-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 19 - 1 - السبت 31/8/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع عشر

1

تم النشر يوم السبت

31/8/2024


تلك السعادة اللي نحيا على حلم الوصول اليها، ذلك الفرح الذي ظل دائمًا غائبًا عنا، وحينما أتى....... أتى ناقصًا، هل كان سوء حظ منا؟ ام هي الاقدار التي تتلاعب بنا؟


بنت الجنوب 


بحرص تام نهضت من جواره، بعدما استيقظت لتجد نفسها داخل أحضانه، ذراعه تطوقها، وانفاسه مازالت تشعر بها على بشرتها، 

خطت حتى وصلت الى المقعد الوحيد بهذه الغرفة الشاسعة، فسقطت عليه بثقلها، تضم ركبتيها الى صدرها، فتتأمله باضطراب وخوف، لا تصدق ما حدث،  لقد أصبحت زوجته بالفعل. 


هذا الرجل الغافي امامها باسترخاء، اصبح زوجها قولا وفعلا، كيف سحبها بمعسول كلماته وجعلها تحلق في سماء عشقه؟ حتى غاب عقلها وتاهت ف بحوره، 

هل كانت مغيبة العقل؟ 

لا لم تكن مغيبة، بل كانت سعيدة ومستجيبة للمساته، وقد كان هو كالساحر معها، يدلل انوثتها، ويشعرها بقيمتها كامرأة فاتنة لم تجد الاهتمام الكافي لتنال ما تستحقه، 

لقد قال كثيرا من كلمات الغزل وعاملها بنعومة تفوق الخيال، 


لتنام في النهاية قريرة العين، منعمة بدفئ حضنه، ورائحة عطره التي تغمرها بقربه الشديد، ثم يهل صباح اليوم الجديد، وتستفيق على حقيقة وضعها، بعدما انقشعت السحابة الوردية التي كانت تطير بها في عالمه الجميل .


- انتي صحيتي امتى من جمبي وسبتيني؟

انتفضت ينتشلها الصوت الرخيم من غمرة شرودها،  لتلتف اليه وتجده مضجعًا بجذعه العاري امامها على قائم التخت، فتتهرب بأبصارها عن النظر اليه مباشرة، وتجيبه بكلمات متقطعة من فرط خجلها:


- ماا... دي عادتي..... دايما بصحى بدري.

تبسم ثغره باتساع، مستمتعًا بلون الحمرة الذي كسى بشرتها وحيائها الذي كلفه كثيرًا من الصبر والتروي بالأمس حتى نال السعادة بوصالها في نهاية الأمر، 

ليزيد بمشاكستها الاَن:


- مش معقول يا بهجة تكوني لسة مكسوفة بعد اللي حصل ما بينا؟

برقت خضرواتيها بإجفال تأثرًا بجرأته، لتعض على شفتيها بارتباك شديد ظهر في حركة جسدها وهي تزيد من ضم اقدامها اليها، فتنكر ببلاهة، ومزيدا من التلعثم:


- لاااا مش مكسوفة ولا حاجة، ااا.... دا حتى انا بقول..... اقوم احسن واروح امشي. 


في الاَخيرة كانت تنزل بقدميها على الأرض، لتستقيم بجسدها وتشرع في التحرك، فهتف هو يوقفها معتدلا بجسلته:

- تقومي تروحي فين يا بهجة؟ استني هنا.


اذعنت لأمره تجيبه:

- واستنى ليه؟ الساعة زمانها داخلة على سبعة، الحق اروح بيتنا ، وانت ممكن تريح الساعة دي، او تروح الشغل في الميعاد اللي تحبه.


- ومين قالك اني رايح الشغل اساسا النهاردة؟ 

تمتم بها ثم نهض يقف مقابلا لها، ليقترب وتمتد ذراعه ليزيح بيده شعرها للخلف، مردفًا:

- طب بذمتك، تبقى صباحيتنا النهاردة واسيبك واروح الشغل، حد يجيله قلب يسيب الجمال ده؟


دنى برأسه نحوها، حتى كاد ان يقبلها ولكنها تراجعت بحدة قائلة:

- بس انا مينفعش اتأخر عن اخواتي، امبارح اتحايلت بمدام نجوان وقولت انها لوحدها، لانك مسافر والدادة مش معاها، النهاردة هقول ايه؟


بحزم لا يخلو من لين جذبها فجأة اليه، يقنعها بهدوء:

- طيب وجودك عندهم دلوقتى ايه لزمته؟ مش دا برضو ميعاد شغلك في المصنع ولا انتي ناسية؟ 


سهمت نظرتها باستيعاب قائلة:

- ايوة بس انا متعودة احضرلهم فطار و...

قاطعها يقربها اليه مرة اخرى مرددًا:

- وايه يا بهجة؟ اللي اعرفه ان اخواتك مش صغيرين ولا اطفال عشان تجري تفطريهم قبل ما تروحي الشغل.... ولا انتى عايزة تهربي مني؟


- ها..... طب وشغلي في المصنع؟

تمتمت بها تطالعه بتيه، بعدما مال بوجهه نحوها، حتى اصبحت انفاسه تلفح بشرتها مردفا بهيام:

- مصنع ايه كمان يا شيخة بس؟ وهو دا وقته؟ بقولك صباحيتنا وانتي عايزه تجري وتسبيني.

رفعها فجأة من خصرها من الخلف، يعتقلها بذراعيه حتى لم تعد اقدامها تلامس الارض، شفتاه عرفت طريقها، لتطوف على كل جزء تصل اليه من بشرتها، حتى وصلت لمبتغاها، في قبلة عاصفة اذابت البقية الباقية من مقاومتها، 

حتى سقط بها فوق الفراش، ليعتدل، كي يحل ربطة المئزر الذي كانت ترتديه وقد عقدتها عدة عقدات، ليعقب بضجر:


- انتي امتي لحقتي تلبسي الروب ده وتتكلفتي بيه كدة؟

وجدت صوتها بصعوبة تجيبه:

- وانت نايم، عشان مكانش جايلي نوم. 


ضحك بخبث مرددًا وهو ينزعه عنها:

- ويعني جالك نوم لما لبستيه، طب انا هطيره منك خالص النهاردة.


❈-❈-❈ 


وفي منزلهم الجديد، 

كان الثلاثة على مائدة الطعام يتناولون وجبة الإفطار التي أعدتها جنات سريعًا، قبل ذهابها الى الجامعة هي الأخرى، بعد اتصال شقيقتها بها منذ لحظات تخبرها بالذهاب الى عملها وعدم استطاعتها للحضور في هذا الوقت، فكانت هي تقوم بدورها الاَن:


- خلص أكلك كله يا ايهاب عشان تركز وتستوعب، وانتي يا عائشة، متسبيش حاجة في اللانش بوكس بتاعك، لازم تاكلي عشان تكبري. 


بابتسامة ساخرة ردت الاخيرة :

- حاضر يا ابلة، مش هسيب ولا حاجة عشان اكبر.

-'بتتريقي عليا يا عائشة؟ 

- لا يا ستي، وانا اتريق ليه بس؟

تمتمت بها تنفي ببراءة ردا على شقيقتها،  ليتدخل ايهاب هو الاخر يعقب بدوره:


- عندها حق يا عائشة، بلاش اسلوبك ده يا مصيبة احنا فاهمينك. 


- انا برضو؟  والنعمة مظلومة. 

قالتها بدراما اضحكت شقيقيها، قبل ان تنهض فجأة وتسألهم:

- طب انا خلصت وعايزة اروح مدرستي، مين فيكم اللي هيوصلني مدام بيبو مش موجودة؟ 


تطوع ايهاب والذي انهى طعامه هو الاخر:

- اوصلك انا يا ستي، خليها تعرف انها سايبة وراها رجالة .


ايوة بقى يا هيبو يا جامد. 

هللت بها جنات وهي تتابع مغادرتهم، لتعلق عائشة بمزاحها كالعادة:

- دا راجل دا ؟

على الفور نالت جزائها،  بلطمة خفيفة على رأسها من الخلف، يظهر لها حزمه:

- راجل غصب عنك يا مقصوفة الرقبة، امشي يا بت انجري قدامي، امشي.

لتذعن بطاعة تتقدمه، امام ضحكات جنات التي لا تتوقف لمشاكسات الاثنان. 


❈-❈-❈ 


ولجت الى غرفة زوجها صباحًا تحمل فنجان القهوة عقب انهاءه الافطار سريعًا من اجل تلك المكالمة الهامة التي قام بها مع شريكه الجديد، يدفعها الفضول لسؤاله:


- القهوة يا قلبي زي ما طلبت. 

رد يجيبها اثناء ارتداء ملابسه:

- تسلم ايدك يا قلبي، بس انتي كلفتي نفسك ليه؟ ما كانت جابتها واحدة من الشغالين .


وضعتها على الطاولة الصغيرة التي تحتل جانبا من الغرفة، لتقول بمكر تجيده:

- وانا روحت فين لما واحدة من الشغالين تجيبها؟ كيمو حبيبي اخدمه بعيوني. 


التف اليها فاغرا فاهه، قاطبُا حاجبيه للحظات بتفكير وتوجس، فتقابله هي بهذه النظرة البريئة لتثير تسليته، ف اقترب وتناول فنجان القهوة مرددًا:

- تسلم عيونك يا جميل ، اكيد المحلسة دي وراها طلب مخصوص، قولي على طول يا رباب ومن غير مقدمات، جوزك مستعجل.


- ليه بقى مستعجل، انت ميعادك اساسا تسعة. 

ارتشف يتلذذ بطعم المشروب الساخن قبل ان يجيبها:


- ما انا ناوي اروح المصنع اطل عليه الاول، رياض اتصل بيا وقالي انوب عنه عشان النهاردة مش موجود. 


سمعت الاسم ليعود اليها الفضول:

- حلو اوي مدام جيبت سيرته، مش هتحكيلي بقى حكايته؟

- احكيلك حكايته دلوقتي يا رباب؟ وانا بقولك مستعجل.


وضع الفنجان وتحرك مسرعًا ليرتدي سترته، فلحقت به تلح :

- وحياتي عندك يا كارم، انت كل مرة كدة تعلقني،  تقولى كلمتين عن الغامض بسلامته وتسيبني بقى اضرب والف في التخمينات، انا عايزة اعرف بقى النهاردة سر عزوفه عن الستات.


تطلع الى هيئتها وهي تضرب الارض بقدمها وكأنها طفلة وليست زوجة وام، فقال لها ليزيدها شغفًا:

- طب مدام كدة بقى، خدي الجديدة عشان تتعلقي اكتر، رياض الحكيم شكله واقع لشوشته مع البنت الجديدة جليسة والدته. 


اصدرت شهقة عالية برقت لها عينيها لتتشبث به بإصرار:

- دا بجد؟ وحياتي لو بجد لتحكيلي دلوقتي حالا، حالا يا كارم وحياتي عندك. 


اطلق ضحكة مجلجلة لينزع كفيها عنه ثم يهرول من امامها مرددًا بمرح:

- لما ارجع من الشغل بقى يا قطة، دا لو افتكرت اصلا .


استمر بضحكاته حتى اختفى لتعلق هي في اثره:

- ماشي يا كارم، وديني ما انا سيباك المرة دي. 


❈-❈-❈ 


والى مجيدة التي خرجت من غرفتها مجفلة على صوت الشجار الصباحي بين ابنها وزوجته:

- طب انا قولت مش هتخرجي النهاردة يا لينا، يعني مش هتخرجي، وريني بقى هتكسري كلمتي ازاي هاا؟


-  طب مدام انت وصلتها لكدة، يبقى عند بعند وانا خارجة يا امين، وخليني بقى اشوف تحكمات حضرتك دي هتوصل بينا على فين؟


- هتوصل للطريق المعروف يا حبيبتي، تحبي اقولك هو فين ؟ ولا على ايه اهو المأذون في الشارع اللي ورانا، انا اجيبهولك دلوقتي عشان نختصر. 


- باااااس 

صرخت بها مجيدة توقف هذيان ابنها امام زوجته المتمردة بغباء رغم طيبة قلبها التي تشهد بها، واقتربت بأعين حمراء توجه خطابها بحزم نحو الاثنين:


- لحد هنا وتوقفوا ستوب انتوا الاتنين ، انا اسكت وافوت على كله، لكن توصل لطريق الماذون اقطع رجليكم انتو الاتنين، شغل العيال بتاعكم يمشي في كل حاجة  إلا دي .

الصفحة التالية