رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 47 - 2 - الأربعاء 3/7/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل السابع والأربعون
2
تم النشر يوم الأربعاء
3/7/2024
شارك المجموعة الضحك، ربما لم يروه بهذه الصورة من قبل، يعلمون أنه متباعد من تلك المهمة في تركيا، وايضا مهمة اليونان، ولكن يبدو ان تكرار وجودهم معه، جعل هناك نوع من الالفة..
في اليوم التالي كان جورج وماريا يتحركون الى المطار ياخذون الرحله المتجهه الى اليونان على وجهها وكأنها اتت بالفعل لتقضي شهر العسل وليس لما فعلته بأن تقتل بدم بارد..
بعدها بساعتين بالتحديد الساعة 2000،«يعني 8»
كان فادي يتحرك إلى المطار قبل ميعاد الطائرة المتجهة الى تركيا بقليل، كلاً منهم يتحرك إلى وجهته ما أن أنتهت المعاملات في المطار.. ووصلت الطائرة إلى نهاية الرحلة دون أن يثير الشك حول هويت المزيفة..
أم هناك كان أسامة يعد الطعام له هو ورحيم الذي كان يحاول النهوض من الفراش، نظر له أسامة بتحذير يمنعه من الحركة، وهو يقول:
_خليك في سريرك عشان تخف بسرعة عايز أروح
_ مش لوحدك
_ مش باين، شكلك خايف
_ اكذب عليك يا أسد لو قلت لا، انت عارف المواجهة مع سو هتبقى صعبة، المهم ما قلتليش المجموعة الثانية عملت ايه؟
_ زي اللي عملناه خلصوا المهمة في نفس الوقت بطريقة بيرفكت..
اخذوا يتناولون الطعام واسامة يذكر رحيم بتلك الفترة التي قام فيها بتدريبه، حينما كان لازال في الثانوية، وهو يقول
_ قولي يا رومي، فاكر
_ بغض النظر على الرومي دي اللي كررتها مرتين، وكمان قلتها قدامهم إلا اني فاكر سيادتك.
_ طب فاكر لما رحنا الارض في توشكا عشان نتمرن هناك، ولما نبهت على ماما انها ما تفتحش الكاميرا، بس برده فتحتها، وكل شويه تتصل بتيتا جميلة، وتقولها خلي بالك من الاولاد، اكليهم….
ضحك بصوت مرتفع وهو يقول:
_ انت رايق وانا متصاب ومش قادر اضحك..
_ انت اللي اتشمللت وصفيت كل اللي موجودين ده انت كون بينك وبين الموت تكة، ازاي جاتلك الجرأة انك تعمل كده.
_ ما اتعودتش اهرب
_ ليه بس يا صاحبي أوقات كثيرة الهروب قوة، مش بيقولوا الجري نص الجدعنة، ولا عشان انت تربية الوحش
_ على اساس انه رباني لوحدي..
هز أسامة رأسه بالنفي وهو يعود بذاكرته إلى سنوات مضت، كان فيها احمد الديب الأب الذي افتقده، في فترة من الفترات كان نعم الدعم، الاب.. المدرب.. الصديق في كل مراحل حياته
اما هناك كان أدهم في مكتبه في الشركة، تمر عليه الثواني كانها ساعات وهو لا يستطيع البقاء مكانه لوقت أطول، ينظر في ساعته كمن يتقلب على الجمر، يجلس على اشواك يخشى من افكاره التي تأخذه لزمن آخر كان فيه داعر.. عاهر يبدل النساء مع بدلته، لكن هل يخشى من الدنيا أم من حكمتها؟ هل يخشى من مقولة تبدأ بداين وتنتهى تدان؟
انتفض واقفا لم يعد يقوى على الصبر وهو يخرج من مكتبه كأن شياطين الدنيا تتبعه..
دخل الى مكتب ابنته الشاردة والتي لم تلاحظ وجوده رغم وقوفه لوقت طويل
همس بنبرة محمله بالخوف وهو يقول:
_ للدرجة دي يا دانة..
انتفضت وكأنها تستيقظ من غفوة
_ باشمهندس نورت مكتبي المتواضع
_بجد
_ مش فاهمه يا بابا تقصد أيه
_ لا انت فاهمة كويس يا دانة اقصد ايه، يا ترى بجد انا نورت مكتبك، يعني لسه ادهم البيهي اللي بتجري عليه من الدنيا كلها، وتحكي له كل حاجة حتى لو بتخجلي منها.
_طبعا
_ طبعا.. ردد الكلمة وكانه لا يصدقها، ربما معه حق.. فهي إلى الآن لم تخبره شئ بما حدث معها بالأمس، وهو الى الآن يتمالك نفسه، حتى لا يثور في وجهها، الا انه تبع نفس الاستراتيجية التي تتبعها، جلس على المقعد المقابل لها، يضع ساق فوق اخرى، وهو يقول
_عرفتي أن ذاخر سافر
_ عرفت
_ما تضايقتيش
_أضايق ليه؟ هو مضطر يسافر عشان شغله، واحنا كده كده اللي بيربطنا بيه شغل، حضرتك حاولت كتيرأوي أنك توضح لي ان مش مناسب، وانا بقتنع بكلامك.
_بس كلامي هو اللي اقنعك هو اللي طفى اللمعة اللي كانت في عينك، هو اللي فوقك ان عالمه مايليقش بيكي
_ حضرتك بتتكلم كانك تعرف حاجه احنا ما نعرفهاش عنه، انا كل اللي نعرفه عنه مهندس محترم وذو مكانه وعقل، شخصيته بقى وأسلوب حياته دي شيء يخص هو، احنا اللي ربطنا جبيه هو الشغل مش حاجة تانية..
باغتها بسؤال: في حد تاني
_ مش فاهمة تقصد ايه؟
_ لا فاهمة.. فاهمة قصدي، ولا انت تقبلتي رافضي ليه، ولا في حاجة حصلت؟
_ مفيش حاجه، ولو في حاجه هتحصل انا هقولك، وكمان ولو في حد تاني انت اول واحد هتعرف..
ازدرد لعابه، وكاد أن يقول لها ما الذي كنت تعنيه؟ حينما قلت أن احمد عادل خطيبك، كان الكلام على فمه إلا أنه ابتلعوا وهو يهز راسه بابتسامة يقترب من المقعد الذي تجلس عليه، يقبل جبينها وهو يقول:
_ انا عارف ان عقلك اكبر من سنين بكثير، عشان كده مشيلك مسؤولية ما يقدرش عليها رجاله كتير، بس انت قدها، لكن في الحياة العادية انتى مش خضتي أي تجربة في البحر ده، ومتعرفش عنه حاجه، انا قدرت احوطك بكل الطرق علشان تبعدي عن العالم اللي فيه ناس كثيرة بس بتقدر تتلون وتظهر وش الثاني، بس الظاهر اني كنت غلطان، لانك مش هتعرفي تحكمي على ناس كثيرة ممكن يظهروا لك عكس الحقيقة خلصة لما تسيبي ده يقرر..
كان يتكلم وهو يشير إلى قلبه..
جعلها تشعر بالخوف من أن يكون علم شئ..
مرت الايام على هذا الحال، حتى اتى ذلك اليوم.. كده يرتدي ملابس عابثة لا تليق بمكانته، سروالا ممزق في بعض الأماكن يظهر عظلات فخذه، شعر عابث مسترس خصلات ملونة بالاشقر وكان الشمس عبست بها، لون عينه الازرق الذي يجذب إليه كثيرات ينظرن له ابتسامة..
يعرضنا انفسهن بطريقة سافرة، كان يجلس مكانه يتابع احد الافلام يبتسم الى المضيفة التي تقدم له الضيافة وتحاول ان تذهب وتاتي إلى مقعده عدة مرات لتلفت نظره بينما هو ابتسم وهو يقول:
GrazieHey bellissima _
بمعني شكرا جميلتي..
ابتسمت له وهي تضع العصير امامه وتضع له رقم هاتفها على محرمة نظر لها بأعجاب ونظرات تتحرك على سائر جسدها المثير، وعينيه محملة بالرغبة، وهز رأسه وهو يطوي المنديل الورقي ليضعه في جيبه، مما جعل ابتسامتها تتسع وهي تقول
_سانتظر اتصالك سيد اندريا
ابتعدت عن مقعده الذي ظلت تحاوم حوله كفراشة حول اللهب..
ام هناك كان في درجة رجال الأعمال يحظى باهمام يليق به..
بينما يعمل على شاشة اللاب توب خاصته.. يتابع البرصة والاسهم بانتبه..
اما هناك كانت تتحرك إلى القطاع لم تتعب نفسها بالمرور على مكتبه، فهو لم يحاول ان يكسر حاجز الصمت بينما رغم مرور اسبوع عليهم منذ تلك المواجهة، اتجهت إلى قسم التشفير، ترى وجه جديد لم تراه من قيل،
نظرت له ولما يفعله وسألت:
_ اسمك ايه؟
ابتسم لها وهو يقول: حسام وانت.
ابتسمت دون رد، وهي تقول:
_ ورينا بتعمل ايه..
نظر لمن بجواره الذي أشار له ليفعل كما امرته..
اخذ يعمل ببنما هي تعبث على هاتفها شعر بالغضب، وابطأ من سرعته
_عيد
_نعم
_عيد الشغل تاني
_ليه
_انت غلطت وبطأت السرعة
تسأل بداخله كيف عرفت دون ان تنظر له؟ ولكنه رجع ليعمل مرة اخرى ولم يحظى على اهتمامها، بل قالت:
_عيد
نظرة الحدة في عينيه، كانت واضحة فاشارت له ليكمل.. لكنه تعمد الخطأ وضعت هاتفها وهي تقول:
_ انت بتهز ولا جاي تلعب
_مش لما تتابعي الشغل الاول
_على اساس اني بلعب
_انا شايف كده وبعدين انت مين اصلا احنا زمايل بلاش تعيش دور المشرف.
ابتسمت بخفة وهي تقول: الثبات الانفعالي زيرو..
ـ افندم…
كادت أن ترد لكن لفت انتبها ذلك الواقف بالباب بشكل مختلف وابتسم لها فنهضت من المقعد وهي تضمه بشوق ولهفة وعي تحرك اصابعها في خصلاته الشقراء وتنظر لعينيه الزرقاء بحي وهي تقربه من جسدها الضئيل مقارنة بطولة الفارع وجسده العضلي وهي تقول:
_قلبي عمري وحشتني أوي..
_انت أكثر يا قلبي..
_انت كويس
هز راسه دون رد فابتسمت دون ان تضيف حرف تكافي بان تشعر بذراعيه تحيطها وهي تقربه منها كانها تخشي ان يبتعد..
كانت لازالت تضمه تضع رأسها على موضع قلبه دون ان تنتبه لذلك الذي يقف على بعد أمتار ينظر لها بعين تفور منها الحمم..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية