رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 4 - 4 الجمعة 30/8/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الرابع
4
تم النشر يوم الجمعة
30/8/2024
وقفت توزع الحلوى على الجيران والموسيقى تصدح عاليا وبين كل فينة والأخرى تلتفت لتنظر له وهو جالس بجوار عروسه يهمس بأذنها ويبتسم بسعادة غصت بقلبها.
اقتربت من مكان جلوس صديقتها ووالدتها وتفاجئت بمجيئ رشوان معهما فأنزلت الصندوق لمستوى جلوسهم:
-اتفضلوا الملبس.
مدوا راحاتهم ليتناولوا الحلوى ووقف رشوان فورا قبالتها متغزلا:
-من يد منعدمهاش.
كم تخجل ليس من غزله بها ولكن من وقاحته وتعامله بتلك الأريحية أمام زوجته وابنته فأطرقت رأسها وهو يضيف:
-بقيت بعد الدقايق والساعات عشان بكره ييجي بسرعه، أنتي قولتي ﻷمك ولا لسه؟
سألها متحيرا بسبب مقابلة والدتها العادية له وهو يعلم تماما إن علمت بالأمر فلن يكن هذا هو رد فعلها:
-لسه، لما تتفض ليلة حسن هقولها في الروقان كده.
هز رأسه وقبل أن يضيف شيئا آخر وجد يد حبيبه تسحبها صائحة بمرح:
-تعالي يا ملك ارقصي الرقصه دي ووريهم الحرفنه.
صعدت السلم الخشبي المقام عليه المسرح وسحبت شالها الذي تغطي به كتفها لتحيط خصرها به وخلعت حذائها ذو الكعب العالي، وبالرغم من فستانها المحتشم ذو الأكمام ولكنه عانق جسدها بانسيابية أضافت جمالا على جمال جسدها وزادت من تفاصيل منحنياته فخطف رقصها القلوب والعقول حتى ذلك الرجل الخمسيني لم يستطع إخفاء انبهاره بها فترك مقعده وصعد المسرح يلق النقود عليها كعادة الأحياء الشعبية وتراقص معها مما جعل أهل المنطقة يتعجبون من فعلته.
نزل بعد انتهاء وصلة الرقص متوجها لحسن بمكانه ومد يده بجيب جلبابه وأخرج ظرفا كبير الحجم ناوله له مبتسما:
-ألف مبروك يا حسن وعقبال الليلة الكبيرة.
أخذه منه ووضعه بجيب بدلته:
-تعيش يا معلم ونردهالك في فرح ورد إن شاء الله.
انحنت سهر بعد أن غادر وسألته:
-الظرف متخوم يا حسن متعرفش نقطك بكام؟
رمقها بنظرة متضايقة:
-هطلع وأعد يعني قدام الناس؟ يطلعوا أد ما يكون انتي شاغله بالك بالنقطة ليه اوي كده؟
ارتبكت وخجلت:
-ابدا مش ده واجب هنرده انا وأنت في يوم من الأيام.
ضحك مستسلما:
-لما يبقى يجيي وقت الرد يحلها الحلال.
اقترب أخيه وهمس بأذنه:
-المأذون جه بره أدخله ولا افركشلك الليلة دي؟
رمقه متعجبا فعاد حسين لهمسه:
-أنت كده فرطت في ملك خلاص يا حسن فمترجعش تقفلي بعد كده لو قربت انا منها.
صر على أسنانه هادرا:
-هو ده وقت الكلام ده! روح خلي المأذون يدخل.
جلس الشيخ وبجواره كل من حسن وانور وصافحا بعضهما البعض وبدءا مراسم عقد القران والشيخ يقول وأنور يردد وراءه:
-زوجتك ابنتي وموكلتي.
وهنا بالضبط اختفت ملك عن الأنظار لضعفها الشديد وعدم رغبتها برؤيته يتزوج من غيرها وقد شعرت ورد بغيابها على الفور بعد أن بحثت عنها فتوجهت الأخرى لمنزل الأولى ولم تحتج لطرق الباب فكان مفتوحا على مصراعيه وملك مرتمية أرضا تبكي وتصرخ بقهر.
ربتت ورد على كتفها تهدئها:
-معلش يا ملك.
احتضنتها بقوة واستمعت لصوتها الباكي:
-يا ريته ما اتكلم معايا يا ورد، كنت هفضل مصدقه انه محسش بيا وخلاص واصبر نفسي بالكلام ده بس لما عرفت انه حاسس وهو كمان جواه حاجه الامل خلاني فكرت انه هيفركش الجوازه دي ويخطفني من هنا.
مسحت ورد على ظهرها:
-كله مع الوقت بيتنسى يا حبيبتي.
تنهنهت تضيف بكلمات متقطعة:
-حاسه إن روحي بتتسحب مني.
لم تكمل كلمتها بسبب صوت الزغاريد العالية وصوت الشيخ بمكبر الصوت:
-بارك الله لكما وبارك عليكما.
صرخت صرخة أخيرة متألمة:
-آااااه.
ظلت ورد بجوارها حتى هدأت ونظرت لعينيها المتورمتين:
-اومي اغسلي وشك عشان الناس هتاخد بالها من منظرك ده.
أومأت ودلفت المرحاض لتغسل وجهها وخرجت بعد فترة فوجدت أخيها بالمنزل يتسائل باهتمام وورد تحاول التغطية عليها كذبا:
-مفيش يا يوسف بطنها وجعاها شوية.
رفع حاجبه ونظر لها بتفحص:
-مش محتاجه تكدبي عليا يا ورد انا عارف كل حاجه بس المفروض نعقل وبس.
هزت رأسها توافقه فهتف وهو يسحبهما ليجلسا أمامه:
-كويس انكم مع بعض عشان أعرف اكلمكم براحتي.
انتظراه ليكمل:
-طبعا بكره لسه هنعاني مع امك في الحكاية إياها عشان كده أنا من رأيي نقول لها انهارده ونخلصو من الحوار ده.
هزت ملك كتفيها بعدم اكتراث فتابع:
-قراية فاتحتك على المعلم ده مسكن لحد ما اظبط امورنا ونهربو من هنا.
التفت لورد يخبرها:
-أنتي معايا مش كده؟
تعلقت بذراعه:
-معاك مكان ما تكون يا حبيبي.
سحب شهيقا عميقا وطرده بتمهل:
-يبقى على بركة الله.
سألته ملك بعد أن انتهى من حديثه:
-وناوي تروح فين يا يوسف؟
رد فورا:
-أرض الله واسعه و...
قاطعته رافضة:
-مش هينفع، هيعرف يجيبنا خصوصا إنك هتبقى واخد منه بنته يعني مجرسه وفاضحه في الحارة، وهروبي منه بعد الناس ما تعرف اني هتجوزه برده فضيحه له فتفكر رشوان الدخاخني هيسكت على كده ومش هيقلب البلد كلها علينا والحكاية بقت سهله وهو مناسب لوا يقدر يجيبنا لو روحنا فين.
صاح بها بعصبية:
-عندك حل تاني؟
نفت:
-للأسف معنديش، عادي بقى مش فارقه
وقف يرمقها بنظرات محذرة:
-إياكي يا ملك تستلمي كده عشان حسن اتجوز، انتي تستاهلي راجل يحفى وراكي ويتعب عشانك زي ما أنا بموت نفسي عشان ورد فبلاش تحسي نفسك قليله كده انتي كبيرة اوي يا ملك.
ابتسمت ووقفت تنظر من نافذتها:
-هنزل بدل ما يحسوا بغيابنا كلنا وانت اقف شوية بعد ورد ما تنزل وابقى اقفل الشقة وراك.
تركتهما بمفرديهما فابتسم يوسف على الفور واحتضنها بقوة ودفنت هي نفسها بحضه:
-وحشتيني أوي أوي
ردت وهي لا تزال تتعلق بعنقه:
-وأنت كمان يا حبيبي، الحمد لله انك بخير انا كنت هموت عليك لما بابا كدب عليا وقال انه قتلك.
ابعدها عن حضنه يؤكد لها:
-أنا موجود اهو ومفيش قوة على الأرض هتفرقنا تاني، بس زي ما فهمتك هظبط اموري ونهربو على طول.
وافقته تنظر لعينيه فتلاقت خاصته بخاصتها وغزلت أجمل الكلمات فانحنى يقبلها أول قبلة عذرية بينهما وابتعد بعد أن شعر بافتقارهما للخبرة فابتسم لها وأخفت وجهها الخجل عن نظراته ولكنه رفع وجهها وعاد يقبلها بنهم تلك المرة وأمام هجومه الكاسح لم تجد بد سوى مشاطرته تلك القبلة العاصفة والتي اقتنصت عذرية شفتيها ليصبح هو الرجل الأول والأخير لها.
ابتعد بصعوبة عنها لاهثا ونهج وهو يهمس بأذنها:
-بحبك يا ورد.
ردت بنفس الشبق والهيام:
-وأنا بموت فيك يا يوسف.
❈-❈-❈
قاد سيارته المستأجرة وهو يمسك راحتها واخيها يجلس بالخلف يرمقهما بنظرات حاده فلاحظها حسن بالمرآة فهتف مشاكسا إياه:
-مستريح ورا يا سامح؟
أومأ وزفر بضيق فتكلم الأول مجددا:
-بقولك ايه تيجي احجزلك ساعه في البلاي ستيشن؟
لمعت عين الصبي فوراً وأومأ صارخا:
-ماشي بس وديني المحل اللي في بحري.
وافقه وقاد متجها لوجهته فتعجبت سهر كثير فهي لم يخف عنها ضيقه من أخيها الأصغر الذي دائما ما يدعوه بالسمج، انزله ودلف معه لصالة اللعب وتحدث مع مدير المكان:
-سيبه براحته يلعب اللي هو عايزه ودي من تحت الحساب.
أخذ النقود مبتسما وأشار للصبي متسائلا:
-تحب تبدأ بايه؟
أجابه فورا:
-سباق عربيات.
تركه حسن وخرج فوجدها تقف بجوار السيارة تسأله:
-هنسيبو هنا واحنا رايحين قرية عبد الوهاب؟
نفى فورا:
-ﻷ متقلقيش احنا هنكونو هنا قريب منه.
تعجبت وسألته:
-هتأكلني عند حسني ولا بأش يعني؟
ضحك وقاد دون أن يجيبها فتضايقت منه ولكنها علمت وجهتهما عندما دلف ذلك الشارع:
-احنا جايين هنا ليه؟
نظر لها بعد أن صف سيارته أسفل البناية المتواجد بها شقة الزوجية:
-مش عايزه تتفرجي على الشقه وصلت لفين؟
نفت وكتفت ساعديها أمامها:
-ﻷ، يلا وبلاش قلة أدب لما احب اتفرج عليها هبقى آجي أنا وأمي.
غمز لها:
-دواليب المطبخ اتركبت والمهندس فوق عشان هيعمل التعديل بتاع المكيروويف فلو مش عايزه براحتك.
انتفضت ورمقته بنظرة متشككة:
-احلف ان المهندس فوق.
ضحك عاليا:
-والله المهندس فوق كلمني واحنا بنكتبو الكتاب.
هدأت وترجلت صاعدة معه لشقة الزوجية ووقفت تنظر للمطبخ بعد تركيبه هاتفة:
-الله ده احلى من التصميم كمان.
رد المهندس معتذرا:
-أنا آسف اني جبتكم انهارده مكنتش أعرف انه كتب كتابكم بس لما الأستاذ حسن قالي على التعديل للمكيروييف قولت الحق انجزه قبل ما نركب الرخام بتاع الدواليب.
أخذ مقاساته وغادر فأغلق حسن الباب من خلفه ودلف يسألها متصنعا العفوية:
-ايه رأيك في التعديل؟ حلو ولا كان يتعمل احسن من كده؟
نفت على الفور وهي تلتقط العديد من الصور لمنزلها:
-ﻷ تحفه كده، والشقة بقت جميلة بعد ما اتنظفت، آخر مره جيت كانت الأرض كلها مبهدلة بس كده الرخام بان وبقت تحفه.
وقف قبالتها غامزا لها:
-كل ده عشان خاطر عيون الجميل.
ابتسمت بحب فدفعها ناحية الحائط فصرخت على الفور:
-حسن، ﻷ يا حسن.
همس بعد أن حاصرها بينه وبين الحائط:
-هو ايه اللي ﻷ ده؟ ده انتي مراتي.
حركت كتفها بدلال:
-بلاش، ابويا...
قاطعها مقبلا عنقها بنهم:
-ابوكي عارف انك حلالي عشان كده خايف مني، بس أنا عند وعدي.
سألته بعد أن ارتكزت نظراتها بحدقتيه:
-أومال احنا هنا بنعملو ايه؟
رد فورا بعد أن أحاط خصرها بذراع وبالذراع الآخر أبعد خصلاتها عن عنقها ليلتهمه بنهم:
-بنعملو حب، حب وبس.
قبلها قبلات عميقة حتى ذابت بين يديه فمد راحته أسفل قميصها الحريري متلمسا ظهرها فتشنجت بفعل الإثارة التي شعرت بها وحاولت الابتعاد عنه ولكنه تمسك بها بقوة:
-بلاش كده يا حسن.
همس بأذنها بنبرة شبقة:
-انا محتاجك أوي يا سهر وصدقيني مفيش دُخله قبل الفرح الكبير بس بجد محتاجك.
استسلمت له بعد نبرته البائسة وأيضا بفعل يده التي لم ترحمها فاندمج جسديهما معا بممارسة سطحية أرضت كلا الطرفين وتشبعا منها كتشبع الزوجين.
نهج وابتعد يرتدي ملابسه ووقفت هي تستند على الحائط كما هي بعد أن شعرت بوهن قدميها التي لم تعد تحملانها فشعر هو بها واقترب منها يساعدها بارتداء ملابسها ورفع وجهها الذي أطرقته أرضا فوجد خديها بحمرة الورد البلدي فابتسم مزهوا بتأثيره عليها وقبلها قبلة أخيرة، قبلة امتنان وحب وهمس متغزلا:
-أنا اتبسط اوي اوي يا أجمل واحلى وأرق سهوره في الدنيا كلها.
ظلت مطرقة رأسها وتكلمت بصوت متقطع:
-أحنا اللي عملناه ده مش دُخله يعني؟
ضحك لبرائتها:
-ﻷ طبعا، الدخُله حاجه تانية خالص.
عضت جانب شفتها ففرقها بعد أن لعق شفتيه واقترب ليقبلها من جديد ولكن قطعه رنين هاتفه فزفر بضيق وهو يخرجه من جيب سترته ليجدها والدته فضحك ساخرا:
-ضرتك بتتصل.
ضحكت هي الأخرى فلم يخف عنها كره حماتها لها، أجاب هو فورا:
-ايوه يا امه.
صرخت على الفور صرخات عالية تستجده:
-الحقنا يا حسن، الحق المصيبة.
لمعت عينيه وتحرك بسرع ساحبا سهر خلفه وهو يصيح بالهاتف:
-في ايه يا امه؟
ردت فورا بنفس النبرة الصارخة:
-بقولك الحقنا، تعالى بسرعه قبل ما الكارثه تكبر عن كده.
أغلقت الهاتف والصياح والصراخ بجوارها جعله يتخوف فتوجهه ونزل درجات السلم مهرولا وهي خلفه تتسائل:
-في ايه بس طمني؟
رد جاهلاً بما يحدث مع عائلته:
-مش عارف، يمكن جوز حبيبة، يلا بسرعه بس لسه هروح اجيب اخوكي من بحري.
قاد بسرعة جنونية وهو يهاتف الجميع بما فيهم والدته التي أغلقت هاتفها بوجهه ولم ترد على اتصالاته فتسرب القلق أكثر لقبله وهو يتخيل أسوأ السيناريوهات التي قد تحدث وتجعل عائلته بتلك الحالة.
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية