-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل الأخير - 6 - الأربعاء 7/8/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأخير

6

تم النشر يوم الأربعاء

7/8/2024

رد منذر و صدره يضيق و يشعر بالإختناق


= رغد احنا مش داخلين سباق ده كله نصيب! واللي عملتيه غلط ولازم تتحسبي عليه.. انا ضحى دي بالنسبه لي حاجه كبيره عمرك ما هتفهميها ومش موضوع بحاول ارد لها الجميل زي ما كنتي بتحاولي توصلي ليا عشان اسيبها.. بس تعرفي كويس اللي عملتيه عشان رغم كل محاولاتك دي كان بيزيد تمسكي بيها اكتر وعرفتيني قد ايه مهما تعمل ما ليش غيرها..و لو عاوزه حد يحبك بجد بطلي الحقد اللي جواكي وانك تبصي في عوض غيرك


أجهشت في البكاء رغماً عنها و صرخت بقهر مكتوم وغيرة 


=ما فيش فايده مش شايف برده غيرها مهما عملت، انا حبيتك بجد على فكره حتى اسمى لما بتقوله لي طعم تانى ومش قادره اتصور انك تكون لحد غيري.. يا اخي ده انا حتى موافقه اكون زوجه تانيه وادوس على كرامتي عشانك.


ضحك بسخرية غير مصدق وقاحتها التي لم يراها من البدايه، وحاول إستيعاب ما كان سيفعله أن لم يكشفها الآن او طوعها بلحظة ضعف وخسر زوجته مقابل فتاه رخيصه مثلها ود إقتلاع لسانها و التخلص منها فمن هي لتهين زوجته ضحى وحبيبته الاولى و الوحيده، أخذ يهذي بكلمات غير مسموعة حتي صاح في وجهها و أشار لها بأصبعه قائلاً بقوة


=طب رد انتوا عليها ردي يا هانم ايه رايك في أخلاق بنتك والمجتمع اللي هي جايه منه، بصي يا بنت انتٍ انا مش ناقص قرف واللي فيه مكفيني ومهما تعملي او حتى ضحى تعمل وتبعد عني هجري وراها و ان شاء الله ابوس ايديها ورجليها عشان ما فيش زيها ومش هبص للرخيص واسيب الغالي.. والهبل اللي انتٍ فيه ده ما ليش فيه انا ولا قلت لك تعالي حبيني ولا وعدتك ان ممكن اتجوزك ولا ابص لحد غير مراتي أصلا، فمتهيالي بقى ان اهلك والمجتمع اللي انتٍ فيه محتاجين يعدوا اعاده 

تأهيل لاخلاقك.


لم تستطيع الأم السيطره على نفسها رغم خطأ ابنتها وقالت بنبرة أكثر إرتفاعاً عن سابقتها و بسخط


=ما خلاص انت لما صدقت هتتفتح احنا ساكتين عشان عرفنا أن بنتنا غلطانه فعلا

لكن ده ما يدكش الحق انك..


ظل يرمقها بتلك النظرة المخيفة و المليئة بالغضب الجامح، ثم هدر من بين أسنانه بنبرة غير قابله للنقاش


=هشش انا فعلا مش ناقص كلمه زياده بنتكم عندكم وشوفوا هتربوها ازاي! احسن تعمل العمله دي مع حد تاني، وبالنسبه لحق مراتي فانا هجيبه و انتوا اقترحتوا من شويه اقتراح حلو هنعمل حفله وبنتك هي اللي هتعتذر لمراتي، لا الا التسجيل الحلو ده هنشره على الملأ وشوف بقى سمعتك يا استاذ بسيوني وسمعه الشركه وخصوصا اعدائك.


تردد الأب في الإجابة بعدما رأه في عينيه نظرة أرعبته وأنه لا يقول مجرد كلام، فقال بعدم تصديق 


=بتهددني يا منذر انت نسيت نفسك ده انا اللي خليتك حاجه وشغلتك في شركتي وانت معاكش اي مؤهلات .. يكون ده اخرت الجميل اللي عملته معاك.


نهض منذر بعدم مبالاة و رمقه بإزدراء 


= كل حاجه عملتها معايا خدت قصادها كتير مني، وانا فعلا لو كنت وحش كنت نشرت التسجيل ده من غير ما اجيلك او بعته لاي حد واقبض ثمنه وانت عارف كويس ممكن اعمل كده بسهوله! لكن انا عشان متربي وجاي من مجتمع انتم ما تعرفوش عنه حاجه فعمركم ما هتفهموا اللي بعمله ده! 


مازالت نظرته تحتفظ بالجدية وهو يخبره بقراره الحازم 


= وبعدين انا طلبت ايه غلط بنتك غلطت في مراتي و عليها انها تعتذر زي ما كنت فاكر ان مراتي هي اللي غلطانه وطلبت مني انها تعتذر لبنتك قدام الناس كلها واكتشفت العكس يبقى ده اقل حق من حقوقي لازم يحصل ومش هتنازل عنه حتى لو وصلت انك تطردني مش هيهمني قد كرامه مراتي اللي لازم تترد .


❈-❈-❈


ديمة أخيرًا وافقت على مقابلة آدم في منزل رانيا وعندما وصل اول شيء فعله، احتضن أطفاله بشوق واشتياق، وحاول بدء حديث مع زوجته عنهم، لكنها ردت على تساؤلاته بإجابات قصيرة مقتضبة، شعر بأنها لا تزال تشعر بالضيق تجاهه. في حين حاولت ديمة أن تنظر إليه بدون أن يلاحظ فشعرت بأنه مرهق للغاية ولم يعد يهتم بصحته، فاشفقت عليه بشدة. ابتلع ريقه وتكلم بتردد حرج.


=ازيك يا ديمة اخبارك ايه؟ وعامله ايه في الحمل


أجابته بنبرة خافته وهي مشبكة لكفيها معًا 


=تمام بتابع مع الدكتوره اول باول ما تخافش.


تنهد آدم بحرارة وهو يقول باشتياق


=طب الحمد لله ان شاء الله تقومي بالسلامه على فكره وحشتيني، و مبسوط ان انتٍ رضيتي تقابليني و انا مش عاوز حاجه غير انك تسمعيني وبعد كده اعملي اللي انتٍ عاوزاه.


أمسك بيدها الاثنين لتصبح أسيرة كفيه، وتحدث بصوت متعباً 


=انا مش هبرر انا غلطت فعلا حتى لو كنت مش عارف ان انتٍ تعبانه كان لازم افكر في صحتك قبل اي حاجه، وان طبيعي لما تخلفي ورا بعض هتتعبي لكن انا اقسملك ما فكرت في كل ده وده غلط مني اكيد.. المفروض ان انا بحبك بجد اخاف عليكي مش اذيكي! وانا فعلا اذيتك كتير يا ديمه 


ارتعش جسدها من لمساته الحنون على بشرتها فأغمضت جفنيها بحرج بينما زفر آدم بصوت مسموع، وهو يضيف بصوت نادم 


=اذيتك لما بدات افكر في غلطتك بتاعه زمان واحاسبك عليها وانا ما ليش حق! انتٍ ولا عملتيها وانتٍ على ذمتي ولا يحق ليا احاسبك و انا عارف كل حاجه من البدايه و وافقت اكمل، واذيتك لما ابتديت ادخل الشك في دماغي وامنعك من حاجات كتير زي مرواح الجامعه والنزول حتى أنك تشتري حاجه من مكان قريب وانا مش معاكي.. و اصحابك و الجيران واهلك، كل ده حتى لو انا جوزك ما يدينيش الحق ان اتحكم فيك بالطريقه دي.. حتى أني أمارس حياتي بشكل عادي معاكي كنت بمنعك من ده اكمني يعني بتحرج وبخاف من الناس ونظرتهم ليا؟ وللاسف انا كنت بفكر في ده اكتر من علاقتنا.


نظر لها بابتسامة باهتة مرهقة وهو يقول بصوت مبحوح


=الفتره اللي انا قعدت فيها لوحدي ما بقتش اعمل حاجه غير أني افكر وبعيد كل حساباتي ولقيت انك عملتي اللي عليكي وكنتي دايما بتوافقيني عشان مش عاوزه مشاكل وعاوزه الحياه تمشي وعاوزه ترضيني ودي اهم حاجه وانا كان لازم برده ارضيكي، عشان بتحبيني و مش عاوزه تسيبيني وانتٍ ياما كنتي بتقوليلي كده بس المشكله برده ما كنتش بتكفيني كلمه الحب دي، عارفه سبب اللي احنا فيه ده كله من ايه.. الخوف 


رفعت وجهها نحوه غير مصدقة كلماته، لكن شعرت أن هناك خطب ما به، فسألته بقلق 


=الخوف! بتخاف من ايه مش فاهمه؟ 


هز رأسه بالايجاب وأضاف مؤكدًا بشدة


= ايوه انا كنت بخاف! لما نكون مع بعض ماشيين عادي و واحد يبصلنا ويمشي كنت افضل افكر هو بيبصلي ليه شايفني طبعا راجل كبير وماشي مع عيله قد بنته ويمكن شاف دبلتي ولا شاف عيالي وقال إيه الراجل اللي بيستغل الطفله دي؟ كنت بعمل حساب للناس أوي لدرجه لو نفسي اعمل حاجه معاكي افكر اول حاجه هي ناس هتشوفني ازاي وبعد كده اقول لا مش هعملها.. بسبب الخوف ده أنا حرمت نفسي من حاجات كتير وحرمتك معايا

مش فاهم كنت بعمل كل دي ليه عشان الناس يعني طب هم مالهم هم عارفين انا شفت ايه ولا اتعذبت ازاي بحياتي ولا علاقتنا ليه بالشكل ده؟ بكل بساطه لا يبقى ليه اهتم بيهم و انا ما بدخلش في حياتهم ولا بحكم عليهم.. وبعدين سألت نفسي هم حكمهم عليا ده مهمه أوي هيفيدني ولا هينقصني في ايه طب ؟ ولا حاجه.


أدمعت عينها بانزعاج وضيق وهي تسمع كلماته بتأثر وحزن، رمش بعيناه بتعب قبل أن يقول بنبرة متوسلة برجاء


=ديمه انا اسف انتٍ فعلا تستحقي مني الأسف ده، وانا خلاص مش هفكر بالطريقه دي تاني حتى الجامعه لو عاوزه ترجعي تكملي ارجعي وكلمي اصحابك طالما هتحطي حدود بينكم انا موافق! واهلك رجعي الود بينكم من تاني 

انا والله ما كنت عاوزك تقطعي علاقتك بيها الا طبعا اللي في البلد وانا وانتٍ فاهمين السبب.. خلاص لما هتقوليلي بحبك بعد كده هصدقك وهعمل حساب لحبنا اكتر من الناس وهدور على سعادتي وبس.. وانا سعادتي معاكي يا ديمه عشان كده عاوزك تسامحيني وتديني فرصه اخيره.


نظرت له مترددة بحيرة فأشار لها بسبابته كي لا تنطق الآن فامتثلت لأمره و فضل الآخر أن ينسحب ليترك لها مساحة من الحرية للتفكير بشكل افضل، أخذ شهيقًا عميقًا، ثم حرره بتمهل وهو يرد بتريث عقلاني


=مش عاوزك تردي دلوقتي خدي وقتك تاني وفكري.. بس خليكي فاكره حاجه واحده بس! مهما يكون قرارك انا بحبك و هفضل احبك وافتكري إللي كنت بعمله زمان وإني ما كنتش بقدر استغنى عنك ولا هقدر دلوقتي.. انا همشي وخلي بالك من نفسك و من الاولاد.


تنحنحت قائلة بتردد وهي تتحاشى النظر في عينيه كي لا يكشف أمر بكائها


= ماشي!. 


ابتسم آدم بحب وهو يتأملها بأمل في مسامحتها وحبها له مثلما كان في السابق. ربما لم يكن هذا الحب كبيراً في البداية، ولكن مع مرور الوقت، أصبح يحظى بمزيد من اهتمامها وترسخ وجوده في قلبها. ومنحته أكثر مما يستحقه، رحل آدم قبل أن يودع أطفاله للمرة الأخيرة.


بينما دفنت ديمة وجهها في راحة يدها تبكي بحسرة، فاقتربت اختها منها تاخذها في احضانها وهي تقول بحنان


=بس يا حبيبتي خلاص، طب لما انتٍ بتحبي أوي كده ليه ما رحتيش وراه وقلتله انك مسامحه! 


انتظروا الخاتمة قريباً.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة