف
= انا مش قصدي كده يا ماما انا بحبك أوي بس نفسي كلنا نتجمع مع بعض زي ما كان نفسنا، ولا خالص بابا عمره ما كلمني في حاجه زي كده انا اللي نفسي.. وبعدين انتم متخانقين ليه ما هو ابتدى يخرجني ويقرب مني و يشتغل كمان
اتسعت عينا بسمة بذهول وصدمه وهي تقول بنبرة غير مصدقة
=نعم عيد الكلام اللي انت قلته من شويه كده هو مين ده اللي بيشتغل؟ ابوك! انت متاكد ومع مين وفين؟
هز رأسه بالإيجاب مرددًا بحماس
=ايوه متاكد بيشتغل مع جدو في الوكاله ده بيقعد يزعقله زي ما كان بيزعق لعمي منذر كمان.. هو صحيح عمي منذر بطل يجي هنا ليه وحشني!
ابتسمت بلا تصدق لتردف بنبرة قاتمة وهي تنظر أمامها بازدراء
=ولله! بقيت بتشتغل دلوقتي بس يا معاذ! و ابوك موافق عادي الله يرحم ايام زمان ده أنا صوتي اتنبح معاكم في الموضوع ده.. طبعاً ما البيضه اللي كانت بتبيض ليكم على الجاهز مشيت ومضطرين لكده.
احترقت بمكانها بحسرة على أيامها السابقة فتلك العائلة لا تبحث إلا عن مصلحتها فقط،
الآن فقط عمل معاذ لم يصبح صعب او خطر على حياته طالما هما بحاجته ومنذر رحل! إذن ليت منذر رحل منذ البدايه حتى يتعلمون كيف يتحمل المسؤوليه، حسنا لا بكاء على الاطلال امامها فرصه و يجب أن تستغلها جيدا فكل ما فيها من عزم ستسعي للانتقام! ثم أضافت هاتفه بحسم بملامحها الجادة ونظراتها الصرامة
=ماشي يا معاذ اما وريتك انت واهلك ما بقاش انا بسمة! مش رجعتيني ومفكرني زي زمان استلم بقى مش هتطول شعري مني الا بشروطي.. والله وجاتلي على الطبطاب هطلع القديم والجديد عليكم يا عيله شاهين
❈-❈-❈
أخبرت ضحى زوجها عن مقابله والدته مايسة الى أمها واخبرته أيضاً عن عمل معاذ بالوكاله فقد راته كوثر بالصدفه وابلغتها بذلك لتعلمها بأن الوضع صار صعب عليهم حقا وهم بحاجه الى مساعده زوجها، بدت متوترة للغاية لمعرفة ردة فعله إن كان حقًا قد عطف عليهما، لكن تفاجأت الأخرى بردت فعل زوجها الغريبه و الغير متوقعة.
تعالت ضحكات منذر العالية بشدة ولم يستطيع التوقف عن الضحك وهو يردد بصعوبة بالغة
= لا مش قادر أصدق معاذ بجلاله قدره بيشتغل في الوكاله و بموافقه شاهين كمان! دي اكيد كدبه أبريل او نكته الموسم طب ازاي لا لا لا اكيد القيامه هتقوم او في حاجه غلط
تطلعت زوجته فيه مطولاً، فهم مقصد نظراتها الآخر فورًا واضاف ببرود
=بس والله والدتك عرفت تتصرف صح انها ما رضيتش تقول عن عنواننا وكويس برده اديني من زيارتها عرفت موضوع فرحني وهفضل اضحك عليه طول الشهر ولا طول عمري بقي معاذ بيشتغل؟ دلوقتي ما بقاش تعبان ولا قلبه بيوجعه ولا الدكتور مانعه.. كان عندي حق لما قلت كل ده اشتغاله وانهم عيله جحده وما تستاهلش ابص في خلقتهم تاني .
تنهدت ضحي بعمق وحاولت أخذ الامور ببساطه فمنذر مر باصعب واشد مرحله بحياته وطبيعي تكون رده فعله هكذا، تقدمت تجلس جانبه وهي تحمل طفلتها بين ذراعيها ثم قالت بصوت متأثراً
= انا كمان استغربت زيك بس عارف فكرت فيها بيني وبين نفسي اكتشفت انهم لما وصلوا لحاجه زي كده يبقى اكيد ندموا وعارفوا قيمتك، واكبر دليل على زياره والدتك لماما اهي دي لوحدها بقى صدمتني اكتر من موضوع معاذ انها تيجي لحد ماما وتقول لها نفسها تشوفك وتطلب منك السماح عشان ترجعك
تنهد منذر مطولاً مشبكًا كفيه خلف رأسه وهو يرد هامسًا بتسلية
= كل حاجه بقت بتحصل في الزمن ده يا روحي، بصي افتكري لما والدتك تروح تاني البيت القديم تديها مبلغ من الخزنه اللي جوه عشان تساعدهم، وكده يبقى عملت اللي عليا وزياده انما حوار ارجع واسامح قوليلها كان في وخلص.
انصدمت من أسلوبه وقالت بعتاب وضيق
=منذر مش للدرجه دي انا هتكسف اعمل حاجه زي كده وهتبقى عيبه في حقنا، وهم اكيد مش عاوزين فلوس عاوزينك تسامحهم
احتقن وجهه بصورة بائنة وهو يرد ساخراً
=عيب! هم دول يعرفوا العيب لا ما تقلقيش يا حبيبتي انا اكتر ناس عارفهم كل اللي يهمهم مصلحتهم وبس! وصدقيني هم عاملين كل الحوار ده عشان الوكاله اللي عمال تخسر و اللي من غير ما أسألك متاكد انهم فشلوا فشل زريع فيها لأن انا اللي كنت ممشيها والدليل نجاحي دلوقتي لوحدي..
فرك موخرة رأسه واضاف بعصبية ظاهرة عليه
= اما بقى حكايه اسامح والكلام العبيط ده يبقوا هبل ومن غير معلش في الكلمه لو فاكرين ان انا ممكن اسامح وانسى، كل حاجه عملوها معايا من اول ما كنت طفله صغير ونسيوني في المستشفى وبعدها شفت الويل احكي ايه ولا ايه بالله عليكي خليني ساكت
تفرست ضحي في وجهه محللاً تعبيراته المتجهمة ثم بررت إصرارها بنبرة واهنه
= منذر انا لو مكانك هعمل اكتر من كده واي حد، بس انت برده لو مكاني هتطلب مني ان مش هسامح بس احاول اواصل الواد بينهم من تاني واحنا حتى بعيد عنهم كده برده، بصراحه والدتك صعبت عليا لما عرفت حالهم
بدأ عابسًا نوعًا ما وهو يصغي إلى الحديث بفتور واضح عليه، عبث فمه محدقًا فيها بشرود، ثم زفر قائلاً بملل
= يبقى ما تعرفنيش كويس يا روحي اللي يدوسلك على طرف مش تزعلي منه بس تقطعيه خالص وشيلي من حياتك، وما يصعبش عليكي لما يرجعلك ويعيطلك لان دي اكيد دموع التماسيح! ما هو بالعقل كده ما حدش ياذيكي اكتر من 7000 مره وتفتحي بابك تاني و يصعب عليكي! عشان تبقي معلش في الكلمه هبله وبريال وبيتضحك عليكي وتستاهلي الضربه اللي جايه.. اللي هتكون 7000 مره وعليهم واحده جديده .
ازداد انعقاد ما بين حاجبيها وادمعت عينيها تأثراً وهي تجد حالته هكذا تغيرت حقا بسببهم
ثم ضغطت على شفتيها قائلة بنبرة حزينة
= اتغيرت أوي يا منذر انا متاكده لو كنت زمان كنت هتسامح على طول وتنسى، طريقتك معايا بتخوفني كمان وحاسه نفسي قاعده قصاد واحد تاني مش اللي عرفته زمان واتجوزته وحبيته.
تطلع فيها بنظرات حادة وهو يمسح دموعها، ثم ارتسم على محياه ابتسامة عريضة حتى يطمئنها ولم يتسمر في مكانه مطولاً، أسرع
و انغمسا يقبلها بعمق وهي اندمجت معه على الفور ترغب تشعر بمنذر القديم، ثم أبتعد عنها و مرر أنظاره على طفلتها بين يده وعليها مره اخرى بحب، و لوى ثغره مرددًا
= ما تقلقيش يا روحي انا اؤذي نفسي وما اؤذيكيش ولا افكر فيها حتى! حتى لو اذيتيني زيهم يا ضحى.. ممكن غريبه ان بقول لك كده بس انتٍ غيرهم بجد و ليكي عندي اللي يشفعلك كتير لكن هم لا؟ اما حكايه اني اتغيرت فكان لازم اتغير من زمان أوي عشان هو ده اللي بيمشي دلوقتي في الزمن ده.
هزت رأسها عده مرات ثم شددت من لهجتها قائلة بقلق شديد
=كلامك جميل بس انا خايفه برده عليك لا تؤذي نفسك فعلا بسبب التغيير ده، لو مش عاوز تسامح انا هعذرك ومعاك حق وهفضل اسمع كلامك وابعد عنهم، بس مش عاوزك تتغير كده للاوحش
ساد صمت متوتر بينهما ثم اقترح منذر بعد لحظات من التفكير الصامت
= بلاش مبالغه انا كويس ما تقلقش، ممكن بقى نقفل على السيره دي أو نغير الموضوع احسن
أخفض أنظاره ليحدق في الرضيعه وبدأ في مداعبتها بلطف وحب، ثم همس بمكر
= انا مش جاي من شغلي بدري عشان نتكلم في مواضيع تتضايقنا.. قومي ودي اوليندا مع المربيه بره وتعالي تاني عشان وحشتيني!.
❈-❈-❈
في منزل شاهين، شعر معاذ بالتوجس مما فعله وخطأه الفاضح الذي لا يغفر! حاول أن
يفعل شيء جيد حتى تعود وتعمل الوكاله جيد كما سابق، ولم يجد غير استشاره أصدقاءه السوء الذي اقترح واحد منهم عليه استثمار بضائع جاهزه بدلاً من أن يأتي بعمال ويبدأ في التصنيع و لم يكن يعرف مكيدة صديقه بان تلك البضائع غير صالحه بالمرة ولا تفيد بشيء.
لكن قد مضى على نفسه وصل أمانه بعد ان اقتنع من صديقه سيبيع بسرعه وهو استثمر فيهم بسعر أقل! لكن والده قد فهم الأمر على الفور وبان تلك البضائع غير صالحه وان صديقه فعل ذلك حتى يهدده بوصل الامانه.. ولان أمور الوكاله تمر بفتره صعبه لم يجد والده يدفع له المبلغ؟ لكن الاخر كان له وجهه نظر اخرى وقد هدد الجميع إلا يتنازلون عن الوكاله ام سيذهب الى الشرطه بتلك الوصلات.. و لم يجد غير ان يتنازل عن الوكاله له.. ولم يعد يملك شيء بعد الان.
ومن بعدها وهو صامت يطالعه بريبة و باستهجان فكانت نظراته المصوبة نحوه مختلفة على نحو رهيب، للحظات ظلت نظرات معاذ أيضا مصوبة نحو والده بتدقيق كأنه يدرس ملامحه وما سيقوله، متأهبا أبيه الذي تصلبت ملامحه ثم اقترب منه قائلاً بتوجس وندم
= يا حج والله انا كنت عاوز اريحك واعمل حاجه مفيده ما انت اللي طول الوقت تهزق فيا وتقول عليا فاشل، ومشايلني حمل كبير انا لسه بتعلم ومش فاهم حاجه وكل ما اجي اكلمك في الموضوع ده تتعصب عليا وتقولي اتعلم زي ما اخوك اتعلم وهو صغير بس اللي مش قادر تفهمه ان انا مش منذر
هتف شاهين بصوت خشن مبحوح النبرات بانفعال مشوب بغضب مستعر
= يا ريتك كنت منذر كنت زمانك نجحت و فلحت في حاجه زيه، لله الأمر ومن بعد منك لله يا شيخ.. ضيعت شقه السنين اللي بنيته انا واخوك.. وصعبان عليك عشان بقول عليك فاشل وما بتفهمش طب ما انت كده فعلا، ده اي عيل صغير كان هيفهم اللعبه اللي عملوها عليك صحابك.. بس هقول ايه؟ يا ريتني ما كنت خلفتك ولا شفت اليوم ده .
شعر معاذ بعذاب لم يعرفه يوماً جعل حواسه تتأهب في صدمة وضراوة لينطق لسانه بحريق جوفه
= كنت عاوزني اعمل لك ايه يعني؟ من اول ما اتولدت لا انت ولا امي بتخلوني اعمل اي حاجه في البيت ولا بره فطلعت كده مش عارف حاجه، لكن فجاه بدون مقدمات قلتلي تعالى وانزل واشتغل معايا لا إلا ما فيش فلوس، ويا ريتك بتعلمني صح عاوزني اتعلم ازاي وانت كل حاجه بعملها غلط تفضل تهزا فيا! وتقولي يا فاشل و يا كذا ويا كذا وشتيمه وقرف قدام الناس كلها.. و عمرك ما فكرت في احساسي وانت عمال تجرح فيا قدامهم
أغمض عينيه للحظات وقد أدرك بأن إبنه يقول الحقيقة بالفعل، لكنه صاح به بنبرته المهيبة التي لم يفقدها يوماً
= ما اخوك ياما كنت بقول له كده واكتر وكان بيستحمل وعمره ما قالي لا، كان بيقولي جزمتك فوق دماغي يابا وحاضر ! تيجي انت في غمضه عين تضيع كل التعب ده
عينيه اصبحت تنطقان بالألم المبرح ثم ضرب بيده فوق صدره بعنف عده مرات صاح بصميم مؤلم
= عشان انا غيره! وبعدين مين قال لك ان منذر كان مش فارق معاه كلامك ولا بيزعل امال هو قال قدامنا كلنا ليه أنه كان بيتعالج عند دكتور نفساني ما هو بسببك وانت دلوقتي اهو بتعيد نفس اللي بتعمله معايا، و إللي انت مش قادر تواجه بيه نفسك منذر طفيش اصلا
بسببك بعد ما فضل يشتكي ويقول لك بلاش تعاملني كده قدام الناس وانت برده كنت بتعمل..
وبين كبرياء رجولته كانت صرخة ألم يخفيها بعينيه المتحجرة فأضاف بترفع دون أن يرف له جفن
= فما تجيش دلوقتي تقول كان بيستحمل ولا مش بيستحمل وتجيب العيب فيا وانت السبب.. اعمل لك ايه اكثر من كده حطيت جزمه في بقي ونزلت معاك الشغل اللي مش فاهم في حاجه وانت كنت بتمنعني منه زمان، وفشلت بسببك وبرده بتجيب اللوم علينا مش عليك.
شعر معاذ بدخول والدته ومن شدة غضبها منه لم تعر تعابير زوجها المريبة أي انتباه وهي تهتف باستياء
= انت صحيح رجعت بسمه على ذمتك اللي سمعته تحت في الشارع ده صح؟ انا مش قلت لك لو رجعت البنت دي على ذمتك لا انت ابني ولا اعرفك.. عشان كده كنت بترفض العرايس اللي كنت بجيبها لك.
تناهى إلى معرفتها بذلك ليعود لينفجر فيها هي الأخري هاتفا بتحدي منفعل
= حياتي وما لكيش دعوه بيها، وأيوه رجعتها ومش هسمحلك تاني تتحكمي في حياتي ولا تمشيها على مزاجك انتٍ ما اشتريتنيش ولا جوزك، عشان شويه تقوليلي ما تعملش كده و شويه اعمل كده.. ما ترحموني بقى! هو انتم لا كنتم سايبين منذر في حالي ولا انا، ولا عشان شكلكم مش لاقيين حد تطلعوا عليه عقدتكم من بعد منذر هتطلعها فيا.. والله انتم اللي محتاجين دكاتره نفسيه مش هو
جحظت عينا مايسة لما سمعته وضربت صدرها بلا تصديق كأنه يخبرها بشيء صعب و ليس من حقه ان يخرج عن طوعها وتجبرهم مثل منذر.. وبكل الغضب الضاري بشاهين ارتجفت أنفاسه انفعالا وارتفعت يده لتهوي صافعة خد معاذ بقوة أمالت وجهه جانبا، ليصرخ بصرامة حاده
= اطلع بره يا قليل الربايه، ومن اللحظه دي ما لكش قعاد هنا.. مش انا السبب في دلعك واللي وصلتك لكده خايب ومش عارف تشيل المسؤوليه اديني هخليك تشيلها غصبا عنك.. وريني هتصرف على نفسك ازاي وعلى مراتك وابنك عشان تعرف أنا كنت بوفرلك إزاي كل حاجه على الجاهز، اطلع بره يلا.
شحب وجه معاذ لما سمعه منه وكيف يطرده بالإضافة أنه ضربه لأول مرة بحياته، هبطت دموعه تسابق بعضها وهو يهز رأسه نافي غير مصدق، بينما عضت مايسة طرف شفتها تمنع نفسها من الإقتراب منه وضعفها أمامه .
دقائق مرت واستمر أبيه في طرده واهانته كالعاده ولم يجد الآخر غير ان يرحل لكن أين،
ابتلع ريقه وهو يخطو للأمام خطوات مرتجفة، يشعر بأنه منفصل عن كل ما حوله إلا من حديثهما.. وتحرك بخطوات ثقيلة للخارج حقا.
أغمض شاهين عينيه بتعب و داخله يخبئ ذل رجل حمل خطاياه بإخفاء حقيقته أنه رجل ظالم! طوال العمر حتى اعتاد علي حمل ابنه الكبير الثقل، فلا يصدق انه أخيراً تحرر من ذلك وأزاحه عن كاهله.. أخيرا أعترف باخطائه
صحيح.. لكن بالمقابل خسر أولاده الإثنين.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية