-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 17 - 4 - الأحد 24/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع عشر

4

تم النشر يوم الأحد

24/8/2024

طب انا كنت عايز اشرب يا خالتي عشان عطشت، ولا كمان اتحرم عليا اتعامل حتى معاملة الضيف العادي. 


انتفضت تبرر وكأنها مخطئة بالفعل:

- لا يا ابني طبعا، انا هروح اعملك كوباية عصير مانجة بسرعة ورجعالك. 


صمت ينتظرها حتى ذهبت الى مطبخها لتعد له كأس العصير، فدارت عيناه في المنزل الذي كان يحتله قبل ذلك، يفرض الشروط ويملي الأوامر وكأنه مالكه، قبل ان تغلبه هذه الملعونة شهد وتقلب الأخرى عليه، امنية . 


عند خاطره الاخير تذكر غرضه من الزيارة، ليعود ببصره نحو الهاتف الملقي على احد الارائك بإهمال، فتحرك سريعًا يتناوله ثم بحث داخله حتى وجد اسمها،  ليضغط مهاتفًا لها، فجاء ردها سريعًا بالطبع:


- الوو يا ماما، عاملة ايه؟

ظل صامتًا ليستمع باقي استرسالها:


- الوو يا ماما.... انتي اتصلتي وروحتي فين؟

- مامااا ،  انتي فين؟ ...... يووووه بقى، انا هقفل على ما تتصلي تاني وتنتبهيلي، عايزة اروح اخلص اللي في ايدي عشان الحق اجهز نفسي قبل عصام ما يرجع من الشغل واروح معاه نتعشى عند عيلته، يلا بقى سلام. 


 انهت المكالمة بعدما اخذ هو غرضه بسهولة ، ليترك الهاتف محله، ثم يعود الى المقعد الذي جلس عليه سابقا، تعتلي ملامحه ابتسامة خبيثة، فيبدو ان الايام القادمة سوف تحمل له المزيد من المرح دون توقف، وقد عثر اخيرا على مدخله اليها.... عبر والدتها الساذجة. 


❈-❈-❈ 


ركضت سريعًا كي تلحق بها في الممر الطويل قبل ان تخرج من البوابة الرئيسية للعمال، وتذهب الى منزلها وتغادر، لتجذبها من ذراعها وتوقفها قائلة برجاء:

- هتمشي وانتي لسة زعلانة مني؟


حاولت صباح نفض ذراعها منها لتنهرها بغضب:

- سيبي دراعي يا بهجة. 


زادت من تشبثها  لتسحبها معها الى زاوية بعيدة عن الممر ، تردف بتوسل:

- ابوس ايدك يا ريسة، اوعاكي تزعلي مني ولا انزل في نظرك ،دا انتي اللي عارفة كويس بظروفي .


اخرجت المرأة تنهيدة مطولة ، لتتكتف لها بذراعيها وقد رق قلبها لها، ولكنها مازالت حتى الان غاضبة:


- من حبي فيكي لازم ازعل يا بهجة، ازعل واغضب كمان، دا انتي زي بنتي يا بت، ومفيش واحدة ترضى دا لبنتها. 


تبسمت بهجة تأثرًا بقولها لتلقي بنفسها داخل حضنها، وكأنها ملجأ الأمان لها:


- وانا عارفة ومتأكدة يا ريسة، وعشان كدة السر دا مقولتهوش لغيرك ولصاحبتي المحامية. 


- صاحبتك المحامية؟ 

رددت بها صباح ساخرة، وعقلها مازال حتى الاَن لا يستوعب زواج بهجة من رئيسها وصاحب المصنع الذي تعمل به، هذا الشاب الجامد المتجهم والذي لا يبتسم إلا نادرًا، 

كيف هي قبلت؟ وكيف هو تخلى عن كبرياءه وعنجهيته لينظر لواحدة مثل بهجة حتى لو كانت جميلة وتستحق من هو افضل منه، وزواج في النور،  ولكنها  تعلم بطبيعته، واصله الارستقراطي المستفز في التمسك بالعادات المتوارثة عبر اجيالهم، حتى لو كان زواج بالسر ، هذا الرجل يحمل شيئًا ما بداخله نحو بهجة، ولن تصدق ابدا ما ذكرته لها عن رغبة وكلام اهبل،  


نعم فهذه الخارقاء تظن انها مدة وتنتهي،  ولا تعلم بأنها سقطت في الفخ .


زفرت بضيق وقد ملت من التفكير، لتتضرع بقلب الام:

- ربنا يسترها معاكي يا بهجة، ويبعد عنك اي شر ، ويحميكي من اذى اقرب الناس ليكي لو الموضوع اتعرف .


فهمت على قصدها لتعقب مستفهمة:

- وهما ليهم ايه عندي تاني؟ انا كدة كدة مقررة ما اعيدهاش ولا اكرر الجواز من اي حد تاني بعد ما تنتهي مدتي مع رياض.


- تاني مدة يا بهجة؟

رددت بها صباح بابتسامة ساخرة ، لتلتف مقررة الذهاب:

انتي مش خلاص خدتي غرضك مني، ابعدي يلا يا شاطرة خليني اروح والحق اتوبيس الشغل ، مروحة معايا انتي كمان ولا ايه ظروفك؟


- لا انا رايحة لمدام نجوان.

قالتها بهجة لتقابلها الاخرى بنظرة حادة، جعلتها تبرر على الفور بعفويتها:


- مسافر والله ، مش موجود اساسا في البلد. 

التوى ثغر صباح بابتسامة غيظ مرددة:

- وانا مسألتكيش عنه يا هبلة.


❈-❈-❈


في مدينة الملاهي، وبعد قضاءهما معظم الوقت بها، خاض معها معظم الالعاب، حتى تلك الخطرة والتي تتطلب الشجاعة،  اضطر ان يجاري اندفاعها ويخوض التجربة معها، 


غرفة الرعب وتلك الاشياء المرعبة كانت تضحكها هي عكسه هو الذي كان يجاهد الثبات بصعوبة حتى لا يظهر خوفه الطبيعي كباقي البشر، 


لينتهي بهما الوقت الاَن امام كشك المثلجات ليشاركها التناول معها، 


عدة ايام مرت وكأنها الخيال، نال فيهم الفرح والسعادة حتى نسى بهم كل شقاء السنوات، 


- هتاخد واحد ايس كريم زيي يا شادي،  مش هتنكسف؟

قالتها بمشاكسة لا تكف ابدا عنها في حضوره، ليجاريها بقوله:

- قصدك يعني عشان انا مدير فندق ومحترم، فمنظري هيبقى مش لطيف قدام الناس اللي تعرفني من رواد الفندق او الموظفين صح؟ 


اومأت بهز رأسها، ليردف هو بالعد على اصابعه:

- يااا شيخة، يعني هي جات ع الايس كريم، بعد ما لبستيني القميص المشجر،  وصورتيني بالشورت ع البحر وانا مطلع لساني، لا والتاني اللي مركبالي فيها الودان دي بتاعة الارنب، انتي خليتي فيها مدير يا صبا! 


اصبحت تقهقه بالضحكات غير قادرة على التوقف، ليلطمها بخفة على جبهتها مرددًا بحزم:

- خلاص بقى اتلمي، فرجتي علينا الناس، ادي عيب اللي ياخدك معاه في مشوار تاني يا صبا .


تخصرت تقارعه بتحدي:

- والله، دا على اساس انك جاي تجضي شهر العسل لوحدك،  انا رجلي على رجلك يا شادي، سواء هنا، سواء هناك، او في اي حتة، على جلبك يا شادي والله ما هسيبك .


تقولها بلهفة تجعل قلبه يتراقص داخل صدره، ليته يمتلك الجرأة مثلها تلك المجنونة، لكان احتضنها الاَن وكسر اضلعها بشوقه، حتى لا يكف عن تقبيل هذا الثغر الذي نطق بتلك الكلمات .


ولكن للأسف،  هو مازال حتى الاَن يحتفظ بجزء من عقله، وقد طار معظمه خلفها، 

صبا القلب، هي روحه التي وجدها اخيرا. 


❈-❈-❈ 


امام المراَة كانت تصفف لها شعرها، فتخاطبها بغزل ، وقد لاحظت شرودها منذ ان حضرت: 


- ايه رأيك بقى في التسريحة الحلوة دي، مع انك صراحة مش محتاجة. 

تبسمت لها نجوان هذه المرة ، توميء رأسها برضى، لتفاجأها بتناول الفرشاة ، ثم تشير لها بالجلوس امامها،  فهمت بهجة لمقصدها لتعترض ضاحكة :


- لا مش معقول ، انتي قصدك تسرحيلي شعري انا؟ مينفعش. 


نهضت تفاجأها لتدفعها للجلوس محلها، فلم تملك بهجة امام اصرارها سوى الإذعان والطاعة، فتنزع عنها طرحتها،  ثم تطلق الشعر الطويل ، لتمرر نجوان فرشاتها فتتخلل الخصلات بنعومة، من الاعلي للإسفل، وكأنها تستمتع بذلك، تعدل مجموعة في الامام على الجهتين، تظهر جمال الوجه البهي،  فتشرد بطلتها حتى ظنتها بهجة ذهبت لذلك العالم الأخر في عقلها، 


لتفاجأها بقولها:

- انتي حلوة .

ضحكت بهجة بعد حالة القلق الذي سيطرت عليها منذ لحظات، لتردد خلفها :


- تاني حلوة، نفسي افهم غرضك ايه من المعلومة دي؟


قالتها وهي لا تنتظر اجابة، كمعظم الحديث معها، ولكن ما حدث من الاخرى اجفلها، حينما دنت فجأة،  تهمس بأذنها على حين غرة.

- قصدي انه مش هيسيبك.


توسعت عينيها بذهول، لا تستوعب ما وصل لاذهانها منها، حتى وقفت تسألها:

- هو انتي بتتكلمي زينا، ومين دا اللي مش هيسيبني؟ 


وكأنها كانت تسأل نفسها ، عادت البراءة تلون وجه الاخرى، لتتلاعب بالقصة الجديدة لشعرها، بعدم انتباه لها، حتى ظنت بهجة انها توهمت:

- يا مدام انا بكلمك،  ما هو مش معقول يكون دا بيتهيألي...... ردي ابوس ايدك عايزة اعرف مين المقصود.....


دوى صوت الهاتف فجأة،  باتصال دولي بإسمه، لتجد منها ابتسامة غير مفهومة، ثم تحركت نحو العابها وهذا اللوح الإلكتروني،  تشغل نفسها به، مما استفز بهجة لتتحرك تاركة لها الغرفة، ثم تضغط على الشاشة وتجيبه:


- الووو. 

- الوو يا بهجة عاملة ايه؟


اجابته بتشتت:

- كويسة والحمد لله، انت اللي عامل ايه دلوقتي؟ 

وصلها الصوت الرخيم يزلزل كيانها:

- انا كويس دلوقتي يا بهجة من بعد ما سمعت صوتك، مش هما ساعات بس اللي مروا عليا في بعدي عن البلد وعنك؟ لكن انا بقولك اهو، وحشتيني يا بهجة، وحشتيني اوي. 


ما هذا الذي يحدث معها،  جرعة من الغزل تسبقها جرعة من الجنون، كيف توفق بين الاثنين؟


- الوو يا بهجة انتي روحتي فين مني؟

تنهدت تستعيد توازنها، لتستجيب باقتضاب قائلة:


- وانت كمان. 

وصلها رده بمكر:

- انا كمان ايه يا بهجة؟ وضحي. 


ضغطت تغلب خجلها، حتى تستريح من الحاحه:

- وانت كمان وحشتني. 


صمت ولم يجيبها على الفور ، ولكن وصلها صوت انفاسه، ليردف بعد ذلك:.


- الله ، اهو انا دلوقتي مش عايز اي حاجة بعدها، اصبر نفسي بيها على ما ارجعلك يا بهجة، ياريت كان في طيران دلوقتي، مكنتش فضلت دقيقة تاني بعدها. 




يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة