-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 7 - الجمعة 9/8/2024

 


قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل السابع

تم النشر يوم الجمعة

9/8/2024


بعيدا عن تلك الجدران الخانقه، والأسوار العاليه التى تحيط بسجنهم هذا.


بأرضٍ أخرى، يريد صاحبها العدل، والحريه لكنه لم يكن عادلاً بالفعل، أو حتى صادقاً!


وقع قدر لؤلؤه بين يديه، ومنذ أتت وهى تسمع عنه الأهوال!


لكنها مجرد خادمه بسيطه لا يشعر بها أحد لكنها تشعر بكل ما يدور حولها؛ فمنذ خدعتها علياء بعد صدمتها بليث أصبحت لا تثق بأحد، ولكنها لم تكن تعلم أنها حتى لو ظلت بحالها لن يتركها الآخرون وشأنها!


فهى جميله مميزه بين زميلاتها، وقد قررت رئيسة الخدم جعلها قريبه منها؛ فهى طيبه مطيعه سهلة التعلم.


❈-❈-❈


أقيم حفل فاخر يحوى كبار رجال الدوله، ونسائها المرفهات، تتلألأ الجواهر فى إنعكاسات الأضواء القويه المتناثره هنا، وهناك حتى جعلت الليل نهاراً مشمساً.


بين هؤلاء كان هناك عينان تترقبها بغموص، لم تفارقها للحظه حتى أنه إعتذر من مضيفه، ولم يعبأ بأحد حين توجه نحوها يستوقفها!


نظرت حولها بخوف، ثم سألته بإرتباك: بماذا اخطأت سيدى؟


- لا شىء مطلقاً أنا فقط أريد أن أعرف إسمك.


تفاجأت بكلماته فنظرت له حينها إتسعت عيناها بدهشه!


تلك العينان الثاقبه تعرفها جيداً، ذاك الفم الحازم، والشعر الكحيل هل صبغ بعض خصلاته بالرماد ليتخفى بين الحضور؟


حينها همست بإسمه دون أن تنتبه: ليث!


قضب جبينه متعجباً: ليث إسم فتى بنيتى، وأنتِ فتاة!


صوته يشبهه كثيراً لكن لا ليس هو! 


تدخل سلمان بإنزعاج: بماذا أخطأت الخادمه سيد كاظم؟


- لم تخطىء مطلقاً، لكنى أريد أن أعلم من أين أتيت بها؟


- لستُ أنا، فشأن الخدم تختص به رئيسة الخدم تحت إشراف والدتى.


- ما إسمها؟


- من؟!


أشار إلى لؤلؤه: هذه الخادمه.


- لا أعلم، ولكن لما تهتم؟!


كاد أن يقول شيئاً، ولكنه تراجع باللحظه الأخيره وإعتذر منه، وإبتعد فنظر سلمان إلى لؤلؤه بإزدراء.


- إذهبى إلى عملك.


غادرت خائفه مرتبكه، لا تعلم من هذا؟ ولا ماذا أراد منها؟! ولا ما الذى سيفعله بها سلمان؟


❈-❈-❈


بينما غادر كاظم الحفل باكراً، وظل طوال الطريق شارداً حزيناً يتذكر الفاجعه التي دمرت حياته، وأوحدته، لقد ظل يتنقل يوماً كاملا بين الجثامين الغارقه بالدماء؛ يبحث بيأس عن صغيريته البريئه، وإبن أخاه الوحيد بلا جدوى!


أمر رجاله بالبحث، ووضع مكافئه ضخمه لمن يعيد إبن أخاه له؛ فلديه صورته، أما إبنته فلم تتثنى له الفرصه لتصويرها.


مر يوم وآخر، وتم تنظيف القصر، ودفن الموتى، وقلبه البائس فقد قدرته على الحزن فلم يستطع البكاء على فقدان أخاه، ولا زوجته التى أعدها بمثابة أخت له، وإبنهما ضائع.


أما شريكة حبه فلم يستطع حتى النظر بوجهها الفاقد للحياه لضياع إبنتهما.


قتله الألم واليأس، ولكن ما أعاد له الحياه حين أخبره رجال الشرطه بتوصلهم لمرتكبى الجريمه الشنعاء التى تمت بقصره.


حينها إعترف المجرمين أنهم لم يستطيعوا الوصول للصغيرين؛ لأن الصبى إستطاع بذكاء الهرب بالفتاه الصغيره، ويحول بينهم وبينها.


أعطاه إعترافهم الأمل من جديد، والإعتماد على عابد؛ ليعيد له إبنته، لكن الحسره إعتمرت قلبه؛ حين أخبروه أن من إستأجرتهم أرادت منذ البدء قتل زوجته، وإبنته فقط!


لكن الأمور خرجت عن السيطره، وقد وصفوا تلك المرأه وصفاً دقيقاً يؤكد له أنها والدته العزيزه!


لم يتخيل أن الحقد قد يصل بها إلى هذا الحد، لذا إحترق أى آثر بقلبه من محبه تجاهها، لكنه لم يخبر الشرطه بهذا؛ فقد قرر أن يثأر لنفسه بنفسه 

لكن بعد تفكير وجد أن هذا سيكون تعذيب نفسى له لا فائده منه؛ لذا أخبر رجال الشرطه أنه من سيسلمهم القاتله؛ فإنتظر يوم قدومها بهدوء مخيف ،وجعل رجال الشرطه تختبأ بالحديقه فى إنتظار عودتها.


❈-❈-❈


كانت سيلانه غائبه عن كل شىء حيث كانت لم تتابع الأخبار؛ لكى لا تثير ريبة أحد؛ فهى بالعاده لا تعبأ بالأخبار ولم يستطع أحد إخبارها بالمأساة التى حلت بعائلتها.


لذا وصلت تنظر حولها بسعاده تستمتع بالهدوء المحيط؛ لظنها أن السبب هو تخلصها من الصغيره ووالدتها.


حين رأت كاظم يجلس بأريحيه فى الحديقه يتأملها بصمت، أسرعت نحوه ببسمه سعاده.


- عزيزي إشتقت لك.


لكنه لم يحرك ساكناً، فوقفت تنظر له بإمتعاض : ما بك أهكذا تستقبلنى؟!


أجابها ببرود: لقد رحل الجميع.


تصنعت الغباء: إلى أين هل سافرا فى نزهه؟


لكنها لم تنتبه أنها أثنت فى سؤالها رغم أنه جمع!


- لا رحلوا للأبد ماتوا.


- ماذا؟


لمعت عيناها بإنتصار كريه جعلت ظنونه نحوها تزداد أكثر؛ لذا أخبرها بما أنها لم تستطع إخفاء سعادتها بحزنها الزائف سيؤلمها أولا.


- لقد رحل إبنك الأكبر.


إتسعت عيناها بصدمه، فتابع بتباطؤ متقصداً: ورحلت زوجته.


إزداد الذهول بعيناها، فتابع بأسى: وكذلك إبنهما.


فصرخت برعب: لاااااا مستحيييييل!


- هذا قدرهم.


- لماذا؟! كيف؟!


أوضح لها ببطأ؛ ليزيد ألمها: لقد أتى مجموعة من القتله فتكوا بهم ببشاعه.


فصرخت بغضب: وما الذى أتى بأخاك، وأسرته إلى غرفة نومك؟!


هنا وتلك الذله أكدت له ظنونه إنها القاتله، ودون تفكير بمن تكون نهض كالإعصار، ولطمها على وجهها بحده أسقطتها أرضاً وصرخ بغضب.


- إقبضوا على القاتله.


ألجمت الصدمه لسانها للحظه، ثم صرخت مستنكره حين وجدت حولها الجنود يمسكون بها.


- إبتعدوا أيها الحمقى! ألا تعلمون من أنا؟! أنا ملكة هذا القصر!


زوى جانب فمه بسخريه: ستعانين أيتها الملكه المبجله.


نظرت إليه بسخط: هل جننت؟! أنا أمك!


- لا.. بل تعقلت سأقذف بكِ إلى الجحيم الذى تستحقينه.


- ليتك مت بدلاً من أباك، ما كان قد يحط من قدرى هكذا!


قهقه بصوت مخيف لا مرح فيه: لو كان على قيد الحياه لفقد قدرته على الحركه والكلام من الصدمه؛ خاصه حين يعلم أى الأفاعي آواها بمنزله؛ بسبب حفنة عادات باليه أصبح لحقود مثلك شأن! ولكن كل هذا سيتغير وبفضلك سأتخلص منكِ للأبد.


صمت للحظات يفكر، ثم تابع بحقد: أتعلمين؟ الموت لكِ راحه سأذيقك العذاب لكى تتلذذى بأيامك الأخيره بمراره، سأجعلك تتمنين الموت دون أن تناليه.


عين محامين عظماء؛ لنجدتها من الحكم بالموت، لكنها حين ظنته لان من جهتها تفاجأت بأنه ينصب لها فخاً أسوأ ستسجن مدى الحياة ولن ترى النور يوماً!


وتركها على ظنها بأنها قاتلة أخاه وأسرته، ولم يجعلها تعلم بأنها تخلصت من زوجته، وإبنته لتهنأ بإنتصارها.


أفاق من شروده إثر صوت سائقه، وهو يخبره بأنهما وصلا القصر!


فترجل من السياره يتأمل قصره المهيب الموحش الذى فقد روحه حين رحل الجميع. 


أصبح وحده يعانى، وكأنه هو من يُعاقب، وليست والدته الحقود.


❈-❈-❈


جلست لؤلؤه تنظر من نافذة غرفتها الصغيره تبكى بألم؛ فقد توعدها سيدها بنظرات مخيفه!


سيدها الذى حذرتها رئيسة الخدم ألا تذل لسانها، وتخبره أنها جاريه مشتراه! هى فقط خادمه، وتتقاضى أجراً لكى لا تعاقب، ولكنها لا تعلم لما قد تعاقب هو من إشتراها أليس كذلك؟!


كما لا تعلم لما توعدها بغضب؟! إنها لم تفعل شيئاً مطلقاً! ولا تعلم حتى من كان ذاك الرجل الذى إستوقفها، لكن كل ما تعلمه أن رؤيتها له آلمتها أكثر؛ فقد ذكرها بأن هناك من كانت تعتمد عليه دوماً، من كان الحامى الرادع لأى أذى عنها، من إكتشفت أنها لا شىء بالنسبة له، من تتمنى وجوده هنا حتى ولو كانت حيوانه الأليف، فهى راضيه بهذا، وللحظه فكرت هل كانت له يد فى بيعها؟ ألهذا قص عليها تلك القصه عن عشق وأختها؟! هل أراد أن يوضح لها من تكون؟ وما هو مصيرها؟ لكنها نفضت عنها تلك الفكره حين تذكرت نظرات التاجر لها ومن معه.

نعم هى لا تعلم معناها لكنها كانت نظرات مخيفه مقززه، وقد أرعبها صوته حين تمت البيعه، وسمعته وهو يعترض بإنزعاج.


- إذا كانت تلك الجوهره ستصبح خادمه فقط فلما لا نستمتع بها ما دام سيدها لن يعلم؟


فعنفه أحد شركاؤه: أجننت أم ماذا؟! المشترى قال أنه يريدها خادمه نعم لكننا لسنا على يقين إذا ما غير رأيه، حينها سيفتك بنا لهذا الخداع.


لكن التاجر إستنكر قوله: هذا الرجل يورد الخدم إلى منزل السيد سلمان، وهو يمقت الجوارى.


- أيها الأحمق الرجل يتعامل مع الكثير، وقد لا يأخذها ذاك السلمان؛ لذا كف عن هذا، حتى لو كانت لسلمان لن تنالها.


- ولما لا؟!


زوى الآخر جانب فمه بسخربه: ألديك ثمنها؟


- لا


- إذن لا تحلم بالأمر، أعلم أنها جميله مغويه، لكنها ليست لك أتتذكر ليث؟


إتسعت عينا التاجر بخوف: ياللهول! ولما تذكره؟!


فأوضح له: أذكره؛ لأن تلك الفتاة كانت له، والرئيس باعها لنا من دون علمه؛ لذا يجب التخلص منها بأسرع وقت، ووحده سلمان من لن يقترب منه ليث، لا أعلم لما؟! رغم أن ليث لا يخافه مطلقاً لكنه لا يحاربه على أى من أعماله لذا لابد وأن تباع.


صر أسنانه بغضب: ذاك الوغد دوما ما كان حسن الذوق، ولكنى سعيد أنه لم ينالها.


- ولا أنت.


- يا للهول أنت مزعج بحق، حسنا سأتناساها.


وتلك كانت كذبه؛ فالليله السابقه لرحيلها من هناك أتى إلى غرفتها، وحاول التهجم عليها، لولا أن خوفها جعلها تطلق صرخه مرتعبه حين إقترب منها بعينان مخيفه جعلت شركاؤه يهرعون لنجدتها، وقد إنهالوا عليه ضرباً، وقبل أن يفيق كانت قد تم نقلها إلى هنا.

بعد أن أصبحت هنا أخبرتها إحداهن أنها محظوظه؛ لأنها خادمةٌ هنا ولم تباع بمكان آخر، وإلا ذاقت الأهوال بحق.


بينما سألتها رئيسة الخدم الليله عن الخطأ الذى إرتكبته، فأقسمت لها باكيه بأنها لم تفعل شىء مطلقاً، وقد صدقتها، وتركتها تذهب إلى غرفتها.


❈-❈-❈


حين إنفض الحفل توجه سلمان إلى غرف الخدم والغضب يكتنفه ،فلا كلمات كاظم، ولا حديث رئيسة الخدم أقنعاه فلسبباً ما يمقت رؤية تلك الخادمه منذ أتت إلى قصره. 


دفع باب غرفتها بغضب غير عابئاً بأى إن كان وضعها بالداخل، فإنتفضت فزعه تنظر له بخوف ووجهها الصافى تغطيه الدموع وتمتمت بخوف.


- أنا لم أفعل شىء سيدى، هو من إستوقفنى ليسأل عن إسمى ولا اعلم لما؟!


- السيد كاظم من أعالى القوم تترامى تحت قدميه النساء من أثرى العلائلات، وكلهن أجمل مما قد يتخيل عقلك الفارغ، فهل تظنين أن خادمةً بعمر إبنته قد تلفت نظره حتى.


- يا سيدى لم أفتعل ما يستوجب منه لفت الإنتباه إلي، أرجوك صدقنى.


- لا أصدق أى منكم؛ فأنتم حفنة أوغاد لا أكثر.


- لم أفعل شىء!


- هذه المره أحذرك، الخطأ التالى قد أجلدك بسببه 


تركها تنظر فى إثره مرتعبه، وظلت طوال الليل جالسه تضم قدميها إلى صدرها، شاخصة العينين إلى باب غرفتها الذى مازال مفتوحا كما تركه حتى غلبها التعب، وإستأثر بها النوم فسقطت نائمه حتى أيقظها جرس الصباح لإيقاظ الخدم.


❈-❈-❈


نهضت لؤلؤة مرهقه متألمة عظامها؛ إثر نومتها المزعجه، لكنها لا تستطيع سوى أن تنهض؛ لتقوم بعملها، فإغتسلت علها تفيق، وتوجهت إلى المطبخ، ودون أن تسأل رئيسة الخدم قرأت الألم، والحزن بوجهها، والهالات السوداء المحيطه بعينيها، لذا لم توكل إليها أعمالاً كثيره اليوم، فأضمر ذلك للؤلؤه الحقد فى نفس إحدى زميلاتها التى لم تكن تتمنى أى خير لأحد. 


❈-❈-❈


كان سلمان بالحديقة يحتسى مشروبه الصباحى بعد أن تناول إفطاره حين ترأى له جسداً صغيراً يقفز؛ ليقطف حبات البرتقال، فدقق النظر ليجد أنها الخادمه التى وبخها بالأمس.


- أتلك الفتاة حمقاء أم تتصنع هذا؟! ألم ترى السلم؛ لتصعد عليه تقطف الثمار؟!


ظل يتابعها بتسليه فقد إلتقفت من أسفل الشجره غصناً جافاً، وحاولت إيقاع الثمره به، حتى رآها البستانى، وقطف من أجلها الثمره مع بسمه مشجعه فتذمرت بغضب 


- لما لستُ طويله؟!


- المرأةُ القصيرةُ كنز كبير.


- أحقا؟! إذا لما أشعر أننى عثرةُ بالطريق لا أكثر؟


- من قال لك هذا لا يفهم. 


إبتسمت بإمتنان: أشكرك يا عم على رفعك لمنوعياتى.


- أشكر هذا الصباح الذى أتى بكِ إلى الحديقه، أتعلمين يا بنبتى؟ رؤيتك تسعد يومى.


- وأنا كذلك يا عم أعتذر منك فلابد أن أذهب إلى عملى.


- كان الله بعونك.


دارت على عقبيها فأصبح وجهها بإتجاه الشمس، وقد كان واضحاً جداً بأن الشمس تزعجها، كما أن بشرتها تؤكد أنها لم ترى الشمس يوماً، مما جعل سلمان يرتاب، ويتسائل بينه وبين نفسه عن هذا، ولكنه نسى هذا حين رأى عيناها، فأحس بالذنب، فالفتاة لا تبدو لعوباً مطلقاً، كما أن السيد كاظم لن يسمح بأى إن كانت التلاعب به، ولن يساعد فى إخفاء أثر مخطىء لأى سبباً كان، كذلك رئيسة خدمه، لم يرى من الفتاة ما يسىء إذا لما يريد إيلامها؟! والآن وجهها الحزين، وعيناها التى تشعب بها اللون الأحمر، وغلفها إسمرار التعب، جعلاه يشعر بالذنب فعلى ما يبدو أنها قضت ليلتها مستيقظه خائفه بسببه، فتنهد بإنزعاج

بينما كان البستانى يتابع خطوات لؤلؤه حتى غابت عن ناظريه، فعاد إلى عمله وهو بتمتم بتأثر.


- أى قدرٍ أسود أتى بكِ إلى هنا يا بنيتى المسكينه؟


❈-❈-❈


ظل كاظم طوال الليل ينظر إلى صورة زوجته الراحله، يفكر فى تلك الخادمه!


كيف رأى بها وجه زوجته؟! لا ليس وجهها فقط بل إنها تجسيد حى لصورتها، لكن بشرتها أكثر صفائاً، تبدو كمن تربت بالظلام، لم ترها أشعة الشمس يوماً على خلاف زوجته التى كانت متوردة الوجنتين تنضخ بالحياة، ولون عيناها يختلف كلياً عن عينين زوجته، لكنه لا يختلف مطلقاً عن عينيه هو، فهل تكون تلك الخادمة هى نجمته التى فقدها منذ نعومة أظافرها؟ لكن إذا كانت هى فأين عابد؟ كيف تركها لتخدم؟ ولما لم يعودا إليه بعد أن تم سجن سيلانه؟ هل نسى طريق العوده؟ أم أصيب؟ أو لعله مات بمكان ما!


تنهد بيأس فكل إحتمالاته بلا فائده، لقد كان عابد صبياً صغيراً، ونجمه رضيعه فبأى سبيل سيستطيع صبى بمثل عمره حينها إطعام رضيعه لا تتناول سوى حليب والدتها المتوفاه؟! من أين له أن يأتى به لها؟! حتماً ماتت جوعاً، وعابد لم يستطع إنقاذها، ومن المؤكد أنه هو الآخر لم يتحمل ما مر به وبها ورحل، إنه يحيى على الأوهام التي مازالت تعبث برأسه، ويتمسك بالأمل الضعيف بأنهما لازالا على قيد الحياة ما دام لم يرى جثمانيهما، لقد فقد رغبته بالحياة.

لقد سجن والدته وقلبه وروحه معها، ورغم مقته لها، لكن الجزء الضعيف بقلبه يدفعه للسؤال عنها، والتأكد أنها بخير، وتلقى معامله حسنه بداخل السجن.

يكفيها فقدها لحريتها وسلطتها، وقد علم أن هذا أفقدها غرورها، وتعاليها، وجعلها صامته كئيبه، وقد توسلت لرؤيته لكن بلا جدوى، فقد رفض تماماً بل وثار على من أرسل رسائلها له، وأمره بألا يعيد الكره مجدداً، لم يعد يجد بالحياة أى لذه


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة