-->

رواية جديدة المتاهة القاتلة لحليمة عدادي - الفصل 3 - الجمعة 2/8/2024

 

قراءة رواية المتاهة القاتلة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية المتاهة القاتلة

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة حليمة عدادي


الفصل الثالث


تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024

❈-❈-❈


أخذ نفسًا عميقًا.. وسحب الخنجر بمهارةٍ وغرزه في صدره، سحبه وطعنه عدة طعناتٍ متتالية حتى سقط أرضًا، نظر إلى رفاقه قائلًا:

يلا اتحركوا بسرعة، ممنوع حد فيكم يبص وراه.

حمل "دينيز" على ظهره وركض وهم خلفه، لم يلتفت أحد منهم خلفه، كل همهم الفرار من هذا المكان وإنقاذ أنفسهم من موتٍ بشع، ركضوا حتى شعروا بانقطاع أنفاسهم وتصببوا عرقًا.. وبعد مدةٍ من الركض حينما شعروا أنهم ابتعدوا عن المكان بالقدر الكافي جلسوا حتى يلتقطوا أنفاسهم المسلوبة.

 تحدثت إليف بتعب كانت تشعر بالدوار، وضعت يدها على بطنها، كان يُصدر أصواتًا عالية دليلًا على شدة جوعها:

ماريا، أنا جعانة أوي، وعايزة أشرب مش قادرة.

نظرت "ماريا" إلى أختها بحزن، كيف ستحصل على طعام، فهي لم تعد تشعر بالجوع من شدة الرعب الذي مرت به، حتى أنها نسيت أي شيء اسمه ماء أو طعام. 

لازم نلاقي ميه وأكل، وإلا هنموت من الجوع.


تفحص "رام" المكان جيدًا، فهو يدرك خطورة المكان، هو يعلم أنهم إن ظلوا هنا فسيكونون فريسة للذئاب أو أي شيء آخر من هذه المخلوقات الغريبة، وطلب منهم أن يكمل السير حتى يجد مكانًا آمنًا لتضميد جرح "دينيز". 

 نظر "جان" إلى "دينيز"، كتفها ما زالت تنزف وهي تتألم، وطلب منهم التوقف قليلًا، تحدث بحزنٍ من هذه الحالة التي وصلوا إليها:

رام، هاتلي شوية أعشاب أحطها على الجرح علشان النزيف يقف.

 

المكان كان مليئًا بالأعشاب الطبية، قطف "رام" مجموعة من الأعشاب، وخلع قميصه ووضع فيه العشب وطحنه بالحجر، نظر إلى "ماريا" التي كانت شاردة.. تنهد وناداها كي تلتفت إليه:

ماريا، ماريا، تعالي خديه، وحطيه على جرح دينيز علشان نتحرك.

وقفت بتعب أخذته منه وجلست جانب "دينيز"، أنزلت ملابسها قليلًا وضعت على الجرح الأعشاب كي يتوقف النزيف، مزقت قطعة من ثوبها وربطت بها الجرح، ثم نادتهم بعدما انتهت كي يكملوا طريقهم.

تحركوا من المكان على أمل أن يجدوا مخرجًا، بعد مدةٍ من سيرهم وسط الغابة ينظرون إلى السماء، لم يظهر لهم شيء، الأشجار كثيفة ومتشابكة مع بعضها. 

نظر "رام" إلى شجرة توت كانت قريبة، طلب منهم أن يصعد وهم يجمعوا ما يسقط منها، اقتربوا من الشجرة، صعد "رام" عليها، الفتيات جلسن على الأرض، و"جان" جمع كل التوت الذي سقط على الأرض، ووضعه أمامهم حتى جمع كمية كبيرة ونادى "رام" كي ينزل.

 اجتمعوا حول التوت وبدؤوا الأكل، كانوا جائعين بشدة، لم يتحدث أحدٌ منهم، كل واحدٍ شارد يفكر. 

قاطع صمتهم صوت "إليف" الحزين:

امتى هنخرج من هنا؟ أنا خايفة أوي، ماريا، خلينا نرجع عند بابا، على الأقل هناك مفيش رعب زي دا.

نظروا إليها بحزن، كيف لفتاة في عمرها أن تتحمل كل هذا.

 تحدث "رام" يحاول التخفيف عنها:

متزعليش يا إليف، إن شاء الله هنخرج من هنا وكل دا هيخلص.

 

خرجت "نايا" من صمتها، فهي لم تتكلم طوال الطريق، وهي تحكي عن خوفها وتطلب منهم العودة حتى لو قتلها والدها لن تعترض، أفضل من كل هذا الرعب الذي عاشته، كل ما صدر صوت تفزع، حاولوا تهدئتها، فهذا ليس وقت الخوف بل وقت الصمود. 

جمعوا ما بقي من التوت وواصلوا السير، على أمل أن يجدوا مخرجًا من هذا المكان المرعب، بعد مدة من السير شعروا بالتعب واليأس كأنهم يسيرون في المكان نفسه، الأشجار في كل مكان، وصوت الريح الذي يبعث الرعب في القلوب.

 وقفوا عندما سمعوا صوت وقع أقدام تقترب منهم، تحدث "جان" وهو يشعر بالأمل الذي عاد له، يطلب منهم الصمت لمعرفة مَن القادم. 

تحدث "رام" قائلًا:

 بس أنا مسمعتش حاجة يمكن دا صوت الريح أو...

 وقف الكلام في حلقه حينما شعر بشيءٍ حادٍ يوضع على رقبته، وسمع صرخات أصدقائه من خلفه، استدار بفزع.. ويا ليته لم يستدر، وقف الكلام في حلقِه ووقع على الأرض بصدمة لم يعد يشعر بالهواء، اختنق لم يصدق ما تراه عيناه.


لم يفهم شيئًا مما تراه عيناه، جسم إنسان برأس حيوان ما هذا؟ 

هل هذا حلم أم حقيقة! أم من شدة التعب أصبح يتخيل أشياءً مستحيلة!

قطع شروده حين سحبه ذلك الشيء الذي وراءه، ومعه آخرون سحبوا البقية. 


تحدث "جان" برعب، لم يعد يفهم شيئًا:

رام، إيه اللي بيحصل، اللي بشوفه دا حقيقي، دا إنسان برأس حيوان؟!

نظر إليه "رام" وهو لازال تحت تأثير الصدمة ثم تحدث:

أنا مش فاهم حاجة، هو دا حقيقة ولا حلم، المهم دلوقتِ هنهرب ازاي من المصيبة دي؟


التفت إلى الفتيات "إليف، ونايا" الدموع تغطي وجهيهما، أما "دينيز" فيبدو أنها ما زالت تحت تأثير الصدمة تنظر أمامها فقط، أما "ماريا" فلم تكن حالتها بأقل منها، جسدٌ بلا روح.

 تحدث "جان" بنفاد صبر:

رام، خلينا نعمل حاجة، هيخدونا لفين.

ثم تحدث بصوتٍ عالٍ:

هتاخدونا لفين؟ احنا معملناش حاجة.

توقفوا واتجه إليه أحدهم، كان في الأمام، أمسك بـ"جان" من عنقه ورفعه لأعلى، لم تعد قدماه تلمسان الأرض، اختنق "جان" بين يديه.. شعر "رام" بالخوف على صديقه، لا يعلم من أين أتته الشجاعة، التفت إلى الشخص الذي خلفه وضربه بقوةٍ حتى سقط أرضًا، وركض ناحية الشخص الذي يمسك بـ"جان"، أخرج السكين من تحت ملابسه بسرعةٍ وطعنه، ارتخت يده من على رقبة "جان"، تركه وسقط الاثنان أرضًا.

 حين سقط ذلك الشخص الغريب على الأرض، ركض ناحيته الذين كانوا معه، وتركوا الفتيات، استغل "رام" الفرصة حين انشغلوا بالشخص المصاب ويبدو عليهم الحزن، وركض وهو ممسكٍ بيد "إليف، ونايا"، وركض خلفه "جان" والفتيات.


صرخ "رام" حين سمع أصواتًا غريبة، والمكان كثرت فيه الأصوات:

اجروا بسرعة، المكان مش آمن، في حاجة غلط!

لم يكمل كلامه، صرخوا حين وقع "رام" والفتيات بداخل حفرة، لم ينتبهوا للفخ الذي نُصب لهم، وقف "جان، ودينيز" في آخر لحظة، قبل أن يسقطا نظر داخل الحفرة بخوفٍ من أن يكون قد أصاب أصدقاءهما مكروه، تنهد براحةٍ حين رآهم بخير. 

فتحدث "جان" قائلًا:

رام، انتوا بخير متخافوش، ماريا، ساعديني، دينيز، تعالي.

 

اقتربت منه "ماريا" وهي ما زالت تحت تأثير الصدمة، أمسكوا يد "رام" وسحبوه، بعد مدة من المعاناة استطاعوا إخراجهم من الحفرة، جلسوا وهم يلهثون من التعب.. نظرت "ماريا" إلى أختيها واتخذت قرارًا حاسمًا، هي الآن بين أحضان الموت، هي من خرجت إلى هذا الطريق من دون أن تعرف وجهتها، هي السبب فيما يحدث لهما.

خوفها هو ما أوصلها إلى هنا، لو كانت تغلبت على خوفها، لم يكن ليحدث لهن هذا، الخوف كان سببًا فيما حدث لها، والآن سوف تتغلب على هذا الخوف كي تُخرج أختيها من قلب الخطر، نظرت إليهما.. ثم تحدثت بقوةٍ كأن الحياة قد عادت إليها من جديد:

أنا اللي خرجت للطريق دا علشان أهرب من الخوف اللي كنت فيه، بس مكنتش أعرف إني ههرب من خوف لخوف أكبر منه، ودلوقتِ أنا أخدت قرار.

نظروا إليها باستغرابٍ من حديثها القوي، وهم يتساءلون بينهم عن مقصدها، تحدث "رام" بتعبٍ ظاهرٍ على وجهه:

وإيه هو قرارك يا ماريا؟ احنا في متاهة، منعرفش هنخرج منها ازاي.

"ماريا":

متيأسش يا رام، قراري هو إننا ندور على مكان آمن نبقى فيه لمدة علشان نستريح، وبعد كدا نفكر كويس هنعمل إيه، مش هنمشي وسط الغابة دي من غير تفكير، وكمان أنا اللي هحمي اخواتي، حتى لو كان الثمن حياتي، مش هسمح للخوف إنه يدخل قلبي، لو اليأس اتملك مننا مش هنقدر نخرج من هنا.


"جان":

كلام ماريا صح، لازم نرتاح الأول علشان نقدر نفكر كويس، احنا بنمشي من غير هدف، أو مكان معين، وحالة دينيز مش كويسة، التعب باين عليها.

"رام":

ارتاحوا شوية وبعدها نفكر، وكل واحد مننا يفكر في حل مناسب.

جميعهم رحبوا بالفكرة، وجلسوا يفكرون في حل، فجأة اهتزت أغصان الأشجار بقوةٍ وصدرت أصواتٌ مرعبة قادمة مثل العاصفة، شعروا بالخطر يقترب منهم. 

تحدث "جان" بقلق:

رام، الصوت دا جاي منين؟ مش قادر أحدد مكانهم، هنهرب منين؟

"رام":

الأصوات جاية من كل مكان كأنها عاصفة، اقعدوا على الأرض علشان نعرف الصوت...

 لم يكمل كلامه وبدأت السهام تتطاير كالمطر فوق رؤوسهم، ومجموعة من الأشخاص لكل منهم رأس حيوان كالذين رأوهم من قبل أحاطوا بهم، كلما حاولوا التحرك زاد عدد السهام نحوهم. 


تحدثت "ماريا" وهي تتفحص المكان:

حاصرونا في النص، هنخرج من هنا ازاي؟!


اقتربوا منهم.. رمى أحدهم شيئًا كان في يده، امتلأ المكان بالدخان فلم يعد أحدهم يرى الآخر، أحسوا بالاختناق وبدؤوا في السعال، كأن الهواء انقطع من حولهم حتى سقطوا أرضًا دون حراك.

يتبع....

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة حليمة عدادي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة