-->

رلرواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 13 - 4 - السبت 10/8/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث عشر

4

تم النشر يوم السبت

10/8/2024



في المساء، 


دلفت  داخل القاعة بصحبة شقيقاتها عائشة وجنات  اللتان تزينتا مثلها بالجديد ، بعد تيسر حالتهم الى حد ما بمبلغ النقود الذي اكتسبته بهجة من عملها الجديد كجليسة بمنزل رياض .


وقد ظهرت اليوم في ابهى صورة، بذلك الفستان الذي ابتاعته بعد فترة من الانقطاع، لتعيش عمرها الطبيعي 

بتلك الهيئة الانثوية التي خطفت بها الانظار كعادتها، لتثير في قلب الحاسدين المزيد من السخط والكره.


- يا بت اللذين...... 

تمتمت سامية والتي سقط العصير من فمها فور ان وقعت أنظارها على ابنة عمها ، لتلكز والدتها المندمجة في الحديث مع احدى النساء، فتلفت انتباهها. 


- شايفة ياما البت بهجة واللي عملاه في نفسها النهاردة  بعد ما كانت راسمة دور الحجة، اقطع دراعي ان ما كانت جاية وراسمة تلقط لها عريس من البهوات قرايب العروسة. 


مصمصت درية بغل وقد ارتكزت ابصارها على ناحية اخرى:

- ياريت يا ختي يحصل، ع الاقل تغور الصعيد وتريحني من خلقتها، أخواتك الاتنين عيونهم هتطلع عليها،  دول مش بعيد يقتلوا بعض عشانها، يا خيبتك السودا يا درية هو العمل مشتغلش ولا ايه؟


غمغمت بالاخيرة بصوت خفيض وكأنها تحدث نفسها،  ولكنها وصلت بابنتها التي اقتربت منها متسائلة بعدم فهم في البداية قبل ان تلقطها بذكائها؛

- عمل ايه؟...... هو انتي عملتلها عمل ياما؟


قرصة بخصرها تلقتها على الفور من والدتها التي همست تكز على اسنانها بتحذير:

- وطي صوتك يا زفتة ولمى لسانك، هتجيبلنا المصايب.


صمتت سامية ومن قراءة سريعة لملامح والدتها الجديدة،  ايقنت بصحة ما سمعته، لتتبسم بانتشاء مطيعة لها:

- عيوني ياما هخرس خالص، بس هنكمل كلامنا في البيت. 


التوى ثغر درية ولم تعلق لتعود بأبصارها نحو مصدر همها، أبنائها الاثنان ومحاولاتهم الحثيثة في التقرب من هذه الملعونة ابنة عمهما، بصورة تفضح ما بداخلهما نحوها، لتتوعد هي بداخلها:


- ماشي يا بهجة، ان ما اشتغلش ده، فيه غيره، انا مش هستريح غير لما اخلص منك.


❈-❈-❈


اما عنها فقد كانت مستمتعة بفقرات الحفل التي على وشك البدء، في جلسة تجمعها على طاولة واحدة مع رحمة ابنة عمتها وشقيقة العريس مع بعض الافراد من عائلة العروس من نساء، ليتعارفوا بها،  فتندمج هي بالحديث معهن، لتتغاضى عن محاولات ابناء عمها في التقرب اليها بحجج واهية ونظراتهم المسلطة نحوها تثير ازعاجها وتشعرها بالاختناق، لتعقب عائشة بفراستها ساخرة مما تراه امامها:


- عيال عمك الملزقين فاضل بس يقعدوا ع الطرابيزة جمبنا يا بهجة عشان يهمدوا من اللف حوالينا، ولا عمي خميس.. عايش الدور بعد ما لبس شبابي وزرع الصلعة، عينه مش سايبة بنت ولا ست ، يارب يعملها عشان اشوف درية وهي بتولع .


تمكنت بطرافتها ان تثير ضحكات شقيقتها، ورحمة التي لم تقوى على التوقف مرددة:

- يخرب عقلك يا عائشة دا انتي بلوة .

ردت بهجة هي الأخرى:

- انتي شوفتي حاجة، دي على رأي ابويا الله يرحمه سحبوها من لسانها. 


- الله يرحمه مكدبش. 

قالتها رحمة لتلتف نحو مصدر الموسيقى والإضاءة التي تغيرت للفقرة الرئيسية بالحفل،  بتوقف شقيقها في انتظار عروسه والتي دلفت بصحبة احد اشقائها،  ترافقها موسيقى واغنية حسين الجسمي للوفاء


إدخلي عمري بخطوتك اليمين

إضوي أيامي وعتمات السنين

قرت عيوني بشوفك مقبلة

يا الملاك اللين العذب الرزين

إسمعي نبضي وراء صوت الدفوف

من لمحتك ضيع الشوق الحروف

إسمعي نبضي وراء صوت الدفوف

من لمحتك ضيع الشوق الحروف

نورتي نورة حياتي دنيتي

يا ضيا عيني وأغلى ما تشوف


تابعت صبا بهيئتها الملوكية الساحرة، لتنتقل من يد شقيقها الأصغر،  ثم للأكبر عمرا وهكذا من يد الى يد حتى وصلت الى ابيها الذي طبع على رأسها قبلة حانية قبل ان يسلمها لعريسها الذي كاد أن يفقد رزانته اليوم برؤية جنيته الساحرة،


بمشهد اثر ببهجة واصابها بالتحسر على فقدان والديها،  وحرمانها بالتأكيد من هذه اللحظة التي اثارت القشعريرة داخلها بالتوق لها، لتستعيد رشدها بعد لحظات وتستغفر ربها ، ثم تندمج في فقرات الحفل والرقص على المزمار كما توقعت في الصباح في حديثها مع مديرها رياض..... يا الهي، ترى ما نهاية حكايتها معه هو الأخر؟


❈-❈-❈


اما عنه، 

فقد كان يتقلب على فراشه في هذا الوقت، وكأنه على جمر مشتعل ، رأسه يكاد ان ينفجر من التفكير ، يعمل في كل الاتجاهات،  منذ متى صار بهذا الصعف؟

كيف تغيرت خطته والطريق الذي رسمه منذ سنوات لا يذكر عددها للوصول إلى هدفه؟


يعلم ان خلف زيارة بهيرة شوكت طرف دفعها لذلك،  ولكنه لا ينكر صحة قولها ، لقد واجهته امام نفسه، لتعيده الى ذاته،  في ظل سيطرة هذه البهجة على تفكيره، لا ينكر سطوتها عليه رغم ضعفها، رغم لطفها ورقتها ، ولكن لابد له من ايجاد الحل، لا يمكن استمراره على هذه الحالة، لابد من الحسم؟


انتفض يعتدل بجزعه، حازمًا امره في تنفيذ ما طرأ بعقله دون تراجع، وكما قال المثل العربي القديم،  وداوها بالتي كانت هي الداء. 

لا يوجد حل سوى بها؟ علٌه بعد ذلك يستريح من هذا العذاب. 


❈-❈-❈


داخل الفندق الذى تم عمل ليلة الزفاف بقاعته، ثم حجز هذه الغرفة كهدية له ولعروسه، بصفته انشط الموظفين به، جلست هي تنتظره على تختها بالفستان الضخم، حتى ينتهي من المباركات والتهاني من اصدقائه، والذين عملوا على خدمته، لما تجمعه من مودة بينهم. 


ليلج اليها بخطوات متأنية متمهلة،  يسترق النظر حتى وقف امامها تماما يتأمل  خجلها وتلك الابتسامة المستترة خلف شقاوة يعلمها تمامًا، حتى في هذه اللحظة!


مال برأسه نحوها يسألها بنظرات كاشفة:

- بقالي ساعة بسلم ع الزمايل برا وبتقبل التهاني منهم، وانتى قاعدة هنا على سريرك، مغيرتيش فستانك يا صبا؟


 ردت تجيبه ببساطة:

- عادي يعني، لفيت على صور السيشن بتاعتنا، ع التليفون، وخدني الوجت ونسيت. 


زام بفمه بمكر مرددًا:

- يعني خدك الوقت ونسيتى الليلة والفرح وكله.....

ارتفع كتفيها وانخفضا بابتسامة متلاعبة، ليفاجأها بخلع سترته على الفور، ثم يشرع في خلع قميصه مرددًا :


- خلاص يا قلب شادي افكرك انا .

برقت عسليتيها بإجفال متسائلة:

- انت بتعمل ايه؟

- بفكرك يا قلب شادي. 

وما ان انهى جملته حتى القى بقميصه على التخت، لتنتفض بخجل منه ناهضة لتهرول نحو المرحاض، وقد اصبح امامها عاري الجذع.


لحق بها يرفعها من خصرها والفستان الضخم سائلًا بجوار اذنها:

- ايه يا صبا، على فين يا قلبي؟

خرج ردها بصوت مهتز، وتراجع واضح عن التلاعب به:

- هغير هدومي يا شادي، ودي محتاجة سؤال .

قهقه بصوت عالي يديرها اليه:

- لا ما دا كان الاول يا صبا، انما دلوقتي.....

- ايه؟


- سألته ببرائة لتتلقى الرد عمليًا، حينما حطت شفتيه،  ترتشف من شهد ثغرها، مشاعر مختلطة عصفت بها لا تدري لها مسمى، فلا هي بقادرة على منعه، ولا بقادرة على مجاراة جموحه، لتظل على هذا التخبط حتى افلت نفسه عنها بصعوبة يتأمل خجلها الشديد، وهي غير قادرة عن مبادلته النظر بعيناها، وكأنها اصبحت قطة وديعة بين يديه، ليعقب:


- ياااه يا صبا، دا انا نفسي نسيت،  وشكلنا كدة هناخد وقت كتير على ما نفتكر....


وما كاد ان ينهيها حتى رفعها بفستانها متابعا بمزاح امام صمتها :

- ايه يا صبا؟ القطة اكلت لسانك .

لم تقوى على الرد سوى بقبضة منها تدفعه بصدره، ليقهقه عائدًا بها نحو التخت:

- هو دا اللي ربنا قدرك عليه مش بقولك هناخد وقت كتير عشان نفتكر. 


❈-❈-❈


في اليوم التالي صباحًا، 

وفور ان ترجلت بهجة من وسيلة النقل الحكومي، وصارت في اتجاه عملها وصلها اتصال برقمه، فردت تجيبه على الفور باندهاش:

-  ايوة يا رياض باشا، نجوان هانم فيها حاجة؟

- لا يا صبا دا انا اللي عايزك ، غيري طريقك وتعالي ع الجهة الشمال، انا قاعد مستنيكي في العربية. 


- عربية ايه؟

تمتمت سائلة ، لتنفذ متخذة الطريق الاخر، فتجد سيارته امامها بالفعل ، فتسائلت بتوجس:


- طب انت قاعد ليه في العربية ، ما الشغل قريب ، تقدر تقعد في مكتبك. 

اجابها بحزم :

- بقولك عايزك في حاجة ضروري يا بهجة ممكن .

اضطرت لطاعته، حتى اذا اقتربت تنضم معه، تحرك سريعا بسيارته ليختفي بها من قلب المكان، فسرى القلق بداخلها،  لدرجة جعلتها تندم، ولكنه فجأها بالتوقف، يباغتها بقوله:


- انا عايز اتجوزك يا بهجة. 

صمتت قليلًا تستوعب ما التقطته اسماعها، لتردد بعدها بلحظات بعدم تصديق:

- تتجوز مين حضرتك؟ هو انت بتهزر يا رياض باشا؟

بجدية شديدة جاء رده:


- قبل ما تحكمي اني بهزر ولا بتكلم جد، ممكن تسمعي مني الاول؟ 

ضاقت عينيها قليلًا بتوجس، قائلة:

- اتفضل حضرتك انا سمعاك.....

|


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة