-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 15 - الأربعاء 21/8/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الخامس عشر

تم النشر يوم الأربعاء

21/8/2024




حين أصيب ليث بكتفه صار الفزع لغة الوجوه، والصمت يخيم على المزرعه، وقد أتى السيد فاخر؛ ليرى سر تلك الجلبه، وحين رأى ليث غارق بدماؤه والفتاة تختبأ به وتبكى، بينما ركض علي نحو ليندا التى كادت من خوفها أن تطلق رصاصة أخرى عليه، لكنه كان أسرع منها، فأمسك بالسلاح، وإنتزعه من يدها بقوه، وألقاه بعيداً، ثم إنهال عليها ضرباً وصفعاً حتى سقطت على الأرض خائفه تزحف للخلف، وقد أدركت أخيراً أنها مهما تظاهرت بالقوة أو حتى كانت قوية فظه فلن تضاهى قوة رجل غاضب، وقد أنقذها فاخر، لولا هذا لكان علي قضى عليها، وظنت أن فاخر سيعنفه لكنه بدلاً من هذا وبخها!


- أيتها الحمقاء! ألم تجدى سوى ليث؟! إذا ما حدث له أى شىء، فستصبح رأسك الثمن.


وضعت يدها على رقبتها بخوف: أنا لم أقصد، كما أنك لا تستطيع فعل هذا بى!


إبتسم بعينان تتسعان بصوره أخفتها، وكأنه ذئب وجد فريسته.


- أستطيع فعل كل شىء.


فزعت من كلماته، فحاولت إعادة عقله كما كان: أنا إبنة صديقك! إعتبرتنى إبنتك، لقد وعدتنى بالزواج من إبنك!


زوى جانب فمه ساخراً: هذا لأن مزرعة والدكِ ملك لكِ، وأنا أحتاجها، لكنك نسيتى نفسك، وتماديتى.


- ماذا؟!


ألجمتها الصدمه بينما نظر فاخر إلى علي أمراً: خذها وضعها بأحد الحظائر الفارغه، وأحكم غلق الباب عليها جيداً.


صرخت بعدم تصديق: هل جننت؟! أستسجننى أنا؟!


لم يبالي فاخر بها، وتوجه إلى ليث، بينما سحبها علي كالذبيحة، وألقى بها بحده داخل إحدى الحظائر، وإبتسم متشفياً.


- سأريكِ الآن منزلتك.


غادر تاركاً إياها منزويه فى أحد الأركان، خائفه باكيه، بينما كان ليث يجاهد ليظل واقفاً؛ ليحمى الفتاة، حتى علم أن الفتاة لم تعد فى خطر، فدفعها من أمامه بوهن، وسقط شبه غائب عن الحياة، وقام فاخر وبعض الرجال بنقله إلى منزل المزرعه، وهناك لم يرضى فاخر بأن يأتى بطبيب، فيتسبب فى بلبه لا طائل منها، فأمر علي بأن يغادر وأرسل إلى رجاله المخلصين، حينها أخرج أحدهم الرصاصه، وكوى جرح ليث، وصرخاته تدور بالمكان، لم يكن ألماً هيناً، كان أسوأ من ألم إصابته بالطلقة الناريه، وتهاوى جسده بوهن لساعات، وقد علم لاحقاً أن ليندا إختفت من المزرعه، ولا أحد يعلم عنها شىء، والفتاة كذلك، لكن لم يبدو على حبيبها أنه حزين أو متأثر، ولم يرتاح بال ليث إلا حين علم الحقيقة، لقد أراد فاخر مزرعة ليندا بأى صورة كانت، ووجد بعد تلك الحادثة أن هناك سبيل أسهل من زواجها من إبنه، فبعد ما عانته لليله كامله من الرعب فى مكان موحش، وقعت على ورقتين وهى تظنها تتنازل فقط عن مزرعتها؛ لتتخلص من هذا المكان، وستهددهم فيما بعد بفضح فعلتهم؛ لتستعيد مزرعتها، وليذهب علي ووالده إلى الجحيم، لكنها لم تدرك أنها تنازلت عن كل ممتلكاتها، وليست المزرعة فقط! والأخرى تُقر فيها بأنها جاريه مملوكه للسيد فاخر يفعل بها ما يشاء، وقد أرسلها مقيده إلى مشترى يرغب بجاريه بنفس مواصفاتها، وأى إن كانت ما ستفعله فلن يسمعها أحد، والفتاة الأخرى لم يوافق فاخر أن يتزوجها علي، فهى لا تليق بمركزه الإجتماعى، لكن يمكن لعلي أن يأخذها كجاريه له، ولكن علي أحبها بصدق، والفتاة لن ترضى بهذا، فتزوجها سراً دون علم فاخر، ورغم ما كانت تفعله ليندا، لكن ليث أحس بالإنزعاج لما حدث لها، لكن هذه ليست مشكلته فقد كان الجرح يؤلمه، ويقضى مضجعه، فقضى ليالٍ طويله سيئه خاصه أنه كان بفصل الصيف، والحر يضر بجرحه، ولم يعد إلى وكر المنظمه إلا بعد أن تماثل للشفاء، لكنه عانى كثيراً، فقد كانت ليندا خائفه حد الفزع مما دفعها لقتل سيدها، لكن إذا ما أخذها رجال القانون سينكشف ستر فاخر، لذا إختطفها رجاله وأعادوها إلى المزرعه، وكانت تظل طوال الليل تصرخ تريد الهرب، لكن لا أحد يهتم بها، وقد كان صوتها ينخر رأس ليث، لذا حين واتته الفرصه تسلل إلى مكان حجزها.


- سأساعدك لتهربين، لكن ما إن تبتعدى عن هنا لا تحاولى العودة حتى ولو على سبيل الإنتقام، فحينها سينحرون رقبتك، فهم بلا قلب.


كانت الحكمة تقتضى منها موافقته، وهى لا تنتوى العودة مطلقاً، ولا تريد ممتلكاتها، فلتنجو فقط بنفسها، وكانت معها تلك الورقه التى وقعت عليها بأنها أصبحت جاريه ملك لمن إشتراها، فقد سرقتها بعد أن قتلته، وقررت أخيراً التخلص منها فأشعلت بها النار، لكن النيران أضرمت فى المزرعه، ووسط الفزع والنيران أخرجها ليث من هذا المكان، وهربت بلا رجعه، ورغم أن النيران إلتهمت أشياء كثيره، لكن لم يتأذى أحد، وقد أنقذوا ما يمكن إنقاذه، وإنطوت تلك الذكرى السيئه طى النسيان، لكن حين أنقذ ليث الصبى بنفس السبيل الذى تم إنقاذه به أحس بالألم الذى مر به فى السابق، لقد تحمله بصعوبه، وهو ذو جسد قوى فما بال صبى صغير أحمق لا يعرف شىء، أعاد له صراخ الصبى وألمه كل الألم الذى مر به، وجعل الكوابيس تعود إلى منامه فقد ظلت تلك الحادثه ليالٍ طوال تطارده، يرى ما حدث ويشعر بنفس الألم.


❈-❈-❈


حين إستيقظ ليث بالصباح، ورأسه يضج بالألم، ويشعر وكأن جرحه لازال يتألم كما كان ذات يوم، وجد نفسه بين ذراعى ورده تضمه بحنان، فتنهد بإرتياح، لقد ذهب كل هذا ولن يعود.


كان وجه ورده الهادىء بلسماً أنساه ألمه، لكن ألم عظامه لتلك النومه المزعجه جعله يتململ، فإستيقظت ورده سريعاً، ونظرت نحوه بقلق، وبادرته بالسؤال.


- أأنت بخير؟


- أجل.


تنهدت بإرتياح: حمداً لله.


إبتسم بخفه: فلتصفحى لى ما سببته لكِ من قلق.


حركت رأسها نافيه: لا يهم أى شىء، المهم أنك بخير.


- أتعلمين.. ما يسعدنى الآن فقط هو أنكِ عودتى كما كنتِ، عدينى ورده أى إن كان ما قد أفعله مستقبلاً لا تبتعدى عنى مطلقاً، فحياتى بدونك بلا معنى.


قضبت جبينها متعجبه: ولؤلؤه؟!


بادلها تعجبها بآخر مثيله: ما بها؟!


- هل نسيتها؟!


- بالطبع لا!


إبتسمت بإنكسار: إذن.. أنا مجرد بديل.


إستنكر كلماتها بحده: لا.. شعورى نحوكما مختلفاً كلياً.


- كيف هذا؟!


- لا يمكننى أن أصف شعورى نحو لؤلؤه، لكن إنها إبنة يداى.


- ماذا تعنى؟!


- أعنى أننى من ربيتها، وجعلتها هدفى بالحياة حتى لم أعد أفكر، ماذا تعنى لى بالظبط؟!


- وأنا؟


إبتسم وهو يتأملها بعينان تصرخ بعشقه لها: أنتِ الحياة ورده، منذ عرفتك وشعور غامض يكتنفنى، ولكنى كنت أقاوم.. أنكر، لكن بالأخير أيقنت أنكِ من إختارها قلبى.


تلك اللمعة بعيناها، والبسمه التلقائيه التى إرتسمت على ثغرها جعلته ينعزل عن العالم بأكمله، ولا يرى سواها، والكون من حولها ضباب لا صورة له. 


❈-❈-❈


تبادلت رئيسة الخدم النظر بين سلمان والخادمة للحظات ثم، تنهدت بإنزعاج.


- سيدى.. لا أعلم حقاً ماذا فعلت تلك الفتاة بلؤلؤه؟! لكنى أعلم أنها من دفعتنى لكى أجعل لؤلؤه تعمل بالأعلى؛ لتخفف عنها وطئة العمل، ومن ثم فكرت بأن تدفعنى؛ للتخلص من لؤلؤه، بإدعائها أن لؤلؤه أصبحت عاله هنا بلا عمل، مع أن لؤلؤه حين كانت بصحتها كانت تقوم بعملها، وتساعد هذه الفتاة بعملها، فهذه الفتاة تتمارض كثيراً.


إحتد صوته الغاضب: ولما لا زالت هنا؟!


- سألقى بها بعيداً الآن سيدى.


فزعت الخادمه، وجثت باكيه ترجوهما بأن يرحماها، وصوت صراخها الخائف جمع كل من بالقصر، حتى والدته التى وقفت تنظر إلى المشهد بإحتقار وعجرفه، وكاد سلمان أن يبتعد تاركاً الخادمه تكاد تُقُبل حذاؤه ليعيدها إلى عملها، فإذا ما تركت العمل لديه فلن تجد مكاناً آخر، وستضور أسرتها جوعاً، ولكن صوتها اليائس وصل إلى لؤلؤه التى نهضت متعبه، تنظر من النافذه؛ لترى ما يحدث، ورغم حنقها على تلك الفتاة، لكنها لم تستطع رؤيتها هكذا، فتمتمت بضعف.


- لا إتركوها!


لم يكن صوتها يكاد يصل إلى أى منهم؛ لأن الأخرى تصرخ بصوت عالٍ منع أى أصوات أخرى من الإنتشار، ولكن وكأن سلمان أحس بها، فرفع عيناه عن الخادمة، وإذا بزهرته النضره تنظر إليه برفض لما يحدث.


ترك سلمان كل شىء، وتوجه نحوها، ولم ترتعب فقط بل شحب وجهها كلياً، حتى كادت أن يغشى عليها، لكنه أمسك بكتفيها سريعاً؛ لمنعها من السقوط وهمس بيأس.


- لا تخافى منى أرجوكِ.


- ماذا تفعل بصديقتى؟!


- ألم تؤذيكى.


- لا أهتم، إتركها!


- أنا أتركها بالفعل، أريدها أن ترحل، وهى لا تريد ذلك.


- أقصد إتركها تعود إلى عملها.


قضب جبينه للحظه، ثم قرر إستغلال هذا الموقف لصالحه.


- موافق، لكن ليس بدون مقابل.


إبتلعت ريقها بخوف: ماذا تريد؟!


- أريدك أن تكفى عن الخوف كلما رأيتينى.


همست بخوف: ليس بيدى.


- لما تخافينى هكذا؟!


- لأنك مخيف بالفعل؟ أنت لم ترأف بالفتاة، ألا ترى حالتها؟!


نظر سلمان إلى الخادمه، وبلحظه تخيل لؤلؤه بمكانها، ففزع حتى أنه ترك كتفى لؤلؤه، وإبتعد مجفلاً خطوه للخلف، لذا هتف بصوت عالٍ.


- عودى إلى عملك، وكفاك نحيبا.


توقفت الخادمة عن البكاء، ونهضت تركض نحوه غير مصدقه.


- هل ستتركنى أعمل؟!


- أجل ولكن لا أريد مزيد من سوء تصرفاتك هنا!


- لن أفعل ذلك مطلقاً.


مالت تقبل يده فأبعدها بإنزعاج: لا أحب هذا الذل، والآن عودى إلى عملك، إاشكرى لؤلؤه، فلولاها لما تركتك هنا للحظه أخرى.


غادر سلمان منزعجاً، بينما ظلت الخادمه للحظات تستوعب ما قاله لها، ثم نظرت إلى داخل النافذه، فوجدت لؤلؤه وقعت مغشى عليها، فحين تركها سلمان وشرد للحظه بتخيولاته المؤلمة تلك، لم يسمع صوت سقوطها خاصة والأخرى تُغرق الهواء بصراخها.


صرخت الخادمة بهلع حقيقى: أغيثونى!


توقف سلمان، وإستدار متفاجئاً ليجدها تشير إلى الجميع بالقدوم، فتقدم نحوها منزعجاً، فصرخت بخوف.


- إنها لؤلؤه!


حين صرخت الخادمه تستغيث، دون تفكير بأى شىء، ركض سلمان، ثم قفز من النافذه إلى الداخل، وحمل لؤلؤه إلى فراشها، وتفحص نبضها فوجده ضعيفاً، فصرخ بالمجتمعين خارج النافذه؛ بدافع الفضول الذى تحول إلى قلق وخوف حين رأوا حالة لؤلؤه.


- أحضروا الطبيب!


حاول سلمان إفاقتها بلا فائده، وكان الخوف عليها  يقتله، فضمها إليه، وهو يهمس داعيا لها بالشفاء، وقبل أن يصل الطبيب، كانت والدته تقف أمامه تنظر نحوه بإستنكار وغضب، فهو لم يهتم لأحد ذات يوم كما يفعل الآن، وساءها أن تراه خائفاً هكذا على جاريه تراها بلا أهميه، فسخرت من موقفه هذا بغضب.


- لم أكن أعلم أنك ترفض الأميرات؛ لتتغزل بالجوارى!


أدار رأسه نحوها، وأمرها بسخط: أُخرجى من هنا!


رفعت حاجبها بتحدى: لن أفعل، أترك تلك الجاريه! وأخرج من هنا، هذا لا يليق بك!


- إما أن تخرجى، أو سأخرجك أنا.


أشارت إلى نفسها بتكبر: أنا هنا سيدة هذا القصر!


ترك سلمان لؤلؤه برقه ونهض، ودون مقدمات أمسك ذراعها ودفعها إلى الخارج، وظل يدفعها وهو خلفها حتى كادت ترتطم بالحائط، ثم دفعها بعيداً عنه بغضب، وصرخ بها.


- لا شأن لكِ بما أفعله، أو لا أفعله.


إستنكرت هذا: أنا أمك!


فعلق بإحتقار وبرود: لا أهتم.


لمعت عيناها بالحقد، وإبتسمت بخبث مخيف: وهل لن تهتم، حتى لو علمت أنها مجرد جاريه وضيعه.


صر أسنانه بغضب: أعلم أنها خادمة هنا.


زوت جانب فمها بسخريه: لا عزيزى، ليست خادمه، إنها جاريه، إنها آخر مقتنياتى.


للحظه تجمد كل شىء من حوله، وصوت الطييب الذى وصل هو ما أعاده إلى الواقع، فنظر له مقتضب الجبين.


- إفحصها سريعاً.


- حسنا سيدى.


دخل الطبيب برفقة مساعدته إلى غرفة لؤلؤه، فصرخت والدة سلمان بغضب وإستنكار: أمازلت مهتماً بها بعد معرفتك أنها جاريه!


- لم أعد أهتم بتلك الفوارق الحمقاء، كما أنها لم تختار حياتها تلك.


شخصت عيناها ذاهله! أوليس هذا سلمان نفسه الذى منع تلك التجاره، وإحتقر كل العبيد!


نظرت له بعدم تصديق: إنها جاريه، أنت تمقت الجوارى!


- لم أعد كذلك.


وجدت أنها يجب أن تضغط على جرحه؛ ليعود إلى ما كان عليه.


-  ألا تذكر أن إحدى الجوارى قتلت أخاك المسكين؟


لاح المقت بعيناه: أنتِ من قتلته بإهمالك، ولديكِ الجرأة الآن لتلقى بجُرمك على أكتاف غيرك!


- ماذا؟!


تناهى إلى سمعه صوت أقدام، فأدرك أن الطبيب إنتهى من الفحص، ووجد أن والدته لازالت ستتابع حديثها الأجوف، فرمقها بإنزعاج.


- كفاكِ هذياً الآن.


خرج الطبيب بعد لحظات، وأخبره أن لؤلؤه تحتاج إلى الغذاء، والراحه، وعدم إزعاجها بأى شىء كان، فعلى ما يبدو سبب ما بها هو ألم نفسى، أو خوف من شىء ما.


إبتلع ريقه بصعوبه حين أدرك أن تواجده بالقصر  يعنى إستمرار مرض لؤلؤه، فهو مصدر خوفها المبهم.


-  حسنا أشكرك.


- لا داعى للشكر، أتمنى لها الشفاء.


أومأ له بصمت، فغادر الطبيب، ومن ثم دخل سلمان إلى لؤلؤه، لكنه توقف بالباب يتأملها للحظات حتى دوى صوت والدته الساخط.


- أمازلت تهتم بها؟!


لم يجيبها بشىء بل أغلق الباب ببطأ، وأمر رئيسة الخدم أن تهتم بلؤلؤه جيداً حتى تتعافى، وتوجه إلى غرفته، فلحقت به والدته التى وجدته يجمع أشياؤه بحقيبه ضخمه، وهذا يعنى سفراً طويلاً، فسألته بقلق.


- ماذا تفعل؟!


لم يجيهبا، فأسرعت نحوه تدفعه فى كتفه بغضب: أجبنى هنا!


توقف ينظر إليها للحظات: أتعلمين.. أنا أمقت حتى دمائى التى ورثتها عنكِ، أنا سأرحل، ولا تحاولى إيجادى أو رؤيتى مجدداً، فيكفينى ما عانيته منكِ طوال حياتى.


صرت أسنانها بغضب، وسألته بحده: وستأخذ الجارية معك، لا إنها ملكى، سأمنعك، ومهما فعلت لن أبيعها إياك.


التشفي بصوتها زاده مقتاً لها، لم تهتم لرحيله، ما همها هو ألا يأخذ الجارية، فيسىء إلى غرورها، فتمتم بصوت شارد.


- لن أخذ شىء سوى ما يخصنى فقط، والآن إتركينى بحال سبيلى.


لكنها لم تتركه، بل ظلت تتوسله لكى يتراجع، وحين كاد يلين أساءت الحديث.


- سأعطيك تلك الجاريه، ولكن لا ترحل.


إحتدت نظراته مجدداً، ونظر نحوها بإزدراء، وصرخ بغضب.


- أنا أكرهك!


دفعها؛ لتبتعد عن سبيله، ولم يوالى أى أهمية لنحيبها خلفه، أو توسلها مطلقاً، وغادر بعد أن أوصى رئيسة الخدم بالعناية بلؤلؤه، كذلك أمر البستانى بزرع شجرة ورد من أجل لؤلؤه، وأخبره إذا إستطاعت هى بنفسها زراعتها تحت إشرافه سيكون أفضل، علّ هذا يُحسن من حالتها.


غادر يحمل ألمه بصدره -ويا للعجب- رغم مقته القديم للعبيد، لكنه لم يستطع أن يسخط على لؤلؤه، فكل ما يهمه الآن هو شفائها، ولعل إبتعاده يشفيها 


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة