-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 2 - الأربعاء 31/7/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثاني

تم النشر يوم الأربعاء

31/7/2024

 


الصمت ستار يخفى الكنوز ذاك كان مبدئه دوماً، فلا أحد لديه القدره على إذلاله ما دام سره دفين قلبه لا تنبث شفتيه به لأحد، حتى هى من ظن الجميع أنها تعلم خباياه، لكنهم سيصعقوا حين يجدوا أنها لا تعلم سوى إسمه الذى أطلقوه عليه (الليث)!


❈-❈-❈


وقفت (لؤلؤه) خلف نافذتها الموصدة، تتابع ظلال الماره بالطريق، تتمنى لو تصبح منهم، لما لا يحق لها أن تحيا حياه طبيعيه؟ لما لا يحق لها أن تخرج من هذا السجن؟ ولما يوصدون الزجاج؟ لعلها تستنشق بعضا من هواء الصبح النقي، أم أنهم يتخيلون أنها ستتحول إلى سائل، وتهرب من بين طيات الباب الخشبى للنافذه!


تنهدت بأسى لحال نفسها، لكنها إبتعدت سريعاً عن النافذه، وقفزت على الأريكة تمسك بكتاب ما تتصنع قرائته بإهتمام حين سمعت أقدام أحدهم تقترب من غرفتها، لكنها تنهدت بإرتياح حين رأت من دخل، ثم عاتبته بإنزعاج.


- إنه أنت! لقد ارعبتنى.


نظر نحو النافذه بضجر :أكنتِ تقفين خلف النافذه مجدداً؟ 


أومأت بحزن فتنهد بضيق: أيتها الحمقاء ماذا لو كان أحداً آخر من دخل الآن؟


حاولت تبرير موقفها: لقد أسرعت إلى الأريكه، وأمسكت بهذا الكتاب.


لوحت بالكتاب أمام عيناه فرفع زاوية شفته العلويه بسخريه: هه -يا لذكائك-


أومأت سريعاً برأسها ترتسم الغرور الطفولى على وجهها: نعم أعلم أننى ذكيه، لكنى لا أريد التباهى.


- أرى ذلك بوضوح، فأنتِ تمسكين الكتاب مقلوبا رأساً على عقب، كما أنه ليس كتاباً عادياً؛ إنه باللغه اليونانيه التى لا تفقهين بها شيئا أيتها الحمقاء!


تلك الفتاه إن لم تقتله بسذاجتها سيقتله غضبه من نفسه؛ لأنه من رباها بهذه البلاهه.


نظرت له بذهول، ثم إلى الكتاب الذى ألقته بضيق :كف عن نعتي بالحمقاء.


- أعتذر فالحماقة صفة لا تليق بك.


رفعت رأسها بتعالى: أأدركت هذا توا؟


- نعم فأنتِ ملكه الحمق.


تحطم غرورها على صخرة سخريته اللامباليه القاسيه، فصرخت به بغضب :أيها الغبى كف عن هذا.


لوح بسبابته محذراً :لا تصرخى حتى لا تعاقبى.


وضعت يديها على فمها بخوف، فقهقه عالياً :لقد خرج الجميع، وأنا حارسك الليلى.


تهلل وجهها بسعاده : أحقا؟!


أومأ بإرتياب، وقد صدق حدثه حين تابعت بحماس: فلنخرج؟


- أجننتى؟!


توسلته بحزن: لا ولكن هذه الفرصه لن تعوض، أرجوك؛ لنرى الطريق فقط؛ لأستنشق قليلاً من الهواء النقى؛ لأرى نور الحياه ولو لمره قبل أن أموت حبيسة هذه الجدران!


- لا يمكننى ذلك.


إقتربت منه شبه باكيه: أرجوك أتوسل إليك.


-إفهمينى لا يمكننى لأنهم..


توقف عن الحديث ثم تنهد بضيق فسألته بقلق: ماذا هناك؟


أزاح عيناه عن وجهها البائس، ثم أجابها بضيق: لقد أوصدوا كافة المنافذ بالمنزل، وبدلاً من أن أتركك وحدك، وأظل وحيداً وجدتها فرصه رائعه؛ لنظل سويا دون خوف نتحدث نلعب نضحك.


أنهى كلماته بمرح زائف علها لا تنفجر باكيه، لكن مرحه لم يؤثر بها مطلقاً فقط سألته والأسى يكسو وجهها: أتعنى أن لا فائده حتى حين خرجوا ظللت محتجزه؟!


- لا قدرة لى على مساعدتك أنا.. أنا آسف.


توقع إنفجارها الوشيك، لكنها تنهدت بحزن، وتمتمت بيأس: لا تهتم، يكفى أنك هنا معى، ها أخبرنى هل عندك أفكار للعبة ما؟


حاولت أن تمرح لتمنع الألم من الإستحواذ عليها فسايرها بهذا: أظن أن الشطرنج سيكون رائعاً. 


لكنها تأففت بإنزعاج: لقد مللت منه دوماً ما تهزمنى به كما أنه لا حماس به.


- بل هو لعبه رائعه، تساعد العقل على التفكير.


زوت جانب فمها بسخريه: أرى أن هذا التفكير لم يفيدك بشيء؛ فأنت مازلت هنا، ولم تستطع الهرب.


إبتسم بجانب فمه: عزيزتى الأمر يحتاج إلى تخطيط دقيق، لا تنسى أننا لا مكان لنا بالخارج، ولا عمل، ولا حتى شهادات، فكيف سنحيا بالشارع؟


-ماذا تعنى بأننا...؟!


التساؤل بعينيها، والذى لم يستطع لسانها التفوه به جعله يميل نحوها، ويبتسم بثقه: أعنى أنا وأنتِ أم خيل لكِ عقلك الصغير أننى قد أترككِ هنا وأذهب؟


- هل.. هل فكرت بأمرى معك؟!


عدم التصديق بصوتها أزعجه، لكنه ظل هادئاً: بالطبع كما إجتمعنا هنا لن نفترق أبدا، ولن أسمح لهم بتفريقنا، لذا ملاذنا الوحيد هو أن نهرب، لكن الأمر يحتاج قليلاً من الوقت بعد.


أصبح الأمل حليفها، وقد أزاح الضيق عن نفسها، لذا بدأت تلعب معه لعبته الهادئه بصبر، وتستمع إلى كل ما يقوم به حتى فاز عليها كما يحدث دوماً، فدفعت لوحة اللعب بوجهه وهى تصرخ متذمره.


- أيها الفظ! لقد سأمت الخسران كل مره..


- أنتِ من لا تحسن اللعب.


- لا أحب تلك اللعبه، بينما تستمتع أنت وحدك بها!


- فلنلعب ما تحبينه أنتِ.


- لا أحب سوى الرسم وأنت لا تحسنه.


نعم هذا فقط ما تبرع به لدرجة الإتقان، لكنها كانت مميزه بحق، فلا تحتاج للنظر إلى ما ترغب برسمه مرتين فلديها ذاكره إختزاليه مبهره، ويسهل تعليمها أى شيء فقط حين ترغب هى بذلك.


هتفت بحماس، وكأنها أنجزت عملا شاقاً تستحق من أجله الثناء: أتعلم لقد غمزت لجارى بالغرفه المجاوره لكنه لم يفهم!


- ماذااا؟


صاح بها فأجفلت متفاجئه: ما بك؟!


صر أسنانه بغضب لكى لا يهشم رأسها، وحاول التماسك قدر المستطاع، وهو يوضح لها: لا تغمزى لأى أحد غيرى، فهمتى؟


- ولكن لما؟!


لم يعلم بماذا يجيبها: إنها أأ إنه أمر خاص بيننا فلا تنشريه.


مالت نحوه تهمس، ولمعة عيناها تهتف بحماس: أهو سر؟


إبتسم بحب: نعم سر يغوينى؛ فأنتِ تكونين لطيفه جدا وأنتِ تغمزين لى بمرح.


قضبت جبينها تطلب التفسير: وما تغوينى هذه؟


تلعثم قليلاً، ثم قال: إنه أمر خاص. 


- لا أفهم.


تنهد بضيق فبرائتها ترهقه، ولكنه لا يستطيع أن يطلعها على ما يدنس برائتها تلك؛ لظنه أنه يحميها دوماً، فلا داعى لتعلم ما لا تحتاج له الآن، ولكنه لابد وأن يحذرها لكى لا تغرق بجهلها.


- لا يجب أن تغوى أحداً غيرى فقد تسوء الأمور.


زادها الغموض عما لا تعلمه حماسا: كيف؟ هل الإغواء شيء سيء؟


- ليس دوماً، هناك إغواء جيد.


- وما هو؟


- كإغواء النجاح، رغبتك فى تحقيق حلم ما، والسعى خلفه، وكإغراء الزوجه لزوجها.


ثم غمزها ببسمه دافئه، فأيقنت أنه يتحدث عن شيء مهم جيد، فسألته بحماس: وما هذا؟


- عزيزتى هذا يعنى أن تُظهرى كل ما يجعل زوجك سعيد بصحبتك.


- ومن هذا زوجك؟


- سيكون أنا. 


تنهد بنظره غامضه لم تفهمها، ولكنها أحست وكأنه يعدها بشىء ما، فهتفت بسعاده بلهاء.


- حقا؟


- حقا لكن أتمنى أن تكون هذه رغبتك.


- بالطبع هذه رغبتى، فصحبتك تسعدنى.


موافقتها الآن شىء متوقع؛ فهى حتى لا تعى عما يتحدث، لكنها تثق به تماما، لذا أى إن كان ما سيقترحه فستوافقه بلا تفكير.


- لكن الزواج ليس مجرد صحبه.


- إذا ما هو؟


- سأعلمك حينها، وأتمنى حقا أن تظلى على موافقتك هذه حين تنضجين وتفهمين.


أومأت مبتسمه، وحينها رأت (ورده) إحدى الفتيات بهذا المكان.


❈-❈-❈


ورده فتاه حمراء الشعر نارية الطباع، كان يعلم ليث جيدا أنها معجبة به، لكن قلبه ليس لها، ولا يهتم بأى إن كانت سوى حمقاته الصغيره التى تدعوها ببلاهه لتجلس معهما، فأسرعت بالقدوم نحوهما، فكاد يصفع رأس لؤلؤه لتكف عن الحماقه لكن الأخرى أتت وعيناها تنظر نحوه بخجل وترقب، فإعتذر منهما، ونهض ينظر حوله حتى رأى كرسي لؤلؤه المفضل الذى كانت ترجوه أن يصلحه، فتوجه إليه يتفحصه، فأنكست ورده رأسها بخزى وألم، ولكن لؤلؤه لم تنتبه وجذبتها لتجلس معها تثرثران سويا.


وصل الحديث إلى كل المواضيع حتى وصل إلى الحب، فهامت لؤلؤه بالكلمه وهى لا تعى معناها تماما لكنها تدرك أنه شىء جيد، وترغب به، لكن ورده مالت إليها هامسه بخوف وكأنها ستفضى لها بسر الكون.


- قرأت ذات مره أن هناك فتاه قتلها الحب!


- أحقا؟!


تدخل ليث بهدوء رغم أنه كان منشغلا بعمله، فقد بدأ فى تصليح الكرسى، ويستحيل عليه سماع همسها!


- الحب لا يقتل، الكره والطمع، وضعف النفوس ما يقتل، إذا إدعى أحدهم أن حبه أوصله إلى طرق مغلقه، فهذا لم يكن حباً بالتأكيد فالحب لا يعنى الأنانيه، وليس إلزاما بما أنكِ أحببتِ أحدهم أن يبادلكِ حبكِ له فلا إرغام ف الحب!


أحست ورده بطعنه مؤلمه بصدرها، وكأنه يخبرها أن تكف عن أحلامها المستحيله، وظنت أنه كان يوجه حديثه لها؛ ليوضح لها رفضه لمشاعرها، فيما كان يوضح وجهة نظره لا أكثر، بينما تحمست لؤلؤه وسألته بلهفه.


- إذا ما الذى يعنيه الحب؟


تابع عمله وهو يجيبها، وكأنه يتحدث عن أخبار المناخ، وليس عن مشاعر إنسانيه خاصه!


- أن يرتاح المرء لما يُسعد من يحبه، أن يعامله باللطف واللين، أن يكون معبر الأمان له إذا ما قست عليه الحياة، أو أصبح فى خطراً ما، وليس من المفترض أن يطالبه بالمقابل، كلاكما تريدان الخير لبعضكما، وتعملان على إسعاد بعضكما دون أن يطلب أى منكما ذلك من الآخر.


- يا إلهى! يبدو رائعاً ليث أريد أن أحب.


- ستفعلين حين يحين موعدك.


- ولما ليس الآن؟!


- مازلتِ صغيرة.


قضبت جبينها تعترض: لا لستُ صغيره!


قبل أن يجيبها نهضت ورده، فنظرت لها متفاجئه: إلى أين؟! أنا أستمتع بصحبتك، هو ممل للغايه لا يلعب سوى الشطرنج إجلسى لأريكِ رسمتى الأخيره.


نهضت تبحث بلهفه، بينما عادت ورده تجلس بصمت حزين وعيناها تتأمل ليث وتظنه لا يشعر بنظراتها تلك، لكنه كان فقط يتجاهلها؛ لكى لا تتمادى بتلك المشاعر.


عادت لؤلؤه تريها جمال رسوماتها، وهى سعيده لنظرة الإعجاب بعينين ورده لرسوماتها، بينما ليث لا يبالى كثيراً بالأمر بل يأمرها أن تخفيها، فلو إضطلع عليها المدراء ستعاقب، لذا فهى لا تشعر بالمتعه إلا حين تبدى ورده إنبهارها الواضح بتلك الرسومات


- أهنئكِ بحق فلديكِ موهبه نادره تستحقى الثناء عليها والحسد من أجلها، لكنى أصدقك القول لو علم المدراء ستتأذين.


بدى على وجه لؤلؤة القلق، وهى تؤكد لها: لا تخافى لن يروها، فقد حذرنى ليث مراراً، ولكنك صديقتى المقربه، ولن تؤذينى.


إبتسمت ورده بصدق: هذا أكيد أنتِ صديقتى وأختى.


كان ينصت لهما كى لا يتطرقا إلى أى موضوع غير محبب، وقد أخفى بسمته عنهما حين سمع كلمات ورده الأخيره؛ فعلاقتهما الجيده تسعده، فلؤلؤه تحتاج إلى صداقة ورده.


❈-❈-❈


أحيانا ما تدفعنا رغباتنا إلى الهاويه، وأحيانا ما تدفعنا إلى النجاح، ولكن أحيانا أخرى ما تجرفنا بعيداً عن الحقيقه حتى نصطدم بها!


كتلك الفتاة علياء التى ظلت هنا دون غيرها وقد أخبرها الرئيس أنها لم تخرج لقبحها، وعدم طاعتها الأوامر، وأصبحت كرمز أمام البقيه بأن حال من لا يطيع السجن هنا مدى الحياة، ولن يخرج للجنةِ التى وعودوا بها، لكن علياء إكتشفت على سبيل الصدفه أن الأمر معها ليس كذلك!


فقد أرادها الرئيس لنفسه، لذا دمر كل وسائل خروجها من هنا، والأحمق لم يكن يعلم أنه حين يُسكره الخمر يفضى بكل خباياه، وهكذا علمت بالأمر وقررت الإنتقام لكنها لم تستطع أن تستجمع شجاعتها لفعل هذا، وحين عقدت العزم تماما على قتله وهو مخمور أفضى لها بحقيقة أسوأ فلم يكن الخارج جنه، وهم ليسوا بملائكه إنهم زمرة مجرمين! وهذا ما هو إلا ملجأ لتجارة الرقيق فمن يخرج من هنا هو من بيع بثمن مناسب ويحيا حياته كلها بخدمة سيده؛ ولأن بعض النبلاء قرروا محاربة تجارة الرقيق وعلى رأسهم النبيل (سلمان) فقد أصبحت تلك التجاره شبه محرمه، فحتى الحاكم بدأ يتباحث فى الأمر لمنعه، فقد تطورت الحياة من حول هذه البلاد وأصبحت أرقى.


يمكن أن يعتمدوا على الخدم فى تلبية أوامرها، لكن هذا برغبة الخدم أنفسهم فى العمل لديهم مقابل أجر مناسب يتقاضونه، لكن شراء أحدهم؛ ليظل أسير خدمة سيده مدى الحياة! فهذا ما لا يمكن ومن يعارض الأمر يواجه بقسوه، فهناك إنتشار لهذه الفكره المطروحه.


فقد أصبحت الدول التى تسمح بهذه التجاره منبوذه، لذا أصبحت الرقيق تجاره محرمه يختبأ مسؤليها فى الجحور، ويشددون الحراسه على أسراهم، ولم تجد علياء حلاً فلا مجال للهرب، لذا إنضمت إليهم، وأصبحت واحده منهم فأمنت خبثهم أو هكذا ظنت!

فحين تتطاول أو تتدخل برأى ما تواجه حقيقة مكانتها، وهى فقط أنها جارية الرئيس لا أكثر ما يفرقها عن الآخرين أنها ظلت حيث بدأت بينما الآخرين يغادرون؛ ليصبحوا مثلها ولكن فى مكان آخر.


❈-❈-❈


لقد حارب سلمان تجارة الرقيق بقسوه لا ليمنعها فقط بل لمقته للعبيد عامه، فجاريه من تسببت فى فقد أخاه الحبيب لنعمة البصر فكره صِنف العبيد وعاتبهم جميعا على هذا، بالرغم من أن والدته هى المخطئه بكل هذا فقد كانت مدلله فاسده تلقى بعبأ أبنائها على كاهل الخدم الجاهلين حتى بما هو مطلوب منهم!

وحين مرض الصغير لم تترك حفلها الفاخر لتعنى به، وقد كانت الخادمه صغيره لا تفهم عن التمريض الكثير، وظنت أنه لطالما نائم فهو بخير ولما تتدخل؟! فهى من المفترض بها أن تطيع بصمت، ولا تتباحث بما لا يعنيها وهذا يعنى كل شيء تقريبا، ثم إذا لم تعتنى والدته به فهل تعتنى به غريبه لا تتقاضى حتى أجراً لهذا؟ 


إزداد المرض على الصبى حتى أفقده البصر، وحينها فقط إنتبهت الوالده لكون لديها صبى يحتاج الرعايه، وهذا ليس لما أصابه بل لتوبيخ زوجها لها، وأصبح الصبى البائس حقل تجارب للأطباء الذين أضاعوا ما تبقى من أمل لديه بجانب والدته الحمقاء التى لم تتوقف لثانيه واحده تفكر بحال صغيرها، وتركته يعانى حتى أصبح كفيفاً بحق، ولم يزعجها سوى مظهرها أمام الآخرين مع طفل كفيف! لذا كان المسكين يعانى الأمرين حتى فقد حياته مما جعل سلمان حاقدا على كل شيء والدته ومجتمعها بأكمله والرقيق كافه فلولا مجتمع غارق حتى أذنيه بالملذات، والكسل لما أصبح للرقيق وجود فأصبح بحربه لا يرى أن الرقيق مظلومين مجبرين بل هم لعنه كمن يستعبدونهم ولم يفكر بلحظه بحال من يفقد حريته مدى الحياه، ويحيا مستسلماً لقدره هكذا ويطيع سيده كيفما شاء فليس هناك من عاقل يقبل برضاه حياة كتلك. 


❈-❈-❈


كانت متعة لؤلؤه فى رسوماتها وقصص ليث التى لا ينفك يسردها عليها، لكنها كانت دوما ورديه لا تخبرها حقيقة واقعها القاسى فقط لتتحمل هذا السجن، بينما أصبح ليث مع الوقت ذى مكانه قويه هنا أصبح الرئيس يقلق من جهته، فقد أصبح ذو شأن جعل الأعلى منه يرغبون بالإطاحة به ليضعوا ليث مكانه، فأصبح يترقب له الخطأ ويبدو أن أول خطأ له هو رغبته بعلياء مما سبب لرؤسائه خساره كبيره فقد كانت ستباع بمبلغ ضخم! ثم لحق ذلك بخطأ آخر وهو إحضاره لتلك اللؤلؤه فحين أتى بها منذ سنوات كانت رضيعه لا تعي ما حولها وقد ظن خطئاً أن هذا لصالحه، وحين رأته علياء يحمل الصغيره فسألته بإرتياب.


- ما هذه؟


فأجابها بسخريه: طفلة.. ألا ترين!


- وماذا سنفعل بها؟!


- أيتها الحمقاء نعانى مع من نحضرهم هنا حتى يعتادوا الأمر، ويسيروا على أهواءنا كما أن أغلبهم لا ينسى حقيقته، لكن تلك الفتاة لازالت رضيعه لا تعى شئ ستكون عجينه لينه يسهل تشكيلها كما نريد.


- وماذا فى هذا؟


لمعت عيناه بإنبهار: ألا ترين جمالها؟!


لكنها أجابته بلا مبالاه: تشبه كل الأطفال.


فإعترض بإنزعاج: لا جمالها نادر حين تنضج ستصبح كالفاكهه المحرمه، وسنجنى من خلفها الكثيير.


- أتمنى أن تكون محقاً.


- سترى بنفسك.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة