رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 33 - 5 - الجمعة 2/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث والثلاثون
5
تم النشر يوم الجمعة
2/8/2024
❈-❈-❈
مرت عده أيام و أسابيع، بينما لاحظت رغد شرود منذر هذه الفترة علي غير العادة حتى عندما حاولت التحدث معه كان بجيب باختصار شديد وأحيانا لا يسمعها، ولاحظت أيضا عبوسه المستمر طول الوقت فنظرت له بغرابة وهي تعقد حاجيبها متسائلة باهتمام
= مالك يا منذر ما بتردش ليه؟ ده أنت مش معايا خالص ولا مركز في الشغل لو تعبان ما تاخد اجازه
ارتشف ما تبقى من قهوته جرعة واحدة و ابتسم ابتسامة باهتة محدثًا بصوت مخنوق
=لا أجازه ايه الشغل هو احسن حاجه ليا خصوصا الفتره دي، لو قعدت في البيت هتخنق اكتر والتفكير مش هيرحمني.. انا مش واخد على كده
إجابته بابتسامة واسعه وهي تشعل عقاب سيجارتها
=للدرجه دي كاره قاعده البيت.. هو انت اتخنقت مع مراتك تاني ولا حاجه ومش طايق البيت عشان كده
اعتدل في جلسته فوق المقعد وهو يرد بإحباط
=اللي انا فيه ما لوش دعوه بمراتي يا رغد
المشاكل اللي عندي واللي انا فيها بسبب حاجه تانيه خالص.. وبالعكس ده هي اللي مصبراني على اللي انا فيه ولولاها ما كنتش رجعت البيت أصلا، انا ما ليش غير ضحى اصلا هي الوحيده اللي بتفهمني وبتعرف تطلعني من اللي انا فيه .
كانت مستشعرة نظراته الهائمة وهو يتحدث عنها فقاومت قد الإمكان عدم إظهار علامات النفور والغيظ منها لزوجته كي لا تفسد ثباتها،
ثم وضعت كلتا قبضتيها على يديه ضاغطة بقوة عليها في محاولة الإقتراب منه وهي تردد هاتفه بصوت رقيق
=طب اهدى كده ولو عاوز تحكيلي انا ممكن اسمعك، هو احنا برده مش اصدقاء وانا بحكيلك لما اكون حاجه مضايقاني وانت بتقترح عليا حلول.. جرب بقي تحكيلي انا كمان اكيد انا هستوعب اكثر عنها بحكم يعني الناس اللي بنقابلهم بالشغل لفترات طويله والمواقف اللي بنتعرضلها، وهقدملك حل مناسب اكيد مش هسمعك وبس
أزاح يدها عنه ليبتعد عدة خطوات وهو يرد
بجدية
=ومين قال لك ان ضحى بتسمعني وبس ضحى بتقدملي اكتر من انها بتسمعني وتخفف عني كمان.. بس الوضع المره دي غير وانا اللي مش قادر اخد الخطوه دي او الحل ده
وقفت تسد عليه الطريق بجسدها، وحينها وضعت يدها مجددا على كتفه بحنان وهي تحاول أخذ دور ضحي وتجذبه إليها لتهتف نبرة ناعمة
= منذر هو انت ليه كتوم معايا كده وغامض برغم بحس أنك شايل مشاكل كثير ومش بتحب تحكيلي ليه؟ انا والله العظيم ما هقول لحد على اي حاجه وهم الاصدقاء وجودهم في حياه بعض ايه غير عشان كده أصلا يسمعوا بعض ويقدموا حلول ويخففوا على بعض، انا اقدر اعمل لك كل ده بس جرب
هز رأسه بهدوء وهو يرسم ابتسامة باهتة ثم أردف قائلاً بلهجة عميقة
=انا متاكد من كده من غير ما تقولي، بس تقريبا كده العيب فيا انا، ضحى الوحيده اللي بيرتاح وانا بحكيلها حتى لو متاكد انها مش هتقدم ليا اي حاجه بس فكره انها تسمعني دي عندي كتير وبرتاح جدا، ومش موضوع تعود وبس احنا بقيلنا سنين طويله كده.. اي حاجه ممكن تتخيليها حتى لو ما ينفعش تتقال بين الازواج عشان ما تكونش نقطه ضعف ليا انا بحكيها ليها وهي بصراحه شاطره في كده جدآ وهي السبب واللي خلتني كده
أرخت يدها عنه ببطء بحزن وإحباط ورغمًا عنه أضاف لسانه بتنهيدة تحمل الأشواق والاشتياق
= تعرفي كنت فاكر حتى لما بكبر وانشغل هبطل كل العادات دي بس مع اول مشكله حصلت، رجعت ثاني فكرت فيها و رحت عليها هي اول واحده عشان تسمعني وتطمني حتى انا نفسي استغربت مني.. هي بجد جميلة أوي.
اغتاظت من تصرفه وتعامله تجاه زوجته حتى وهي غير موجودة معه؟ يحافظ على كيانها وكرامتها. كانت مندهشة جدًا من حبه وتعلقه بها حقًا، فلم تجد رجلاً مثله في حياتها يحب زوجته بهذا الشكل. جلست مستاءة على طرف المقعد مستندة برأسها على مرفقها، ولفظت مجددًا دخان سيجارتها مرددة بسخرية مخفيه
=يااه ده احنا المفروض بقى نعرف السر فين وازاي مدام ضحى بتقدر تعمل كل ده، عشان تخليك مش شايف غيرها وبتحكيلها كل حاجه
ده في ستات كتير نفسها تعمل كده ومش بتعرف
أصابه حاله شغف وهو يتذكر صاحبة القلب الحنون التي تبذل قصاري جهدها من أجله واردف بنبرة عاشقة
= مش هتعرفي، عشان السر فيها نفسها، في ضحي! هي شخصيه طيبه ومسلمه وما فيش زيها .
❈-❈-❈
عاد معاذ من الخارج مرهقًا وبحث عن بسمة وأخبره مالك بأنها نامت كالعادة وتركت له طعامه في المطبخ ليتناوله بمفرده. ضغط على شفتيه بغضب فهو يحاول التغيير من أجلها ولكنها لا تزال تبتعد عنه. تحرك متجهًا نحوها وطرق الباب بشيء من الانفعال النابع من أفكاره وعندما لم تفتح له، لم ينتظر أكثر ودخل ليجدها تنهض وتطل عليه بقميص قطني يصل للركبتين وبشعر مشعث من النوم لتقول بتعجب وهي تفرك عينيها
= في ايه يا معاذ عاوز ايه؟!.
كانت نظراته تنخفض وترتفع لمنامتها الخفيفة التي تكشف عن مفاتنها ليقول بنبرة نارية
= ايه اللبس اللي انتٍ نايمه بيه ده، حد ينام كده؟ هو انتٍ مش ملاحظه ان إبنك كبر على أنه يشوفك بالمنظر ده.
نظرت إليه باستغراب بعينيها لترد بفظاظة
= طب ما أهو بترد على نفسك أني كنت نايمه
هنا لوحدي وابنك بره، ايه عاوزني انام كمان بإسدال صلاه.. وبعدين مصحيني عاوز ايه؟.
جز علي أسنانه مغتاظًا ليقول بوجه حازم
= هو انتٍ ليكي نفس تنامي من غير ما تطمني علي جوزك و يرجع من بره، هو انا بعمل كل ده ليه، وكمان مش مجهزه ليا لقمه اكلها حتي
ابتسمت ابتسامة غريبة بجمود دون أن يرف لها جفن لتقول
= هو ايه اللي بتعمله ان شاء الله راجل ذي كل الرجاله عادي بتشتغل عشان تصرف على البيت وابنك.. وبالنسبه للاكل عندك الباذنجان على الرخامه سخن العيش وكل.
اشمئزت ملامح معاذ وهو يقول بنفور
= بتنجان تاني امال الفلوس اللي بديها لك بتروح فين.. انا زهقت من الباذنجان كل يوم
كتفت بسمة ذراعيها دون أن تتراجع قيد أنملة ثم شمخت بذقنها بعزة و قالت بزهو
= كان على عيني والله، بس الفلوس اللي انت بتجيبها يا دوبك بتكفي امور البيت بالعافيه ده انا حتى لسه ما خدتش الفلوس اللي استلفتها مني، وبعدين يا حبيبي زود دخلك وانا اعمل لك المحمر والمشمر مش يا دوبك تروح و تيجي بمزاجك وتشتغل ساعتين ولا ثلاثه وتقولي ده اللي عندي وكمان بتصرف نصف الفلوس بره عشان تفطر .. انا عارفه فطار إيه ده اللي بيكلفك كل يوم 200 جنيه.
كاد أن يتحدث مجدداً لكنها اشتعلت عيناها وهدرت بعناد
= بقول لك إيه انا تعبانه وعاوزه أنام، و لازم تعمل حسابك تزود ساعات عملك و تخف اكل كتير بره لأنه مضر وبيصرف كتير.. لاما بقي خليك عايش طول حياتك تاكل باذنجان.
صمت معاذ بوجه محتقن بينما كان ينفخ غضبا ليس بسبب عنادها وتجاهلها له فقط؟ بل أيضاً من هذه الملابس التي ترتديها وأيضا لأنها كانت تنام بعيد عنه بينما النوم حرم عليه بسببها.. صحيح كان يشمئز منها عندما ترتدي ملابس شبيهة لذلك لكن بهذه اللحظة ودون أن يفهم نفسه كان جسده يرتعش كأنه لا يريد الشعور بشيء إلا بها، الاحتراق بلمسها.
بينما لم يحتمل استفزازها برفضها المتكرر لخدمته فوجد نفسه يقترب منها بوجه غير مقروءه، نظرت إليه بوجل وهي تتراجع للخلف بينما وجد نفسه يهتف بها في فورة انفعالاته ومشاعره المحتدمة
=هو انتٍ عاوزه توصلي لايه من عمايلك دي؟ من زمان وانتٍ عارفه أني مبحبش أشوفك لابسه كده! فما بالك دلوقتي واحنا منفصلين ليه دايما بتحاولي تعملي عكس إللي عاوزه وبطلبه منك..
حدقت بسمة بعينيها في عمق عينيه بتوتر مبالغ و رسمت الثبات وهي ترد بتحدي سافر
= مش عاوزه حاجه غير انك تبعد عني، و بعدين مش انا لما بلبس كده بخليك مش طايق تقرب مني وتقرف؟؟ خلاص يبقي المفروض أكون دلوقتي بثير اشمئزازك بشكلي ده وانت قرفان مني.. ولا فجاه بقيت بعرف اغريك!
قبض على معصمها بقسوة يسحبها له بحده لتصطدم بصدره فقد أصابته حقا بكلماتها لكن أي رجل يستطيع تجاهل امرأة بهذه الملابس الفاتنة، تشنج جسده في جوع إلى وصالها، بل تلوّت روحه توقا لقربها ثم تحركت شفتاه ينطق بإصرار جاد
= بـســمـة.. بلاش تختبري صبري اكتر من كده وتعالي نرجع لحياتنا القديمة ذي زمان!. واحنا الاتنين غلطنا ومعترفين بكده.
هزت رأسها باعتراض عابس وجفاء وهي تحاول بكل قوتها دفعه بعيدًا عنها، أصابه حاله غضب شديدة فكان يحاول عقله أن يواسيه ويلهمه الصبر للتعامل معها ولكنه فشل بوضوح.. فكل ما فيه ينبض ليكون معها بشوق غاضب وبيأس و عذاب لا يوصف، لقد جهل لسنوات أن فتاة أحلامه كانت تعيش بالقرب منه وهو لم يكن يدري، نعم يرغب فيها بشدة ويحتاج إليها وهي تبتعد وتتجاهله تمامًا و تعامله كأنه لا يهمها. وكل ذلك يزيد رغبته فيها أكثر.
وقبل أن تنجح في الهروب منه، أخفض رأسه ليقبل شفتيها بشكل عنيف ومليء بالشغف والحاجة واللهفة لها فقط، تجمدت للحظات في صدمة حتى استوعبت ما يفعله وبدأت تقاومه بشراسة وتضرب على كتفيه بينما هو مستمر في انتهاك شفتيها بهجوم حتى تذوقها بكل ما فيها كما تمني.. توقفت عن المقاومة بعدم استيعاب وتهاون جسدها بين يديه.. وأصبح عقلها يتساءل هل هو من يبادر في فعل ذلك حقًا؟ هل كان صريحًا وواضحًا في مطلبه؟ هل يأخذها وسط الأنوار وليس في الظلام؟ هل هو معاذ نفسه زوجها السابق؟ أم شخص آخر؟
بعد وقت لاحق، انتهى الأمر بهما على الفراش التف معاذ والعرق يتصبب منه، بينما شعر بانخفاض بتأثير الاحتياج العاطفي تدريجياً عنه وبدأ يستوعب ما فعله قبل قليل! غضب من نفسه بشدة.. بينما انكمشت ملامح بسمة بأسى عندما رأته ينهض بسرعه يرتدي ملابسه ليرحل بصمت، ولم تحتاج تفسير للأمر لا بد أنه نادم على علاقتهما التي حدثت بذلك الشكل رغم انها شعرت بسيل جارف من عاطفته الحقيقية فلأول مرة بحياتها تشعر بحب معاذ لها.
❈-❈-❈
لم تستطع ديمة إخفاء حسرتها أو غضبها تجاه نعمات بسبب غيابها المفاجئ يوم حفله خطوبه صديقتها، نظرت لها بضيق وهي تقول باقتضاب
=كده يا نعمات بعد ما اتفق معاكي تيجي تقعدي مع الاولاد يوم الخميس ساعتين بالليل عقبال ما اروح خطوبه واحده صاحبتي واجي الاقيكي رجعتي في كلامك وما جيتيش وافضل مستنياكي..
توترت نعمات قليلاً وأجابت بتردد حرج
= معلش يا ست هانم كان غصب عني حد تعب من ولادي وكان لازم افضل جنبه.. آآ و كمان التليفون كان عطلان وبايظ مني اليوم ده وجوزي ما كانش موجود عشان يلحقني
تنهدت ديمة بقله حيله ولم تستطيع عتابها عندما عملت بمرض طفلها ثم ربتت علي يدها بحنان وقالت باهتمام
= طب يا ستي اتصلي بيا من اي تليفون عرفيني بدل ما انا مجهزه نفسي واتعشمت على الفاضي، على العموم الف سلامه عليه هو إبنك عامل إيه دلوقتي لو لسه تعبان انا ممكن اديكي نمره الدكتور اللي بتعامل معاه وهو كويس
ابتلعت ريقها بقلق فكذبت قائلة دون انتباه
=لا الحمد لله كويس.. ده اول ما تعب من هنا اتصلت بواحده جارتي دكتوره وقامت باللازم هو انا برده ههمل في ولادي
عقدت حاجيبها للاعلي وهي تقول باستغراب
=هو انتٍ مش لسه من شويه قلتي تليفونك كان بايظ يبقى اتصلتي بجارتك دي ازاي عشان تيجي تكشف على ابنك
ردت عليها نعمات بنبرة مرتبكة
=هاه، آآ من تليفون جوزي ما هو كان موجود
شعرت الأخري أنها تكذب أو تخفي شيء ما، لذلك اقتربت منها بملامحها الجادة ونظراتها الصرامة وهي تهتف بجدية
=في ايه يا نعمات مالك كلامك مش راكب على بعضه ليه وبتقولي حاجه وترجعي فيها ما انتٍ لسه من شويه برده قايله جوزك ما كانش موجود عشان يلحقك.. ما تقوليلي الحقيقه في ايه بالظبط .
هربت الدماء من وجه نعمات ثم تنهدت بضيق شديد وهي ترد باعتراف صريح
=يووه ما انا بصراحه بقي ما بعرفش اكذب ولا الف وادور، ابني ما كانش عيان ولا حاجه وانا كنت خالص جايه لك و جوزي وافق كمان و قالي طالما هم كويسين معاكي مش هيجرى حاجه و روحي.. بس اتفاجئت بالاستاذ ادم بيتصل بيا وقالي ما تروحيش !!.
انتفضت ديمة من مكانها بصدمة كبيرة قائلة بتوجس
= آدم! وهو قال لك كده ليه ؟!.
تمتمت بصعوبة وهي تحاول استجماع ما حدث
=ما انا استغربت وسالته وفكرت ان حضرتك خلاص رجعتي في كلامك ومش هتروحي الخطوبه بتاعه زملتك دي بس لقيته بيقولي، ملكيش دعوه واسمعي كلامي تقفلي تليفونك وما ترديش علي المدام مهما حصل ولما تروحي تاني يوم عادي قوليلها ان إبنك كان تعبان ولا اي حاجه بس اوعي تجيبيلها سيرتي ان أنا اللي قلتلك ما ترديش عليها ولا تروحي وهددني كمان ان لو عرفتك حاجه زي كده هيقطع عيشي بس انا والله ما قادره اسكت وانتٍ صعبانه عليا أوي وما شفتش منك حاجه وحشه.. و والله العظيم ما بكدب يا ست هانم وكل كلمه قلتها لك حصلت
شل تفكيرها تماماً ولم تجد ما تبرر به فعلته من موقفه ضدها فقد ألجمتها المفاجأة وعقدت لسانها، ثم تساءلت بتوتر
= مش فاهمه حاجه، لو كلامك صح هو بيعمل كده ليه؟ ما هو قالي بنفسه اصلا خلاص روحي طالما في حد هيقعد مع الولاد
قالت دون تفكير وراحت ترمقها بحنان وشفقة
= وهي محتاجه ذكاء يعني يا مدام اكيد مش عاوزك تروحي الخطوبه دي وقال بدل ما تيجي منه تيجي مني انا، وهو يطلع قدامك مش ممانع.. انما ليه بيعمل كل ده بقي؟انا ما اعرفش بالضبط بس في كذا سبب تعرفي لوحدك مع جوزك انا ما ليش دعوه بخراب البيوت ده..
بصعوبة بالغة تمكنت ديمة من الجلوس فوق المقعد خلفها من الصدمة وهي غير مصدقة أفعال زوجها ولا مبررة لذلك، لما يمنعها من الذهاب إلي الأغراب أو حتي لأسرتها، ارتجف جسد نعمات من عنف آدم ضدها، و اضافت بصوت متوسل
= بالله عليكي ما تعرفوش ان قلت لك حاجه يا ست هانم احسن من ساعه ما هددني وانا بقيت اخاف منه أوي بصراحه.
❈-❈-❈
مرت أيام كثيرة ولم يتغير حال منذر منذ لقاءه مع أسرته ولم يسأل عنهم أبدًا، لكنه لم يتركهم من الجانب الآخر وسدد كامل المستحقات المادية للمشفى. بينما كانت ضحي تلاحظ حالته النفسية جيدًا حتى وإن لم يظهر ذلك، فكانت حائرة ماذا تفعل لمساعدته للخروج من تلك الدوامة؟ وفكرت في النهاية في طريقة ما لتساعده، على الرغم من أنها لم تفتح معه تلك المسألة مرة أخرى، لكنها تعلم جيدًا أنه يرغب في ذلك ولكنه متردد، لذا ستأخذ هي الخطوة بدلاً منه.
استمعت مايسة لطرقات فوق باب المنزل و تحركت لتفتح الباب وهي تردد
=ايوه ياللي على الباب جايه أهو.. ضحي!.
ابتسمت ضحي ابتسامة بسيطة وهي تقول
=ازيك يا طنط مايسه عامله ايه واخبار صحه عمي شاهين
نظرت إلى الفور إلي تلك الصغيرة التي تحملها ثم أمسكت بيد الرضيعة لتمتع عينيها برؤيتها بشغف وتساءلت بتلهف
= البنت اللي انتٍ شايلاها دي بنتكم صح؟ دي بنت منذر مش كده! شاهين قالي انه كان معاه بنت صغيره لما شافه و كان نفسه يلمسها ويحضنها بس هو ما رضاش
هدهدت ضحي صغيرتها قائلة بحنو
= ايوه دي اوليندا بنتي انا ومنذر، عاوزه تشيليها اتفضلي.
صاحت مايسة بامتنان كبير وهي تبتسم لها
=يا حبيبتي تعالي فيكي الخير ادخلي يقطعني نسيت اقول لك اتفضلي، تعالي ده شاهين هيفرح أوي لما يشوفك ويشوفها.. والله شاهين كان معاه حق لما قالي انها شبه منذر دي حته منه.
استقبلت كلماتها بابتسامة صغيرة، رأت مايسة الرضيعه تداعب الهواء بكفيها ببراءة، فدنا منها تلاعب أناملها الصغيرة بحب كبير وادمعت عيناها بفرحه وهي تاخذها منها وتقبلها بحنان ثم هتفت بحماس
= ماشاء الله ربنا يحميها، يا شاهين.. مش هتصدق مين هنا جي يشوفك حفيدتك من منذر.. ضحي كثر خيرها جايه تطمن عليكي كمان
تحركت ضحي أنظارها للداخل مع خطواتها تجاه حماها وسرعان ما اتسعت عيناها بصدمة كبيرة وهي تهتف بعدم استيعاب
=ايه ده؟؟.
فهمت الأخري مقصدها لتجيب هاتفه بحسرة على مصائبهم
= آه ما انتٍ ما تعرفيش صحيح ولا حد يعرف عشان ما حدش بيسال علينا اصلا، عمك شاهين الحادثه قصرت على رجليه ومش هيمشي تاني وهيفضل طول العمر بكرسي العجل ده .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية