-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 49 - 2 - الأربعاء 14/8/2024

  

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل التاسع والأربعون

2


تم النشر يوم الأربعاء

14/8/2024

❈-❈-❈

_ وبعدين.. 

_ ولا قبلين كمل زي الايام اللي فاتت،  اعمل نفسك نايم. 


فتح عينه ينظر لها بدهشة فنظرت له بحاجب مرفوع وهي ترجع الى مكانها مرة أخرى.. 

فجذبها بقوة تتسطح على جسده وهو يقول:  انا بعمل نفسي نايم عشانك بدل ما نتصادم مع بعض  وازعل منك أكثر، لاني مش قادر انسى كلامك.. 

_ اللي هو ايه؟ 

_ بتسألي؟  معقولة بعد العمر ده كله شايفاني وحش، معقول يا سهام يكون ده تفكيرك فيا، بترجمي خوفي عليكي  خداع بتفسري محولتي اني اشغلك عن التوتر والقلق والخوف اللي بيوصلك كل مرة للانهيار تحايل… 

_انا… 

_ ايوة انت الحكاية انت لو خوفي وقلقي وحبي ليكي يتفسر بصورة تانية  يبقى من حقي أزعل، ولو انت اقرب الناس ليا ما تعرفش ان كنت وحش ولا لا، يبقى المفروض اعمل ايه… 

_يا حبيبي.. 

_حبيبك هاه متأكدة؟ 

ضمت نفسها له وهي تقبل طرف شفتيه بخفة وهي تهمس: بتسأل؟ 

_ من حقي، لما اشوف عينك وكلامك وانت بترمي كلام يدبح يبقى من حقي أسأل.. ده انت حتى محولتيش تبرري كلامك ولا تخبي نظرة الاتهام اللي في عينك. 

_ كنت مستنية انك تعتذر ليا 


ضحك بصوت مرتفع وهو يحاوط وجهها بكفيه ويقول:

_بجد انت مصدقة اللي بـ تطلبيه انا اللي اعتذر، ليكي ليه انا اللي شايفك وحش انا اللي بجرح فيكي في كل كلمة  مستنية مني اعتذار طيب وانا! استني منك ايه؟  


لم تستطع ان ترد، نظر لها مطولا وهويعود للنوم مرة اخرى، وكأن هذا هو رد المناسب، لذلك النقاش الذي كلما طال فتح أبواب الألم التي لا يريدها الآن ان تخرج لذا زفر انفاسه بصوت مرتفع، وهو يقول:

_ تصبح على خير 

_ وانت من اهله


ربما يكون كلامه صحيح، النوم الآن افضل من اي شيء آخر قد يحدث، وها هي ليلة أخرى من الجفاء، وكأنه في عالم بمفرده، وهي الاخرى تدرك انها اخطات، من ذلك الوجع المسطور في عينه لكن ألم تراه من قبل؟


 وهل كانت تنتظر لوجهه حتى تشعر بألمه التي كانت كـ نصل حاد غرس في قلبه، مرت لحظات حتى أخذها النوم..


 بينما هناك من لم يستطيع النوم حتى الآن، ذلك الهاجس الذي يضرب في جنباته يمزق أوتار قلبه، ان كان له قلبا من الأساس 


ها هو يقف مترددا في تلك الغرفة، ينظر إلى الألات التي كان يسميها أدوات اللعب او المتعة، وهو يفكر متى بدأ ذلك الوحش يتضخم بداخله؟ ويطالبه بالألم وكأنه جزء لا يتجزأ منه، لقد عجن ذاخر بالآلم، وها هو يحاول أن ينتشل نفسه منه، لقد مرت أيام وهو يفكر ويقاوم ذلك الجوع الذي يتضخم بداخله..

 

بتفكير بسيط رجع إلى عينها، وهو متاكد من انها كانت ترفض النظر في عينيه، بعد ان علمت حقيقته، وسؤال اخر يطرق في رأسه كيف علمت؟ عن طريق والدها بالتأكيد! 

وسؤال الأهم هل ما يكنه لها حقيقيا؟ حتى يخوض ذلك المشوار من أجله وهل سيكمل رحلة العذاب التي سيعيشها سواء كانت معه او لا…


عند هنا ثار عقله امسك تلك الآلة المسمة الهمر «مرزبة»  اخذ يكسر بعض الاشياء وحطم الغرفه عن بكرة ابيها وكأنه يريد ان يستيقظ، ولكن هل ان كسرت تلك الأدوات التي كان يتفنن فيها ويستمتع بها ستنتهي المشكلة؟


 ام أن عليها أن يكسر ذاته ويلجأ إلى مختص، في اليوم التالي كان على ميعاد مع طبيب نفسي، في العادة يلجأ له الصفوة من مراكز حساسة في المانيا، إلا أنه حجز اليوم بأكمله، ما كان ليغامر ان يسمح بان يكشف نفسه امام احد، فكيف لفنان مبدع مثل «ذاخر مهران» الذي يملك شركة ضخمة لـ أفخم وأكبر المنشآت على مستوى العالم، ان يكون مختل، والاسوء ان يعرفوا انه سـ ادي


 صمت لم يستطع ان يكمل وهو يدخل الى تلك العيادة الراقية، التي لا تقل عن فيلا بعيدة عن المدينة، إلى حد ما ربما حتى لا يلفت رواده الأنظار، ولكن بُعدها في ذلك المكان، قد يجعلها محط الأنظار بالفعل. 

رحبا به ذلك الطبيب وهو يبحث في عقله، أين رآه؟ كاد أن يشهق إلا أنه ابتسم بخفة، وهو يستمع إلى ذاخر وينسى شخصيته العامة، يتقبل ذلك الكلام المغموس بالألم عن ميوله الشخصية ورغبته، في العلاج


 وها هو اول يوم يأخذ تلك الأقراص المهبطة والمثبطة، التي تستخدم لارتخاء العضلات والشد العضلي لدى الرياضيين وبعض الأنواع المـ خدرة والتي تسبب ارتخاء في الأعصاب


 عليه أن يبقى في بيته فاغلب الدواء مهدئ، حتى انه شعر في لحظة أن يده ترتعش، هل هناك انسان يملك عقلا فوق رأسه يأخذ علاجا حتى يمرض لكن في بعض الأحيان عليك تحطم اعصابك المندفعة، تطالبها بالتراوي كأنك تطالب نفسك ان تتحول الى جسد خاوي من الروح، شخص اخر شبيه لك وكأنه مجرد صورة باهتة من شخصيتك الحقيقية. 


 فهل ستكون أفضل؟ وهل ستنتهي تلك الهوة التي تجذبك الى الهاوية؟ 


 في اليوم التالي كان يتحرك بعد أن أنهى بعض الاعمال في مكتبه، وما اهم ان يخرج نظرت له سهام باستفسار فأجاب على سؤالها الغير معلن:

_ بقى ليا كتير ما رحتش الشركة، بس قبلها هفوت على أدهم في شركته احدد ميعاد.


 اقتربت خطوة وهي تبتسم، رفعت كفيها تحاوط وجهه، تحرك ابهامها عليه، تنظر في عمق عينيه عينيها، تقول كل ما لم يستطع ان ينطق لسانها، ولكن في بعض الأحيان لا يكفي أن تشعر بما تريدين، عليها ان تنطقه بصراحة، حتى تحيا قلب من تحب من الداخل كأن كلامك قطرات مطر تنثر على جذور الجافة لتنبت حياة اخرى.. 

اقتربت من شفتيه لتقبله بشغف، غافلة أنهم في الصالة وانا اي احد من ابنائها قد يمر أو حتى أمها لم يجد بدا من أن يجذبها خلفه إلى المكتب، يقف خلف الباب هو وهي، يضغط جـ سدها بجـ سده وهو يريها كيف تكون القبلة، شفتيه تدمغ كل ما تقع عليه عيناه، بعد وقت لن يدري ماذا عليه ان يفعل، إلا أنه أسنده جبينه على خاصتها، وهو يقول:

_ مش هتاخر

هزت رأسها بموافقة وهي تتعلق  في عنقه.. 

بعد وقت كان يوقف السيارة امام شركة ادهم البيهي، لكنه انتبه إلى سيارة عادل عبد الله متوقفة هي الأخرى، ماذا هناك؟ هل ينوي عادل ان يبني بيتا آخر أم يريده في ماذا؟

 أبتسم بعد أن أدرك السبب، طرقة خفيفة على الباب دون أن يهتم بأن تخبره السكرتيرة بشيء، تعلم جيداً أنه شريكة ونسيبه واشياء أخرى، ومن الأشخاص القلائل المسموح لهم بالدخول دون إستئذان 


نظر له أدهم بابتسامة نهض من مقعده، وهو يقول:

_الغالي جاي لعندي، طب احلف..

 ضحك عادل على ادهم وفكاهته، فكيف يحلف انه اتي له؟ وهو أمامه بالفعل! أفلا يصدق عينه..

 ضمه احمد بخفة وهو يتحرك ليسلم على عادل بنفس الطريقة، ويقول:

_ أنت مش عايز تقول حاجة 

عادل: وأنا أقدر يا وحش طب هو بيلعب في عداد عمره، انا ابقى زيه..

 ضحكه احمد بصوت مرتفع، وهو يجلس في المقعد المقابل لعادل، بينما ادهم ينظر له باستفسار، إلا أن الكلام بين عادل وأحمد كان يحمل نبرة مختلفة إلى أن خطابهم أدهم وهو يقول: 

_انا طبعا مبسوط قوي قوي ان انتم عندي انتم الإثنين بس انا كده بدأت أقلق اي ريح عطره، بكم إليا 

نظر له أحمد بحاجب مرفوع، وهو يقول:

_  بمعنى نقوم نمشي 

_ وانا اقدر يا وحش دي شركتك، انا بس بسأل عن السبب. 

_ولا حاجة انا جاي عشان أخطب

 فغرة ادهم فمه وهو ينظر له بصدمة، ويشير له بإصبعه وكأنه لم يصدق ما سمعه، وهو يقول:

_ بتقول أيه؟ انت عايز تخطب!  عجبتك واحدة غير سهام؟ 

ام عادل كان ينظر إلى أحمد وقد أدرك أنه لا يتكلم عن نفسه، بينما ادهم:

_ ما ترد عليا يا عادل أقوله ايه ده؟ 

 نظر له عادل بابتسامه وهو يقول:

_ أرد على أيه بس، ما هو لما يعرف اللي انا عايزه مش بعيد يعمل زي ما عمل معاك


 ادهم: نعم انت كمان عايز تخطب على إلينا.

_ لا يا حبيبي انا جاي اخطب لابني.

_ وانا كمان جاي اخطب لابني

 نظر عادل إلى احمد وبوادر الشك تتسرب الى قلبه، شعر بالخوف تغيرت لون بشرته الشقراء المشبعة بالحمرة، اصبحت صفراء، كأنه يرتجف من الداخل، وذلك الحب الذي كان يسكن عينه والمعاملة الودوده تبددت وهو ينظر لأحمد بعملية، وكأنه يتكلم مع رجل غريب لم يراه من قبل:

_ انت عايز مين يا احمد 

_ هتفرق يا عادل هم الاتنين توأم 

_ ممكن بس انا ابني عايز دانا يا وحش

_مالك بتتكلم كده ليه؟ وايه يعني لما ابنك يكون عايز يتقدم لدانا؟ انا كمان ابني عايز يتقدم لها. 

بهت وجه ادهم، بينما تجمد عادل لحظة وهو يدرك ان كل الماضي قد يعود مرة أخرى بكلمة، تخرج من بين شفتيه، وهو يهب واقفاً من مكانه، ينظر لأحمد بجدية وهو يقول: 

_ لا يااحمد ابني مش هيدوق ألا أنا دقته، مش هيتعذب زيي لما كان الموضوع بيني وبينك، انا جيت على نفسي لكن ابني لا، المرة دي مش هنسحب 

_هي اللي هتختار

_ وانا هقف وراء ابني لاخر نفس.

 نظر له أدهم بصدمة، ما الذي يقول هذا المعتوه؟ هو يعلم بالتأكيد أن أحمد لن ينسى اي كلمة قالها عادل، والأسوأ أن دهم  من عليه الإختيار الإثنين مقربين منه أحدهم نسيبه و شريكه وصديقه المقرب، وسنده… والاخر صديقه المقرب الذي لا يستطيع ان يغضبه، والان الامر بيده او بمعنى اصح بيد ابنته..

 بينما أحمد نظر لعادل المتحفز و كأنه يخوض حربا في هذه اللحظة ولن يتردد وهو يسأل

أحمد: بمعنى … 

عادل: مش فاهم تقصد أيه 

أحمد:  بجد..  مش فاهم معنى كلامك ونظرة التهديد اللي في عينك،  انا بقى عايز اعرف وبعدين… 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة