-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 21 - 5 - الإثنين 19/8/2024

 

قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 


الفصل الواحد والعشرون

5

تم النشر يوم الإثنين

19/8/2024



في اليوم التالي


ولج هشام إلى مكتب أدهم ليجده لازال بملابس الأمس فجعد جبهته وهو يراه يفرك جبينه بإرهاق وأمامه العديد من أكواب القهوة والمنفضة ممتلئة بأعقاب السجائر ليتيقن من أنه لم يذهب إلى منزله بالأمس فحدثه باستفهام:


- إنت لسة قاعد كدا من امبارح.


أماء له بموافقة دون أن ينظر إليه بل ظل يقرأ الأوراق التي أمامه فاستأنف حديثه بغضب:


- حرام عليك نفسك يبني الدنيا مش هتطير.


أجابه دون أن يرفع عينيه:


- مش هيهدالي بال إلا لما أحل القضية دي.


جلس على المقعد الذي أمام مكتبه وحدثه بنصح:


- يعني هي الدنيا هتتهد لو روحت ارتحتلك ساعتين وغيرت هدومك انت كدا بتدمر نفسك وصحتك بطّل كل قضية تاخدها على أعصابك بالشكل ده.


أطفأ لفافة التبغ في المنفضة التي أمامه والتي لم يعد بها مكان للفافة أخرى وحدثه بلامبالاة:


- مبعرفش وانت عارف دي مش اول قضية تشتغل فيها معايا.


عقب بيأس من أن يتغير صديقه:


- عارف يا خويا عارف خلينا في المهم.


مد إليه يده الممسكة بملف ما ليأخذه الآخر وهو ينظر إليه لكي يخبره ما هذا فتحدث الآخر بإطناب:


- دا تقارير المعمل الجنائي والطب الشرعي البصمات اللي عالسكينة مش هي بصمات المتهم والقتيل مات بجرح قطعي في الرقبة زي الدكتور ما قال في مسرح الجريمة بس كان فيه كمان طعنات متفرقة في الجسم أكتر من ١٧ طعنة كلها طعنات حية واحدة في الظهر والباقي في الصدر والبطن من الواضح إن القاتل باغت القتيل بضر بة في الضهر ولما وقع كمل عليه وعشان يتأكد من موته دبـ حه واضح إنها جريمة انتـ قام من عدد الطعنات المجرم شكله كان بيضرب بغل كمان مكتوب في التقرير إن الد بح حصل من الشمال لليمين واضح إن االي عمل كدا أشول بيستخدم إيده الشمال ودا واضح كمان من ضربة الضهر.


حك ذقنه وهو يقرأ التقرير بتمعن وحدثه دون أن يرفع نظره عنه:


- يعني احنا بندور عن حد ليه علاقة بالمجني عليه وفيه بينهم عداوة تخليه يقتله بالطريقة دي والشخص ده أشول.


حرك رأسه وهو يجلس أمامه وتحدث بتفكبر:


- عايز رأيي الجريمة دي جريمة عاطفية مكتوب في التقرير إن الضربات مش قوية أوي في رأيي اللي عمل كدا واحدة ست ممكن طليقته أو مرات المتهم أو واحدة تالتة خالص من الستا ت اللي كان يعرفهم عشمها وخلي بيها بقى ولا غلط معاها ومرضاش يصلح غلطته الله أعلم.


نظر إليه مضيقًا عيناه وكأنه يفكر فيما قاله وحدثه معقبًا:


- هي وجهة نظر برضه وارد جدا يكون كلام صح بس احنا لازم نمشي في كل الاتجاهات قدرت توصل للست اللي طلعت عنده بعد المتهم.


مد شفتيه إليه علامه على عجزه عن الوصول لشيء وأجابه بيأس:


- وصلنا لسواق التاكسي بس موصلناش منه لحاجة وقفته في الشارع من مصر الجديدة ووصلها لبيت المجني عليه ومشي مستناهاش.


فكر قليلا وعقب وهو يشير إليه ممسكًا بقلمه:


- طيب بص هنمشي في كذا اتجاه أول حاجة شوفلي كاميرات المراقبة اللي في الشارع وشوف خط سيرها أكيد ركبت تاكسي تاني دا اللي ممكن يوصلنا لبيتها الاتجاه التاني شوف سجل المكالمات بتاعة المجني عليه واحصرلي النمر اللي بيكلمها علطول في مصر الجديدة وأصحابها يكونوا ستات دا ممكن يوصلنا ليها برضه.


حرك رأسه لأعلى ولأسفل وهو يعقب باقتضاب:


- تمام همشي في الاتجاهين وإن شاء الله نوصلها.


- عرفت مين اللي طلع بعدها طيب أظن ده بقى سهل.


ابتسم بمشاكسة وهو يجيبه:


- مش هتصدق طلع مين.


عقد حاجباه وهو يعقب باستفهام:


- مين


كاد أن يجيبه ولكن قاطعه دقات على باب الغرفة ليدخل العسكري الواقف على الباب بعد أن سمح له أدهم بالدخول ليخبرهما برسمية:


- تمام يا فندم طليقة القتيل بتاع امبارح ومعاها واحد واقفين برا.


أشار إليه بيده وهو يعقب:


- خليهم يدخلوا وابعتلي محمد علشان يكتب أقوالهم في المحضر.


أماء له وذهب لتنفيذ أوامره ليدخلا إلى الغرفة فنظر إليهما أدهم بتركيز وبدل نظره نحو زميله الذي نظر إليه بابتسامة ماكرة وهو يؤكد على ما وصل إليه فأراح ظهره على الكرسي وتحدث بمكر وهو يوجه حديثه نحو ضحى:


- أهلا وسهلا، حضرتك طليقة المجني عليه


أجابت بتوتر:


- أيوة يا فندم دكتورة ضحى فؤاد.


قالت ذلك وهي تخرج بطاقة هويتها من حقيبتها وتعطيها له لينظر بها للحظات قبل أن يعطيها إلى محمد ليدون بيناتها ثم وجه نظره نحو مراد الذي كان يقف يتصبب عرقًا وعلامات التوتر بادية بسخاء على وجهه فسأله باقتضاب:


- وانت؟


حمحم بتوتر وأجاب وهو يمسح عرقه بيد مرتعشة.


- د، دكتور مراد مهران.


وأعطاه بطاقة هويته هو الآخر ليبدأ التحقيق معهما بعد أن دون مساعده بيناتهما:


- تقدروا تقوليلي كنتوا فين أول امبارح من الساعة ٨ للساعة ١٠ مساءً


أجابت ضحى بتلعثم وهي تشعر بجفاف حلقها من كثرة التوتر:


- أنا، أنا كنت في البيت مع ماما والأولاد.


أما عن مراد فأجاب وهو يحيد بنظره عنه:


- انا كنت في المستشفى كان عندي نبطشية من ٨ بالليل ل ٨ الصبح.


عقب أدهم على حديثه مستفهما:


- متأكد؟


نظر إليه عاقدًا حاجبيه وأجاب بتلعثم:


- أ، أيوة طبعا متأكد وأنا هكذب ليه.


ابتسم بمكر وهو يجيبه:


- مين قال إنك بتكذب أنا بس بسألك متأكد إنك مروحتش في حتة كدا ولا كدا وانت في النبطشية.


أجابه باقتضاب:


- لا مروحتش.


حول نظره نحو ضحى وسألها:


- تقدري تقوليلي يا دكتورة إيه سبب الخناقة اللي حصلت بينك انتي والمجني عليه من يومين قدام مدرسة أولادكم.


ازدردت بتوتر وهي تجيبه:


- كانت بسبب إنه عرف إني اتخطبت وكان عايز ياخد الأولاد مني. 


باغتها بسؤال آخر جعلها تتوتر أكثر وتشعر وكأنها محل اتهام:


- علشان كدا هددتيه بالقتـ ل لو مبعدش عنك.


توترت للغاية فور سماعها لسؤاله المليء بالإتهام وأجابت بغضب:


- حضرتك دا كان مجرد كلام قولته في ساعة غصب مقصدوش أكيد، أنا كنت عايزاه بس يسيبني في حالي أنا وأولادي.

 

باغتها مرة أخرى ولكن هذه المرة بما ألجم لسانها وجعل الدماء تنسحب من عروقها لتشعر وكأنها فقدت كل مقومات الحياة:


- لو كلامك صح تقدري تقوليلي يا دكتورة خطيب حضرتك كان بيعمل إيه في شقة القتيل وقت وقوع الجريمة


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سمر إبراهيم من رواية تعويذة العشق الأبدي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة