-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 7 - 2 - الجمعة 16/8/2024

   قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل السابع

2


تم النشر يوم الجمعة

16/8/2024 

في السيارة التي تقلهم إلى المنزل هتف صديقه باستفهام: طب انت ليه قدمت فيه بلاغ يا وليد من امتى بتدخل البوليس ما بينكم؟


 أجابه بابتسامة شامتة: عشان الفضيحة طبعا يا صاحبي تخيل محضر في رائف نصار اصغر رجل اعمال في البلد متهم بالتهجم على رجل اعمال تاني وضاربه اكيد الإشاعات بقى هتكتر ويقولوا يمكن عشان أخد منه مناقصة او كده يعني وما فيش مانع بقى لو شوية اخبار صغيرين عن المحروسة خطيبته وده دوركم انتم يا شباب عايزكم تنشروا في الشلة كلها ان رائف عرف ان في علاقة بين سيلا وبين وليد والباقي بقى عليهم هما هيقوموا بدورهم ده هيقول لده ودي هتقول لدي والفضيحة هتبقى على عينك يا تاجر.


 تطلع إليه صديقه الآخر بانبهار ثم هتف بابتسامة: يا ابن اللعيبة يا وليد ده انت هتجيب رقبته الأرض


تحدث وهو ينظر إلى الأعلى بشرود: ولسه هو لسه ما شفش مني حاجة هندمه على كل حاجة عملها فيا هخليه يتكسف يوري وشه للناس بعد ما يعرفوا ان خطيبته وبنت عمه سبته وفضلتني عليه


❈-❈-❈


بترحاب شديد استقبلت عائلة ندى عائلة خطيبها المكونة من والده ووالدته وهو.

 صاحبهم والدها إلى غرفة الجلوس ومن ثم هتف ببشاشة: نورتونا والله دي خطوة عزيزة يا جماعة.


 الله يعز مقدارك يا حاج ربيع.


 تلك الكلمات هتف بها والد سالم 

تحدثت والدة سالم باقتضاب فيبدو أنها غير مرحبة  بتلك الزيجة: امال فين العروسة يا جماعة هي مستكبرة تيجي تسلم علينا ولا ايه؟


 وليه يا اختي هتكون مستكبرة هي بتلف طرحتها وجاية.


 تلك الكلمة هتفت بها والدة ندى والتي ولجت ترحب بالجميع.

 شعر فضل بالتوتر الذي عم الأجواء فهتف بابتسامة: انا هروح استعجل ندى اصل ريقنا نشف بصراحة وعايزين نشرب حاجة ساقعة ولا ايه يا عريس؟


 منحه سالم ابتسامة بسيطة ثم اومأ برأسه 


تنحنح والد سالم ثم هتف باعتيادية الموقف الذي جاء من أجله: طبعا انت عارف احنا جايين ليه يا حاج ربيع احنا جايين نطلب ايد بنتك ندى لسالم ابني قلت ايه؟


 هيقول ايه يعني يا ابو سالم هو سالم ابني يتعايب يعني ما كل الدنيا عارفاه وعارفة أخلاقه واحترامه وأدبه.


 قاطعها زوجها بجدية: حقهم يا ام سالم يسألوا ويعرفوا حتى لو كنا جيران.


 تدخل والد ندى في الحديث: الست ام سالم عندها حق يا حاج سالم الدنيا كلها بتحلف بأخلاقه وانا مش هلاقي لندى بنتي احسن منه بس الشرع بيقول نسألها الاول ولا ايه يا ست ام سالم؟


 اومأت له باقتضاب.


السلام عليكم.


 قالتها ندى وهي تلج حاملة صينية مستطيلة الحجم تحوي بعض الأكواب الكريستالية الممتلئة بعصير المانجو الطازج وضعتها فوق المنضدة وراحت تعطي كل واحد منهم كوبه على استحياء

 تأملها سالم بإعجاب لم يستطع اخفائه وعندما جاءت تناوله كوبه همس بالقرب من أذنها: مبروك يا عروسة.


 جعلها ترتبك كثيرا حتى كادت أن تسكب كوب العصير الذي تحمله في يدها فتدارك سالم الموقف وامسكه منها بسرعة.


 استدارت ندى وجلست فوق الكرسي الذي  يحاذي كرسي والدها وراحت تستمع إلى الحديث الدائر وعينيها لا تفارق عيني سالم والذي كان يشعر بسعادة لا مثيل لها غافلة عن عينين تراقبهما بحقد شديد


❈-❈-❈


وقفت أمام الحوض تجلي الأطباق في عجالة فهي تريد أن تتحدث مع والدها قبل أن يخلد إلى النوم

 وها هي ذي تقف أمامه تخاطبه بتلعثم: كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع. 


أغلق التلفاز ثم تطلع إليها بتساؤل؟

 فاستطردت: كنت عايزاك تصرف نظر عن الموضوع اللي اتكلمنا فيه من شوية صدقني انا مش هقدر مش هقدر اعيش وسط ناس ما اعرفهمش وكمان اخلع الحجاب واقعد قدامهم كده الناس دي غيرنا طباعهم غير طباعنا وتربيتهم غير تربيتنا انا مستعدة اشتغل ليل نهار واوفر لحضرتك الفلوس اللي انت عايزها بس ابوس ايدك بلاش الموضوع ده.


 تطاير الشرر من مقلتيه: فلوس ايه اللي انت هتوفريها لي ده انت لو قعدتي طول عمرك تشتغلي مش هتوفري لي نص المبلغ اللي الراجل ده هيديهولي ده غير المكان اللي هنعيش فيه وهنسيب المنطقة المعفنة دي اللي بتفكرني بكل حاجة زبالة عشتها

 اسمعيني يا بت انتي الكورة دلوقتي في ملعبك يا توافقي وتغوري تنكشحي من وشي وتقضيلك يومين حلوين مع انهم خسارة فيكي يا ترفضي وساعتها بقى اطلع المستخبي كله وسيرة امك تبقى على كل لسان.


 أغمضت عينيها بضعف ثم رفعت رأسها إلى أعلى كي لا تنسكب دموعها أمامه وهتفت بتوسل: ارجوك ما تعملش فيا كده انا عارفة ان انت بتكرهني بس…


 قاطعها بصرامة وهو يخرج بطاقة صغيرة من جيب سرواله: الكارت ده فيه ارقام الباشا حسن نصار عايزة تكلميه كلميه مش عايزة براحتك معاكي لحد بكرة الصبح لو ما جاليش خبر من الراجل انك كلمتيه هعتبر انك انت اخترت الخيار التاني وياللا غوري من وشي عشان انا عايز انام.


 اومأت له بعجز ثم استدارت متجهة إلى غرفتها ودموعها تغطي وجهها بالكامل

 فهي أمام خيارين اصعب من بعضهما لكن عليها أن تفكر جيدا فسمعة والدتها الحبيبة على المحك

 وعلى الرغم من اقتناعها ببراءة والدتها إلا أن الناس لم ترحمها أبدا حتى بعد وفاتها لذا فجأة وبدون تفكير امسكت بهاتفها ودونت رقم الرجل من على البطاقة ووضعت الهاتف فوق أذنها تنتظر الرد.


 ثواني وأتاها صوته على الطرف الآخر يقول: ايوة مين معايا؟


 ازدردت ريقها بصعوبة ثم هتفت بصوت مقهور: انا ليلى يا حسن باشا حبيت ابلغك اني موافقة على الطلب اللي انت طلبته مني.


❈-❈-❈


بمساعدة الخادمة جمعت كل الأعراض التي جاءت من أجلها ومن ثم اتجهت للخارج عازمة على الذهاب إلى المشفى مرة ثانية

 وقبل أن تتجه إلى الخارج أبصرت مجموعة من رجال الشرطة يقفون أمامها 

هتف أحدهم باحترام: فين رائف نصار؟


 تطلعت إليهم بريبة ثم أجابت على سؤاله بسؤال: عايزينه في ايه!؟


 أجابها الرجل بحدة: والله احنا اللي بنسأل هنا هو موجود ولا فين؟


 ازدردت ريقها ثم هزت رأسها نفيا مغمغمة بهدوء: هو مش موجود بس يا ريت تفهمني هو فيه ايه بالظبط؟


 فيه أمر ضبط وإحضار له جالنا بلاغ من وليد الشامي انه حاول يعتدي عليه وضربه في قلب بيته ومعاه شهود كمان فمن فضلك تسعدينا وتقولي لنا هو فين من غير شوشرة.


 ضربت صـ درها بيدها ثم هتفت بصوت مرتفع: يا خبر اسود! ازاي ده يحصل ورائف اصلا مش موجود هنا ده مسافر.


هتف بنفاذ صبر: ايوة يعني مسافر فين؟


 مش عارفة صدقني بس انا…


 قاطعها الضابط بصرامة: تمام يا ريت لما ييجي تخليه يسلم نفسه بهدوء الهروب مش كويس علشانه مفهوم يا مدام؟


 اومأت له بالموافقة

 فانصرف الضابط تابعتهم بعينيها حتى اختفوا ثم اخرجت هاتفها من حقيبتها الصغيرة وطلبت رقم شقيقها وانتظرت ثواني وأتاها الرد على الطرف الآخر: في حاجة جديدة يا هيام؟


 هزت رأسها نفيا وكانه يراها ثم هتفت بجزع: مصيبة يا حسن.


 شعرة حسن بالوجل من حديث شقيقته فتسائل بخوف: في ايه اتكلمي؟


 استمع إليها على الطرف الآخر حتى انتهت ثم هتف بصرامة: هو انا ناقص يعني عموما كويس اللي انت قلتيله كده اسبقيني على المستشفى وانا جي.


 أغلق ثم استطرد حديثه بصوت مرتفع: هو انا ناقص مصايب يا سي رائف والله اللي بيحصل ده كتير عليا. 


بحث عن هاتف ابنه عازما على الاتصال به ومعرفة ماذا حدث كي يتسنى له التصرف في تلك المصيبة الجديدة.


❈-❈-❈


وعلى الجانب الآخر وبالتحديد في الساحل الشمالي كان يجلس فوق الرمال يتطلع إلى البحر في شرود كعادته منذ قدومه لهذا المكان وفجأة لاحت في رأسه ذكرى جمعته بها



 إذ كانت تجلس تتلاعب بالرمال وابتسامة واسعة ترتسم فوق محياها الحسن

 شعرت به يجلس بجوارها متسائلا: بتعملي ايه يا قمري؟


 أجابته وهي تتلمس الرمال بيدها: بالعب زهقت من العوم فقلت العب شوية على الرملة ما انت وبابي وعمو على طول مشغولين فما بتجيبوناش هنا غير من السنة للسنة فأنا باستغل كل لحظة أكون فيها قريبة من البحر ما انت عارف اني بعشق البحر.


 تأمل جمالها الساحر تحت اشعة الشمس وابتسامة واسعة ترتسم فوق شفـ تيه مغمغما بصدق: تعرفي انك حلوة اوي يا سيلا.


 رفرفت بأهدابها بنعومة: عارفة طبعا انت كمان زي القمر. 


تنهد بقوة فكلمة بسيطة منها تجعله يحلق في السماء.

 ربااه ماذا فعلت له تلك الصغيرة كي يصبح أسيرا لها ويكأنها تعويزة ألقيت عليه وعلى قلبه او سحرا لا يحله إلا الموت 


أغمض عينيه قليلا فشعر بانفاسها الحارة تحرق وجهه ففتح عينيه على مصراعيها مغمغما بتلعثم: سيلا ابعدي الله يخليكي انا ماسك نفسي عنك بالعافية.


 تجرأت وطبعت قبـ لة خفيفة بجانب شفـ تيه ثم ابتعدت وهي تتأمل تأثيرها الواضح عليه

 فهناك نوع من النساء يشعرن بالرضا والانتشاء عندما يعرفنا مدى تأثيرهن على الرجال وسيلا من هذا النوع. 


ظل يرمقها بنظرات مبهمة ثم تنحنح كي يبعد تفكيره عن الأشياء المنحرفة التي داهمت رأسه هاتفا بجدية: ايه رأيك نعمل بيت سوا من الرملة وكل ما نيجي هنا نزوره.


 صفقت بحماس ثم أومأت له بالموافقة. 

وبالفعل بدأ سويا في بناء البيت بالرمال وبين اللحظة والأخرى تقذفه سيلا بالرمال وكذلك يفعل هو. 



أفاق من شروده عندما شعر بشيء ساخن يحرق وجنته فهتف بقوة: اخرجي من جوايا بقى حرام عليكي انا بموت بالبطيء. 


جلس مرة ثانية فوق الرمال واضعا وجهه بين كفيه وقلبه يتمـ زق فاستمع إلى صوت صديقه يقترب منه وهو يلهث: رائف مصيبة خد كلم  على التليفون


❈-❈-❈


سعادة عارمة اجتاحتها عندما استمعت إلى صوت الزغاريد يأتي من منزل صديقتها وشقيقتها فعلمت أنها قد خطبت للشخص الذي تحبه لذا شعرت بالسعادة من أجلها فذلك الخبر جعلها تتناسى قليلا حزنها.

 ابتسمت باتساع ثم رفعت كفيها إلى السماء وهي تهتف بتضرع: ربنا يسعدك يا ندى ويجمع بينك وبينه على خير.


 انزلت كفيها ثم ضمتهما إلى قلبها الذي خفق بقوة مستطردة حديثها بانكسار: وقويني يا رب على اللي جاي وسامحني على الذنب الكبير اللي انا هرتكبه بس والله غصب عني.


 تمددت فوق فـ راشها مغمضة العينين عازمة على النوم.

 فبعدما هاتفت ذلك الرجل أخبرها بأنه سيلتقي بها غدا 

قليلة وغطت في ثبات عميق وهي تتمنى أن يكون القادم أفضل لها غافلة عن مستقبل اسوأ ينتظرها


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة