-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 15 - 3 - الثلاثاء 18/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخامس عشر

3

تم النشر يوم الثلاثاء

18/8/2024

في غرفتها السابحة في الظلام منذ ساعات لا تذكر عددها،  كانت منزوية بها، تعيش كاَبتها بعد الذي حدث منه، على امل اتصال منه، او ترضيتها عن قسوته في توبيخه لها،  ولكن طال الانتظار دون جدوى، لتهبط عزيمتها ولا تجد سبيلا امامها الا بالنوم كحل جيد للهرب؛ لتأتي الاَن والدتها محملة بطاقة من الغضب، تزيح الستائر بقوة ، حتى تدخل ضوء النهار الى القلب المظلم ، قلب ابنتها؛

- اصحييييي، اصحي بقى، ايه؟ دا كله ولسة مشبعتيش،  نوم؟ هتفضلي فيها لحد ما تموتي وتعفني مكانك؟


تذمرت ترفع رأسها عن الوسادة،  تغطي بكفها على عيناها:

- طب خففي الضي دا شوية الاول، عيني مش عارفة افتحها. 


رفضت المرأة بتصميم تام تجلس على جانب فراشها:

- لا يا حبيبتي مش هخفف، انا عايزاها كدة قوية، تدخل عينك تشيل الغشاوة اللي عليها، او تنزل لجوا قلب وتنضفه من كل الرواسب المعلقة فيه.


تمتمت لورا بإحباط، لتعود للنوم ضاربه بقبضتها على الوسادة:

- رواسب ايه بس يا ماما؟ انا الغلطانة اللي حكيتلك. 


قالتها بإشارة عن موقفها مع رئيسها في العمل رياض الحكيم، لتنتفض المرأة بضيق متعاظم:

- بقى هو دا اللي وصله تفكيرك المحدود؟   دا بدل ما تلومي نفسك،  اللي وصلتك لحالتك دى مع راجل زي ده، بارد المشاعر ومعندوش احساس، ما تخلي عندك كرامة وتسبيه يحتاس مع نفسه، يمكن ساعتها يعرف قيمتك. 


- اسيبه وابعد عنه؟ 

تمتمت بها، لترتمي على الفراش مرة اخرى تغمغم باسف:

- ياريت كنت اقدر كنت عملتها ومستنتش، بس اعمل ايه بقى؟ وانا عارفة ومتأكدة انه حتى لو ملقاش غيري يسد مكاني، برضو مش هيغلب ومش بعيد كمان يقوم هو بنفسه بكل حاجة، دا زي القطر ما بيوقفش غير في محطته ويدوس في طريقه على غيره بكل سهولة،  والغلط ع اللي يوقف في وشه. 


زفرت المرأة تردد خلفها كازة على اسنانها:

- يعني عارفة كل العيوب دي فيه، وبرضوا باقية عليه ومتمسكة؟ لا دا انتي مريضة بقى وربنا يشفي عنك. 


نهضت عن التخت مغمغمة بيأس منها:

- انا قايمة قبل ما اتشل منك ولا اتجلط ، صبرني يارب.


قابلت عاصفة والدتها بهدوء تام تردد بهذيان:

- انا فعلا مريضة بيه، وبرضوا دوايا هو.


❈-❈-❈


ترجلت من السيارة بفرحة،  تندفع نحو البناية السكنية بلهفة، لدرجة جعلتها تترك يد نبوية التي صارت تلحق بها بقلق، امام ابتسامات العم علي سائق السيارة ، والذي اعتاد على اهل المنطقة من تعدد ارتيادها:


- استني يا هانم، لا تدخلي في حد بلهوجتك دي..... يا نجوان هانم استني .

حمدت الله حينما وجدتها تدلف داخل البناية بسلام وما همت بدخولها هي الأخرى،  حتى تفاجأت بالرجل المتصابي الذي تعرض لهم من قبل يشهق بفرحة امامها فيسد عنها الصعود الى الدرج .


- يا نهار ابيض يا ولاد، يدوب افتكرك من دقايق، قوم اتفاجأ دلوقتي والاقيكي في وشي ولوحدك كمان من غير عزول، دا يوم الحظ بالنسبالي ولا ايه؟ يا ريتني افتكرت جوازة بالمرة .


لحقت نبوية لتفعل بجسدها حاجز بينها وبينه، منتبهة للزعر الذي اصاب سيدتها، حتى خشت من رد فعل غير محسوب منها.


- في ايه يا استاذ انت؟ مش ملاحظ المدام مخضوضة منك؟ ابعد بقى عن وشها الله يرضى عنك. 


تشدق خميس وكأنها اخطأت في شخصه الكريم:

- مخضوضة مني انا؟ ليه يا ختي شايفاني عفريت ولا شايفاني عفريت، دا انا راجل ملو هدومي، الارض بتتهز تحت رجليا مع كل خطوة بخطيها. 


اصاب نبوية الذهول وهي تتطلع اليه، بفم منفرج، لا تصدق هذه الثقة التي يتحدث بها:


- يا استاذ محدش غلط فيك ، انا بس بقولك خليها تعدي، الست هانم خايفة منك بجد والله، مش شايف حالتها؟


- مالها حالتها؟ ما هي زي القمر اهي، شعر اصفر ولا الخواجات،  وبشرة بيضة ولا بت اربعتاشر.....


باشر يوجه باقي الكلمات نحو نجوان التي وجدت ملاذها بالتمسك بنبوية والاحتماء بها:

- تصدقي بالله يا هانم، انتي احلى من البت سامية بنتي واللي يشوفك يديكي اصغر منها، رغم انها حلوة،  ومش زي البومة امها لكن برضو فرق السما والارض ما بينكم .


- هي مين دي اللي بومة يا خميس؟ هاا؟ 

صدر الصوت الجهوري من الأعلى،  ليشهق هو بفزع، جعله يرتد بظهره خطوات، حتى كاد ان يسقط على المسكينة نبوية لترتد بخطواتها مرددة:


- يا نهار اسود،  ما تخلي بالك يا راجل انت.

تمتم خلفها يحدث نفسه وعيناه منصبة على تلك التي تهبط نحوه بهيئة لا تبشر بالخير:


- استني انتي كمان، ولا خديلك ساتر، روحت في شربة مية يا خميس.


وصلت درية بشرارها ونارها، تلقي بحريق نظراتها نحو زوجها وتلك المرأة الجميلة والتي كان يتغزل بها زوجها،  لتردف بغضب:


- والله عال يا سي خميس، بقى بتغلط فيا انا وتقول عليا بومة عشان دي؟ دا انا هخلص عليكم انتو الاتنين .


جاء رد زوجها والذي كان ملتصقًا بالحائط:

- يا روح قلبي انتي اكيد فهمتي غلط، انا عمري ما اغلط فيكي، ما تقوليلها انا كنت بقولك ايه؟


ردت نبوية والهاتف بيدها تحاول مهاتفة شخص ما:

- اقول ايه ولا اعيد ايه انت كمان؟ انا غلطتي اني ما اتصلتش بالست بهجة اول ما وصلت. 


- الوو يا بهجة، انزلي الحقينا الله يرضى عنك ، احنا في مدخل البيت. 

هتفت بكلماتها الاخيرة حينما جاءها الرد من الجهة الاخرى، لتترك الباقي لها. وتعطي انتباهها لتلك المرأة التي صارت تهلل بعدم اكتراث:


- نعم يا حبيبتي، خليها تنزل لنا الامورة وتورينا هتعمل ايه؟ يعني مش كفاية موقفة حال ولادي الرجالة، عشان تجيب اللي يشغل ابوهم كمان ، لا ده انا اطين الدنيا على راسكم كلكم. 


هبطت على اثر كلماتها بهجة لتتولى زمام الامور في رد مفحم لها:

- يعني هي حصلت كمان تتعرضو لضيوفي وللهانم اللي بشتغل عندها........، لا بقى يا مرات عمي، انتي تروحي تشوفي مشكلتك عند واحد شيخ، يحل عقد الولاد، ومشكلة ابوهم اللي بيدور على شبابه اللي راح منه مع واحدة زيك .


بتلميحها المبطن استطاعت بالفعل الجامها، لينعقد لسانها بإجفال جفف الدماء بعروقها،  وكأنها تهدد بفضحها امام زوجها الابله، والذي وقف يراقب ابنة اخيه تسحب نجوان وتصعد بها هي ومساعدتها نبوية، امام زوجته التي اصابها خرس غريب، يثير التعجب بحق ، ولكنه كان فرصة ليهرب هو الاخر من امامها ، خارجا من البناية. 


❈-❈-❈


في الأعلى وبعد ان صعدت معها، اكتفت نجوان بالجلوس مع عائشة وتجاهل شقيقتها الكبرى رغم محاولاتها الدائمة في الحديث معها:


- يا نوجة يا قمر،  معقول تكوني شايلة مني للدرجادي؟ 

تبسمت نبوية شارحة لها، ما انا قولتلك من الاول، هي زعلانة عشان غايبة عنها بقالك يومين،  وشبطتها النهاردة في عائشة .


سمعت منها بهجة لتشاكس الاخرى بمزاح:

- يعني انا الحق عليا اني نزلت اجيبك بنفسي؟ طب ما كنت بعت عائشة بقى عشان تشبط في درية بالمرة،  مدام كدة كدة هتفضليها عني. 


عقبت الاخيرة بانفعال ليس غريب عنها:

- انتي بتقولي فيها يا بيبو، وربنا لولا بس البت جنات حاشتني ما انزل ما كنت سكت،  لساني بياكلني اقسم بالله،  نفسي افش غليلي فيها الست دي، ولا عمك سبع الرجال اللي فاكر نفسه رجع عيل صغير. 


تنهدت بهجة قائلة:

- معلش يا عائشة، ربنا يفرجها علينا ونسبيهالهم خالص، يمكن حالهم يتصلح لما نمشي،  مدام احنا السبب في كل المصايب اللي بتحصل لهم. 


وصل نبوية غصة المر في نبرتها، لتربت بكفها عليها بحنو مهونة:

- معلش يا بنتي ربنا كريم، قادر ربنا يزيح عنكم، صعبة اوي الاذية لما تيجي من القريب .


- اوي يا دادة نبوية اوي .

تمتمت بها بهجة، تسبقها دمعة خائنة، لم تقوى على كبتها، فحاولت ازاحتها بسبابتها، لتتظاهر بالقوة كعادتها، لتفاجأ بنجوان التي تركت شقيقتها ، لتجلس بجوارها بصمت، فتجذبها اليها، وتضمها الى صدرها بغمرة اطاحت بالبقية الباقية من ثباتها، لتفرغ في حضنها دموع القهر ، وتبكي بحرقة طفل صغير ، وجد في صدر والدته المأوى، كيف يحدث هذا ؟ ومع هذه المرأة! لا تعلم

الصفحة التالية