-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 18 - 4 - الأربعاء 28/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثامن عشر

4

تم النشر يوم الأربعاء

28/8/2024

ضحك زوجها يربت على ظهرها بدعم في رد له:

- معلش يا عمي، انت قولت عليها من الاول انها دلوعة، وانت عودتها على كدة، ع العموم يا صبا انا برضو جوزك موجود وعيلته هي عيلتك ولا ايه يا ماما؟


- طبعا يا قلب امك. دي نن العين من جوا. 

قالتها والدته لتعلق رحمة بسماحتها كالعادة:

- وبصراحة بقى هي من حقها، يعني ان مكانش القمر بتاعنا يدلع، من يحقله غيرها؟


جاء رد زبيدة في تعقيب على قولهم:

- ربنا يديم المودة ويبعد عنهم العين، ويريح جلبهم ويرزقم بالخلف الصالح يارب .


تمتم الجميع من خلفهم، واولهم شادي الذي اصبح يتحرق داخله لرؤية ثمرة الحب بينه وبين حبيبته. 



❈-❈-❈


خرجت من الباب الخلفي للمصنع  تقطع الطريق القصير حتى وجدت امامها سيارة العم علي فى انتظارها، يوميء لها بابتسامته كالعادة، بادلته هي بحرج، رغم علمها بمعرفته بالزواج، بل وكان شاهدا عليه، 


ترجل باحترام يفتح لها الباب الخلفي، معلقًا لها بمزاحه:

- اتفضلي يا هانم، والله لما قولت انها  تليق عليكي ما كدبت. 

اومأت بحرج وابتسامة تغتصبها بصعوبة:


- ربنا يخليك يا عم علي دا من زوقك.

عاد الرجل الطيب الى مقعده ليتحرك بالسيارة، مستمرًا في الحديث معها:


- والله دا انتي اللي زوق وعسل، بقولك ايه، احنا مينفعش نمشي كدة سكيتي، تحبي اشغلك ايه بقى؟ بتحبي القديم ولا الجديد. 


اومأت بهزة من كتفيها، فهي ليست بمزاج يسمح لها بالسماع من الأساس، عقلها المشوش، يدور بلا هوادة، لا تصدق بما قادمة على فعله الاَن، على الرغم من انها اصبحت زوجته رسميًا.


قابل الرجل صمتها بمزيد من المزاح، يخلق حديث من الهواء، كما أنه اشغل المزياع ليطرب اسماعها، كي يخرجها من حالة الشرود التي تعصف بها، فمر عليها الطريق بسهولة،  


حتى توقف بها امام احدى صالونات التجميل الشهيرة ، والتي لطالما رأت اعلاناتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقبل ان يصدر سؤالها، اجابها بعملية:


- دي اوامر الباشا يا هانم، انزلي بقى عشان نلحق ميعادنا .

رددت خلفه بسأم:

- تاني هانم، ما بلاش منها دي يا عم علي.

ترجل الرجل يسبقها، ثم توقف بجوارها، يفتح لها باب السيارة بكل احترام قائلًا:

- هانم وست والهوانم، انزلي بقى يا برنسيسة. 


استجابت لتترجل مرددة خلفه باستهجان:

- كمان برنسيسة، ما قولنا بلاش يا عم علي .


ضحك يسبقها بخطواته مرددا بتصميم:

- قولي براحتك،  وانا برضو هقول براحتي. 


بعد لحظات كان يقدمها الرجل لامرأة تبدو وكأنها اجنبية، تحدق بها من اعلى لأسفل بتقيم لم يعجبها، لكن سرعان ما اجفلتها بابتسامة عملية تحدثها وبلغة عربية لا تتقنها:


- اتفضلي معايا يا هانم .

توجهت بهجة بسؤالها نحو العم علي:

- اتفضل معاها اروح فين؟ هي عايزاني في ايه الست دي؟


تبسم الرجل قائلا بتسلية:

- يا ستي روحي معاها، دي هتعاملك معامله ملوكي، انا افهم ايه بقى في حاجات الستات عشان اشرحلك،  يلا بقى، عايز اروح اشوف مصالحي، وقت ما تخلصي هتتصل بيا، سلام  يا ست العرايس. 


قالها وذهب يتركها في حوزة المرأة، لتردد من خلفه بتوعد، قبل ان تستجيب للذهاب مع المرأة  :

- ماشي يا عم علي.


تحركت مع المرأة بعد ذلك لتمر بالعديد من المراحل التي ولأول مرة تخوضها او تسمع عنها من الاساس، واشياء لم تعمل لها حسابا قبل ذلك. لتنتهي من كل شيء اخيرا ، بارتداء هذا  الفستان الذي تفاجأت به والعديد من القطع ف انتظارها، لا تدري متى أتى بهم، وكأنه تم صنعه خصيصا لها .


فتقف الاَن امام مراتها، لا تعرف نفسها.


❈-❈-❈


وعند نرجس التي كانت عائدة من السوق،  تحمل سلة كبيرة، حشرت بداخلها العديد من المشتريات،  حتى اصبحت تحملها بصعوبة، والثقل يؤثر على سيرها نحو بناية سكنها بخطوات متأنية، لتفاجأ برفعها فجأة من فوق كتفها، وصوت ابراهيم يدوي :

- رايحة فين يا خالتي بس بالشيلة التقيلة دي؟ مش خايفة لتقسم ضهرك ولا يجيلك الغضروف منها .


بدهشة فاقت الارتباك، تطلعت اليه لا تصدق فعلته، فهذه اول مرة يفعلها، ولكنها لا تملك الان الا الامتنان لفعله:


- تشكر يا حبيبي تشكر، انا مش عايزة اتعبك.


رفعهم بسهولة ليحملهم عنها فوق كتفيه، مرددًا بمروءة جديدة عليه:

- تعب ايه بس يا خالتي؟ هي دي حاجة مستاهلة. 


وقبل ان ينبث فمها ببنت شفاه، فوجئت بسحب هاتفها من يدها من احد الفتيان التي تركض سريعًا بالدراجة   ليطلق هو صيحته:

- يا بن الكلب... مش هسيبك، امسكي يا خالتي جايلك حالا.


ترك السلة على الارض وهرول خلف الفتى، يتركها في وسط الطريق،  بحالة من التشتت، تتطلع هنا وهناك، وذهول يكتنفها عما حدث .


اما هو فقد وصل بعد لحظات، لبجد الفتى في انتظاره، في جانب ما من الطريق ، بعد ان ابتعد بمسافة كافية عنها، ليعطيه الهاتف بعمليه قائلًا:


- اتفضل يا ريس، كله تمام.

تناوله منه يسأله بمزيد من التأكد:

- يعني عملت المطلوب منك ياض.


لوك الفتى بالعلكة داخل فمه قائلا:

- ما قولتلك يا ريس كله تمام ، يعني كل اللي في تليفونها بقى عندك، انت بتكلم الجينيس. 

لطمه بكف يده على رأسه من الخلف مرددًا بمزاح ثقيل:

- انت هتعملي فيها بيل جيتس، على تليفون صغير هكرته، اخفي من وشي دلوقتي بقى يا ظريف.


- امرك يا ريس. 


قالها الفتي وانطلق بدراجته، ليتناول هو الهاتف ويعود به نحو الأخرى بابتسامة شقت فمه مرددًا بانتشاء:

- كدة ماشين صح اوي، احب انا التكنولوجيا.


❈-❈-❈


كانت الساعة تقارب السابعة حينما تفاجأت بالخادمة تخبرها بوجوده في انتظارها في الحديقة، لتنهي محادثاتها عبر الهاتف مع رئيستها صباح التي لم تتوقف منذ ان تركتها.

لتغادر الغرفة التي لم تفارها من وقت ما وصلت برفقة العم علي، والذي لم يقصر معها بالمزاح ولا بالثناء على حسنها بعدما ارتدت الثوب الذي يليق بها بحق، ثوب الهوانم كما يشبهها .


لتخرج اليه الاَن عبر الممر الداخلي للحديقة، فتفاجأ  بالانوار والشموع المنتشرة بكثرة وبحرفية مقصودة لتجعله جوا شاعريا رومانسيا،  وهو يقف في استقبالها، يرتدي فقط القميص الابيض على بنطال يشبهه، وهيبة تخطف الانفاس، 


ماذا فعلت بنفسها؟ ليتها ما وافقت على القرب منه من الاساس.


- قمر يا بهجة، واحلى من القمر كمان.

قالها فور ان اقتربت منه، ليلتقط يدها ويقبلها، وعيناه لم تفارق تفصيلة صغيرة منها.


من زينة وجهها الناعمة، والتي زادتها بهاءًا، والشعر الحريري بقصة رائعة جعلته متموجًا على جانبي وجهها وظهرها من الخلف، ثم هذا الفستان الذي اختاره بإحساسه، ضمن مجموعة انتقاها خصيصًا لها،


منسدلا على الجسد الممشوق، يضيق على بعض المناطق لتزيد من فتنتها في عينيه،  وخجلها امامه، ثم ندمها حينما اطاعت المرأة في ارتداءه. 


- ايه مالك؟ مكسوفة؟

اومأت بارتباك يعصف بها:

- بصراحة اه، خصوصا مع الجو ال....... انا شايفة انه مش ضروري على فكرة .


تبسم لإصرارها المتعمد في تذكيره بهذا الامر الذي اصبح يمقته من كثرة سماعه منها، ف اقترب يباغتها بلف ذراعه حول خصرها من الخلف، ليضمها اليه فجأة،  ويأمرها بصرامة:


- ممكن تشيلي اي فكرة من دماغك وتركزي بس في لحظتنا مع بعض؟ 


تمتمت بحرج شديد وكلمات متقطعة، فقربه المهلك يقبض على معدتها ويجعلها تتلوى بالداخل:

- لحظتنا ازاي يعني؟ انا مش فاهمة احنا واقفين هنا ليه اصلا .


تبسم باتساع، مستمتعًا بإرباكها، ثم وبحركة سريعة ضغط على جهاز التحكم عن بعد لتشتعل موسيقى اجنبية رومانسية كانت تعلمها قبل ذلك، ولكنها الاَن لا تستطيع التفكير ولا تذكرها حتى،  بعدما سحبها فجأة ، يراقصها قائلا:


- انا بقولك سيبي نفسك يا بهجة، ركزي بس معانا وفي لحظتنا، انا عايز اعيش اللحظة دي معاكي دلوقتي، انسى العالم وانسى نفسك ومفتكريش في غيرك، انتي وبس .


تطلعت اليه بتشتت، عيناها تحمل الف سؤاا، وجسدها اصبح يتناغم مع خطوته، يخطفها بسحر كلماته ولكن عقلها الدئوب يفيقها من تلك التعويذة في كل لحظة، لماذا هي من دون الجميع؟ لماذا يختصها بتلك المشاعر وذلك الاتفاق؟ ليتها تعلم حتى تستريح.


قطع فجأة يوقفها:

- انا شايفك لسة سرحانة برضو، تحبي نتعشى الاول ولاااا.


- ولا ايه؟

سألته ببرائة تقارب الغباء، ليًقابل ردها بابتسامة ماكرة قائلا:

- انا بقول نأجل العشا شوية وندخل على طول في ولااا

لم تعي ما الذي حدث بعدها،  كيف انتقل بها من الحديقة الى هنا بداخل غرفته.

يضمها اليه بقوة وقبلاته لم تتوقف سوى حينما انزلها على اقدامها ، ليغمغم بنبرة لامست قلبها:

-  تعرفي النعيم يا بهجة؟  انا دلوقتي بس عرفت ايه النعيم ، قربي منك هو النعيم اللي ممكن استغني بيه عن العالم كله .


لم تجد صوتها لترد ، وقد ضاع كما ضاعت هي في بحر عشقه، لتتوه داخل امواجه، فلا تدري اين ترسو بها، الى بر النجاة، ام تبتلعها ظلمته.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة