-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 32 - 6 - الخميس 1/8/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثاني والثلاثون

6

تم النشر يوم الخميس

1/8/2024

تجهم وجهه تمامًا من أسلوبها الضاغط، و لم يتحمل المزيد فنهض صائحًا بحده


= هنبدا نفس الاسطوانه بتاعه كل مره ما قلت لك مش لاقي شغل وبعدين انا لا بدلع ولا بدور على شغل وانا قاعد ولا بتنيل اعمل حاجه انا اللي مش لاقي شغل عدل قدامي فعلا.. و الموضوع ما طلعش سهل زي ما كنت فاكر انا ولا معايا شهاده ولا بفهم في حاجه يبقى مين هيغامر بقى يشغلني ولسه هيعلمني كمان


دست يديها في خصلات شعرها المتبعثرة ضاغطة على شفتيها بقوة، مرددة بتفكير 


= مممم ماشي عاوز حاجه تكون متعلمها وفاهم فيها طب ما سهله عربيتك لسه معاك مش كده.


عقد حاجيبة بقلق ثم رد عليها بقوة رغم هدوء نبرته


= ايوه معايا بتسالي ليه اوعي تقوليلي ابيعها 

عشان ده عمره ما هيحصل ابدا .


أجابت عليه بصوت خافت لكنه يحمل الجدية


= لا يا فالح مش هقول لك بيعها ولا حاجه لكن شغلها زي اوبرا ولا تاكسي طالما بتعرف تسوق ومعاك رخصه كمان.. 


اتسعت عيناه بدهشة فهمس عفويًا


= اوبرا انا صحيح إزاي ما فكرتش في حاجه زي كده


تنهدت بارتياح لقبوله للأمر فهتفت برجاء


= طب الحمد لله ان في حاجه اخيرا قلتها عجبتك، واديك هتشتغل ملك نفسك بس وحياه ابوك تطول بالك بس مع الزباين بدل ما تقفل الشغلانه، عشان اسمع الحاجات دي بتستمر من تقييم الناس ليك .. وان شاء الله ربنا يرزقك.


أخفى إرتباكه ببراعة وهو يفكر في أمر ما ولا يريد احبطها، لكنه نطق محبط 


= بس في مشكله العربيه بقيلي فتره راكنها وأكيد هتحتاج صيانه وبنزين وانا مش معايا فلوس لكده. 


صمتت لحظة تفكر بشئ بضيق وتحاشت النظر إليه هاتفة بتردد 


=تمام هديك فلوس وامري لله بس اعتبرهم سلف و اول ما تشتغل ترجعهم، احسن دي تحويشه العمر ولازم من اول يوم تجيب فلوس عشان خلاص البيت شطب .


نظر معاذ إليها بفخر غير مصدق أنها ستقوم فعلاً بذلك وستمنحه كل ما تملكه من المال وتساعده، على الرغم مما فعله، ولكنه عبّر عن اعتراضه بغضب وقال بكبرياء زائف


= لا مش عاوز حاجه منك انا هتصرف، عشان ما تفضليش تذليني بيهم وبعدين قلتلك مش انا الراجل اللي اخد فلوس من واحده ست وخصوصا لو مراتي واخليها تصرف عليا


ضغطت على شفتيها قائلة بامتعاض 


= يا شيخ اتنيل امال انت طول الفتره اللي  قاعد فيها هنا دي بتاكل وتشرب منين، مش وقت عزه نفس ما عندكش حد تستلف منه وانا وانت عارفين اللي فيها، وبعدين هو انا بقول لك خدهم وماترجعهمش انا بقول لك سلف.. ومن اول مرتب هاخدهم منك ولو عاوز تكتب وصل أمانه اكتب مش همانع واهو بالمره عشان ضميرك يرتاح


تلاشت علامات الفخر لدى معاذ فجأة نحوها  ليسألها بتشكك بوجهه المكفهر


=انتٍ بتستعبطي يا بسمة عاوزه تكتبي جوزك وصل امانه فرقتي انتٍ ايه بقى عن صاحبي اللي نصب عليا.


صاحت فيه بصوت غاضب مهددة بيدها


=واكتب أبويا كمان ذات نفسه، الله مش حقي وبضمنه، وبعدين انت ما شاء الله اي فلوس ولا مشروع بتمسكه بركاتك بتهل عليه و بتجيبه الارض فربنا يستر من اللي جاي


نظر لها بخيبة أمل على عدم ثقتها به وحديثها بانه شخص منبوذ ثم رد عليها بجمود


=هي وصلت لكده تمام اعملي اللي انتٍ عاوزاه هي جت عليكي .


بررت إصرارها بنبرة حزينة رغم عدم اقتناعها


=خلاص يا اخويا ما تتقمص كده بهزر ولا هكتبك ولا نيله عوضي على الله بقى مع اني لسه برده مش مطمنه لك.. بس بعمل باصلي .


❈-❈-❈


استغلت ضحي يوم العطلة لدي منذر وطلبت منه أن يخرجوا للتنزه هم الثلاثة وهو قد رحب بالفكرة لأنه بالفعل أصبح مشغولًا بالعمل كثيرًا. وقد اتفقوا على أن يذهبوا إلى إحدى المدن لمدة يومين ويعودوا.. جهزت ضحى الصغيرة أولاً وطلبت من زوجها أن يأخذها وينتظرها في الخارج حتى ترتدي هي الأخرى. 


وضعها بالسياره في الخلف في مكانها المخصص ثم ذهب ليجهز الترتيبات قبل أن تنتهي زوجته وعند عودته في الطريق، توقف في أقرب محطة وقود ليملأ السيارة حتى لا تتعطل في الطريق، ثم أخذ ابنته ليشتري بعض الأشياء من السوبر ماركت الداخلي وهو يحمل رضيعته على ذراعه، اقترب من العامل وطلب منه بعض الأشياء ليحضرها له وفي تلك الأثناء، حركت الرضيعة أوليندا رأسها بحماس نحو وجه أبيها وكان اللعاب يسيل من فمها الصغير وبدأت في عض وتلطيخ وجهه أبتسم منذر عليها قائلاً بهمس


= انتٍ جعانه ولا بتلعبي.. استحملي خلاص راجعين دلوقتي لماما.


قبل خدها برفق ولكنها خدشته بكفها فتأوه من الآلم وعاتبها بنظراته وهي أصدرت حركات وأصوات غير مفهومة منها، هتف منذر مجدداً بعتاب وهو يمطرها بوابل من القبلات الحنونه 


= مش عاجبك كلامي ولا إيه، شكلك طالعه لمامتك ما بتسيبيش حقك، ماشي مقبوله منك انتٍ بالذات تعملي ما بدالك، انتٍ حبيبة قلبي وروحي وحياتي كلها يا اوليندا !


= هي إسمها اوليندا.


توسعت عينا منذر وتجمدت أطرافه عندما سمع ذلك الصوت الذي يعرفه جيدًا ولم يستطيع أن يلتفت في البداية، فلم يتوقع أن يلتقي به في أي مكان بعد سنوات على فراقه.. يلتقي به صدفة في سوبر ماركت.


حيث كان الآخر ينتظر صديقه الذي طلب منه أن ينتظر وسيذهب ليرى ما المشكلة هنا، و لكن وهو يتمشى لاحظ شخصًا يشبه ابنه منذر، اعتقد في البداية بأنه يتوهم فقد تغير كثيرًا عن السابق من حيث الشكل والمظهر، لكن صوته لم يتغير أبدًا عندما تحدث مع ابنته.


ظل شاهين يتابع اندماج منذر مع ابنته بصمت وهو يراقب كل تحركاته معها.. فتاة صغيرة يبدو أن عمرها حوالي خمسة أشهر عرف علي الفور أنها ابنته لأنه سمعها عندما كان يلاطفها بحبيبه أبيها... عكس ما كان يفعل معه تمامًا.


يا له من عنف اللحظة، مرت الأيام بسرعة و تغيرت الملامح والبشر وتبدلت الأحداث و الزمن... والآلام ما زالت داخل كل منهما! جذبه الشوق والحنين واحتاجه رغبة جامحة في أن يلمس تلك الفتاة ويقبلها، يقبل حفيدته و يضمها إلى صدره، إنها جزء منه ومن ابنه الذي كان يومًا جزءًا منه، لذلك نادى على اسم الطفلة.


رمقها شاهين و والدها يحملها على ذراعه وما زال يلوي ظهره له ونظر في عينيها بكل معاني الماضي الذي مات، وقبل أن يلمسها تحرك منذر بسرعة وهو يقول بصوت جامد


= الظاهر حضرتك غلطان وبتشبه على حد تاني.. عن اذنك عشان مستعجل.


شعر شاهين بوخزات رهيبة وحــادة تجتاح بقلبه، غير مصدق رده فعله القاسية ليسرع قائلاً بلهفة 


= منذر استنى هنا يا ابني انا اما صدقت لقيتك .


لم يستطيع الآخر السيطره على نفسه أكثر فالتفت له وهو مشمئز من رؤية فصـــاح بصوت هــادر 


= انا مش ابنك واياك تقول الكلمه دي تاني.. إيه فاكرها سهله كده عشان اي واحد تنده عليه وتقول له ابني؟ لما تعرف قيمتها كويس ابقى انطقها الاول.


فُـزعت على أثره الرضيعة وبكت بخوف  فقبلها بحنو أبوي ونظر له بجفاء، وهدأها بحركات بسيطة ثم تحرك ليرحل حتى انه لم ياخذ طلبه. 


ظل شاهين مكانه يحاول استيعاب ما حدث!

ياااه، قسوة الأيام صاروا غرباء عن بعضهم؟ وفكر داخله اترى هل نسي من أكون بالفعل ام مجرد انكار؟.. 


لكنه لم يستسلم بعد وتذكر حديث صديقه السابق، فشعر شاهين بالرغبة في متابعتهم وهو يركض خلفهم رغم تعبه فكيف يمكنه تركهم بعد أن وجدهم؟ ولكن عندما خرجوا من المتجر، اختفوا في زحمة المدينة، في حين بقي هو واقفًا متأسفًا على خيبته وظلم الحظ وقسوة القدر.


لكن فجأة استدرك صوت بكاء الطفله جعله يلتفت إلى الجانب الآخر ليجد منذر يقف بجانب سيارته يحاول فتحها للرحيل بسرعة. تسارع بخطواته نحوه دون تفكير وهو ينادي عليه بصوت عالٍ دون أن ينظر أمامه للطريق والسيارات قادمة، وبنفس اللحظة تصطدم سيارة مسرعة به مما جعله يسقط أرضًا بدون وعي.


ثم هربت السيارة التي صدمته بسرعة، وتجمع الناس حوله وهتف أحدهم بانزعاج قوي


= لا حول ولا قوه الا بالله، هو حضرتك تعرفه هو تقريبا كان عمال ينده على حد في الاتجاه بتاعك 


تعلقت أعين منذر بوالده المطروح على الأرض والدماء تتدفق منه بصدمة كبيرة، ثم استدار برأسه بتشتت ونظر نحو الشخص الذي كان يسأله للتو، ثم أجاب بصوت متقطع.


= هاه، آآ لا ما اعرفوش.. ولا ليا علاقه بي .


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة