-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 8 - 4 - الأحد 21/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثامن

4

تم النشر يوم الأحد

21/7/2024



حار ونار في جتته، خد مني فلوس بالهبل،  بس معلش اهم حاجة يطلعك براءة ، والنعمة لو ما نفذ بوعده،  لاكون فضحاه ومجرساه في كل الدنيا.

- قلبك ابيض ياما.


تمتم بها بضحكات متقطعة، ليصدر السؤال منه بعدها:

- الا خالتي مجاتش ليه معاكي؟ ولا اي واحدة من مضاريب الدم بناتها:

عوجت شفتيها يمينا ويسارًا،  مرددة بغيظ:

- يتفلقوا،  عنهم ما جم خالص، بيجهزو لفرح الزفتة امنية، انهاردة حنتها بقى ، وبكرة تتزفت على النيلة الظابط خطيبها. 


سمع منها وتحولت ملامحه من الابتسام الى التجهم بشده، انفاس حارقة كالدخان ، يخرج من أذنيه وفتحتي انفه، ليقبض على قضبان المحبس الحديدية بقوة ابيضت لها مفاصله، حتى انتفضت والدته بالزعر تخفف عنه:


- متزعلش نفسك انت يا حبيبي،  بكرة تتجوز ست ستها، واللي احلى منها كمان.


ظل على وضعه، فصار صوت انفاسه الخشنة فقط مع هزهزة اسلاك القضبان بغضب وعنف وهي تهون عليه، حتى سحبه رجل الأمن من امامها، يدخل به داخل الممر المؤدي الى الردهة الداخلية، ويجمعه مع مجموعة السجناء من زملائه، قبل العودة بهم الى محبسهم الاساسي، فلم يخرج عن صمته سوى بعدما وقعت عينيه على غريمه، يخرج من إحدى الغرف بصحبة عدد من زملائه الضباط:


- يا عصام باشا، انت يا عصام باشا.

صوته العالي جعل الاخير يلتف اليه، مع انتباه الجميع له، ليهدر بالرد عليه غاضبًا:


- عايز ايه يا ابني انت، وبتنده عليا ليه بصوتك العالي؟ انت اتجننت. 

جاء قوله بلهفة:

- لا يا باشا متجننتش، انا بس عايز اكلمك في موضوع ضروري،  انا ابراهيم لو مش عارفني، ابن خالة خطيبتك،  واللي كنت خطيبها قبلك. 


برقت عيني الاخير على الفور بإجفال وغضب، وقد توقفت جميع الاصوات، والجميع مصوبا ابصاره نحوهما ، بعد هذا التصريح الغبي منه،


فاتجه نحوه يقبض على ياقتي قميصه معنفًا له، وقبل ان يتمكن من ضربه او سبه، اردف ابراهيم مصححًا:


- اسف يا باشا، والله ما قصدي حاجة، انا بس عايزك في كلمتين. 

على صوته يزجره:

- وانت تكلمني بصفة ايه؟ ولا يكونش فاكر نفسك قريبي صح.


صدر رد ابراهيم بصوت يتخلله المسكنة:

- مش بأي صفة والله، هما بس كلمتين محشورين في زوري ونفسي اقولهم.


❈-❈-❈


بإحدى الصيدليات، وبعد أن تم الانتهاء من تضميد الجروح، بالمعقمات، وتناول المسكن لهذا الالم الرهيب بفكه، ليتمكن من توجيه شقيقته بحدة:

- انتي يا بت ، اياكي تبلغي حد باللي حصل النهاردة،  لاشرب من دمك .


شهقة غاضبة صدرت منها لتعقب بتهكم:

- تشرب من دمي كمان، لهو انت مقدرتش ع الحمار هتتشطر ع البردعة.


هدر بها يحذرها بعنف:

- لمي نفسك يا سامية انا على اخري،  مش ناقصك انتي كمان .


اشفقت تتراجع عن سخريتها بعد شعورها بنبرة الحزن التي تغلف صوته، لتلطف قائلة:

- انا مش قصدي اشمت فيك ولا اتريق ، انا بس اضايقت من كلامك الناشف وتهديدك ليا. 


- عشان عارف بقك اللي ميتبلش فيه فوله يا سامبة، وانا بقى على اخري ومش قابل نص كلمة من حد .


اومأت بتفهم ، فهي الاعلم برد فعل والدتها لو علمت ولا غضب اسراء او شماتة سامر،  ثم سخرية والدها ومعايرته. 


- خلاص يا سمير انا مش هتكلم وان حد سألتي عن اللي في وشك،  هقول  دي خناقة في الشارع. 


- جدعة .

تمتم بها ليغمغم بحسرة من داخله:

- مهما عدت السنين ولا شوفت في حياتي نسوان، ما في واحدة هتحل مكانك يا بهجة، وبرضوا مش هسيبك. 


❈-❈-❈


خرج من وكالته،  يرفع عيناه للأعلى نحو شرفة منزل شقيقه، يمني نفسه برؤية القمر كما حدث منذ ايام، وقد توقف عقله عند هذه اللحظة حينما رأى المرأة الجميلة،  ذات الشعر الاصفر كسلاسل الذهب والبشرة البيضاء البهية،  بصحبة ابنة شقيقه، تتطلع في الحارة وابتسامة تذهب بالعقل مرتسمة على ملامحها الفاتنة. 


لقد رأى شبيهات لها على التلفاز وفي مسلسلات الدراما التركية كما وصفها ابنه، لكن على الحقيقة ، لم يصادف ابدا كهذه الفتنة المتحركة،  يجزم بأن الاعجاب متبادل،  فقد التقت عيناها بخاصتيه وتبسمت باتساع، لقد طار عقله وقتها حتى كاد ان يتخلى عن رزانته، ويصعد اليها بشقة شقيقه الراحل، ولكن منعه الحرج من بهجة واشقائها،  فقد انقطعت الصلة بينهم منذ وقت طويل، بعد مشاكل الميراث،  من أين يجد الحجة اذن ليفعل؟


ليتعلق قلبه بالأمل في عودتها، لربما وجد الفرصة وقتها في لقاءها وحدها بعيدا عن الحوش من أبناءه وابناء شقيقه ، والملعونة درية .


- ااااه

تأوه داخله بلوعة،  يتمنى ان يبتسم الحظ له ،ويعوض ما فاته بالزواج من امرأة مثلها، تضيء بالظلام،  ليست كدرية التي لا يقدر عليها سوى الله.


فهو رجل مقتدر،  يملك اموالا لا حصر لها ، جزء في التجارة على العلن، واضعاف في الخفاء، لا يعلم عددها الا هو ، وان كان ينقصه بعض النحافة بذلك البطن الممتد امامه ( كرش) رغم رشاقة معظم الجسد، ثم زرع كمية من الشعر بوسط الرأس التي تلمع من نعومتها بتلك الصلعة الكبيرة بوسطها، اما عن الطول فمنذ متى كان فارقًا له.

لابد من الاهتمام بنفسه، ويدللها بعد الشقاء،  فما فائدة ما حصده طوال هذه السنوات ، ان يتركه من خلفه، كي يرثه أبناءه الحمقى وزوجته المتسلطة .


شهقة صدحت بداخله، فور ان تفاجأ بدخول السيارة المذكورة تلج الى المنطقة وكأنها لبت نداء قلبه الضعيف،  

ابنة شقيقه الراحل، جالسة في الخلف، بجوار تلك الحورية، ما أجملها من امرأة.


- اااه.

خرجت هذه المرة بتنهيدة مسهدة، لتتحرك قدميه ويتبعهم ، حتى اذا توقفت السيارة امام البناية خاصتهم، اقترب يستقبلهما:


- يا أهلا بالضيوف اللي معاكي يا بنت اخويا 

قطبت الاخيرة بدهشة وهي تترجل من السيارة، وتسحب خلفها نجوان التي توقفت هي الأخرى بإجفال، تطالع الرجل المتوسط الطول، بجسده الصغير، ذلك الذي يميزه البطن الكبير، عكس باقي أعضاء الجسد، وكأنه ياكل ويخزن داخل احشاءه فقط ، ثم هذه الابتسامة المتوسعة، والشارب الرفيع بشدة ، يحدق بها بصورة فجة جعلتها تعود برأسها للخلف بجزع منه، لتتصدر بهجة امامها، قائلة:


- نعم يا عمي في حاجة؟

صار يشب برأسه موجها الحديث نحو الأخرى:

- حاجة ايه بس يا بنتي؟ انا بتكلم على ضيوفك، الناس الالافرنكة دي، مش واجب برضو نتعرف بيهم وياخدو الواجب، انا عمها يا هانم.


في الاخيرة امتدت كفه نحوها يريد المصافحة، ليزداد رعب الأخرى،  بظن منها انه سوف يؤذيها، لتهب بهجة بنجدتها ، بأن ابتعدت بها عنه قائلة:


- معلش يا عمي، بس الهانم مبتقبلش تسلم ولا حتى تتعرف بحد غريب، عن اذنك. 

قالتها وتحركت بها سريعًا تتخطاه، ليقف هو متطلعًا باثرهما، وبكفه التي مازالت ممتدة ليعلق بصدمة:


- الله، طب وهو السلام في ايه يعني؟ هو انا جربة مثلا؟


❈-❈-❈


كان منغمسًا بشروده ، يهزهز بمقعده للخلف كالأرجوحة، معطيا ظهره بعكس الجلسة خلف مكتبه.

حتى لم ينتبه على دخول رئيسه اليه، ولا  حينما توقف خلفه،  ليجفله فجأة بالصوت المزعج للملفات التي القى بها على سطح المكتب دفعة واحدة:


- ايه يا غالي، قاعد سرحان وسايب شغلك متكوم فوق بعضه، ما تعمل بقى بلقمتك في الكام الساعة دي، قبل ما تاخد الاجازة وتغرق في العسل 

-


الصفحة التالية