-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 29 - 2 - السبت 3/8/2024

   قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع والعشرون

2

تم النشر السبت

3/8/2024

وقفت تمارا أمام غرفة خالتها وألتفت إلي أسما بتشجيع:

-جاهزة يا أسما ؟

ابتلعت ريقها بضعف وردت:

-جاهزة.

طرقت تمارا باب الغرفة ودلفت أولا نهضت أسيل تركض تجاهها بلهفة:

-خير يا تمارا أيه إلي حصل تحت ؟

حملت وتنحت جانباً لتظهر أسما.

نظرت لها بحيرة وكذلك نهضت تقي هي الآخري تقترب منهم بينما انتبهت لها عليا بلهفة وهي تشعر بقلبها يكاد أن يخرج من بين ضلوعها.

تسألت أسيل بحيرة:

-أسما ؟

تحدثت تمارا بحذر:

-أسيل أسما طلعت أختك .

أتسعت عين أسيل بفرحة وضمتها وكذلك ضمتها أسما سحبتها تمارا من أحضات أسيل وعقبت وهي تشير الي خالتها بمغزي:

-مش هتسلمي علي خالتوا.

تحركت أسما بخطي بطيئة تشعر بنبضات قلبها متسارعة تكاد تقسم أنهم يستمعوا لها.

وقفت أمام عليا بترقب وهي تري نظراتها واتهمها بلهفة وشوق لم تدري بنفسها سوي وهي تلقي نفسها بأحضانها وعليها تضمها بيدها الطليقة ودموعها تنساب علي وجنتيها بغزارة إبنتها عادت لأحضانها من جديد من باتت الليالي تبكي علي فراقها والجميع يخبرها أنها من المؤكد توفت ولكن كان قلبها علي يقين أنها لا زالت علي قيد الحياة وتمنت كثيراً أن تعود إلي أحضانها وها قد عادت إليها من جديد حمدت الله داخل قلبها وهي تحمد الله علي وضعها حتي لو ظلت قعيدة جوال حياتها يكفي أن إبنتها عادت إلي أحضانها.

❈-❈-❈

سحبت تمارا أسيل وتقي إلي الخارج واغلقوا الباب خلفهم كي يفسحوا لهم المجال اتجهت تقي إلي غرفتها بينما هبطت تمارا إلي الأسفل برفقة أسيل بعد أن ناداهم أدهم .

ذهبوا إلي المطبخ وأعدوا الحلوي والعصائر وخرجوا سويا يقدمومها إلي الضيوف وبعدها اتجهت إلى والدي أحمد تسلم عليهم باليد بينما اكتفت بإيماءة خفيفة إلي أحمد وقاسم وجلست هي وتمارا برفقتهم وتمت قراءة الفاتحة.

بعد مرور ساعة مرت علي قاسم علي أحر من الجمر فلم يستطيع كبت لسانه عن الحديث أكثر من هذا وتسأل بقلق:

-هي أسما فين ؟

ردت تمارا بتوضيح:

-فوق مع خالتوا.

تسأل بترقب:

-طيب مش هتنزل ؟

رفعت كتفيها بحيرة وقالت:

-مش عارفة الصراحة تحب أطلع اناديها ؟

أومأ بإيجاب وعقب:

-ياريت حابب اتكلم معاها قبل ما أمشي .

حركت رأسها بإيجاب ونهضت متجهة إلي أعلي.

بينما تحمحم أحمد بإحراج وتحدث مستئذنا:

-ينفع أقعد أنا وأسيل شوية لوحدنا بعد إذنك يا عمي ؟

ابتسم سراج ورد:

-تمام عشر دقايق بس في البلكونة وترجعوا قومي يا أسيل مع خطيبك.

نهضت علي استحياء وتوجهوا إلي الخارج سويا .

ألتفت سراج الي والدي أحمد وتحدث بنبرة حادة:

-أنا وافقت علي أحمد لأني واثق أنه هيصون بنتي وقاسم كمان راجل بس بناتي خط أحمر.

رد نور الدين بهدوء:

-أنا متفهم وضعك جدا وأوعدك أن الي فات مش هيتكرر تاني.

ابتسم سراج ببرود وعقب:

-أنا واثق ومتأكد أنه أكيد مش هيتكرر تاني لأنه لو أتكرر تاني وقتها متلموش غير نفسكم مش بنات سراج المعداوي إلي يتهانوا .

هبطت أسما فنهض زوجها سريعاً متجهاً لها يتفحصها بعناية:

-أخبارك يا قلبي أنتي كويسة أنتي معيطة ليه ؟

ردت بآلم:

-حضن الأم حلو أوي يا قاسم أنا مكنتش عايشة.

قبل جبينها بحب وقال:

-خلاص يا قلبي أهدي مبقاش فيه لزوم للدموع خلاص الحزن اتقفل بابه والفرح اتفتح بابه افرحي يا أسما أفرحي وبس إلي جاي كله فرح وبس.

نظر حوله وتحدث برفق:

-تعالي نتكلم بره شوية يا حبيبتي محتاج اتكلم معاكي قبل ما أمشي.

آخذها واتجهوا إلي الخارج .

❈-❈-❈

في الشرفة يتحدث أحمد بإبتسامة:

-مبارك يا أسيل.

ردت بخجل:

-الله يبارك فيك.

أشار أحمد الي المقعد ممازحا وعقب:

-أقعدي يا بنتي ده زي بيتكم حتي .

جلست بخجل وظلت صامتة وتنظر أرضاً بتوتر شديد.

تحدث أحمد بجدية:

-ها يا ستي عايزة تعرفي أيه بالظبط حاسس إنك عايز دة تقولي حاجة ؟

هتفت بخجل:

-ليه دلوقتي جيت تتقدم يا أحمد؟

تنهد بهدوء ورد:

-أسيل أنا بحبك من زمان يعلم ربنا لما جيتي قولتلي زمان عن حبك بعدت عنك عشان مصلحتك أنتي كنتي لسه مراهقة مش عارفه تحددي مشاعرك لسه وإخترت أضحي بحبي وسعادتي عشان خاطر ساعدتك عارفة لو كنت وافقتك ساعتها وقولتك أني بحبك كنت هخون صاحب عمر وأنتي هتعلقي نفسك بيا وتهملي في دراستك وحياتك وفي الآخر ممكن مكنش يبقي حب أصلاً أبقي ظلمتك ليه وقعدت أستنينك لغاية ما أتخرجتي وبقيتي عروسة وتقدري تحددي مشاعرك يا أسيل مكنتش هستحمل تيجي في يوم تندمي علي جوازك مني يا قلب أحمد كنت هستحمل أشوفك مع غيري ولا إنك تعيشي ندمانة.

تسألت بعدم تصديق:

- للدرجادي كنت مستعد تضحي بحبك ليا عشان خايف أنا مشاعري ليك تكون عابرة ؟

رد أحمد بصدق :

-إلي بيحب حد يا أسيل  بيعمل المستحيل عشان يشوفه سعيد مش مجرد أنه يدوس على قلبه بس لا لو هضحي بعمري كله عشان خاطر عيونك مش هتردد.

ابتسمت بفرح وصاحت بجنون:

-يعني أنت بتحبني فعلا من البداية ؟

رد أحمد بضحك: 

-تخيلي وبطلي يا مجنونة عشان أخوكي عشان صوتنا عالي وأخوكي ميجيش ينفخنا.

وضعت يدها علي فمها بطفولة.

ابتسم هو بحب لفعلتها ثم تحدث بتساؤل:

-حابة تسالي في حاجة تانية ؟

ردت بنفي:

-لا.

تحدث أحمد بهدوء:

-طيب انتي أيه رايك نعيش مع اهلي ولا حابة بيت مستقل ؟

هتفت بصدق:

-مش هتفرق المهم أكون معاك وبس.

وضع يده على قلبه بطريقة درامية وقال:

-أه قلبي الصغير لا يحتمل لا اظبطي كده مش عايز دلع دلوقتي نكتب الكتاب وأدلعي عليا براحتك.

تسألت بعدم فهم:

-أدلع إزاي مش فاهمة ؟

غمز لها بخفة وعقب:

-لما نتجوز هبقي أقولك .

إبتسمت بخجل وقالت:

-مش هندخل بقي ليهم ؟

رد بهدوء:

-يلا بينا.

❈-❈-❈

جلسوا علي المقاعد في الحديقة وتحدث بحذر:

-أسما والدك حابب تباتي هنا أيه رأيك ؟

ردت بحيرة:

-عايز ابات معاهم بس أنت هتسبني لوحدي هنا هما اهلي بس بس أنا خايفة ومتوترة خليك معايا .

تنهد بسأم وعقب:

-مش هقدر أبات يا أسما مش هينفع تحبي تيجي معايا ؟

مطت شفتيها بحيرة وردت:

-بس ماما وعدتها هبات في حضنها.

رفع حاجبه بإستهجان وعقب:

-بجد يعني أنتي هتباتي في حضن أمك أنا هبات هنا هبات فين أكيد في حضن أبوكي وهو مش طايقني أصلا.

ما أن أنهي جملته حتي إنفجرت ضاحكة وهي تردد من بين ضحكاتها:

-تصدق فكرة حلوة .

رمقها شذرا واستطرد قائلا:

-بقي كده ماشي اضحكي اضحكي براحتك أبوكي ناقص يقيم عليا الحد وهو أبوكي من ساعة واحدة.

ابتسمت بحب وقالت:

-مش قادرة أوصف ليك مدي فرحتي يا قاسم مش مصدقة أنا بقي ليا أهل وعزوة خلاص أنا من كام ساعة بس كنت بدعي والدعوة استجابت يا قاسم السلسلة إلي بتاعتي قربت المسافات.

ابتسم بحب وقال:

-الحمد لله يا حبيبتي ربنا يفرح قلبك دايما ها هتعملي ايه تحبي باتي ولا تيجي معايا.

نظرت له بتردد وتسألت:

-أنت هتزعل لو بت ؟

تنهد بضجر وقال:

-أكدب عليكي لو قولت لأ أنا مش بقدر أنام غير في حضنك يا عمري بس هما اهلك إلي اتحرمتي منهم وهما اتحرموا منك وجه الوقت إلي تعوضوا بعض عن الفراق ده وكمان مامتك محتجاكي بس اطمني يا عمري هو هتباتي النهاردة وبس بعد كده مفيش بعاد عن حضني تاني هجيبك وأنا رايح الشغل وأنا راجع هاجي اخدك أيه رأيك بقي يا قلب حبيبك ؟

ابتسمت بحب:

-موافق طبعاً.



يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة