-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 39 - 2 - الخميس 22/8/2024

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع والثلاثون

2

تم النشر الخميس

22/8/2024

أومأت بإيجاب غادر الي الخارج لإحضار مقعد بينما هي عادت بذاكرتها الي الخلف تتذكر ما حدث منذ بضع دقائق. 

بعد أن غادر الجميع وظلت هي تبكي بأحضان والدتها وتحاول هي تهدأتها بكافة الطرق. 

هتفت عليا بآلم:

-ما.لك يا ب. نتي ايه الي حص.ل ؟

"ندمان أنه أتجوزني يا أمى قاسم ندمان أنه أتجوزني سمعته بوداني بيقول كده لأخوه"

قالتها أسما بمرارة. 

رمقتها عليا بعدم تصديق:

-قا.سم مش بيحب.ك قا. سم هيتجن.ن علي.كى بره أكي.د فاهمة غل.ط.

هتفت بإصرار:

-فهمته غلط ازاي وأنا سمعته بودنى يا أمى؟

ردت عليا بحنان:

-متحك.ميش عليه غير لما تسمعى منه أنا هخر.ج وأنتي أتك.لمي معاه برا.حة يا بنتى وحطي في دماغك حاجة واحدة وبس قاسم بيحبك. 

فاقت من شرودها علي صوت زوجها انبهت له ساعدها علي الاعتدال بمساعدة الممرضة وجلست علي المقعد بوهن شديد وبدأ هو تحريكه برفق الي الخارج. 

نهض الجميع فور أن رأوها مبتسمين لها توقف قاسم أمام أسر وتحدث ببرود :

-أسر يا أسما أخوكي. 

ابتسمت أسما بوهن:

-أسر حمد الله علي السلامة. 

اقترب أسر منها مقبلا جبينها بحب :

-الله يسلمك يا عمري حمد الله علي السلامة ليكي انتي وحبيبة خالو. 

ابتسمت بوهن:

-الله يسلمك. 

تراجع أسر الي الخلف وحرك  قاسم مرة آخري متجها الي الحضانة بمساعدة الممرضة. 

❈-❈-❈

وصلوا إلي الحضانة ووقف قاسم أمام الحائط الزجاجى وساعد زوجته أن تنهض وهو يحدق بطفلته بعينين تشع عشقاً ولهفة والأمر مماثل عند أسما ولكن زاد عليها آلم قلبها وهي ترى طفلتها بهذا الحجم الضعيف. 

التفت الي الممرضة وتسألت بقلق:

-هي صغيرة أوي كده ليه ؟ وأيه الأجهزة دي كلها ؟

تحدثت الممرضة بتوضيح:

-أطمني البنت أتولدت قبل معادها وده طبيعي ثواني هدخل للدكتور أسأله لو ينفع ترضيعها. 

تحركت الممرضة الي الداخل وعادت بعد قليل تخبرهم بموافقة الطبيب. 

ساعدها قاسم أن تجلس مرة آخري وتحرك بها داخل الحضانة وقفوا أمام الحضان الخاصة بالصغيرة وبدأت الممرضة في فتحه وإخراج الصغيرة بحرص شديد وحملتها علي كف يدها. 

بينما ساعد قاسم زوجته أن تعتدل وأخرجت إحدى نهديها بخجل شديد اقتربت منها الممرضة وهي تقرب الطفلة منه ووضعة مقدمة نهدها بفم الصغيرة التي بدأت تمتص الحليب من صدر والدتها بضعف شديد، مشاعر كثيرة تحركت داخل أسما تماد تشعر أن قلبها سيتوقف من الفرحة وهي تشعر بملمس هذه الصغيرة التي تمتص حليبها.

كم تمنت هذه اللحظة طويلاً وها قد جاءت ورضيعتها بعد أن كانت فى أحشائها اليوم في أحضانها. 

الوضع مماثل عند قاسم وهو يحدق بزوجته وطفلته عائلته الصغيرة التي لم يتمني سواها وحارب كثيراً لأجلها.

توقفت عن المص بعد فترة وأبعدتها الممرضة برفق. 

تسألت أسما بقلق:

-أيه هي بطلت ترضع ليه ؟

إبتسمت الممرضة بهدوء وقالت:

-عشان هي شبعت خلاص والحليب عندك لسه نازل ولازم نخليها ترضع عشان نحفز اللبن أنه ينزل.

أومأت بتفهم وتسألت :

-طيب هي هتفضل هنا مش هتيجي أوضتي؟ أو نشيلها علي الأقل؟

تحدثت الممرضة برفق:

-لا لسه شوية أنها تتنقل مع حضرتك وبعدين ممكن تشيلوها بس انتي شايفة حجمها صغير أزاي لازم نسيبها ترتاح لغاية ما تجمد شوية. 

لاحظت حزنها مازحتها قائلة:

-زعلانة ليه بس بكرة بإذن الله تكبر وتشليها وتلعبى بيها لغاية ما تزهقي منها بس أنتي وهى تشدوا حيلكم الاول بس. 

ابتسمت بهدوء وعدلت من وضعية ملابسها وعدوا الي الغرفة مرة آخري بعد أن ألقوا نظرة أخيرة علي الصغيرة.

تمددت في فراشها من جديد وحولها عائلتها وفي المساء غادر الجميع وظل قاسم وأسيل برفقتها فقط في الغرفة. 

بينما أحمد وأدهم يمكثون في الخارج. 

❈-❈-❈

مر عشرة أيام وتحسنت حالة أسما وسمح لما الطبيب بالمغادرة لكنها رفضت أن تغادر دون طفلتها لتكون برفقتها ويستثنى لها رؤيتها وإرضاعها. 

واقفها قاسم وكان يبيت معها يومياً وبرفقته أسيل .

في أحد الأيام شعرت أسيل بالتوعك فقررت تقى أن تذهب وتبيت برفقة أسما بدلا منها.

كانت تهبط الدرج بها حتي تفاجأت بمن يقطع طريقها زفرت بحنق وقالت:

-أفندم عايز ايه ؟

تجاهل نبرتها العدائية وتسأل:

-أنتي خارجة راحة فين ؟

ردت ببرود:

-وأنت مالك. 

رفع إصبعه أمامها وتحدث بتهديد :

-تقي أنا ساكت بمزاجي هتسوقى العوج متلوميش إلا نفسك. 

وضعت يدها في خصرها وتحدثت بإستهزاء:

-بجد بتهددنى ؟ بدل ما تهددني روح شوف مراتك إلي رمتك في الشارع ودايرة علي شعرها .

رفع كفه ينوي صفعها أغمضت عيناها بخوف وهى تنظر وقوع الصفعة علي وجنتيها لكن طال انتظارها فتحت عيناها ببطئ وجدته يضرب بكفه بقوة علي الترابزين. 

شهقت بصدمة وأمسكت يده سريعاً وهي تصيح به:

-أنت بتعمل أيه يا مجنون أنت تأذي نفسك. 

تجاهل حديثها وتحدث برجاء :

-أنا ممكن أتحمل أي كلام من أي حد أنتي بالذات لا يا تقى كلامك بيدبحني يا تقي بيدبحني. 

ابتسمت ساخرة وقالت :

-خيرك سابق أنت كمان دبحتني بسكية باردة يا أسر قبل كده. 

أخذت نفس عميق وتحدثت بنفاذ صبر:

-أسيل تعبانة مش هتقدر تروح تبات مع أسما هروح أنا. 

امتعض وجهه وقال :

-نعم طيب وجوزها ؟

ردت بنفاذ صبر :

-ماله جوزها ما هو جنبها هناك طبيعي. 

رمقها بإزدراء:

-وجنابك هتباتي أزاي وهو في نفس الاوضة ؟

تنهدت بملل :

-لما أسيل بتبقي هناك هو بيخرج يقعد بره .

تحدث بإقتضاب:

-هطلع أغير هدومي وأجي معاكي. 

قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:

-تيجي معايا ليه ؟ أولا أنا أستأذنت خالتو وعمو سراج أنت بقي مالك بيا ملكش حكم عليا من الأساس. 

حدق بها بنظرة ذات معني وعقب محذرا :

-أنتي كلك علي بعضك تخصيني يا تقي بمزاجك وغصب عنك تخصيني أتفضلي أخرجي أقعدي في العربية وأقسم بالله يا تقي لو مشيتي ما هتعرفي الي يحصلك. 

تحرك بضع خطوات متجه الي الاعلي ولكن أوقفه سؤالها :

-طيب ليه مكنتش بتعمل كده مع أسيل ؟

رد دون أن يلتفت لها:

-أحمد كان بيروح وياخد أخوه ويفضلوا بره طول الليل لكن أسيل مش هتروح يبقي أحمد مش هيروح وقاسم هيقعد جنب مراته فهمتي تركها وأكمل صعوده الي أعلي. 

ظلت واقفة قليلا تفكر في حديثه الذي لم تحسب حسابه بالفعل.

بعد ما يقارب الساعة كانوا وصلوا الي المشفى صعدوا إلي غرفة أسما أطمأنوا عليها وبعدها أخذ أسر قاسم وجلسوا سويا بالخارج. 

حمدت الله داخلها أسر كان محق أحمد لم يأتي بالفعل وقاسم كان سيخرج من الغرفة مضطرا لأجلها أنقضي اليوم وفي الصباح جاءت تمارا لتظل معها. 

❈-❈-❈

لعد خمسة أيام تحسنت حالة الصغيرة وخرجت من المشفي أخيرا برفقة والدتها. 

أصرت عليا أن تظل إبنتها برفقتها ووافق قاسم علي مضض وسيظل هو الآخر برفقتها هناك رغما عنه لا يود الابتعاد عنها وهي تريد أن تظل برفقة والدتها ولا يستطيع منعها من ذلك. 

وجاءه عرض سراج أن يمكث معهم نجدة أن يظل برفقة زوجته وطفلته الصغيرة التي يظل يتأملها بحب من بعيد فهو لم يحملها حتي الآن يخشي أن يأذيها لصغر حجمها فهي بحجم كف يده أو أصغر من ذلك. 

بينما تقي منذ هذا اليوم وهي تتجاهل أسر ولا تحاول أن تلتقي به من الأساس. 

أما أسر فهو تائها بملكوته لا يدري ما الذي عليه فعله لكن لن يظل جالساً هكذا عالة علي عائلته يكفي أنهم سامحوه وعفوا عنه رغم إنه لا يستحق ذلك من الأساس قرر أن يبحث عن عمل ويحاول إسترداد ماله من هذه الماكرة. 



يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة