-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 19 - 4 - السبت 31/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع عشر

4

تم النشر يوم السبت

31/8/2024

ضحك بجنون مستمتعًا برعبها:

- انا عضمي بقى ناشف اوي، والفضل طبعا يرجع ليكي يا غالية، انتي والسنيورة شهد .


زاد من حدة السرعة حتى ايقنت بقرب النهاية لتضرب بقبضتها على كتفه وظهره:

- وقف العربية خليني انزل، بقولك خليني انزل. 


- ليه بس يا وحش؟ لتكوني خوفتي كمان؟

الى هنا ولم تعد بها قدرة على المواصلة لتسقط للخلف فاقدة وعيها تماما، حتى  انتبه عليها في المراَة الامامية:


- ليوقف السيارة على جانب الطريق، ثم ترجل ليرى ما بها في الخلف، كان نصف جسدها كان مسطحًا على،  الكنبة الخلفية، فظهر له وجهها وجسدها بصورة سال لها  لعابه، ليبتلع ريقه برغبة واضحة، رغم قلقه من هيئتها، فدني يربت بكفه على خدها، وعيناه تجول عليها بوقاحة:

- بت يا امنية، انتي اغمى عليكي صح ولا بتمثلي زي عوايدك؟،.... انتي يا بت، شكلك بتمثلي زي عوايدك. 


استقام فجأة مقررا امرا ما برأسه، زينه بعقله شيطانه، ظنا منه انها قد تصبح فرصة للانتقام، واخضاعها بعد ذلك، ولكن صوت سرينة البوليس التي دوت فجأة عن قرب جعله،  يركض سريعًا،  ويترك المكان برمته هاربًا الى وجهة ما. 


❈-❈-❈ 


شرودها هذه المرة كان مختلفًا، حالة غريبة من السكون، لأول مرة تشعر بها الدادة نبوية، هذه ليست تلك المرأة التي كانت تغلبها في الركض والبحث عنها، اما عن الحزن، فهو اصبح كالوشم يزين ملامحها الجميلة.


اقتربت لتجلس مقابلة لها في الشرفة التي تلتزم الجلوس بها منذ ساعات :

- مدام نجوان القمر، تحب تطلب حاجة اعملهالها؟ 


استجابت تلتف اليها بابتسامة، وصمت دام للحظات، قبل ان يخرج ردها :

- بهجة. 

تبسمت نبوية بمرح:

- بهجة، ما انا قولتلك من شوية ان عندها ظرف طارئ يمنعها تيجي النهاردة كمان، يبقى نديها عذرها بقى.


اومأت برأسها تعود للنظر نحو الحديقة مرة اخرى،  دون ان تضيف بأي شيء، فواصلت نبوية حثها على الكلام، بفتح مواضيع شتى، ولكنها لم تستجيب. 


❈-❈-❈ 



اما في شرفة اخرى ومكان اَخر، كان يقف هو خلفها يشير لها بطول ذراعه:

- شايفة يا بهجة، اهي الارض اللي هناك دي كلها أرض بابا الله يرحمه،  بس هو مكانش مهتم بالزراعة،  ولا الكلام ده، كل اللي كان همه شغف الموضة والأزياء ، كان مجنون على رأي ماما، ودا اللي حببها فيه. 


التفت اليه تعقب بصدق ما تشعر به:

- اكيد مش الجنان بس اللي حببها فيه، اللي بيحب ما بيشوفش عيوب حبيبه اصلا ، دي حاجة بتبقى من عند المولى . 


ظل صامتًا لفترة من الوقت يلامس نعومة بشرتها بأنامله، او يزيح خصل الشعر الحريري للخلف، بنظرة غير مفهومة جعلتها تحسم مردفة:

- على فكرة انا لازم اروح، مينفعش اتأخر عن كدة. 


زفر يقلب عينيه بسأم يعقب ردا لها:

- تاني برضو بتفكريني؟ دا انا ما صدقت اني فصلت عن العالم كله بقربك، انا مشبعتش منك يا بهجة. 


لماذا تتغير نبرته حينما يتحدث معها في هذا الشأن ، يجعلها تشعر باحتياجه اليها، وكأنه طفل وجد امانه بقربها، لكن وما ينتظرها من مسؤوليات،  ماذا تفعل بها؟


- مينفعش اتأخر اكتر من كدة، مش عايزة اخواتي يقلقو .


تنهد هذه المرة باستسلام ليضمها اليه بشدة، وكأنه لا يريد تركها ابدا:

- شوفيلك حل، انا لازم في اقرب وقت اخدك واروح بيكي رحلة تستمر لأيام، انا حاسس الوقت عدى ثواني، ولا مش ساعات ولا دقايق. 

 

استسلمت لغمرته لها، غير قادرة على التعقيب او الجدال، فها عقلها قد عاد اليها،  بعدما حطت على ارض الواقع ، تفكر فيما ينتظرها من مواجهة لأشقائها، رغم عدم علمهم بزواجها، ولكنها تحسب حساب الكذب الذي اعتادت عليه هذه الايام .


❈-❈-❈

وقف خلف حجرة الكشف يراقب الطبيبة وهي تفحصها، بغضب يحرق كل خلية من جسده، دماءه كلهيب بركان خامد، ينتظر الفرصة ليحرق الأخضر واليابس .


زوجته هو تتعرض لهذا الموقف، خطف واغماء داخل سيارة اجرة بوسط الطريق ، يقسم متوعدًا لمن فعل ذلك بأشد عقاب يناله، لن ينتظر حكم قاضي او محكمة، حتى او اضطر لارتكاب جريمة.


- ايه الاخبار، فاقت ولا لسة؟

كان هذا صوت امين الذي فور ان علم بما حدث، ترك ما بيده من عمل، وأتى على الفور .

أومأ يجيبه بصوت مختنق:

- الدكتورة اديتها حقنه مسكنة، وقالتلي اصبر عليها على ما تهدى. 


- ساله بحرج:

- طيب هي فحصتها كويس؟ اتأكدت انها كويسة عضويا ولا اتعرضت لاي.... اعتداء،  من أي نوع.

- لا الحمد لله ، المجرم اللي خطفها ملحقش يعمل معاها اي حاجة ، الاغماء كان طبيعي نتيجة الخضة والانفعال ، انا مش عارف حصل معاها ايه، بس تفوق وتقدر تتكلم،  ساعتها هعرف اتصرف .


ربت امين بكفه على ذراعه العضلي بدعم ومؤازرة، ليتدارك هو ويسأله:

- صحيح ياريت تتصل بالجماعة وتديهم اي عذر عن حضور العزومة، بس بلاش تقلقهم، انا حتى متصلتش بوالدتها ولا اهلي، مش عايز لمة ووجع دماغ. 


- حقك يا حبيبي، متشلش هم،  كل حاجة هتمشي تمام وزي ما انت عايز. 

قالها امين بمهاودة، وعقله يدور في ناحية واحدة، فهو على علم تام ان عصام ابدا لن يغفل عنها،  ولكنه كتوم كالعادة. 


❈-❈-❈ 


عادت لمنزلها ووسط شقيقتيها، ولكن تلك التغيرات التي حدثت ببشرتها التي كانت محرومة من الاهتمام ، جعلتها محل اهتمام لهما الثلاثة، وقد بدت لهما وكأنها تبدلت،


فما كان منها سوى اكمال الصورة لكي تجيد حبكتها، بعدما اصر هو الاخر  على اخذها لعدد من الهدايا والملابس التي أتى بها اليها، كي ترتديها في حياتها العادية، وليست فقط معه:


- الله يا بهجة يعني انتي دخلتي مركز تجميل وكمان كل الهديا دي بتاعتك انتي؟ طب ليه مقولتليش كنتي روحت معاكي واخترتلك؟ 

ابتلعت ريقها تجيب عن سؤال جنات التي شغفها الحماس:

- يا بنتي ما بقولك، انا قبضت المكافأة من هنا، وست الريسة اصرت تاخدني من ايدي على البيوتي سنتر، والمول المشهور في وسط البلد،  رأسها والف سيف اني اجدد من نفسي، وابقى انسانة تانية، الحمد لله ان الهدوم عجبتكم وشكلي بان عليه النضافة. 


قالت الأخيرة بمزاح، لتزيد عليها عائشة:

- بان عليكي بس، دا انتي بقيتي طبق بنور ، ما تاخدينا انا والبت الغلبانة دي نقرب من حلاوتك شوية يا بيبو ، وبالمرة تبقششي علينا ونزيط احنا كمان. 


ضحكت  بهجة في رد لها:

- وهو انتي محتاجة تجميل يا مقصوفة الرقبة في سنك ده، بس لو ع الزيطة ، نظيطك عادي، ياللا شالله ما حد حوش. 


- ايوة بقى .

هللت بها الاثنتان، يواصلن معها الحديث المرح، حتى عاد شقيقهم الرابع،  والذي ما ان وقعت عينيه على بهجة حتى عبر عن اعجابه:


- ايه الحلاوة دي يا بيبو، لا تكوني روحتي لبنان واحنا مش دريانين. 

- يا لهوي حتى انت يا ايهاب! 


❈-❈-❈ 


وضعت رأسها على الوسادة اخيرا،  بعد انتهائها من سرد مجموعة الأكاذيب التي اصبحت تجيدها امام اخواتها، كي تبرر لهم التغيرات التي تحدث معها ومعهم. 

غير راضية عما يحدث ، ولكن تصبر نفسها انها فترة وستمر، بعدها ستنسى الزواج والرجال وكل شيء ، كل شيء، 


اخرجها من شرودها صوت الهاتف الذي دوى فجأة برقمه، لتتوقف لحظات بتفكير عن سبب اتصاله في هذا الوقت المتأخر من الليل،  قبل ان تحسم وتجيبه:


- الوو....

جاءها صوته كنغمة هادئة تطرب الاسماع:

- الوو يا بهجة قلبي، انتي نمتي ولا لسة؟ 


تمالكت تجيبه بصعوبة بعدما بادرها بغزله:

- لا طبعا لسة منمتش، انا يدوب مخلصة رغي مع اخواتي وحاطة راسي ع المخدة، يعني عشر دقايق بس، وكنت هروح في سابع نومة،.


- يا بختك. 

توقفت تصلها صوت انفاسه، ثم واصل بنبرته الدافئة:

- انا بقى مش قادر يا بهجة، عمال اتقلب ع السرير، بمين وشمال ، وكل حتة فيا بتصرخ بإسمك، مش قادر انسى قربك ولا حضنك، انا هموت واضمك دلوقتي يا بهجة. 


ازبهلت بحالة من التيه، تلجم لسانها لحظات حتى قالت :

- انا مينفعش اجيلك طبعا، حتى لو ينفع، ما اقدرش اسيب اخواتي.

وصلها صوت ضحكة خافتة منه ليردف:

- يا بهجة متقلقيش انا مبطلبش منك تيجيني. 


- امال انت عايز ايه؟ 

تمتمت بها بحيرة:، فجاء رده المباغت لها:

- كفاية ابقى معاكي ع التليفون يا بهجة، تتكلمي ولا حتى تقعدي ساكتة، كفاية احس بنفسك معايا لحد ما اقدر انام، فاهماني يا بهجة؟


- فاهماك طبعا فاهماك. 

رددت بها في استجابة له، وبداخلها تغمغم:

- دي باينها ليلة طويلة. 



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة