-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 36 - 5 - الثلاثاء 6/8/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس والثلاثون

5

تم النشر يوم الثلاثاء

6/8/2024



توتر قليلاً لذا أجابها بانزعاج وهو يشير بذراعه


= لا ده انتٍ بقيتي صعبه، يقول علينا إيه بسيوني بيه صاحب الشركه والد رغد دلوقتي؟! ربنا يستر اصلا وما يطردنيش.. كان لازم تمسكي اعصابك مهما قالتلك، لازم تفهمي إن في أصول وتقاليد لازم نراعيها 


احتدت نظرات زوجته وهتفت ساخرة بلا وعي


= دلوقتي بتتكلم عن التقاليد؟! كانت فين التقاليد دي أيام ما رقصت مع الهانم وخليتها صاحبتك و رايح تحكيلها تفاصيل حياتك؟! مش طول عمرك بتحكيلي انا وبس عرفت منين الموضوع ان في مشاكل بينك وبين ابوك واهلك؟؟ قلتلها صح ما هي دي البدايه وبعد كده هتقول لها ايه تاني؟ ولا هتعمل ايه معاها؟ 


رمقها بنظرات نارية قبل أن يرد الأخر بنزق


= انا عمري ما اتنازلت على مبادئي ولا اتغيرت من ناحيه احترامي لنفسي واللي حواليا، واللي بقوله ده الصح، المجتمع اللي إحنا عايشين فيه هو اللي بيجبرني على الحاجات اللي بنعملها والتغيير، بس الظاهر أنها غلطتي أنا اللي خدتك للمجتمع ده وانا اللي عرفتك بناس 


تيقنت ضحي عند تلك اللحظة أن رغد كانت محقة في كلماتها المبرر منه، أنها بالفعل واقعة بين صارع الحب وكرامتها لتجاهل أفعال زوجها مع الآخرين! لتجيب بصوت مقهور


= ايوه صح غلطتك اصلي ما بقتش قد المقام الظاهر كده ان هي كان معاها وانا اللي ما كنتش واخده بالي، ان التغيير هيجي عندي انا كمان مِش كده ؟! ما تصارحني بيها احسن   بدل كل اللي بتعمله


هتف فيها منذر بحدة بعد أن نفذ صبره


= نفسي مره اتكلم معاكي تبطلي تتكلمي بالطريقه دي وتفسري كل حاجه على مزاجك، 

حُبنا هو اللي مفروض يخليكي عندك ثقه في نفسك مش جبانه طول الوقت وكل كلمه توديكي 


تبدلت نظرات ضحي للقتامة، وأصبحت نبرتها أكثر ريبة وهي تقول بنبرة ساخراً بألم 


= مش انا اللي جبانه! ده المُجتمع هو اللي جـبان تقدر تفرض إرادتك لو كُنت قوي.. على الناس! زي ما رغد كده عملتلك غسيل مخ و قدرت توصلنا للي احنا فيه بس ارجع واقول انت اللي دخلتها حياتنا ويا ريتك تلحق تصلح الغلط ده قبل فوات الاوان! البنت دي لازم تطلع من حياتنا؟!. قلت ايه؟!. 


أجاب منذر هادرًا بنفاذ صبر وعناد 


=انا ما بيتلويش دراعي، ما تبطلي الهبل ده بقي انتٍ بتقارني نفسك بمين ما ينفعش اصلا تحطي نفسك بين اي حد؟؟ عشان تعرفي غلاوتك عندي، يا ضحي متحطميش كُل شيء أنا بحبك ومش عايز أسيبكٍ أبدًا.. وعايز دايما احنا الاتنين نتعود على الاجواء الجديده عشان دي حياتنا وننسى القديم بس خايف يكون بيوم حبنا ضِد مصلحتنا


زادت نظراتها حنقًا، غير مصدقة تلك القسوة الظاهرة عليه فصاحت بصوت شبه باكي


= قول مصلحتك! انا عمري ما اشتكيت من عيشتي معاك على الحلوه والمره كنت قابلاك ليه انت مش عاوز تقبلني كمان زي ما انا، ليه عاوز تفرد عليا مجتمع انا مش حباه ومش مقتنعه بيه؟؟!. 


دنا منها ليحاصرها قائلًا بثقة مشيرًا بيده الأخري في الهواء


= أبدًا يا ضحي مصلحتنا إحنا الاتنين! تفرق إيه لو كملت حياتنا زي ما احنا عايشين دلوقت؟! يحصل إيه بحُبنا لو غيرنا معانا و جددناه فكري في المركز اللي وصلتلُة؟ انا كل خطوه كنت بخطيها كنت واخد عهد على نفسي هكبرك معايا، عشان المركز اللي وصلتلُه الفضل فيه انتٍ.. دلوقتي بتستكتري عليَّا نتشارك فيه ؟! 


أزاحت قبضتيه عنها بقوة وهي تبتسم بتهكم مردده بمرارة 


=قصدك عاوز تكمل حياتنا زي ما انت عاوز؟؟ بس اللي بيحب بجد بيقبل كل واحد بعيوبه وانا عملت كده في يوم و عمري ما ندمت ولا فكرت اخذ مقابل اللي عملته.. عشان برده إللي بيحب بيدي مبياخُدش.. شوف رغم كل احلامك دي ما جبتش سيرتي طول الوقت

انا وانا وأنا!! وأنا إيه ما فكرتش في طلباتي دلوقتي عاوز تعمل وتغير وانا ما ليش راي؟! روح يا منذر وسيبني في حالي احسن 


كان يخشى من حدوث اصطدام خطر اكبر بينهما مع تواجدة هنا لذلك فضلت الانسحاب مؤقتاً وتحرك بالفعل ينوي الخروج ولكن من شده الغضب اصطدم بصندوق كان موجود فوق الكوميدينو وسقط كل ما بداخله، هبط ليحضر شيء قد أثار استغرابه وعندما تأكد بأنه اختيار حمل! هتف بلا وعي وقد تسارعت دقات قلبه


= ايه ده؟! فهميني ايه ده؟


رغم أنها كانت تخطط لمعرفته أو تفاجأة، لكن بكشف حملها بتلك اللحظة أسوأ شيء قد يحدث اليوم ووجودها على مقربة من خط النيران والمواجهة المباشرة معه وهي مخاطرة غير محسوبة العواقب، زاغت أبصارها من كلماته الغاضبة واستشعرت أنها على شفا الوقوع في مأزق كبير، ثم هتفت باقتضاب ظاهر في نبرتها


= ولا حاجه!؟ 


تفرس في وجهها بتراقب وصــاح بها بصوت قوي


= برده ما فيش فايده انطقي وما تكدبيش هو انتٍ فاكرني مش عارف ايه ده كويس؟ وفاهم كمان لما يكون علامتين حمر يبقى النتيجه معناها ايه؟؟. 


انتظر بترقب كبير إجابتها التي لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة ليعرفها، وهي ترسم الجمود قائلة رغم خوفها 


= صح هو اختبار حمل زي ما انت شايف و انا حامل! وقبل تغلط ولا تقول اي حاجه الموضوع حصل غصب عني وانا بندم فعلا ان انا ما سمعتش كلامك وخدت موانع.. بس حكمه ربنا بقى هنقول ايه.


ضاقت نظراته أكثر لتتحول لإظلام مرعب وهو يرد بتوعد


=لا واضح فعلا انك بتسمعي كلامي! انا حذرت كام مره اني مش عاوز اطفال تاني.. وعارفه ان انا تعبت قد ايه من الموضوع ده وبرده بتعملي اللي انتٍ عاوزاه تمام!! بس اللي في بطنك ده هينزل وزي ما انتٍ سومتيني انا كمان هسومك يا انا يا اللي في بطنك ؟!.


حبست أنفاسها مترقبة كلماته بعدم تصديق، 

تنفست بصعوبة وظنت أنها ستفقد الوعــي من هول الصدمة.. هل بالفعل يطلب منها أن تجهض طفلها، حافظ على ثبات نبرته وهو يكمل بصوت آمر


= انا خارج ويا ريت اما ارجع تكوني عرفتي عاوزه ايه وقررتي وعقلتي كمان ؟!. 


ســـار منذر للخارج بخطى متمهلة ممعنًا النظر في الأمام، لكنه اصطدمت بحماته وسلطت أنظارها عليه وبدات متوجسة من صمته المريب لذلك سألته مهتمة 


=في ايه يا ابني صوتكم واصل لحد تحت! عيب كده انتم كبار الناس اللي شغالين في الفيلا تقول عليكم ايه


لم يلتفت منذر ناحيتها، وواصل تحركه تجاه الخارج قائلًا بنبرة مُقلقة


= اهي بنتك عندك أساليها ويا ريت تعقليها  احسن هي ضربت منها على الاخر ومابقتش تسمع كلام حد غير نفسها.


تنهدت كوثر بعمق ثم دنت من الغرفة لتقف أمام الباب محدقة فيها بنظرات مطولة أسفة على حالها البائس، وسرعان ما لاحظت الحقيبه الموجوده على الفراش وهي تضع بها ملابسها لتفهم على الفور ماذا تنوي، ركضت نحوها تحاول منعها وهي تردد بتوسل


= انتٍ بتعملي ايه بتلمي شنطه هدومك؟ لا يا ضحى مش للدرجه دي خرب البيت وحش يا حبيبتي ما تخربيش على نفسك هي اول خناقه يعني وبترجعوا تتصالحوا 


التفتت ضحي برأســها ناحيتها وهي شاعرة بتلك الآلام الموجوعة وهتفت بابتسامة باهتة


=لا يا ماما المره دي غير كل مره، ورحمه ابويا ما هقعد فيها ثانيه واحده بعد كرامتي اللي اتهانت وما فكرش حتى يسال ايه اللي حصل وكل إللي همه بس شغله اللي هيبوظ! وكله كوم وانه بيساومني على الطفل أني أنزله.. خلاص منذر اتبدل لواحد تاني خالص عمته القسوه والمصلحه!! عاوزه تفضلي براحتك  بس انا همشي وهطلب الطلاق كمان. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة