رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 6 - االإثنين 5/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والثلاثون
6
تم النشر يوم الإثنين
5/8/2024
هز رأسه بالايجاب بتفهم ثم تذكر شئ وأسرع يقول بغموضٍ زاد من اندهاش الآخر
=براحتك اتفضل بس يا ريت تسلملي على سيد الوالد انا زعلت والله لما عرفت اللي حصل، أصل انا بقيلي فتره مش بنزل السيده زينب ونقلت هنا.. اخبار رجله دلوقتي ايه في امل انه ممكن يرجع يمشي تاني!!.
تجمد منذر مكانه بذهول وهو يرد بحذر
= آآ لا مش فاهم تقصد ايه؟! ورجله مالها.
عقد الآخر حاجيبة باستغراب وأجابه بتلهف
=هو انت معقول ما تعرفش اللي حصل للحج شاهين والدك؟ كنت سمعت أنه عمل حادثه و أثرت على رجله وهو دلوقتي قاعد على كرسي عجل مش بيتحرك !!.
حاول منذر إستيعاب ما قيل له للتو، وهو ينظر له بعينين جاحظتين بصدمة من هول ما سمعه .
❈-❈-❈
بدأت تتدهور صحه ديمه الى حد ما فجاه دون مقدمات ولا تعرف السبب، وكانت الخادمه و زوجها يلاحظون ذلك باستمرار عليها، فاقترب منها آدم وهو يتحدث بتصميم
= قومي البسي هنروح مشوار! أنا حجزتلك عند دكتورة.. عايز افهم فيكي أيه!!
أردفت ديمة برجاء بوهن وحزن
= مافيش داعي! دلوقتي اشرب حاجه سخنه وابقى كويسه
هز رأسه برفض وهو يقول بإصرار جاد
= ديمه مش عاوز كلام كثير يلا قومي! ما انتٍ بقيلك اسبوع بتعملي كده وما فيش حاجه اتغيرت ولسه تعبانه يلا وبلاش كسل.
صمتت برهة تستجمع الكلمات بذهنها، ثم تفوهت بتوجس وقلق
= ماشي، بس يا رب ما يطلعش اللي في بالي صح! عشان دي نفس اعراض الحمل اللي كانت بتحصلي مع اني منتظمه على ميعاد البرشام وانت بتديه لي بنفسك أوقات.
نظر آدم نحوها مطولاً بصمت وبعدها اخذها بالفعل وذهب الى الطبيبة التي عاتبتها بشده
بعد الكشف متحدثة
= هو انا مش حذرتك ان الموضوع لو تكرر في خطر على حياتك، هو انتٍ ليه ما بتسمعيش الكلام يا ديمه للدرجه دي مش خايفه على صحتك .
ابتلعت ريقها بخوف، وهي تقول بنبرة يأس
= حامل مش كده زي ما توقعت! والله يا دكتوره منتظمه على الادويه بس مش عارفه اخذ ايه تاني عشان ما احملش .
بينما صدمة وسعاده ملئت قلب آدم وهو يردد مبتسماً
= بجد حامل!
تنهدت الدكتورة بضيق شديد وهي تقول بجدية
= ما هو مش معقول ورا بعض كده وما فيش راحه ليكي ولا لجسمك، عشان تكونوا على نور من البدايه الحمل المرادي هيكون في خطوره عليكي.. ولازم راحه وانتظام في الادويه والتحاليل اللي هطلبها منك.
تغيرت تعبيراته بفرحه إلى أخرى متعجبة ثم نهض غاضب وهو يصيح بحدة
= ما تفهموني بتتكلموا علي إيه انتوا الاتنين
وخطوره إيه اللي على صحتها وانتٍ حذرتيها
بايه
أخفضت ديمة عينيها بحرج فهي لم تخبر زوجها حتى لا يقلق عليها وكانت تظن بانها ستكتفي بطفلين ولم تنجب مره اخرى من الأساس لذلك وجدت ان لا داعي ان تخبره، هتفت الدكتورة بصوت جاد
= هو حضرتك ما تعرفش؟ الحمل الاخير انا حذرت مراتك ان الرحم عندها حصل مشاكل ومضاعفات وقالتها لو حصل حمل ثالث خلال فتره قصيره من غير ما يمر ثلاث سنين او اربعه على الاقل هيكون في خطر على حياتها.
دمعت عيناها بألم وهي تعترف بندم
= سامحني يا آدم انا ما رضيتش اقول لك عشان ما تقلقش ولا تشغل بالك عليا، بس ما توقعتش ان ممكن احمل تالت مع اني كنت واخدي كل احتياطاتي بس اهو حصل في النهايه برده.
اتسعت عينا آدم بعدم تصديق والضغط بلغ داخله ذروته والأمور حوله ازدادت سوء خلال لحظات، صدم و قلق وخاف بعد ذلك الكلام الذي لم يكن يعرفه..
وسرعان ما شعر بإحساس بالذنب تجاه زوجته
فكانت تخفي امر تعبها حتى لا يشغل باله و يقلق عليها بينما هو على الجانب الاخر كان يجعلها تحمل متعمداً ويبدل حبوب منع الحمل بفيتامينات حتى يربطها به، كلما زاد الخوف داخله من ان تتركه باي لحظه، و دخل في عقله بأن تلك الطريقة الوحيدة التي ستربطهم ببعض مجبره، مهما حدث وصار؟؟ وبالنهايه وصل الى انه كان يخطط لاذاها وموتها الذي ربما يحدث باي لحظه بسبب خطوره الحمل عليها.
❈-❈-❈
وفي نفس التوقيت، أدمعت عينا ضحي بإرهاق وهي تراقب تلك العلامات الحمراء التي ارتسمت فوق شريط (اختبار الحمل) الذي حملته بوهن، لقد باتت على يقين بأنها حامل من جديد لكن.. الأمر صعب عليها رغم فرحتها بحملها الجديد الذي حدث هذه المره دون مجهود وعمليات، إلا أن منذر اخبرها اكثر من مره بأنه لا يريد اطفال مجددا؟ لكن الأمر حدث رغم عنها حقا.
عضت شفتاها بتوتر لتزفر بتعب، تفكر عندما
ستخبره ماذا سيفعل هل سيصدق بان الأمر حدث دون ارادتها ام لا؟ فيخيفها قليلاً، فماذا ستكون ردة فعله بعد أن اتفق معها عقب إنجابها لـ اوليندا، بأنها ستتوجه إلى موانع الحمل حتي ينضج طفل آخر ويكتفون بطفل واحد.. حتى لا يعيد مأساته مع أولاده.
جلست فوق الفراش وبكت بقهر دافنة وجهها في ساعدها، ظلت على تلك الوضعية لبرهة يائسة من إيجاد ما يثلج صدرها الملتاع.. حتي دخلت والدتها وهي تسألها بدهشة وخوف ماذا بها، رفعت ملامحها وهي تقول بنبرة حزينة
=مصيبه يا ماما مش عارفه حصلت ازاي وامتى بس.
انزعجت والدتها من قولها ورددت قائله بتوجس
=مصيبه إيه؟ بعد الشر ما تفهميني مالك هو انتم محسودين يا بنتي ما بتعرفيش تقعدوا شويه من غير مشاكل.. ايه اللي حصل تاني مش كان ربنا هديكم واتصالحتوا.
قلبها كان يخفق بقوة من الخوف، ثم أبتلعت ريقها برهبة و أجابت بتوجس و توتر
=انا حامل! شفتي الخيبه كنت بتمنى ده يحصل من قبل ما ادخل بمواضيع العمليات واتعب جي يحصل دلوقتي و منذر محذرني اكتر من مره ان ما فيش اطفال تاني .
وضعت يدها على ذراعها لتربت عليه وهي تهتف بدهشة رغم ابتسامتها العريضة بفرحه
=يا بنتي استغفر ربنا حرام تقولي كده، بقي ربنا يرزقكم وانتٍ تزعلي برده لا طبعا اكيد هيفرح.. مهما كان برده وهينسى اي حاجه
وضعت يدها على وجنتيها لتمسح عبراتها ، وواصلت أنينها الخافت وهي ترد باختناق
=لا يا ماما صدقيني هيزعل ده لسه من قريب كنت اتكلمت بالموضوع تاني وحذرني وقالي مفيش اطفال تاني وآخر الكلام ممكن افكر في الموضوع ده مجرد تفكير بس بعد اقل حاجه ثلاث سنين ولا خمسه، وانا كنت فاهمه انه بياخدني علي قد عقلي وهو مش عاوز اطفال تاني.. يا ترى لما يعرف دلوقتي هيعمل ايه ده مش بعيد يفكرني قاصده
أحاطتها أمها من كتفيها بذراعيها ثم عبثت في خصلات شعرها وهي تبتسم لها تطمنها قائله
=طب اهدي وتعالي نفكر بالعقل، هو عارف ان عمر ما هيحصل حمل الا لما تعملي عمليه، يعني 100% غصب عنك حصل وانتٍ ما لكيش ذنب ايه بقى هيعترض على حكمه ربنا
تطلعت فيها بنظرات مترددة وضرب قلبها شعور مخيف من رده فعله وهي تقول بتوجس
=ماهو منذر قالي عشان ناخد احتياطاتنا اكثر خدي فعلا موانع حمل! بس انا كبرت دماغي و خوفت الموضوع ده يأثر على حملي الجاي اكثر على امل يعني انه يرضى في يوم بس ما توقعتش يحصل بدري كده... ولا اتوقعت احمل تاني من غير عمليه.. عرفتي ليه بقول لك بقى خايفه من رده فعله وانه مش هيصدقني انه حصل غصب عني.
مررت أنظارها على وجهها الحزين ببطء وهتفت بقلق شديد
=يا بنتي هو انتٍ هتقلقيني ليه طب ممكن انا اقول له وافهمه اللي حصل، ممكن لما الموضوع يجي مني ما يزعلش ويصدق ان انتٍ ما كنتيش قاصده.. وبعدين هو مكبر الموضوع ليه كده؟ مع ان اي واحد زيه هيفرح أن حواليه اولاد كثير وعزوه
وضعت يدها على عنقها، وقـامت بفركه بحركة متكررة واستدارت إليها برفض قائلة بإرهاق
=لا لا اوعي تعملي كده يا ماما لازم الموضوع يجي مني بقى وخلاص بس مش دلوقتي خالص! سيبيني الأول افكر همهدله ازاي؟ اصلك ما تعرفيش الموضوع ده ماثر على نفسيته قد ايه و عامل له عقده، كله بسبب اهله الله يسامحهم خلوه حاطط في دماغه أن لو جاب ولاد ثاني هيفرق بينهم وهنكون نسخه من شاهين ومايسه.. ربنا يسترها بقي من اللي جي ويصدقني !!.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية