رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 31 - 2 - الثلاثاء 6/8/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الواحد والثلاثون
2
تم النشر الثلاثاء
6/8/2024
فتح الباب ودلفت إمراءة جميلة وبيدها طفل صغير فتوقف لؤي عن الحديث وتحرك تجاهها سريعاً مرددا بترحاب وهو يقبل يدها:
-أهلا أهلا يا حبيبتي نورتيني.
ابتسمت برقة وقالت:
-ده نورك يا حبيبي.
حمل طفله الصغير مقبلاً رأسه بحب نظرت تجاه لوئ وتسألت بحيرة:
-عطلناك يا أسعد تحب تستني بره؟
ألتفت أسعد إلي لؤي بنظرة ذات معني وعقب:
-لأ يا حبيبتي أستاذ لؤي خلص شغله وكان ماشي.
ابتسم لؤي بإستفزاز وقال:
-أيوة كنت ماشي يا أسعد بيه بعد إذنك يا مدام نكمل كلامنا بعدين يا أسعد بيه سلام.
غادر لؤي أسفل نظرات أسعد المشتعلة.
حدقت زوجته في آثر له بعدم فهم وتسألت:
-هو ده شغال هنا في المصنع ؟
نظر لها بتلبك:
-لأ يا حبيبتي ده عميل بنتعامل معاه.
رمقته بعدم تصديق:
-ده عميل ؟ شكله ميديش كده الصراحة وكمان واضح أنه مش مظبوط بلاش شغل معه أفضل يا أسعد.
تنهد بضيق وردد بنفاذ صبر:
-ماشي يا حبيبتي متشغليش بالك أنتي المهم أيه سر الزيادة دي مش فاهم ؟
جلست على المقعد واضعة ساق فوق ساق بثقة وقالت:
-جيت أشوفك يا حبيبي لتكون بتلعب بديلك كده ولا كده أصل علي رأي المثل ديل الكلب عمره ما يتعدل.
رفع حاجبه متهكما وعقب:
-رقية هانم بنت الحسب والنسب بتقول أمثال عجبت لك يا زمن.
نظرت له بنصف عين وتهكمت:
-طبيعي يا حبيبي لما اتجوز واحد زيك أقول أمثال وحكم كمان.
زفر بحنق وقال:
-عايزة أيه بالظبط يا رقية مش قولنا تشيلي الأوهام دي من دماغك أنتي مش واثقة فيا ولا أيه ؟
❈-❈-❈
نظرت له قليلا وانفجرت ضاحكة أسفل نظراته المشتاظة مما جعله يصيح بنفاذ صبر:
-ممكن أفهم بتضحكي عليه أيه هو أنا قولت نكته ولا أيه ؟
ابتسمت ساخرة وعقبت:
-طبعا نكته وسخيفة كمان يا أسعد أثق فيك أنت النسوان بتجري في دمك يا حبيبي ومع الأسف أنت مش بيملي عينك غير التراب واحد غيرك متجوز واحدة زي يحمد ربنا ليل ونهار.
قلب عينيه بضجر:
-أحنا هنفضل نعيد ونزيد في نفس السيناريو حل يوم ؟
ابتسمت ساخرة وعقبت:
-ما هو لو حضرتك بتتعلم وبتقدر النعمة إلي بين ايدك الكلام مكنش هيتقرر بس هقول أيه كتر التكرار بيعلم الحمار.
أتسعت عيناه بصدمة وهو يشير إلى نفسه بذهول:
-أنا حمار!
أومأت بإيجاب وردت باختصار:
-الي علي رأسه بطحة يا حبيبي .
نهضت من مكانها وأخذت الطفل منه وغادرت تاركة إياه يتأكل غيظاً وهو يصر علي أسنانه بقوة كما لو كان يعتصرها هي أسفلهم كي يثأر منها.
❈-❈-❈
لم يدري كم من الوقت مر عليه نهض بتثاقل واستقل سيارته وقادها بلا هوادة عائداً إلي حيث أتي.
مع آذان العشاء كان قد عاد إلي الاسكندرية مرة اخري أوقف السيارة أمام العقار الذي يقطن به وهبط من السيارة واتجه إلي شقته فتح باب الشقة ودلف إلي الداخل وما أن رأته نيڤين حتي شهقت بصدمة وهي ترمي مظهره المزري للغاية شعر مشعس ملابس غير مرتبة عينيه حمراء كالجمر الملتهب نهيك عن التراب الذي يغطي ثائر ملابسه.
اغلق باب الشقة وتهوي بجسده أرضاً مستندا بظهره علي باب الشقة دون أن ينطق بحرف واحد فقط ينظر للفراغ أمامه.
اقتربت منه نيڤين بحذر وجلست علي ركبتيها أمامه تتفحصه بقلق:
-مالك يا أسر أيه إلي حصل ؟
لم يرد عليها بل لم يسمعها من الأساس مما جعل تمد يده تهزه برفق ولكن ما أن لمست يدها جسده إنتفض كالملسوع وهو يقبض علي يدها بقوة مما جعلها تصرخ بآلم وتحاول فك آثر يدها منه:
-أه إيدي يا أسر حرام عليك أنت أتجننت.
ألقاها أرضاً بقسوه وانحني بجزعه فوقها وهو يقبض بكفيه حول عنقها ويتحدث بفحيح:
-أيوة أتجننت يا نيڤين أتجننت يوم ضحيت بحب عمري عشانك، أتجننت يوم ما سبت أهلي وجريت وراكي ، أتجننت يوم ما وقفت في وش أبويا، أتجننت وأنا بمد إيدي علي أخويا الكبير، أتجننت لما سبت أمي تموت بحسرتها بسببي أمي ماتت يا نيڤين أمي مات بسببي وبسببك.
كان يهزي بكلماته وقبضته تزيد حول عنقها حتي أنها أصبحت تشعر أنها علي حافة الهاوية وأن الروح ستلقي بارئها.
لكن في آخر لحظة فك يده وعاد إلي جلسته مرة آخري دافنا وجهه بين كفيه وهو يبكي بحسرة غير عابئ بما حل بالآخري.
بينما علي الطرف الآخر تسعل بشدة حتي تسرد أنفاسها من جديد، بعد ما يقارب النصف ساعة هدئت تماماً وهي تضع يدها علي عنقها تتحسسه بآلم وهي ترمقه شذرا لكن أهداها عقلها لشئ واحد هل قال بالفعل أن والدته توفت أم أنها تتوهم مما حل بها.
تراجعت إلي الخلف كي تكون بعيدة عنه قدر الإمكان وتسألت بحذر:
-علي مامتك ماتت فعلاً ؟
❈-❈-❈
رفع راسه وتحدث بصوت مبحوح من البكاء:
-ماتت يا نيڤين ماتت وهي غضبانة عليا.
قلبت عينيها بضجر وتسألت:
-ماتت إمتي وأزاي ؟ وأنت عرفت منين ؟
ابتلع ريقه بمرارة وأسترسل بإيضاح:
-كنت رايح أزورها في المستشفى الممرضة قالت ليا أنها ماتت امبارح.
ضيقت عيناها بحذر وتسألت:
-هو أنت بتروح تزورها أصلا ؟
احتدت عيناه وقال:
-أيوة أيه يا هانم عندك مانع ولا أيه ؟
زفرت بحنق ونهضت من مكانها وردت ببرود:
-أنا مش هحاسبك علي إلي عملته ده عشان إلي حصل البقاء لله.
غاردت من أمامه متجه إلي غرفة النوم صافعة الباب خلفها بعنف بينما بصق هو في آثره وتحدث بندم:
-أنتي غلطة عمري الي هفضل طول عمري ندمان عليها ومع الأسف الندم ولا هيقدم ولا هيأخر وماتت أمي بسببي ومن غير ما تسامحني يارب الصبر من عندك يارب.
❈-❈-❈
تتمدد عليا علي الفراش وعلي يمينها أسيل وعلي يسارها أسما وكل منهم تضمها بحب وعناية.
بينما تجلس تقي علي مقعدها أمامها لوحة تقوم برسمها وجوارها تمارا تساعدها في تقديم الألوان والمعدات.
تململت أسيل في جلستها وصاحت بنفاذ صبر:
-أيه يا تقي حرام عليكي بقالنا أربع ساعات قاعدين القاعدة السودة دي حرام عليكي والله أنا جعانة والبت الحامل دي كمان العيل بيعيط من الجوع يا شيخة .
تنهدت تقي بنفاذ صبر:
-يا بنتي اهمدي بقي قربة أخلص أهو وأسما منطقتش من الأساس أنتي إلي همك علي بطنك.
رمقتها أسيل شذرا والتفت إلي تمارا برجاء:
-تيموا حبيبتي ما تنزلي تعملي ليا سندوتشين برجر أتنين لحمة واتنين بانيه.
اتسعت عين تمارا بعدم إستيعاب:
-نعم يا أختي أحنا متغدين من شوية لحقتي تجوعي ؟ وبعدين يا مفترية هتأگلي أربعة مرة واحدة لوحدك؟
خمسة أسيل بكف يدها بغيظ:
-خمسة في عينك يا مفترية بدل ما تقولي مطرح ما يسري يمري.
تهكمت تمارا ساخرة:
-أنا نفسي أعرف أنتي بتودي الأكل فين يا أسيل يا حسرة أنتي بتأكلي وأحنا إلي بنتخن.
قطع جدلهم صراخ تقي بفرحة:
-خصلت.
نهضت تقي ورفعت اللوحة وأدارت لهم وكانت اللوحة صورة طبق الأصل من عليا وإبنتيها بالفعل.
مرت الأمسية علي خير وخلد الجميع إلي النوم مرة اليومين التاليين دون أحداث تذكر سوي أن أسما عادت إلي بيتها مساء اليوم التالي وتعود إلي والدتها في الصباح تقضي اليوم برفقتها.
ظهرت نتيجة التحاليل وكانت إيجابية بالفعل مما جعل الجميع يشعر بالراحة وبدأت اجراءت إثبات النسب لأسما.
أما أسر فمنذ اليوم المشؤم وهو يجلس حبيس غرفته يتطلع أمامه بشرود أما أن يبكي بينما نيفين تتجنبها قدر الإمكان منذ آخر مشادة بينهم فهو علي غير ما يرام تخشي أن يحاول قتلها من جديد.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية