-->

قصة قصيرة جديدة حلو بنكهة الحار لمروة حمدي - الخميس 1/8/2024

 

قراءة قصة حلو بنكهة الحار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قصة قصيرة حلو بنكهة الحار

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة مروة حمدي

تم النشر يوم الخميس

1/8/2024


  "كقطعة سكر ذاب قلبى بهواك، مغمض العنين متلذًذ منتشيا بسحر الكلمات و روعه الضحكات وبين كل همسة وأخرى أغرق ببحور عشقك ولا أمد يدي للخلاص، لينقبض القلب وتجفل الروح وقد تبدل الحلو لحار وكما رقص طربا من حلاوة المذاق رقص فزعا من صهج تلك النيران."

❈-❈-❈

بخطى مهرولة دلفت لغرفتها ومنها إلى النافذة، بقلب نازف تتطالعه وهو يخطوا لسيارته بهزل؛ كأن عمرً اخر أضاف على عمره.

سمحت لدموعها الحبيسة بالهطول بصمت، لتتحفز خلايا جسدها عندما توقف أمام سيارته ملتفا للخلف ناظرا لأعلى لتتلاقى النظرات وعلى الرغم من المسافة بينهما إلا انها اوصلت رسالة كلا منهما للأخر واضحه، أحدهما معاتبة تحمل من الحزن والكسرة ما يكفى لوصف حال قلب صاحبها المحطم.

والأخرى لائمة تخفى بين طياتها عشقا أؤده الخذلان.

لتقطع اتصالهم البصرى بإسدالها الستار توليه ظهرها واضعه يدها على فاهها كاتمة لشهقاتها وقد أنفلت بعضها، لتجلس على الفراش بإنهاك متمته: 

"انت السبب، انت السبب"

لتغيم عيناها بذكرى ذاك اليوم ، يوم تحطم قلبها وتهاوت أحلامها.

بقلب متلهف للقاء تقف أمام المرأة تضع اللمسات الأخيرة.

صدح رنين هاتفها بتلك النغمه المميزة كصاحبها وبسرعه البرق انتقلت من أمام المرآة إلى الطرف الآخر للفراش تمسك به، تجيب على الاتصال.

بهيام: الو ايوه يا مؤمن.

من الطرف الاخر:_ها يا ملك خلصتى

_اه خلاص، انت تحت؟

_لا، للأسف يا حبيبتى انا متصل علشان اقولك انى هتاخر ساعه كمان.

بانقباضه قلب: ليه، انت كويس فى حاجه؟

_لا انا كويس، بس..

_بس ايه؟

اصل كنت فى مشوار فى منطقة .... وتأخرت فمسافه من هناك لعندك يعنى ساعه او اقل شوية لو سرعت.

بخوف: لا متسرعش. 

_اعمل ايه مش عايز اتاخر عليكى .

لمعت فكرة بعقلها وبابتسامه: بقولك ايه هو احنا مش رايحين مطعم ......

_اه هو.

_خلاص اسبقنى انت على هناك وانا هجيلك.

_ايه ال بتقوليه ده مينفعش طبعا انا جاى.

_يا مؤمن المسافة بينك وبينه ربع ساعه وبينى انا وبينه نص ساعه فنكسب وقت نقضيه سوا بدل ما نتاخر، فانهى احسن.

_بس...

_من غير بس انا هركب تاكس وهاجى.

_لا تاكس لا انا هطلبلك أوبر وهتابع معاكى علشان اكون مطمئن عليكى، سلام.

أغلقت معه تقرب الهاتف إلى يسارها: بيخاف عليا! هيييح.

تحركت بدلال نحو المرآة من جديد تتفقد هيئتها بابتسامه رائعه واعين لامعه ولسان يدندن:

"الحب يبان فى عيونى وايديا تقول خبونى من شوقها للمس ايديه"

_ما كدبتيش يختى ماهو باين فعلا.

هكذا نطقت والدتها بعدم رضا عن حال ابنتها وهى تدلف للغرفة تستمع لغنائها.

_بحبه يا ماما.

_يا بنتى وانا قولتلك اكرهيه، بس مش كده الدلقة السودا ال انتى مدلوقاها دى، مش هو ابن اختى وحبيبى بس اهو بقولك اعملى لنفسك شخصية قدامه بدل ما يلعب بيكى الكورة بعدين.

_حاضر هشَخّص.

_امم، بتاخدينى على قد عقلى، وعلى رأى ال قال يا داخل، صحيح هو اتاخر ليه مش كان قال ٧

_لا ما هو مش هيجى...قالتها وهى تحضر حقيبتها الصغيرة ترتديها، لتقف قبالة والدتها مبررة: انا ال هروحله.

_وانتى رضيتي؟! .

_انا ال قولت، اصل  خفت عليه من السكه.

_يا سلااااام.

رن هاتفها لتجيب بسرعه تحت ناظرى والدتها المستنكرة.

"اوك نازلة اهو"

والدتها بسخرية: ايه بيشوفك نزلتى؟

_لا، قرة عينى بيقولى ان الاوبر ال طلبهولى واقف تحت.

تنهدت بهيام: ربنا يخليه ليا.

افاقت على حالها : العربية تحت انا نازلة.

وقبل ان تخرج من الباب التفت لوالدتها: 

_اوعى تنسى كيكه الشيكولاته.

_ لسه مدخلاها الفرن.

ألقت لها قبله بالهواء مودعه اياها: باى.

_ربنا يهنيكى يا بنتى.

وعادت للمطهى من جديد.

بعد وقت توقفت السيارة أمام المطعم لتتسع ابتسامتها وهى تراه يقف بانتظارها وبصوت عالى انتفض على أثره السائق.

" هحبه اكتر من  كده ايه بس؟!"

_فى حاجه يا فندم.

بحرج: ها، لا مفيش..

وقف أمام السيارة يفتح الباب يساعدها على الهبوط وبابتسامته التى لم تفشل ولو لمرة واحده بسلب قلبها.

_حمدلله على السلامه. 

وبداخل المطعم تجلس على الطاولة، تستند بوجنتها ع على قبضة يدها المرفوعه عن الطاولة تتابعه بهيام، كل شئ به يجذبها كما تنجذب الفراشة للنار.

اعتدلت بحرج عندما التف بجزعه العلوى ينظر لها لتتلاقى الأعين، يهديها ابتسامه صغيرة حنونه احمرت وجنتيها خجلا على أثرها ومما زاد من اشتعالها هو ملاحظه رفيقه الواقف إلى جواره لهما؛ ليضربه بخفه على كتفه ممازحا.


حاولت التظاهر بالانشغال عنهما تتطالع المكان من حولها فلقد أحبت المكان كثيرا؛ مطعم ذو تصميم راق وأنغام هادئة واضاءه مريحه للعين وهو.


ضربت على جبهتها بخفه وضحكه صغيرة خرجت عنوة؛ كل أفكارها تعود له من جديد.

صوت تنبيه رسالة وصل إلى الهاتف الموضوع على الطاولة؛ أخرجها من شرودها لكن ما حاز على انتباهها هو ذلك الأشعار المنبثق على شاشته الرئيسيه.

بفضول أنثى رفعت رأسها قليلا مدت جسدها للأمام تتطالعه، اعتدلت سريعا بارتباك عندما عاد مجددا للجلوس وتلك الابتسامة لا تزال تزين ثغره.

_اتاخرت عليكى يا حبيبتي.

ابتلعت ريقها بصعوبه وبنبرة صوت خرجت مهزوزة: ها، لا ابدا.

قاطعهما قدوم النادل بالطعام، اخذ ينظر للاطباق المصطفة أمامه برضا معلقا بمزاح ابتسمت عليه بخفة.

_بصى بقا انا راجل بعشق الاكل، فعايز كل يوم بعد الجواز أسألك اسمه ايه الصنف ده يا حياتى؟

ضحكت ضحكه خفيفة صغيرة لتعود إلى شرودها به وهو يتحدث لم تتناول سوى لقيمات صغيرة.

قطع تلك الجلسة شهقة صغيرة مرتبكه خرجت منها، تعبث بعدها بمحتويات حقيبتها تخرج هاتفها ناظرة له بسخط؛ ليسألها الاخر بفضول.

_فى حاجه يا ملك؟

_تليفونى مقفول وزمان ماما قلقانة عليا اوى.

عقد حاجبيه مجيبا: خالتى عارفة اننا سوى فمتقلقيش.

_ده على اساس انك مش عارفها يعنى! 

_خلاص خدى التليفون بتاعى كلميها وقوليلها ان فونك فصل وانا كده كده هوصلك لحد باب البيت فمتقلقش.

ختم حديثه بعدما فتح هاتفه وأجرى اتصال بوالدتها ثم أعطاه لها، نظرت له بإمتنان وعندما وصل صوت والدتها من الجهة الأخرى أجابت سريعا.

_الو، ماما، لا مش مؤمن انا ملك الووو سمعانى؟!!

أشارت بيدها لخروجها معلقه " ما فيش شبكه"

ليهز رأسه بتفهم.

عادت بعد  دقائق  اعطته هاتفه تشكره ثم أكملت جلستها معه.

بعد وقت ليس بكثير نظرت إلى ساعة يدها.

_كفاية كده يا مؤمن يالا بينا.

نظر لها بإندهاش : لسه بدرى؟

ملك بتبرير: ماما وصتنى ما اتاخرش، تتعوض مرة تانية.

مؤمن بابتسامه: زى ما تحبى، يالا بينا.


وصلا أمام البنايه لتترجل من سيارته سريعا بينما هو يستعد للهبوط خلفها والصعود معها، يوقفه حديثها واشارة من يديها.

_مرسى اوى يا مؤمن، تقدر تروح انت دلوقت علشان تستريح؛ انا عارفة؛ عندك شغل كتير بكرة.

حمحم بحرج عائدا إلى موضعه ، يهم بالحديث اتسعت اعينه وهو ينظر إلى طيفها وقد اولته ظهرها ورحلت دون توديعه حتى! 

وبدون وعى: غريبة!!!

حاول لملمه شتات تفكيره فى تصرفها الغير معتاد منها بالمرة: هتكلمنى تطمئن ووقتها هفهم.

ليحرك سيارته راحلا وعلامات الدهشة جلية على وجهه.


بالأعلى، دلفت إلى منزلها بهدوء، يوقفها صوت والدتها.

_انتى جيتى يا ملك؟

_ايوة يا ماما.

نظرت إلى الساعه المعلقة على الحائط بإستغراب.

_بدرى يعنى؟

بلامبالاة مصطنعة:_لا، ابدا.

رحلت من امامها لتوقفها مرة أخرى.

_ اومال مؤمن فين؟

تسمرت بمكانها لبرهه تبتلع ريقها وبصوت ظهر به الألم جليا لم تنتبه لها والدتها وسط حيرتها من تبدل حال ابنتها.

_مشى.

_يعنى مش هيقعد شوية معانا ده انا عملتله كيك الشكولاته ال بيحبها.

ملك بنفاذ صبر تخطو باتجاهه غرفتها : لا.

الام: وانتى سبتيه يمشى كده عادى؟!

_اه.

والدتها: مش معقول! ممسكتيش فيه يعنى زى عوايدك ولا كمل السهرة معانا زى كل مرة!

أغمضت عينيها تلعن حالها لما ألت إليه بنظرهم والدتها وهو وبالتأكيد الجميع.

رفعت يدها عن المقبض التفت بجزعها لوالدتها: نظرت لها وهناك ألم بعيناها حاولت مدارته عنها مجيبه اياها باصرار:

_لا معقول يا ماما ، عن أذنك داخلة ارتاح .

ضربت والدتها كف بالاخر ناظرة لأثرها بدهشة: سبحان مغير الأحوال.


أغلقت الباب عقب دلوفها ، استندت بجسدها عليه مغلقه لعيناها سامحه لعبراتها بالهطول لتخرج منها شهقات صغيرة متتابعه فبخطوات ثقيله تقدمت نحو الفراش لتلقى بجسدها عليه، احتضنت وسادتها دافنة وجهها بها تسمح لتلك الصرخات الحبيسة بالخروج.

"ااااااااااه"

خرجت من أعماقها، وكأنه  طعنها بمنتصف قلبها بضراوة، لم يشفع لها عشقها الصادق له، لم يرأف بحالها وهى المتيمه المهتمه المراعية لأدق التفاصيل! جرحها، خانها دون ذرة تردد او ندم.


بكت وبكت حتى جف الدمع بعينيها واستكان جسدها لتعتدل على الفراش تسند بظهرها للخلف، أغمضت عينيها لثوانى بعدما انتظمت انفاسها، هدأت قليلا، قامت بإخراج هاتفها من الحقيبة، غصة مريرة بحلقها ابتلعتها بصعوبه ناظرة له بشرود تسترجع ما حدث منذ سويعات.

_ياه على الكسفة ال انت فيها يا حازم!

هكذا همست لنفسها عندما التف لها مؤمن ورفيقه يمسكان بها تتطلع عليه بتلك الطريقة لتنظر حولها متابعه بهمس.

_هيقول عليا واقعه واقعه، هييح احلى وقعه فى الدنيا.

صوت تنبيه الرسالة القادمه لهاتفه الموضوع على الطاولة جعلها تلتف باتجاهه لم تهتم بالبداية ولكن تلك الصورة المرافقة للأشعار هى ما جعلتها تعقد حاجبيها.

" رنا دى؟!"

أنها تعرف صاحبتها! ليصبح السؤال التالى، لما رقمه مسجل لديها! والسؤال الاهم"

" ولكن لما تراسله؟!

سؤال اخذ يدور بعقلها جعلها بواد اخر بعيدا عنه ترغب بمعرفة لما تراسله تلك ؟ عمل ؟!

لا، هى معها بقسم الحسابات وهو بالشئون الإدارية.

اذا، ماذا تفعل لتهدأ تلك النيران المشتعلة بقلبها؟ هل تساله عنها؟ لو كان هناك خطب ما؛ لكان أخبرها من البداية! ولربما توهمت وقتها سيغضب عليها او يقلب الأمر ويتهمها بالتتلصص عليه.


والأهم : هل هى حقا رنا؟ فالصورة صغيرة للغاية والاشعار لم يدم لثوان، فلربما لعدم تقبلها لتلك الفتاة توهمت؟! واذا لم تكن هى، فمن؟ هل تترك الأمر وكأنه لم يكن.

"لا"

هكذا أجاب عقلها نيابه عنه وعن قلبها الملتاع مبررا.

"لن يهدئ لى بال ولن يهنئ لى نوم حتى أجد أجوبه لتلك الاسئلة"

ليصبح السؤال : كيف أتاكد؟ 

حادت بعينها إلى غايتها هاتفه المغلق برمز سرى.

وباصبعها تطرق على الطاولة: كيف أتاكد؟ كيف أتاكد؟  كيف...

لم تنتبه له ولا لحديثه، فقط هاتفه " غايتها" هو كل ما يشغلها.

_ملك، ملك يا بنتى.

انتبهت له: ها، فى حاجه يا مؤمن!

_لا، انتى مش معايا خالص!

وبصدق أكمل محتضنا يدها الموضوعة على الطاولة: لولا انى عارف انى الوحيد ال شاغل بالك لكنت قولت ايه شاغلك؟

سحبتها سريعا وبابتسامه مغتصبة: لا أبدا معاك.

بتذكر: اه قبل ما انسى هننزل امتى انا وانتى وخالتى نختار العفش علشان اظبط امورى!

نظرت له بتمعن  و فكرة ما خطرت على بالها ، لم تكن لتتصور أنها قد تفعل ذلك يوما ولكن تلك الكلمة المرافقة لصورة الفتاة.

"وحشتنى"

وقد قرأءتها بوضوح ذرعت بذور الشك بقلبها جعلتها كمن يجلس على موقد تتآكل من الداخل....


أخذت هاتفه بذريعة مهاتفة والدتها بعدما قام بفتحه والاتصال بها، لتخرج خارج المطعم وهى تمسك به تضغط على شاشته باصبعها حتى لا تغلق الشاشة أثناء المكالمة

ملك لوالدتها: الو، ايوه يا ماما.

_....

_لا، يا حبييبتى مفيش حاجه بس بنجرب انا ومؤمن حاجه فى التليفون فخليكى فاتحه وماتقفليش.

قامت بفتح تطبيق الرسائل الموجود على هاتفه، حسرة استحكمت بها عندما تأكدت من هوية صاحبه الرسالة وفحواها، نحَت الحزن جانبا لتعمل سريعا على فتح تطبيق رسائله على هاتفها بعدما أخذته معها فعلى ما يبدو أن ذاك المؤمن يخفى عنها الكثير من كم تلك المحادثات الظاهرة أمامها.

ريثما انتهت أغلقت مع والدتها وحاولت إخفاء صدمتها وعادت للداخل تعطيه اياه.


خرجت من افكارها تنظر لهاتفها  تغشى ان تجد ما يجرح قلبها اكثر واكثر .

صوت تنبيه بقدوم رسالة للهاتف ولم تكن لها بل له، بدون تفكير ولجت سريعا للتطبيق، لترفع احد حاجبيها أثناء قراءتها لرسالة أحمد صديقه من كان يقف إلى جواره بالمطعم يحدثه جانبا وزميلهم بالعمل.

_ها يا دنجوان عصرك روحت، يا بختك تتغدا بواحده وتتعشى بالتانية، مواعد الاتنين فى نفس المكان! يا قوة قلبك.

_ابدا قعدت شويه مع رنا كلنا شربنا ضحكنا وشبكنا ايدينا وسبلنا وقولنا الكلمتين ومشيت على اساس انك جاى ومينفعش تشوفها جنبى ، اخدت نص ساعه ريست وفوقت واستعديت لملك ، بصراحه بتعب قوى قى السواقة لما اتفق مع كل واحده على مكان كده اريح.

"حقيير" هكذا علقت على رده بينما كان لصديقة رأي أخر ولم يتكاسل فى إرساله.

_استاذ.

_ما هو النق ده خلى الليلة تخلص بدرى بدرى.

_ليه؟ حصل ايه؟ اوعى تقول حسدتك، ازعل.

_بعينك المدورة دى، اه،  خالتى استعجلتنا يا سيدى.

_تصدق ياد انت هتخلينى افكر أوافق أمى واخطب.

_يعنى خلاص هتودع حياة البال الرايق وتسيب انواع الفاكهه كلها وتمسك فى نوع واحد.

ختم الرسالة برمز تعبيرى غامز.

رد عليه بأخر ضاحك ثم كتب: انا فاكر كلامى كويس مش محتاج تفكرنى، بس بجد بفكر اعمل زيك يعنى اريح أمى واريح دماغى من زنها من جهه ومن جهه تانى كده كده مسيرى اتجوز قوم ايه؟

الثانى بضحك: ايه؟!

_اعمل زى قدوتى اخطب بنت خالتى ال الوالدة كلت دماغى عليها بت حلوة وصغيرة وطالعه قدام عينى وعارفها وضامنها ومن ناحية تانية اروق على نفسى بالفاكهه إلى تطرى على قلبى وكل صنف بالموسم بتاعه.

_ههههههههه لحقت تغيير.

_اه اصل لما شفت خطيبتك وهى بتبصلك انهاردة ولا كأنك محمد صلاح غيرت اصراحه.

_صاحبك مسيطر. 

_بالحق.

_ايه؟!

_هتعمل ايه مع رنا؟ خلى بالك حركاتها معاك بقت مكشوفة فى المكتب والكل خد باله والكلام اتنطور،  بدل ما كلمه توصل لملك.

_انا اصلا بفكر اديها استمارة سته؛ كفاية عليها كده اخدت اكتر من وقتها، دخلتلى فى اتاخرت عليا فى الرد فاتح وما كلمتنيش هتسيب ملك امتى هتيجى تتقدم امتى؟

_طالما رسمه على جواز هتزوحها ازاى؟ باين عليها مش سهلة.

_ال عندها تعمله.

_ممكن تهددك بخطيبتك. 

_لا واخد احتياطي.

_علمنى.

_تلت التلاته كام، كم اسكرينه ابعتهم لأهلها وتحتهم كلمه " ال عنده معزة يلمها" هتكش وتخاف.

_لا استاذ بصحيح ، بس برضه انت الغلطان، تشقط من الشغل ال خطيبتك معاك فيه.

_البت فورتيكه وكانت كل حركاتها عنوانها " انا جاهزة للشقط"  بس عندك حق هاخد بالى المرة الجاية.

وضعت يدها على فمها تنظر لتلك المحادثة بعدم تصديق. وصدمه.

"مرة جاية!" يعنى مش مرة و عدت وغلطه لا ده فى تانى وتالت جاى ده غير ال فات وما اعرفهوش وال مكنش هيفرق معايا لو كان ماضى وراح لكن ده جايبها فى نفس المكان ال هيقابلنى فيه! ده بيكلمنى على فرش بيتنا وواحده تانية بعتاله تقولى وحشتنى! وبيخطط للخيانه من دلوقت زى ما بيخطط لحياتنا سوا!


كانت تتحدث بهيستريا، لم تشعر بدموع عينيها التى سارعت بالهطول تعرف طريقها إلى وجنتيها من جديد.

خرجت من تلك المحادثة بعدما شعرت بالاشمئزاز من هذين الاثنين

التقطت أنفاسها المهدرة ونظرات خاوية.

" غلط بغلط بقا."

قررت التصفح أكثر فلقد اخطأت من البداية بفعلتها اذا لتكملها للنهاية.

ابتسامه مريرة وهى ترى ذاك الكم من الفتيات ولكنها دلفت إلى واحده بعينيها " رنا" 

اتسعت عيناها من  تلك الأحاديث الجريئة بينهما لم تتخيل ان تصل بهم القذارة لهذا الحد! 

أغلقت الهاتف والقته على الفراش وشعور بالغثيان يضرب معدتها بقوة لتسرع إلى دورة المياة تلبيه.

بعدما انتهت نظرت لانعكاسها فى المرأة تلك النظرة المنكسرة معالم الخذلان المرسومه على وجهها وجع الخيانه بقلبها، لقد ذبلت بأقل من يوم.

عادت إلى الفراش بصمت اندست به وشريط ذكرياتهما معا يمر أمامها كانت شديدة الاعجاب به وعندما أخبرها بوجود فرصة للتوظيف تناسبها بمقر عمله؛ حلق قلبها عاليا ظنته يبادلها نفس الشعور ويرغب بالتقرب منها. 


تنهدت وقد تحجر الدمع بعينيها تتذكر يوم خطبتها له، اااخ،  كم كانت سعيدة! نظرت لخاتم الخطبة بيديها بسخط؛ بدأ لها كقيد تحت مسماه تنازلت عن الكثير، جعلته يتحكم بها ماذا ترتدى؟ إلى من تتحدث، من تصادق؟ وبالطبع كانت  تلك الرنا على رأس قائمه الممنوعات.

لعنت نفسها الف مرة وهى تتتنبه كيف كانت تلتصق به ! تبدأ نهارها بمهاتفته وتنهيه بها، دائما هى السباقه وعندما يخرجان سويا لا تمل ولا تشعر بالوقت لا ترغب بتركه وتصر عليه البقاء معها عند ايصالها لبعض الوقت.

سخرت من حالها عندما تذكرت طريقة اندهاشه هو ووالدتها عليها اليوم.

اعتدلت بجلستها وبعينيها تصميم، ستنتقم منه ، لقد جرح قلبها أهان أنوثتها خانها وليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة.

جرح قلبها لن يداويه الإ جرح قلبه، كسرته وشعور الألم ينخر روحه هو فقط القادر على جلب السكينه لها بينما تلك الرنا من استحلت خطيب أخرى ، أخرى تعرفها جيدا،  ضاربة عرض الحائط كل الاعتبارات، فهو لها خير عقاب ، لا تستحق حتى إن ترسل لها احاديثه مع رفقائه عنها، نظراتهم لها  وخوضهم بعرضها والطريقة التى سيلفظها به من حياته كخرقة باليه، تلك الاهانه هى من جلبتها لنفسها  لتتحمل جزائها  دون تدخل منها.


 اخرجت الخاتم من إصبعها والقته على المنضدة جوارها، ثم امسكت بهاتفها وقد تحولت نظراتها للمكر وهى تغلقه تضعه جوارها .

_احلى ما فى الحب حلاوته ال بتدوبك فيه وبتغرق فى بحوره وانت مش حاسس ولما الطرف التانى بيبادلك نفس الشعور حلاوة الدنيا بتزيد فى عينيك ووقتها روحك بتبقى متعلقة بكلمه من ال وهبته قلبك يا تزيد فى الحلاوة يا تتلسوع بالنار وهو ده عقابك يا مؤمن.

ذهبت فى ثبات عميق بعدما قررت كيف ستنتقم منه بطريقه حلوة وحارة


باليوم التالى ذهبت إلى عملها بعدما ارتدت ذاك الفستان المحبب لقلبها بلونه الوردى وتلك الازهار المنقوشة عليه، تعلم أنه سيشتشيط غضبا عند رؤيته له عليها وعلى الرغم من احتشامه الا انه اعترض عليه بالحقيقة هو يعترض على كل ما يبرز جمالها تحت شعار الغيرة وكان يسعدها عندما تستمع لذلك منه .

"غبية" هكذا وصفت نفسها وهى تدلف إلى مكتبها تحاوطها نظرات الاعجاب ما لبث بالجلوس على مكتبها حتى صدح صوت الهاتف لتجد اسمه ينير الشاشة وهى تعلم سبب الاتصال سلفا لتجيب بصوت ناعم : الو، صباح الخير. 

_صباح النور، فينك من امبارح.

_موجوده.

_ازاى بقا؟ لا اتصلتى تطمئنى عليا انى وصلت ولا تقوليلى تصبح على خير!

_اوبس، نسيت.

_ايه؟

_سورى، الفون فاصل وحطيته على الشاحن ونمت.

_ولا تقولى حتى صباح الخير انهاردة.

بدلال: صباح الخير انهاردة.

_اممم، طب انتى فين؟ قربتى توصلى ؟ اتاخرتى يعنى؟!

_انا فى المكتب يا مؤمن.

_ايه؟اومال معدتيش عليا الاول يعنى،

_اصلى جاية  متاخرة.

صوت من الخلف: ايه الحلاوة دى يا مووو.

ملك بضحكه رقيقه: بس يا بكاشة.

عادت للمكالمة من جديد: سورى يا مؤمن هقفل مشغولة، باى.

تركت الاتصال مفتوح تتعمد الضحك الدلال والمزاح مع زميلتها حتى يصل له.

لم تمر دقائق لتجده يقف امامها بنظراته الحادة يمررها على هيئتها وقد لاح بها الاعجاب جليا ليتقدم منها: ايه حكايتك بالظبط؟ تقفلى معايا ومقضياها ضحك ومسخره وايه ال انتى لابساه ده انا مش منعتك منه؟!


ملك بتمثيل الحزن وبدلال مفرط تنظر بطرف عينيها إلى تلك الرنا المتابعه والغيظ يتأكلها: كده برضه يا مؤمن انا بتاعه مسخرة.

بلع ريقه بصعوبه من طريقتها الجديدة عليه بالحديث: ها.

وبعدين يا حبيبى طالما لبسى محتشم ليه مالبسهوش؟ لما ابقى عندك وقتها

تركت جملتها معلقة ليقترب منها بلهفة يسألها

_ايه؟

بمغزى: ابقى اتحكم براحتك.

وعلى ذات الدلال: وانا اقولك شبيك لبيك يا حبيبى.

"حبيبك!"

 رددها ببلاهه فللأول مرة يسمعها منها.

أؤمأت برأسها وعيناها تأسر خاصته.

حسنا كل هذا كثيرا عليه، أين تلك الخجولة خطيبته؟ بدون وعى مد يد ليمسك بيدها لتنبه هى

: مؤمن!

دارت بأعينيها المكان: اللاه بقى، المكتب متكسفنيش. 

هز رأسه متفهما ليعاود سريعا لمكتبه هاربا من تلك المشاعر التى ضربته بقوه.

نظرت بأثره ساخرة تعاود الجلوس مكانها، هامسة:

"حسنا يبدو أن ايقاعك لن يكون بالأمر الصعب يا خطيبى العزيز"

 وبالفعل كل ما اعتاد منه معها اوقفته، كانت تهاتفته هى مرة واحده فى اليوم  بكلمات غامضة مقتضبه تثير فضوله، تتركه يتلهف لحديثها، ليعاود هو الاتصال بها مرة بعد مرة ومن اصل كل ثلاث مرات ، تجيب بواحده.

بأحداها

_كنتى فين برن من بدرى؟

_ماسمعتوش.

مرة اخرى

_انتى فين؟ 

_مع ماما.

وأخرى.

_استنيتك ترنى زى ما اتفقنا.

_انا بجد وحشة، كنت تعبانه ومحستش بنفسى غير وانا نايمه.

_ولما صحيتى ما رنتيش ليه؟ انا مانمتش.

_ههههه، ارن ليه وانت معايا طول الحلم بكلم على التليفون زى كده بالظبط.

_بجد.

_اااااها.

_وكنا بنقول ايه؟

_ماما بتنادى ، سلام مؤقت .

_ملك، ملك استنى.

ولكنها أغلقت بالفعل بعدما استمعت لندائه المتلهف ونشوة الانتصار زينت محياها.


 وفى احد الأيام، لاحظ اختفاء خاتم الخطبة من يديها عندما اوقفها احد الزملاء الجدد يرغب بالارتباط بها وسمعه بالصدفه؛ ليثور عليهما ويسألها عنه، لتعلل بأنها فقدته واقترح ان ياتى لها باخر لتجيبه بما جعله ينظر لها بهيام.

_انت بتحوش علشان الشقة، قبل الفرح ولما تجيب باقى الشبكه؛ هاتو من ضمنها بلاش تزود حمل عليك.

مر اسبوع وهى تسير على خطة انتقامها الحلو بنكهة الحار لتحصد اول نتائجها وهى ترى تلك الرنا تدلف جالسة على مكتبها بأعين حمراء منتفخه وبحالة يرثى لها.

تمتمت لنفسها: اممم، يبقى رماها.


ثلاث أشهر لم تواعده بالخارج بحجه أنها لايصح أن تكون معه بمكان دون وجود أحدا ما وحتى السيارة مكان مغلق لا يجب أن تتواجد به معه على انفراد، فقط زيارته للمنزل وتتعامل به على اساس القرابه فقط.

_ليه؟ ما احنا كنا بنخرج عادى وبوصلك بعد الشغل بالعربية؟

_سمعتها فى الدرس الدينى، الخطبة ليها حدود وحتى بعد كتب الكتاب كمان لما نبقى ببيتنا براحتنا مش عايزين ذنب.

عادت علاقتها إلى طبيعتها مع  أقاربها وقد منعها من ذلك لتعلم الان السبب الحقيقى وراء ذلك " فالخائن خوان"

لقد كانت له القريبة البعيدة، غموضها رقتها جرئتها دلالها جذبه لنيران عشقها.


ليكون اليوم هو الخاتمة، فلقد ملت من تلك اللعبة وترغب بإنهاءها، فبمرور الايام تشعر بقلبها يختنق.

دلفت إلى تطبيق الرسائل الخاص به على هاتفها بعدما عاهدت نفسها تلك الليله أنها لن تلج اليه مرة الا عندما تتأكد من أنها اوقعت به.

ابتسمت بنصر وهى تراه فارغا الا من اصدقائه الرجال، لتدخل على محادثته لرفيقه ذاك، بنشوة قرأت كيف يصف حبه لها كيف يعد الأيام ليجتمع بها تحت سقف واحد كيف اكتفى بها عن الجميع.

خرجت منها وقد اكتفت لتزيل التطبيق من هاتفها ، بعدها اجرت اتصال له ولم يغب عنها اللهفة بصوته وعدم تصديقه وسعادته وهى تعرض عليه القدوم لمنزلهم معلله بما بعثره كليا قبل أن تغلق.

" أصلك وحشتنى"

أتى لها على وجه السرعه والسعادة تتقافز بعينيه ليصدم بجمود خالته فى مقابلته واشاحت نظرها بعيدا عنه ثم قدمت هى حاملة بيدها علبه حمراء صغيرة وصندوق به العديد من الأغراض.

ابتلع ريقه بصعوبه متسائلا والخوف يتجلى بنبرة صوته وقد تعرف على تلك العلبة جيدا : ايه ده؟

ملك ببساطة:_الشبكه وما تقلقش فيها الخاتم.

أشارت على الصندوق متابعه: ودى هداياك.

بحاجب معقود ووجه شاحب وصوت مرتجف:_ليه يا ملك ؟ هو انا زعلتك فى حاجه؟! طب  انا بعتذر بس بس ما تعمليش كده.

ملك_اسفة مش هقدر اكمل.

مؤمن ببهوت: والحب ال بينا؟!

_وهم.

_نعم!!

اقترب يمسكها من كتفها لتوقفه صوت خالته: ابعد ايدك عن بنتى يا بتاع البنات يا بصباص انت، انا بنتى تستاهل واحد يصونها ويقدرها مش علشان مضمونه وهو يلف براحته،  بنتى جات انهاردة وحكتلى وعلشان كده يا ابن اختى فضها سيره وخد حاجتك وامشى.

بدفاع واهى:_ محصلش.

نظرت له بمعنى حقا!

ليتابع بخجل بعدما تأكد من معرفتها بأفعاله السابقه: توبت اقسم انى، توبت انا حبيتك بجد واستكفيت بيكى عن الكل.

_عارفة .

نظر لها بامل اؤدته بمهده وهى تتابع.

_ويمكن ده ال برد نار قلبى وانا شايفه كسره قلبك دى قدام عينى.

بقلب عاشق يناجى:_ فرصة تانية مش طالب اكتر من كده هثبتلك انى اتغيرت هوريكى حبك عمل فيا ايه!

بإصرار:_لو اخر راجل فى الدنيا يا مؤمن برضه لا.

خالته وهى تربط على كتفه وقد لامس قلبها صدق حديثه : مبقاش ينفع يابنى .

نزلت دمعه حارقه من عينيه وهو يطالع جمود وجهها ونظراتها الثابته؛ يبحث عن اى امل له،لا يجد.

 لينطق بألم: انتقامك منى على قد ما كان ناعم وحلو وانا بغرق فيه على قد ما كان قاسى نار بتحرق ياملك.

تركها راحلا لتنظر باثره برضا تام.

والدتها : مش كنتى...

قاطعتها سريعا بابتسامه صغيرة تبلع ريقها: زى ما انتى قولتى مبقاش ينفع. 

عادت من شرودها مغمضة العينين متمته: النار ال حرقتك حرقتنى قبلك يا مؤمن.


تمت بحمد الله

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة