-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 11 - 4 - الجمعة 2/8/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الحادي عشر

4

تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024

تطلعت اليه بعدم استيعاب قائلة: 

- امال انا بحكيلك في ايه يا فندم بقالي ساعة؟ هما اساسا كانو مستيني عشان اصرفهم، دي ناس عارفة شغلها كويس واللي مستنيها، هي اللي كانت قاصدة بقى تحرجني قدامهم من غير ما اعملها اي حاجة والله، مش فاهمة انا هي بتعمل معايا كدة ليه؟ 


صمت قليلًا يحدق بهذه الحمقاء التي لم تفهم حتى الاَن سبب كره الأخرى لها، ليزفر داخله بحنق تاركًا كل ما اسهبت به يجفلها بمطلبه: 


- بهجة ممكن متجيش الشغل تاني بالبلوزة اللي انتي لابساها دي. 


زعرت تنزل بعيناها نحو ما ترتديه، تتسائل بحرج: 

- ليه يا فندم؟ هي بلوزتي فيها حاجة وحشة، دي حتى جديدة والله. 


ردد بعصبية نافيا: 

- مفيهاش حاجة وحشة يا بهجة،  انا شايف انك تيجي بحاجة رسمية اكتر من كدة، وياريت لو غوامق افضل يعني، ممكن؟ 


اومأت بضعف وقد كسى الحزن ملامحها الشفافة، لتزيد من ثقل ما يكتنفه من الداخل، تظنه يقلل منها، ولا تعرف بما يعتريه من عواصف وبراكين تتقاذف بالشرر تحرقه كلما تذكر تحديق الجميع بها، وبهيئتها المبهجة تلك بصورة تزعجه وبشدة. 


- بهجة متفهمنيش غلط ، انا مش قصدي خالص اللي في دماغك على فكرة. 

ردت بغصة مما تأصل بذهنها: 

- انا فاهمة ومش محتاج تبرر يا فندم، يبقى كدة لورا كان عندها حق وانا اللي مصدقتش بقى لما قالتلي انها بيئة ومتصلحش للشغل....... 


سمع منها ليقاطعها بحدة، وقد فاض به منها: 


- لأ مش بيئة يا بهجة، بل بالعكس ، هي حلوة وحلوة اوي كمان، هو انتي معندكيش مرايات في بيتكم. 

اجفلها بصيحته، لتهتز بوقفتها بارتباك يلفها، فلا تدري ان كان تغزل او انفعال بها، لتسبهل اهدابها عنه بخجل، انتبه له هو ليتدارك نفسه،  فيسرع بالتصحيح، قصدي ان يبقى عندك ثقة في نفسك يا بهجة. 


انا لما مضيت على عقدك كموظفة ادارية عندنا، دا لانك انتى قدها واكتر كمان لما تحاولي تطوري من نفسك، عشان تاخدي مكانتك اللي تستحقيها. 


ارتخت ملامحها ببعض الارتياح لقوله ، لترفع ابصارها مرة اخرى اليه تخاطبه بامتنان : 

- انا بصراحة مش عارفة اقولك ايه؟ كلامك دا حضرتك بيصحي جوايا احلام كنت دفنتها في الكام سنة اللي فاتو. 


- متقوليش حاجة يا بهجة، انتي فكري وارجعي لشخصيتك اللي راحت منك من تاني. 


بزغت ابتسامة مفاجئة على طرف شفتيها معلقة: 

- شخصيتي اللي راحت كانت ضعيفة حضرتك،  يعني مينفعش ارجعلها اساسًا. 


- خلاص يبقى ارجعي لحلمك واعرفي وضعك كويس، اللي عايز تطور ميفضلش متبت ع اللي تحت. 


قالها بقصد لم يعجبها لترفع رأسها باعتراض له : 

- بس دول زملائي اللي عشت معاهم سنين، مينفعش اتخلى ولا اشوف نفسي عليهم، دا انا ابقى قليلة اصل . 


تأثر بغضبها، ولكنه احتفظ بجموده ف الرد نحوها: 

- يعني عايزة مني دلوقتي يا بهجة؟ اعطيهم مكافأة بعد ما قلو ادبهم على مديرة مكتبي؟ 


جحظت عينيها باتساع نافيه: 

- حضرتك دي هي اللي دخلت فيهم شمال، وتميم يدوب كان بيرد عليها. 


- تاني تميم؟ 

صدرت منه ضاربا بكف يده على سطح المكتب بتعصب، اوقع بعض الملفات والأوراق على الارض بسببه، لتتلجم هي بصدمة ، جعلته يزداد غضبا بداخله، 

ولكنه حاول التحكم في انفعاله، لينهض عن مكتبه تاركًا كل الفوضى، ليقف مقابلها، ثم تفوه بصوت بنبرة متغيرة: 


- ممكن يا بهجة تخلي بالك من كلامك معايا، ومتجبيش سيرة أي حد قدامي . 


حديثه بهذا القرب والنبرة المختلفة، وتلك النظرة التي تشبه الرجاء، حينما التقت خضرواتيها ببندقيتيه، وحديث دار بينهما في لحظات لم تشعر بها، ان كانت طالت او قصرت، ترى ما تفسير ذلك؟ 

هل هو.....  تبًا. 


نفضت رأسها تزيح بوجهها للأسفل عنه، تقطع ذاك التواصل البصري بينهما، ترفض الفكرة من الأساس،  لانه لا يصح ، أبدا لا يصح. 


- حضرتك انا عايزة امشي دلوقتي وانا مطمنة، ارجو متعملش حاجة تاني لزملائي لو أمكن. 


وصلها صوت زفرته القوية، قبل ان يعود مرة اخرى لمكتبه، يرضيها بقوله: 

- ماشي يا بهجة اطمني، بس ارجو ميتكررش تاني اللي حصل . 


اومأت بهزة من رأسها، دون ان ترفع عيناها اليه ، لتستأذن في الانصراف،  تتبعها نظراته حتى اغلقت الباب خلفها،  يسحب شهيقًا قويا بداخله ثم يخرجه بحالة من التشتت، لا يدري ما هي، يفعل اشياء دون ارادته،  وهو الذي ظل لفترة طويلة من عمره المتحكم المسيطر ، باتخاذ البرود والجمود واجهة تمكنه من ذلك . 


كيف لفتاة مثلها ان تذيب الجليد بأقل فعل منها ، بل بنظرة واحدة قادرة ان تفقده صوابه، كما حدث منذ قليل، لقد كبح بصعوبة ذراعيه عن ضمها اليه، وعن ثغره..... في تقبيلها . 

يبدوا انه في مأزق لم يحسب له حسابا. 


❈-❈-❈ 


خربتها وقعدت على تلها، ياكش تكون استريحت يا حيلة امك. 


هتف بها خميس بتوبيخ نحو اكبر أبنائه، فصدر رد زوجته باعتراض؛ 

- وايه دخل امه بقى يا سي خميس؟ كنت انا اللي مشيتها مثلا؟ 

تشدق بعصبية: 

- لا يا درية بس كان لازم توقفيها، تجبري ابنك الاهطل ده ياخد بخاطرها، بدل ما البت خدتها من قاصرها المرة دي ووصلت الموضوع لأهلها، اهي وسعت والبت اخدها اخوها اللي مكدبش خبر هو التاني ، يعجبك كدة؟ 


مصمصت بشفتيها ، تردف باستهجان ردا له: 

- ما هو لو لقى الكبير،  كان عمل حسابه وراعى الاصول، لكن انت بقى راجل مش فاضي ، محدش يلومك يا اخويا. 

قالتها بإشارة نحو اهتمامه بهيئته الجديدة واختفاءه بالساعات في عيادة الطبيب لتكملة المتبقي لزرع الشعر بالصلعة الكبيرة وسط رأسه 


- شوف الولية . 

تمتم بها بغيظ يكتمه، ليقارعها بطريقته: 

- واسم النبي حارسه ابنك كان عيل صغير بقى يا ستى ومحتاج اللي يتصدرله، ممنعهوش هو ليه بقى؟ ها يا سي سمير ، ممنعتش نسيبك إنه ياخد اخته ليه؟ 


حينما توجه بالاخيرة نحو ابنه الذي اجاب بعنجهية يصب اللوم عليها: 

- ما هو نفسه كان جاي متحمل، وكأنه كان مستنيها، بت الجزمة شكلها كانت معبياه عليا من زمان. 


- من حقها يا سمير . 

تدخل بها سامر يواصل نحو شقيقه: 

- البت من ساعة ما اتجوزتك وهي شايلة ومعبية وساكته، كتر الضغط يولد الانفجار،  وهي جابت اخرها منك ومن عمايلك . 


احتقن المذكور وانتفخت اوداجه بعدم احتمال هاتفًا بشقيقه: 

- اتلم يا سامر ، انا مش ناقص تناحتك انت كمان، يا إما وعهد الله لا اكون مطلع عليك غلب اليوم كله. 


- طب قوم وريني يا حبيبي، ولا انت مقدرتش ع الحمار جاي تتشطر ع البردعة؟ 

هتف بها الاخر يستفز شقيقه، والذي زمجر في استعداد لخوض الشجار بالفعل، لتأتي صيحة والدهم الغاضب نحوهم بلطمة قوية على سطح الطاولة امامه؛ 


- نفس تاني هيطلع من اي حد منكم ، وعهد الله ما هيبات فيها . 

اجبرهم بتهديده على الصمت، ثم نهض الكبير ولحق به الاخر،  يغادران المنزل كل نحو وجهته، فعقبت درية في اثرهم بلؤم نحو زوجها: 

- ايوة كدة وريهم العين الحمرا،  دول ملهمش غير اللي يردهم. 

انتفخ صدره بزهو ، يطربه قولها، ف ارتفعت يده اعلى رأسه نحو الجزء المزروع حديثا من الشعر بصلعته، وكأنه يطمئن انهم مازالوا موجودين، لتلوي هي فمها باستنكار وضيق ، فجاء قول ابنتها المتابعة منذ البداية بصمت: 


- كل اللي حصل ده بسبب بوز الاخص اللي اسمها بهجة، لولا قعدتها معانا في نفس البيت، مكانش سمير فضل كدة متعلق بيها. 


عبس خميس ملوحًا بكف يده في الهواء بعدم اكتراث،  اما والدتها ، فقد ضاقت عينيها بتدبير تديره برأسها ، تعتزم تنفيذه. في اقرب فرصة 


❈-❈-❈ 


حينما خرجت من غرفته ، ظلت على وضعها بهذه الحالة العجيبة حتى من عدم الفهم لما يحدث معها،  حتى انها لم تنتبه لهذه المدعوة لورا ولا حتى بالنظر اليها،  

لتعود الى مكتبها، تتلاعب بشاشة الحاسوب دون ان تفهم ولو كلمة واحدة مما هو مكتوب امامها، تعيد برأسها هذا اللقاء الذي تم منذ قليل ، رافضة وبكل قوتها هذه المشاعر التي اصبحت تعبث بغباء داخلها. 


- مينفعش،  اكيد مينفعش ، دا ايه الغباء اللي انا في ده؟ اكيد فاهمة غلط اكيد. 


صارت تردد بها داخلها ، حتى تفوهت بها بفمها دون ان تشعر، لتثير دهشة من يشاركها العمل بتلك الغرفة. 

حتى أتى اتصال الهاتف برقم تعرفه، لتفتح سريعًا في الرد عليها بقلق: 


- الووو.... ايوة يا دادة، مدام نجوان......... ليه مالها ؟ 



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة