-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 3 - الخميس 1/8/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثالث

تم النشر يوم الخميس

1/8/2024


لكن الرئيس كان مخطئاً فالفتاه كلفتهم ثروه فى تربيتها، وأصبحت بلهاء لا تصلح لشيء! جميله نعم، لكنها لا تفقه شيء آخر مما جعل فكرة بيعها ستكون نتيجتها كارثيه، فأصبح يرتاب بكل من حوله فقد يتخلصوا منه بلحظه، وأكثر من يقلقه هو ليث، وتذكر حين عنف لؤلؤه وهى صغيره على شيء ما فتذمرت وغضبت بشده فتمتم بقلق أكبر.


- لقد تحدتنى من أين لها بهذه الجرأه؟ لابد وأنه الليث السبب.


فأجابته علياء بلا إهتمام: أنت تبالغ.


أوضح لها بعدم ثقه: لا أعلم، ولكن يجب الحذر.


- ماذا تعنى؟


- سنزيد القيود عليه، ويُمنع الخروج من الغرف.


- هل تظن أنهم يتحدون ضدنا؟


- لا أعلم ولكن هذا الفتى ليث ليس بهين.


رفعت حاجبيها مندهشه: أتخاف من فتى صغير؟!


- هذا الفتى له مخالب أسد قاتل، فإحذرى منه.


- لماذا تجعلنى أقلق؟!


- القلق جيد يجعلنا نحذر.


فسألته بقلق: ماذا فعل؟ أخبرني؟ 


- لا أعلم كل ما أعلمه أننى حين إلتقطه من أحد الأزقه كان مخيفا بحق يكفى أن الدماء كانت تغطى ثيابه، وحين إنتزعها ليغتسل لم يكن به أى خدش، كما أنه أتى معى طواعيه لم أجبره كغيره.


فإبتلعت ريقها بخوف: لما لم تخبرنى بهذا سابقاً؟!


- خفت أن ترتعبى منه، أو تفتعلى مشكله.


- ولما تخبرنى الآن؟!


- لأنى أخشى من القادم، وأشعر أنني أسأت التصرف حين أحضرته إلى هنا.


قلقه أرعبها فهو بارد الإحساس، لا شيء يخيفه بسهوله: لا تخيفنى لن يفعل شيء ألا تراه يعاوننا؟


حاولت تهدئة روعه، وروعها لكن بلا فائده: أيتها البلهاء! ألم ترى تقربه من لؤلؤه، وإهتمامه بها، وتعلقها به، هناك شيء ما يحدث بينهما.


إبتسمت بحالميه: إنهما مراهقين، ويبدو أن الحب قد أسرهم.


ضحك بصوت مخيف جعلها تفقد بسمتها الحالمه، وتنظر له برعب حقيقى: هذا الفتى لا يفهم كلمة الحب من الأساس، لقد نُشرت صورته بالجرائد بعد أن أخذته من هناك، والغريب أن من يبحث عنه لم يذكر إسمه أو إسم من يبحث عنه فقط صورته مع جمله واحده من يجده يأتى به وله مكافأه كبيره حتى أنه لم يذكر مبلغ الكافئة! وحين رأى ليث الجريده أحرقها أمامى بهدوء، وأخبرني أننى سأخسر حياتى كمكافأه لإحضاره لهم، فمن يريده لا يريد شهود، لذا إما أن يعمل لدى أو أعمل أنا بالجحيم فهو على يقين أننى لست شخصا صالحا، لقد كان غريبا بحق لا يتناسب حديثه وأفعاله مع عمره أبداً! أتعلمين... لقد إقشعر بدنى من نظراته آن ذاك ووافقت سريعاً أن يعمل لدى والغريب أنه لم يظهر أى إنفعال! لم يسعد أو يمتن أو حتى يقلق، وأخبرني بهدوء أنه يجب أن نسرع بالهرب بعيداً؛ لأنهم سيصلون إليه حيثما كنا ولن يرحمونى حينها خفت وهربت به من حيث كنا وها أصبح هنا مخبئنا منذ حينها.


- ما هذا الجنون؟!


- أرأيتى؟


- أنا أرى أن تبحث عمن يريده وتلقيه لهم.


زوى جانب فمه بسخريه: بلهاء... لقد أردت ذلك منذ أن إرتبت بقربه من لؤلؤه، ولا أعلم كيف لاحظ الأمر لكنه أخبرنى بوضوح أن من أرادوه لو وجدوه سيحرقوا من أخفاه حياً سابقاً كانو سيردونه بالرصاص أما الآن، وبعد أن إنتظروا طويلا سيكون عذابى مضاعفاً.


إتسعت عيناها بصدمه: ما هذه الورطه؟! لما أتيت به من الأساس؟ 


- لا أدرى هذا ما حدث.


تأففت بضيق وهتفت به بسخط: أبله.


فإنفجر غضبه يومها بها، لكنها إقترحت عليه أمراً، ونفذه فقد إستدعى الجميع، وأخطرهم بحزم: منذ اليوم ممنوع على أى منكم الدخول إلى غرفة غيره


فتسائل أحدهم: لما؟!


- منذ متى تسألون؟ إلى غرفكم.


غادروا جميعا بصمت ولم يتبقى سواه وعلياء التى سألته لتستوضح منه.


- هل إطمئننت الآن؟


- بل إزداد قلقى.


تعجبت من جوابه ولم يفسر لها أسباب قلقه بل تركها، وذهب إلى غرفته فتبعته تسأله.


- ماذا هناك؟


- لم يتأثر أبداً كما أن نظرته الساخره حين تحدثت جعلتنى أشعر أننى بدلاً من منعه مما سيفعله أنا فقط أساعده للوصول إلى هدفه.


- وما هو؟


- لا أعلم أنا على يقين أنه يخطط لشيء ما، لكن لا أعلم تحديداً ما هو؟


- أنت ترتاب بكل شيء!


لكن محاولتها التخفيف عنه أغضبته أكثر: وأنتِ غبيه على الدوام هناك ما ينبئنى بالخطر، وأنا أثق بحدسى


صمت لوهله ثم هتف بثقه: وجدت الحل.


- وما هو؟


- سوف نسبقه بخطوه.


- كيف؟


- بالسيطرة على لؤلؤه، بإرهابها.


- إتركها لى سأعيد تربيتها لم يعجبنى تساهلك منذ البدايه.


- أيتها الحمقاء! أريد إرهابها بالعقل، وليس الضرب.


- لا أفهم! 


تنهد بيأس ثم بدأ يشرح لها: أريدك أن تتقربى منها، وتجعليها تؤمن أن الخارج من هنا مفقود، ومن سيحاول جعلها تخرج من هنا سيكون قاتلها، واستغلى جهلها بما يحدث لكل من يخرج من هنا، وأخبريها أنهم لا يعودون لأنهم أموات، إجعليها هى من تتشبث بالمكوث هنا، وترفض الرحيل حتى لو فتحنا لها الباب، وهكذا ستقيده مجبراً بجوارها.


- وما أدراك أنه يفكر بالهرب؟


- مجرد حدس لا أكثر.


- وإذا جاءتنا بيعه جيده لها؟


- سنخرجها من هنا، ونحن نؤكد لها أن المكان الذى ستذهب له هو الوحيد الآمن لها، ونخرجها فقط لأننا نشك بأن هناك من يريد إخراجها وإيذائها.


- ولما كل هذا؟ لما لا تتخلص منه؟


- لا أستطيع.


- لما؟!


- لا شأن لك لقد أصبحتى كثيرة السؤال!


- وإذا؟


حينها صرخ بها بغضب: لا تنسى مكانتك هنا يبدو أننى دللتك أكثر من اللازم!


فتلعثمت متراجعه بخوف: مم ماذا أأ عزيزى أأ أنا لا أقصد أنا لا شىء بدونك.


- هذا صحيح، ويجب ألا تنسى هذا.


أومأت بسرعه وخوف: نعم... نعم لن أنسى.


ثم تركها وإبتعد فتمتمت بهمس غاضب: إلى الجحيم.


- قد يسمعك.


تفاجأت بليث إلى جوارها، فقفزت فزعه: مم من أين أتيت؟!


- من حيث لا تعلمين.


- وماذا تريد؟


- لا شىء الآن، لكن تذكرى إذا أحس الرئيس بأدنى قلق تجاهك سيركلك خارجاً، ومن لا يرغب به يقتله لا تنسى هذا.


تركها شاحبه الوجه غارقه بخيالها المرعب، وقد لحقت تالياً بالرئيس تطلب عفوه، وقد أخبرته بظهور ليث المفاجئ، وتعليقه المخيف مما زاد من قلقه، ولكن وللعجب! لم يحاول ليث الإعتراض على شيء أو التدخل بشيء، ومر الوقت وأصبح الفتى شاباً رائعاً، والرضيعه صبيه تسر النظر فهل قلقه من ضياع منصبه وتمسك الرؤساء بليث جعله يتخيل أشياء لا وجود لها؟!


❈-❈-❈


أنصت قلب ورده إلى هفواته فشقيت! فلو أنصتت إلى عقلها لهدأ بالها فها هى تتابع بألم إهتمام ليث بلؤلؤه، وحمايته المستميته لها حتى سرقها الوقت، وأصبحت على أعتاب الرحيل لكن فؤادها ظل متعلقاً بليث.


❈-❈-❈


أحس بها حين إقتربت متسلله من غرفته، لكنه لم يحرك ساكناً لكنه أجفل حين أحس بملمس أصابعها على قدميها، ومع هذا ظل مغمض العين وهى تدلك قدمه بحنان، وبراعه أذهلته فبغاتها بسؤال حاد.


- ماذا تفعلين؟


إنتفضت متفاجئه ترفع رأسها لتجده مازال مغمص العين، فإبتلعت ريقها بصعوبه وسألته بحزن


- منذ متى وأنت مستيقظاً؟


- لا حاجة بكِ لأن تعلمى.


إبتسمت بإنكسار: هل يزعجك وجودى إلى هذا الحد؟


فتمتم بهدوء: لا أعلم.


جوابه آلمها، فأبعدت أصابعها ببطأ عن قدميه، ونهضت متأسفه: حسنا سأغادر.


لكنه أوقفها بحده: لا إستمرى، فقدماى تحتاج مثل هذه الراحة بالفعل.


عادت تجلس مجدداً حيث كانت، وإستمرت للحظات فسألها بهدوء: من أين لكى بتلك المهاره؟


- أعطتنى علياء كتاب قراءته، وتدربت عليه كثيراً.


أحست بجسده يتجمد لوهله، ثم فتح عيناه ليجدها منكسة الرأس، وقد بللت دموعها وجنتيها وبدأت تتساقط على قدميه، وسألها بإرتياب.


- أتعلمين ماذا يعنى هذا؟


- نعم


- متى؟


- لا أعلم بالظبط، لكنى أعلم أن النهايه إقتربت، وأردت وداعك قبل الرحيل.


قضب جبينه بإنزعاج: لما تصورين الأمر وكأنك ستلقين حدفك؟!


- أوليس الأمر هكذا بالفعل، لقد قرأت كتباً كثيره دون علم أحد، وأدركت أن الواقع بالخارج ليس وردى بل على العكس تماماً كما أدركت تماما من نكون.


رفعت عيناها الدامعه تنظر له بعتاب خفى، لكنه قرأه رغم ذلك وتمتمت بأسى: أولسنا حفنة رعاع لخدمة الساده؟


نهض مجفلاً وكاد أن يقل لها شيئاً ما لكنه تراجع، وفضل الصمت، فنهضت تنظر له بكآبه: لسنا جميعاً محظوظين كلؤلؤه أتمنى أن تحميها قدر المستطاع، فلو ضاعت منك فلن تعود.


وغادرت بقلب مثقل بالألم، بينما ظل ينظر بأثرها بقلق وإضطراب غامض. 


❈-❈-❈


كانت الأعياد على الأبواب، ولكن الحزن يملأ نفس لؤلؤه منذ علمت بأن ورده قد رحلت لقد ظلت منزعجه من منع الإختلاط، والعزله التى فرضها عليهم الرئيس بلا سبب مقنع، ولكنها كانت تتحمل حتى تمر هذه العقوبه المزعجه ألا يكفيهم أنهم لا يروا نور الحياه؟!


لكن بعد رحيل ورده أصبح لا فائده من التلهف على الخروج، كذلك تلك العلياء التى بدأت تملأ رأسها بالخوف، وتخيفها من كل شيء حتى أصبحت تخشى كل شيء، وحين تملك منها الخوف أفضت بخوفها إلى ليث حين واتتها الفرصه لرؤيته.


- إذا هربنا من هنا سنموت!


أومأ بلا إهتمام: نعم.


إبتسمت بإرتياح: إذا سنظل؟


ظل يتأملها للحظات بصمت حتى ظنته لن يجيب:  سأقص لكى قصه ستخبرينى بعدها إذا كنتى تريدين أن تظلى هنا أم لا؟


أومأت بثقه: بالطبع أريد أن أظل هنا.


- هل يعنى هذا أنكِ لا تريدى القصه؟


- لا... أريدها فأنا أعشق قصصك.


فحذرها بهدوء: نعم، ولكن هذه القصة لن تكون كسابقيها.


- ولما هذا؟


- لأنها حزينه.


- لماذا؟


- هذا هو قدر العبيد عزيزتى.


مالت برأسها وقد بدى عليها عدم الفهم: ومن هم العبيد؟


- ستدركين من هم بعد أن تسمعى قصتى.


إعتدلت بجلستها لتنصت له بإهتمام، وهو يتابع بهدوء وحذر: لنرى امم نعم بزمن غير زماننا، وبين أناس لا  يختلفون عنا كثيراً فى أرض ذهبيه تحيطها الجبال الشامخه كأسوار عاليه تحميهم؟ أم تسجنهم؟ تلك هى الحقيقه الخفيه.


قاطعته بتفاجؤ: أهذا يعنى أن هناك أسرار؟


- أجل فتلك القبيله الغريبة تحيا بقوانين صارمه يطلقها زعيمهم، وتصب جميعها لصالحه.


- هل هم حمقى  إلى هذا الحد لكى لا يدركو خداعه؟!


- كثير منا ينخدع، ولا يدرى بذلك قد يكون غباء منه وقد يكون ذكاء من المخادع.


- لكن هل كشفوا أمره؟


- ستعلمين بالأخير، ففى هذه القريه يتم تربية الصغار على الطاعه خاصه الفتيات اللائى يتم إختيار أزواجهن من قبل الزعيم، وغالباً ما يتزوجن بخارج القبيله مع حلم بحياه أفضل لدى الكهل الذى يتزوجها أو تنال الجائزه الذهبيه بالزواج من الزعيم، ولا يحق لهن الإختيار أو التفكير، وكذلك الشباب يزوجونهم بعجائز متصابيات خارج القبيله، وكونهم سيروا حياه لن يروها إلا بتلك الزيجه فهذا رائع لهم حتى يكتشفوا أنهم مجرد فرائس شهيه لهؤلاء العجائز، ولا مفر أمامهم فبعد أن يتمتعوا بهم يلقوا بهم فى غرف حديديه، ومن يحاول الهرب يلقى حدفه فوراً لذا فإما حياة العبوديه، أو الموت بقسوه.


هتفت لؤلؤه بجزع: يا للهول! أهناك مجرمين إلى هذا الحد؟!


- بلى والغريب أنهم لم يعلموا أن حياتهم السابقه لم تختلف كثيراً عن هذا، فهم سجناء قبيلتهم يمنع عليهم إختيار شركائهم ومن يعترض أو يختار دون إرادتهم فإنهم يلقون بهم من أعلى جرف شاهق الإرتفاع بعد تعذيبهم بالسياط الشائكه إلى قاع بالكاد تغطيه المياه، ثم تضخ فوقه كميه هائله من المياه ولا يرحلون سوى بعد أن يطفوا الجثمان على سطح الماء، هذا لمن يدّعون أنهم فعلوا فاحشه، بينما الحقيقه أنهم فقط إنساقوا خلف مشاعر بريئه لم تتعدى مجرد نظرات، أما من تتعرض للإغتصاب من أهوج ما فهو من ينكل به، وهى تصبح زوجه لمن يرغب بها من عجائز القريه.


لقد إستفاض ليث فى التوضيح بصوره مرعبه لتدرك أن العبوديه وضع مذرى تماماً، وأن حياة العبيد حياه حقيره لا تليق حتى بالحيوانات


أرادها رافضه متقززه من وضعهم لكى ترفض أن تصبح مثيلاتهم، وتخرج من عباءة الخوف التى ألبستها إياها علياء، وقد بدأ الحديث يؤتى ثماره فقد ثارت بغضب: ما هذه الحياة البائسه!


- تلك لا تسمى حياة، فهم موردين لعبيد وجوارى، والغريب أن الكبار لا يعترضوا أبداً، وظل الأمر هكذا لسنوات، حتى أتى اليوم الذي رأت تلك الصغيره عشق أختها التى زُفت عروس بالأمس للزعيم مكبله بقيود حديديه يتهمونها بفعل الفاحشه؛ ولأنها كانت تُعِدها أماً أكثر من والدتها القاسيه، فتسللت ليلاً لتراها فهم يكبلون المحكومين ليله كامله بعد تعذيب نهار طويل حتى يسطع النهار مستقبلا موته بوهن دون مقاومه.


تنهدت لؤلؤه بحزن: يا إلهى مؤكد أحزنها الأمر.


- هذا صحيح فقد إقتربت منها تبكى، وتعاتبها على ما فعلت، وسألتها من فعل هذا؟ ولما تحميه؟ فإبتسمت الأخرى بوهن، وهى تنظر لها بحنان رغم ألمها، وتحاول شرح الحقيقة لها حين قالت: عصفورتى الغاليه لم يعد لدى الكثير من الوقت، لذا استمعى إلى جيداً.


ثم سعلت بصعوبه، وحاولت أن تظل واعيه لتخبر أختها بكل شيء؛ لتحذرها علها تنجو فنفت التهمه الموجهة لها: أنا لم أفعل شيئاً، لقد كان الزعيم لقد كان عنيفاً جداً معى. 


هتفت لؤلؤه بحماس: وماذا يعنى حديثها هذا؟


- يعنى أنه كان قاسياً بليلة الزفاف، وحين إعترضت هذه المسكينه ضربها بقسوه، حينها لم تشعر بنفسها وهى تجاهد لتمنعه عن ضربها، فضربته بآنيه خزفيه تسببت له بندبه برأسه الأصلع -لقد كان وضيعاً- فلقد إنهال عليها ضرباً؛ لأنها ضربته فلا يحق لها ذلك! وأخبرها بمنتهى الوضاعه أنها مجرد جرذ مهمته إطاعة رغباته فقط مهما فعل بها، كما أنها كسرت تحفته النادره، وكانت تتمرد منذ البدايه، لذا قرر التخلص منها وإدعى كذباً أنها مذنبه، وها هى ذا مقيده حزينه بائسه.


- ماذااا؟! ولما لم تخبر والديها؟


صرخت بحماس ورفض فعنفها بضيق: اصمتى لو سمعك أحد ستلقين حدفك أنا هنا متسلل، ولتحمدى الله أننى أتيت لأنبهك لكم الكوارث التى تحيطك دون علمك.


- ماذا تعنى؟


كاد يخبرها لكنه فضل أن ينهى القصه أولا، لكى لا تفزع من الحقيقه، لذا عاد إلى أحداث القصه بهدوء


- أمرت عشق بأن تختبىء خلفها، ولا تصدر أى صوت مهما حدث فقد أنبه صوتها الحارس المسؤل عن حراستها.


لمعت عينا لؤلؤه وهى تنصت له بإهتمام، وتترقب، وبلهفه لما سيحدث، فتابع بهدوء: حين أتى الحارس، وسألها بغلظه لما تصدر صوتاً، وتزعج نومه.


- ماذااا؟! إنه أحمق ألا يرى أنها متألمه مظلومه!


- لا يهم فهم يرونهم بلا قيمه.


- لكن هذا ظلم!


- هم ظلمه، ولا يأبهون بها، فحين أخبرته أن الألم يفتك بها لم يتأثر بل سخر منها قائلاً: "سينتهى ألمك بالصباح" ثم تأملها بعينان مخيفتان، وأخبرها بوقاحه أنها رغم كونها غارقه بالدماء، لكنها مازلت شهيه "حقا يختار الزعيم الفاكهه الأنضج لنفسه ويلقي بالأقل نضجاً للمشترين والبقيه" وهو منهم يأخذون الفتات وهذا ليس عدلاً! ثم إبتسم بخبث، وبصوت كفحيح الأفعى أخبرها أنه سيستمتع بها، وقد حاولت تهديده بأنها ستصرخ حتى تتقطع أحبالها الصوتيه، فيأتى أهل القريه ليمسكوا به بالجرم المشهود.


- نعم هكذا فلا يجب أن تخاف منه، سيأتى الجميع وسيفتضح أمره، سيتأدب هذا الوقح.

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة