-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 14 - الأحد 18/8/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الرابع عشر

تم النشر يوم الأحد

18/8/2024




نهض أخاها يضرب المائده بكفيه بغضب: إنها أرضنا! منزلنا! حيث تربينا، ديارنا التى لن نجد لها مثيل، كما أننا لا نملك المال الكافى لحياة المدينه.


تنهد بغضب ثم سألها متعجباً: ثم ألم تتزوجى؟!


- تزوجته لوسامته، ولأنه يعمل بالمدينه، ولكن مهما أعطيته من مال لا يرضى بأخذى هناك!


- ولهذا تركته؟!


- أجل.


- والآن تريدين كاظم لهذا؟!


نظرت نحو كاظم بلهفه: لا إنه مختلف، ألا ترى؟! سأنعم أخيراً بما أستحقه من حياة رغيده بعيداً عن هذا الفقر.


لا فائده منها ترتجى، فهدفها أعماها عن الواقع تماماً، لذا حاول أن يجعلها تفيق، واشار نحو كاظم، وعيناه تتقد غضباً نحوها.


- ألم تفهمى بعد؟! الرجل يمقتك! إنظرى إلى وجهه جيداً، التقزز يملؤه، والمقت يُطل من عيناه نحوك!


- هذا بسبب أورچيندا الحقيره.


صرخ بها بغضب: إصمتى، إنها أفضل منكِ، لا دخل لها بهذا، لما لا تريدين تصديق أن لا يد لها بهذا؟!


- لا يمكنه رفضى!


- لماذا؟!


- أنا الأجمل! أتفهم؟! أجمل من أورچيندا، أنا أفضل منها، وهى لاشىء إسمعتما لا شىء.


عيناها الزائغه بينه وبين كاظم جعلته يتيقن أن لا فائده من الجدال والعتاب، فهدأت نبرته بأسى.


- لقد جننتى حتماً.


- لما هى أجمل وأفضل؟! أخبرنى!


تنهد بيأس: شكلها صُنع الخالق، فلا يد لها أو لأى أحد بذلك، أما كونها أفضل؛ فلطباعها الطيبة الحنونه، أما أنتِ فأنانيه لا ترين سوى نفسك، هناك فتيات بالقريه أقل منك جمالاً، ولكن قلوبهم كاللؤلؤ الصافى -يا للهول- متى أصبحتى بتلك البشاعه؟! 


وأخيراً أصبح أخاها يراها على حقيقتها الحاقده المؤلمه، ويدرك أنه كان أحمقاً تماماً، فقد خدعته طوال عمرها، وقد جعل أورچيندا تعانى طوال الوقت بسببها، وبعد ما قالته، وإصرارها على ما هى عليه، صرخ بها بيأس وألم.


- أخرجى من هنا، لا نريد رؤيتك مجدداً.


إتسعت عيناها بذهول: ماذا؟!


- إذا لم تخرجى حالاً، فسأسحبك من شعرك إلى الخارج.


لقد تأخر عن سن الزواج بسببها، فكلما جمع المال من أجل زواجه تخرج له بمطلب ما، أو ضائقه تواجهها  لتستنزف ماله، وتنفقه بلا خجل على زوجها الذى يدّعى الفقر الدائم، ويكنز أمواله، ذاك البخيل الذى يعتمد على ما تأخذه زوجته من بيت عائلتها، وقد ظهر عليه النعيم بصوره مفاجئه -بالطبع- ما دامت زوجته تنفق عليه من مال أخويها! ولم يتخيل أى من أخويها هذا، أو حتى يأتى على ذهن أى منهما أن يتسائل عن ثراء زوج أختهما المفاجىء، فهو يمقت أن يستسفر أحد عن ماله، وهما لم يريدا المشاكل لأختهما.


بين ذهول وصدمة الأخوين وغضبهما وسخط كاظم؛ لهدوء أورچيندا حتى ولو كانت ملامحها تتعاقب عليها الإنفعالات التاليه، أسرعت الأخت الصغرى  بالركض بينهما مرتعبه، وإختفت بغرفتها مذعوره، تدور هنا وهناك تجمع حاجياتها المتناثره فى أرجاء غرفتها، ووجدت أن الأفضل لها الرحيل بأسرع وقت، فحملت حاجياتها، وركضت إلى الخارج، والأسوأ ما مرت به بالطريق! فطوال الطريق من منزل أخاها إلى منزل زوجها، وهى ترتجف من كلمات التوبيخ والسباب واللعنات التى يلقيها جميع أهل قريتها عليها، كلما مرت بأى منهم بعد أن علموا حقيقتها، فكاظم أسرف فى وصف خبثها كثيراً، وهذا يعنى لها إما أن تُسجن بداخل منزل زوجها، أو أن ترحل من هذه القريه إلى قريه أخرى لا تعرف بها أحد، ولا أحد يعرفها، لكن المشكله الحقيقه أنها أسرفت فى غرورها حتى لم تترك لزوجها نافذه صغيره تصل إليه منها، فقد رفضته بشده لظنها أن كاظم مهما فعل سيسقط بحبائلها بالأخير، والآن ستعود بعد هذه الفضيحه! وزوجها بخيل، سىء الطباع، حسن الوجه نعم، لكنه قبيح النفس، ولم يكن لديها مال لتعطيه له، فكيف سيتقبلها؟ وإذا رفضها، من أين ستقتات خبز يومها؟! وهى بلا أى مهاره تُذكر، هذا أو أن تعمل خادمه له ولوالدته. 


❈-❈-❈


تأسف الأخ الكبير إلى أورچيندا كثيراً، وطلب صفحها على أى مما عانته بسببه، لكنها لم تبدى أى تأثر، ومررت الأمر ببساطه وكأن شىء لم يكن، فقبل أخاها رأسها بحنان، وبسمه ضعيفه، فسألته بهدوء.


- أريد أن أطلب شىء منك.


- أؤمرينى عزيزتى، وسألبى إن كان بإستطاعتى.


- إنه بإستطاعتك.


- وما هو؟


- أريدك أن تتزوج.


إبتسم ساخراً: هه، ومن سترضى بى بهذا العمر؟!


فأجابته بحماس: الكثيرات، أنت وسيم أخى، وسترضى بك الجميلات.


- أنتِ تبالغين!


- لا... كما أنك حسن الخُلق، وأنت تعلم جيداً أننى لن أكون مصدر إزعاج لكما يوماً.


إستنكر قولها هذا: ماذا تقولين؟! لطالما كنتى بسمه صافيه بيننا، لكن من تلك التى قد ترضى بى بعد كل هذا؟! أى من الكثيرات اللائى ذكرتهن ستقبل بأخ سمح لأخته بخداعه هكذا؟!


لم تعلق على حزنه من فعلة أختهما، وإبتسمت بخبث: أنت تعلم.


فإبتسم بحرج: هل سترضى بى بعد كل هذا التأخر؟!


أصرت على رأيها موضحه: لم تتزوج حتى الآن، إنها تنتظرك أخى.


تدّخل كاظم الذى يتابع بصمت: هل يمكننى أن أسأل عما تتحدثان؟


فأجابته أورچيندا بإيضاح: عن جاره لنا، إنها فتاة بسيطه لطيفه وحيدة والديها، تحبه منذ كانا صغيرين، ولم ترضى بغيره زوجا لها طوال كل هذه السنوات، رغم أنه تقدم لخطبتها الكثيرين.


فوبخ كاظم أخاها بإنزعاج: هل أنت أبله إلى هذا الحد؟! بالطبع سترضى بك، يبدو أن أختك كانت أنانيه إلى حد أنها لم تهتم لأحد مطلقاً، فلتنسيا أمرها وإبدئا حياتكما من جديد، وأنا لازلت على إقتراحى السابق لأورچيندا لو وافقت، فأنا على أتم إستعداد لأن نتشارك سوياً بمطعم. 


نظراته التى حاولت بجهد جهيد ألا تتأثر بها جعلتها ترتجف، وتصر على ما تنتويه، فلا طاقة لها لتحمل المزيد من هذا الألم، فتواجدها بقربه يثير مشاعر بداخلها لم تتصور يوماً أنها تملكها، فأجابته بهدوء.


- سأفكر بالأمر.


فنظر نحوها أخاها بعتاب مرح: هل ستتركينى؟


- سيكون لديك زوجتك، هيا تحمم وإرتدى أفضل ثيابك، وهيا نذهب إلى زيارة عروسك، كفاك ما ضاع من الوقت!


نهض متحمساً، والإبتسامه تضىء وجهه: نعم.. نعم... سأسرع.


فشجعته بحماس: هكذا هو أخى الفارس المغوار.


هتفت بمرح حتى غاب عن نظرها، فإختفت كل المرح من ملامحها البريئه، وحل اليأس على وجهها وهى تنظر إلى كاظم ببرود. 


❈-❈-❈


رغم الأصوات المرعبه التى خرجت من خيمة ليث، لكن لم يستطع أحد أن يذهب ليعلم ماذا يحدث هناك، وفضلوا عدم التدخل إلا إذا ناداهم ليث أو إستغاثت بهم ورده!


الحاله المذريه التى وصل إليها ليث، جعلته ضعيفاً بصوره لم تتخيل ورده أنها قد تراه عليها يوماً.

لم يكن ليث يعمل مع الرئيس بهذه التجارة الدنيئة فقط، فقد كان يرسله أحياناً لأيام ليقضى له أعمالاً بأماكن أخرى بطلب من رؤساؤه، أو لنقل رئيسته! فمن سخرية القدر أن تصبح إمرأه سبب دمار حياته وحياة إبنة عمه، وإمرأه أخرى هى من تدير منظمه بهذه القذاره، ماذا حدث لبنات حواء؟! ألا تشعر أى منهن بالرأفة تجاه الفتيات البريئات التى تسببن فى قتلهن، فواحده أفنت عائلتها لحقدها وغيرتها، والأخرى تتاجر بأجيال كامله لطمعها، غير عابئه بالفتيات التى تتاجر بهن وتقتل أحلامهن، ولا الفتية الذين يقضون على طموحاتهم، يجعلون من الأحرار عبيداً؛ لطمعهن الذى لا ينتهى.


❈-❈-❈


ذات مره تم إرسال ليث إلى مزرعه بعيده، علم أنها ملك رئيسة المنظمه، وهناك أدرك أن تلك المزرعه ستار آخر لأعمال أخرى غير شرعيه، ألا يكفى تلك المرأه ما لديها؟! وكان من المفترض أن عمله هناك مع شخصٍ ما بعينه، فهو من سيتمم العمل معه، إنه أخ رئيسة المنظمه السيد (فاخر) وسيظل ضيفاً بهذه المزرعه، ولكنه لم يكن يعلم ماذا سيحدث له من مفاجآت غير ساره هناك.


كانت (ليندا) إبنة المكان، إبنة صديق فاخر، تربت هنا، وتعلم كل كبيره وصغيره بالمزرعه، ترتسم القوه دائماً، كما تعتقد أنها ستصبح لا محاله سيدة هذه المزرعه، وستتزوج مؤكداً من إبن السيد فاخر كما ظل يمنيها فاخر بهذا منذ سنوات، وكان جميع من يعملون بالمزرعه يخشونها، كانت حازمه صارمه تنسى أحياناً أنها إمرأه، ولم تهتم أبداً لرأى من تعتبره خطيبها ولا رأى غيره، فهو لها وهذا أكيد!


بعد يومين حضرت فتاة جديدة إلى المزرعه، كانت كارثيه! كل ما تلمسه يتحطم وتفشل فى كل صغيره وكبيره، كانت ضعيفه جداً، فأصبح إبن مدير المزرعه ونائبها الحالى (علي) والمسؤل عن كل شىء بها يشفق عليها، وبالمناسبه هو نفسه خطيب ليندا، أصبح يساعد الفتاة الجديده، لكن ذلك أزعج ليندا كثيراً، فبدأت تتقصدها، مما دفعه لحمايتها أكثر، وذات مساء طلبت الفتاة رؤيته، وحين رأتها ليندا تدخل الغرفه إلتمعت عيناها بالغضب ولحقت بها، كانت حينها تقف خلف الباب، حين دفعته الأخرى بحده مفاجئه، ولولا أن ردة فعل الفتاة كانت سريعه، ودفعت الباب بيدها لإرتطم بقوه فى وجهها مسبباً لها أذى كبير، لكن الأخرى لا تبالى، بل دخلت، وجلست تنظر لهما وكأنها تمسك عليهما ما يذلهما، فدفعت الفتاة الباب بخفه، وتحركت للأمام ونظرت إلى علي الذى نظر بسخط إلى ليندا وهتف بإنزعاج.


- ماذا تريدين؟!


أشارت بإزدراء نحو الفتاة: أريد أن أعلم، ماذا تريد هذه؟!


فصر أسنانه بغضب: لا شأن لكِ!


فصرخت به بغضب: هل جننت؟! كل ما هنا لى شأن به.


مسح بكفه على وجهه بغضب: هلا تركتنا قليلاً، وسأخبركِ بكل شئ لاحقاً.


إسترخت أكثر بجلستها وتمتمت بلا مبالاه: لا.


- لما؟!


- أريد أن أستمع لما ستقوله؟


- الفتاه خجله!


زوت جانب فمها بسخريه: منى أنا؟! ومنك لا يالا خجلها!


فصرخ بسخط فهى مستفزه إلى أبعد الحدود، ووالده يقيده بها، لا يريد فتاة تچاكره بإستمرار، تكون نداً له فى أى نزال، بل يريدها هادئه بسيطه لطيفه، ولهذا إنجذب إلى الفتاة الجديده، إحتياجها الدائم للحمايه وضعفها يدفعانه نحوها بقوه كبيره.


- كفى عن هذا، وإتركينا الآن.


- لا.


نظر إلى الأخرى بإشفاق: هل يمكنك متابعة الحديث.


زاغت عيناها بإضطراب، ثم همست بخوف: لا.


قبل أن يتفوه بحرف تعال صوت ليندا الساخر: لما؟! هل أكل القط لسانك؟!


- كفى عن هذا! طريقتك تلك ما تدفعها وغيرها لعدم التحدث معك، أو الشكوى عن أى شىء،


- ولما يشكون من الأساس، إنهم يأكلون، ويشربون، ويأخذون أجراً فوق ذلك!


- ليس هذا بدون مقابل، إنهم يكدون فى العمل بإخلاص.


- ونحن نكافئهم، لما الشكوى إذا؟!


- لقسوتك، وسخريتك، وعدم إدراكك لم تحدثينه من ألم فى نفوسهم، بسبب تعاليكى عليهم.


- هذا حمق محض، أنا أرتدى مثلهم، وأعمل أيضاً معهم، هذا لا يعد تعالياً.


تنهد بيأس: أنتِ لا تفهمينهم، ولا تشعرين سوى بنفسك فقط، وبما تريدينه، هل فكرت للحظه بما قد يريده غيرك؟!


- أنا أفعل ذلك بالفعل، وإلا لما كافئتهم، ولما ظلوا هنا.


- إنهم هنا فقط لإحتياجهم إلى العمل.


- نعم.. ولن يجدوا من يعطيهم تلك الأجور الباهظه مثلنا.


- نفعل هذا؛ ليتقنوا العمل.


- إذا فالمنفعة متبادله، أنا لا أفهم لما نتجادل من الأساس، ماذا تريد هذه، إذا لم تكن ستتحدث فلتعد إلى عملها، وأى إن كانت شكواها فلتنساها، وتحمد الله أننا لازلنا نتركها تعمل هنا، لقد كبدتنا خسائر كثيره بحماقتها التى لا تنتهى!


- كفى عن توبيخها. 


- لما؟! أليست الحقيقه؟


لقد كان كل ما يحدث أمام ليث الذى لم يعلق بشىء، وقد إلتجأت له الفتاة حين يأست رغم أنها لا تعلم عنه شىء، لكن لسبب ما أحست بالأمان نحوه.

كان يجلس فارداً قدماه على الأرض، يتكأ بظهره إلى باب إحدى الحظائر الفارغه، مغمض العينين.


- سيدى أريد أن أطلب منك خدمه.


فتح عيناه ينظر لها بهدوء: لستُ سيد أحد، أُدعى ليث.


- سيد ليث.


قاطعها بضيق: ليث فقط.


أومات سريعاً: حسنا ليث، هل يمكنك مساعدتى دون أن بعلم السيد فاخر أو إبنه و الأنسة ليندا بالأخص.


- تعنين سادة المزرعه، أليس كذلك؟


- بلى.


- وما هى مشكلتك؟


- إنه السيد علي.


قضب جبينه متعجباً: ما به؟!


- إنه.. إن...


قاطع تلعثمها بهدوء: إهدئى وإجلسى.


جلست متربعه أمامه، تبتلع ريقها بخوف: سيدى أنا..


قاطعها بإنزعاج: أخبرتك أنا لست سيد أحد، ولا أحب إعادة الحديث، لذا إستوعبى هذا ونفذيه، والآن ماذا هناك؟


- السيد علي يُغرقنى بكرمه، ولكن.. أتعلم... أنا أرتبك كلما تواجد بقربى، فأُسىء التصرف، وتنكسر أشياء أو تسقط، أفسدها دون قصد.


- ولما ترتبكين؟


- لا أعلم، نظراته تربكنى.


إبتسم بتسليه: هل تحبينه أم تنفرين منه؟.


أحنت رأسها بخجل: لا أعلم، لكن أعتقد أننى أنا... 


صمتت فتابع عنها: تحبينه؟ أليس كذلك؟


توردت وجنتيها بخجل: أعتقد هذا.


- لكنه من المفترض أنه ملك لأخرى.


بدى الإنزعاج على وجهها: نعم.. لكن لقد أتعبتنى نظراته، وأغلب الظن أنها شفقه وعطف.


إبتسم بخبث: لا أعتقد ذلك، لكن لما لا تتحدثين إليه؟ 


- حاولت، والأنسة ليندا رأتنى أتحدث إليه، ووبختنى بقسوه، وسخريه كعادتها.


- فلنتركنا من هذا العلي وتلك الليندا، ولننظر بشأنك، ماذا تريدين حقاً؟


- أريد أن أعلم ماذا يريد منى، لا أريد لخيالى أن يتمادى فى أحلامه.


- هل أتحدث معه؟


- نعم أرجوك.


لهفتها جعلته يبتسم، ثم أومأ بهدوء: حسنا سأفعل، والآن عودى إلى عملك، لكى لا تسخط عليك ليندا.


- نعم، أنت محق.


نهضت تسرع لعملها، فأغمض عينيه مجدداً، ولم يبالى أن علي كان يتابعهما من بعيد بعينان تتقد غضباً، فالفتاة حين تركت ليث كان وجهها مشرقاً بسعاده، فأسرع علي يقف أمامها.


- عما كنتى تتحدثين مع ذاك الغريب؟!


- لا شىء.


قبض على ذراعها بقسوه: لما إختفت سعادتك برؤيتى؟!


- سيدى أنا...


هزها بقوه وهو يصرخ بها: لا تقولى سيدى!


تأفف ليث مما يحدث، وفتح عيناه ليجد الفتاة مرتعبه، تنظر حولها برعب، تبحث عمن يُغيثها، فنهض ساخطاً، وأسرع نحوهما، وأفلتها من قبضة علي الذى صرخ به غاضباً.


- مالك بها؟


حاول ليث تهدئته: أعتقد أنك متعب قليلاً سيد علي، فعد إلى عملك، وأترك الفتاة لحال سبيلها.


إزداد غضبه بدلاً من أن يهدأ: وما شأنك أنت بها؟!


- سيد علي، أنت تضع نفسك والفتاة بموقف سىء


- لا دخل لك بيننا.


- لا شىء بينكما سيد علي، تذكر خطيبتك ليندا.


صرخ بنفور: تلك الحقود الوضيعه لا تهمنى!


صدع صوت ليندا الغاضب من الخلف: عما تهذى أنت؟!


إستدار علي ينظر إلى ليندا بغضب وصرخ بها: إستمعى إلى أيتها الحقود! لو إنتهت كل نساء الأرض فلن أتزوجك.


إتسعت عيناها بتفاجؤ: ماذا؟!


- أى إن كان ما يعدك به أبى فلن أنفذه، من وعدك فليعد بما يخصه، لن أدمر حياتى مع فتاة كريهة مثلك فقط لأرضى أبى!


نظرت حولها بإرتباك، فالكل يترقبها، ونظرات التشفى تملأ عيونهم، فصرخت به.


-  هل جننت؟! أنت لا تعلم ما تقوله!


- بل أعلم ذلك جيداً.


- إذا لم تتم تلك الزيجه، لن اجعلك تهنأ يوماً.


لم يتأثر مطلقاً بتهديدها: كنت أعلم أنكِ حقود بالفعل، ألا تملكين أى ذرةً من الكرامه لكى تجعلى زواجك منى مجرد صفقه حقيره! لا أعلم ما يجعل  أبى يريد إرغامى على الزواج منكِ، لكنى لا أهتم.


نظرت إلى الفتاة بمقت: أللأجل تلك البلهاء؟!


- لأجل نفسى، فأنا أمقت رؤيتك.


صرخت بغضب، ويأس: ستندم، ستندمون جميعكم.


إستدار علي مجدداً نحو الفتاة وليث: والآن أريد أن أعلم ما الذى بينكما؟!


تنهد ليث بضيق: أخبرنى أنت، ما الذى تعنيه تلك الفتاة لك؟


هتف بقوه: تعنى لى الحياة كلها، فأنا أعشقها!


تلون وجه الفتاة بحمرة الخجل، وتنهد ليث بضيق: حسنا.. فلتتزوج بها، وإعتنى بها جيداً، إحميها من والدك وليندا الحقود.


ضاقت عينا علي بإرتياب: وأنت؟! 


- ما بى؟ لقد أتت إلي تشكو حبها لك الذى لا جدوى منه، لكن أعتقد الآن أن هناك جدوى منه.


نظر علي إلى الفتاة بلهفه: أ

لاحقاً؟!


أكد له ليث: نعم.. وسعادتها كانت؛ لأننى وعدتها أن أحل هذه القضية معك، وها قد حُلَت.


بسمه راضيه إرتسمت على وجه ليث، لكنها تلاشت فوراً، وإتسعت عيناه، حين وجد ليندا عائده تحمل سلاحاً، وتوجهه إلى رأس الفتاة، فجذب الفتاة بحده وإستدار بها؛ ليتلقى هو الرصاصة بكتفه.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة