رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 18 - السبت 24/8/2024
قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية لؤلؤة الليث
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الثامن عشر
تم النشر يوم السبت
24/8/2024
دقق النظر، فوجد على بعد خطوات بعيده بداخل الصحراء جسداً ملقى على الأرض، فأمر السائق الذى لم يبالى بأمر سلمان بالتوقف!
- قف يا هذا!
قضب جبينه بضيق: ماذا هناك سيدى؟!
رفع حاجبه بتحدى ساخر: أمرتك أن تقف، فهل لديك إعتراض؟
أنكس رأسه بضيق: لا سيدى.
أوقف السائق العربه، فتنهد علي بإنزعاج، وخرج هو وسلمان، فتذمر علي.
- ذاك السائق مزعج جداً، لقد أصيب سائقى، فأعطانى أبى هذا السائق، وهو دائم التدخل فيما لا يعنيه!
- إتركنا منه الآن، وتعالى لنرى من هذا؟
إقتربا أكثر، فإبتسم علي: تقصد من هذه، انها فتاة!
قضب سلمان جبينه بضيق: وما الذى أتى بها إلى هنا!؟!
-الحياة ملئه بالمآسى، والله وحده من يعلم خبايا الناس.
أومأ بهدوء: معك حق.
جثيا بجوار جسد الفتاة، فحاول سلمان إفاقتها، لكنها كانت غائبة عن الوعى، وبدى بوضوح أنها هنا منذ وقت طويل، لكنها مازالت تتنفس، فحملها سلمان على ذراعيه، وأخذها معه إلى العربه، فهتف السائق بإنزعاج.
- ومن هذه الآن؟!
فرفع علي حاجبه، متفاجئاً من وقاحة السائق: بما تهذى يا هذا؟!
صر السائق أسنانه بغضب، وأنكس رأسه: لا شىء سيدى.
ركبا فأمره علي بأن ينطلق، لكن سلمان تدخل: إذهب بنا إلى أقرب مشفى.
إعترض السائق بغضب: ولكن...
فهتف سلمان بحده: الآن!
أومأ السائق بصمت، وقاد العربه، بينما لاحظ علي نظرات سلمان المرتابه بالسائق وسخطه، ففضل الصمت، وحين وصلت العربة إلى المشفى، حمل سلمان الفتاة، وتبعه علي الذى ظل صامتاً، حتى وضع سلمان الفتاة أمام الطبيب؛ ليفحصها، ثم خرجا ينتظران بالخارج، فسأله علي متعجباً.
- ما بك؟! أحسستُ أنك ترغب بصفع السائق، هل تعرف هذه الفتاة؟!
- لا، لم أرها مسبقاً، ولكن سائقك هذا أراد إيصالنا بأسرع ما يمكن؛ ليعلم أين نذهب بالظبط، ألم يسأل أكثر من مره عن وجهتنا، وأخبرته أنك ستصف له الطريق.
- أجل، فأنا أعلمه جيداً، لكن إسم القرية دوماً ما أنساه.
- هذا السائق يعمل لدى والدك، وسائقك أصيب بحادث غريب، فمن يضرب عربة متوقفه؟! الحوادث تحدث للعربات المتحركة فقط، والناس لا تُضرب على على رؤسها بالحوادث.
نظر نحوه مصعوقاً، بما يحاول إيصاله له: أتعنى..
أومأ مؤكداً: نعم، فسر مكان زوجتك لا يعلمه سواك غير سائقك فقط، وهو مخلص لك، ويبدو أن الحل الوحيد الذى أصبح لدى والدك، هو التخلص من سائقك المخلص، ووضع أحد رجاله كعين حارسه تطلعه على سرك.
إتسعت عينا علي بصدمه: يا إلهى! كيف لم أنتبه؟! فوالدى أصبح غير مبالياً بالأمر، والسائق لحوح بشكل غريب.
أومأ له سلمان: أدركت ذلك من كثرة سؤاله عن إسم المكان، فلا يمكنه حفظ الطريق من أول مره، فنحن نمر بأماكن كثيره، والمكان بعيد يصعب حفظ سبيله.
ضرب علي الحائط بقبضته ساخطاً: ألن يكف والدى عن هذا؟!
ربت على كتفه، وهو يحرك رأسه نافياً: لا علي، ولن يتعلم أن يرحمك أو يتواضع.
نظر له، فوجد الألم والحزن بعيناه، فأومأ بحزن: نعم، لقد مات أخاك، ومازالت والدتك متجبره، لا تهتم سوى بنفسها فقط.
أومأ له بتأكيد: نعم، بكل أسف.
مر الوقت بطيئاً على معشر الغجر، وهم ينقلونهم بالأقفاص كالحيوانات إلى قبو منزل ذاك الثرى، حينها تذكر ليث غضب ورده، حين طلب منها أن تأتى له بالملابس المخزنه، وثارت عليه، سيعانى كثيراً؛ ليتأقلم على غيابها، فقده لها أفقده روحه، وللحظه خطر بباله الرئيس ورجاله، وفكر بهم فمنذ هرب بالأسرى، وهو لا يعلم عنهم شىء، لكن الأمر اليقينى أنهم لا يبحثون عنه! فقد بحث بسريه وحذر، وتيقن من خلو الوكر، فدخله! حينها وجده مغبر بالأتربه، وعلى حاله منذ ليلة تركه، فأدرك أن المكان مهجوراً، ولكن أين ذهبوا؟! بعدها بعدة أيام، إلتقى مصادفةً بأحد رجال الرئيس، وظن أنه سيقاتله، لكنه إلتقاه كصديق قديم، وبدلاً من تعنيفه شكره! فحين هرب بالأسرى هرب الرئيس برجاله وعلياء، وأطلق سراحهم، وأخيراً تحرروا منه فقد كان بخيلاً يترك لهم العمل الشاق، وهو فقط يتقاضى المال، وحين يعطيهم أموالهم، فهو ينهب منها الكثير، ويترك لهم الفتات، ومنذ تركهم وكل منهم يعمل لحسابه الخاص عملاً شريفاً مربحاً فقد نالوا حريتهم فمن كان يفكر بترك المنظمه سابقاً كانوا يقتلونه.
- لكن رؤساء المنظمه قد يجدونكم!
- ليث، إنهم لا يعرفون سواك والرئيس، وكان ذاك الوضيع هو من يخطرهم بمن يريد النجاة من درب الشيطان هذا، وسلك سبيل الحلال، وقد فعلت الصواب بإنقاذ الأسرى، وإنقاذنا، جميعنا ممتنين لك.
تنهد بإرتياح: لم أُرد أذى لأى منكم، فأنتم إخوانى وحالكم كحالى، لكنى كنت سئمت من تلك الحياة، ورؤية الأسرى يباعون كالخراف لأُناس فقدوا الرأفة بقلوبهم.
أومأ مؤكداً على حديثه: معك حق بهذا، أتعلم لقد تركناه مع علياء، لكنى كنت أعلم أنه بخيل، لن يأخذها معه فينفق عليها، ولن يعطيها فلساً تقتات منه خبز يومها، فعدت لأجلها، نعم هى فظه، لكنها ضعيفه، فتفاجأت بها تضربه على رأسه، وتهرب بأمواله، وإنتظرت قليلاً لأرى إذا كان سيتحرك أم لا، فأتى تاجر معه حاشية مهيبه، وأخذوه بسبيلهم، لكنه كان على قيد الحياة، ولاحقا علمت أن علياء أخذت ذاك المال، وأنشأت تجارةً تحيا بأموال ربحها، أما الرئيس، فعلمت أن ذلك التاجر كان من أسوأ تجار الرقيق، وقد أساء إليه الرئيس فيما سبق، وقد حان وقت الإنتقام، فأخذه كخادم حقير لديه ، يمكنك القول أن كل ما فعله الرئيس من سوء بأحد، فهو يتلاقاه الآن وأسوأ.
- لقد أرحتنى كثيراً، هذا يعنى أن الجميع بأمان عداى، أليس كذلك؟
- للأسف نعم، فكن حذراً يا صديقى.
لقد صدقه ليث، وإفترقا بخير، فقد كان هذا الرجل دوماً طيباً مع ليث أميناً، لذا إطمئن ليث، وأخرج أوراق هويه لكل الأسرى؛ ليتزوجوا، وأخطرهم أنهم فى أمان، فقط لا يخبروا أى أحد أنهم أسرى هاربين.
أخرجه من شروده صوت شيخ القبيله: أخبرنى ليث متى تزوجت ورده؟
ظل للحظات ناظراً نحوه بصمت، ثم أجابه بجمود: لم أتزوجها قط.
جحظت عيون الجميع، وتعالت الهمسات، فأسكتهم الشيخ بإشارة منه.
أومأ الشيخ بهدوء: توقعت هذا.
نظر له ليث متعجباً: لما؟!
أخبره الشيخ ببرود مبطن بالتشفى عن الحوار الذى دار بينه وبين ورده، وحالتها حين غادرت خيمته، وبعدها تصنع الحزن، وهو يخبره بأنه حاول أن يبحث عنه؛ ليفهم ما بها، ولكن الهجوم المفاجىء على القبيله ألهاه عن هذا، ومع كل كلمه كان يقولها كان ليث يزداد سخطاً، ورغبة فى قتله، وحين أنهى الشيخ حديثه، بالفعل إنقض عليه ليث صارخاً بغضب ويأس.
- أيها الوغد! لما أخبرتها بهذا!
بصعوبه بالغه أبعدوا ليث عن الشيخ الذى وقف يلهث ويعنفه بحقد.
- أنت الوغد هنا، أتريد أن تخدع الفتاة؟!
ضرب ليث على صدره بقوه: أنا أعشقها، أسمعت؟
ثم دار حول نفسه، ينظر إلى أفراد القبيلة، يصرخ متألماً.
- أسمعتم جميعاً؟ أحبها فكيف لى أن أخدعها؟!
لم يبالى الشيخ بألمه، بل زاد ضغطاً عليه: لم يبدو لى أنك حتى تهتم بأمرها، فمن يحب إمرأه يحترمها، ويحمى حقها، ويصون كرامتها، ويبحث عن راحتها لا شقائها، ونبذها، وإهانتها، هل فكرت لو أنجبت منك طفلاً، كيف كانت ستثبت نسبه لك بلا زواج حقيقى؟ أم كنت ستجبر تلك المسكينة على التخلص منه، لكن أخبرنى، كيف كنتما تستحلان قضاء لياليكما سويا بلا زواج؟
دفع ليث عنه الرجال، وإنقض على الشيخ أشرس من المرة السابقه، وقد سالت دماء الشيخ، ولم يستطع حتى رجال القبيلة ردع ليث، وقد أتى الحراس يمنعوهما من التشاجر، بمنتهى القسوة يضربوهم بالعِصي، ولكن ما إن تطرق أى من تلك العِصى على ظهر ليث، حتى يستدير، ويسحبها من حاملها، ويضربه بها حتى تنقسم، فخاف منه الحراس وتراجعوا متألمين، فقد تحول إلى وحش كاسر أفلت من عقاله، فأرسل الحراس إلى رئيسهم، بينما عاد ليث يصرخ فى الشيخ، وكأن ما تعرضوا له من ضرب كان مجرد مقاطعه بلا أهميه.
- أيها الحقير! فعلت هذا عن قصد.
تم تنهد بيأس، وبدأ يبكى، وكأنه طفلاً صغيراً تعرض للضرب، وتابع بيأس.
- لقد أخبرتنى أنك لكى تصنع هويه، فهناك رجل قانون يساعدك، ويأخذ أموالاً بالمقابل، ويتم توثيق هذه الهويات، مادام أصحابها لا يملكون غيرها، أنه ييسر لنا السبيل فى الحياة الكريمه، وكلا بإسمه الحقيقى، وإذا ما فعلت هذا ستصبح هويتى الحقيقه معروفه، وهذا ما أهرب منه منذ سنوات.
لم يتأثر الشيخ بحالته، بل رمقه بإزدراء: يا لك من وضيع، الفتاة كانت تعشقك، والكل رأى هذا، وأنت فقط خائف من أن ينكشف أمرك، لما؟ من تكون؟
خرج من عباءة الحزن، وإرتدى عباءة القوة، وصرخ به: أيها الأحمق، أنا خائف على ورده، لقد أفنت إمرأه أسرةً بكاملها، فقط لأنها لم تكن ترى زوجة إبنها تليق بمستواها الإجتماعى، وهى حره من أسرة كريمه، فقط ليست ثريه، فما بال ورده جاريه بلا هويه، ستفتك بها!
قضب أحد الحاضرين جبينه بإرتياب: لقد سمعت بقصة مشابهه، أذكر أن الأميرة سيلانه فعلت هذا بأسرتها.
تجمد جسد ليث حين سمع إسم جدته، ولكن من تحدث لم ينتبه، وحك ذقنه بتفكير، وتابع ما يعرفه قائلاً.
كانت تلك الأميرة سيلانه إمرأه سيئه بالفعل، دمرت الجميع؛ لأجل غرورها، فلاقت جزائها.
قضب ليث جبينه متعجباً: أى جزاءاً هذا؟!
فتعجب الرجل: ألا تعلم؟!
حرك رأسه نافياً: لا، فقد كنت بعالم آخر، بعيد عن دنيا الأثرياء.
- لقد سجنها إبنها.
زوى جانب فمه بسخريه: وما الجلل بهذا الشأن؟ ألأنها أميره؟! لقد سُجِنا طوال حياتنا كعبيد.
فأوضح له: لا يا ليث، أقصد أنه أرسلها إلى السجن، وهى حبيسته منذ حينها، ولا أحد يهتم لأمرها، وقد أصبحت ذكرى منسيه، وبعد أن أفنت عائلتها، لم يبقى بها سوى إبنها الصغير، السيد كاظم، الذى رفض الحكم والإماره، ويحيى وحيداً، كأسد برياً متوحشاً، يرفض حتى رؤيتها.
تراجع ليث للخلف متفاجئاً: يا للهول!
- قيل أن حفيدى سيلانه مازالا على قيد الحياة، لكن الأمل فى عودتهما، فُقِد منذ سنوات.
ضاقت عينا الرجل على وجه ليث بإرتياب: هل من الممكن أن تكون ورده، هى حفيدة سيلانه؟
فإستنكر ليث: ماذا؟! لا!
شرد ليث منزعجاً، لقد أراد أن يعيد ورده إلى أسرتها ذات يوم، ولكن الآن لا فائده من التفكير بذلك، أخرجه من شروده صوت الرجل المذهول.
- يا ويلى! أنت حفيد سيلانه!
نظر ليث نحوه بغصب، فأومأ الرجل بإصرار: أعلم تلك الملامح جيداً، دوماً ما تسألت، أين رأيتك من قبل؟! إنه عمك السيد كاظم! أنت تشبهه تماماً، لقد إلتقيته من قبل مصادفةً، وأنا أعمل، يا إلهى! أنت بالفعل نسخة أخرى منه، ولكن ألم تهرب مع إبنة عمك؟! إذا لم تكن هى نفسها ورده، فمن تكون؟!
إحتدت نظرات ليث، وأجابه بصوت بارد خالٍ من أى تأثر.
- إستمع إلى يا هذا، فأنا لا أعيد كلامى، إذا ما خرج هذا الحديث خارج هذه الجدران، ستندم أنت وكل من هنا.
فعاتبه الشيخ بخبث: أهذه مكافئتنا لإيوائنا لك؟!
عاد ليث ينظر إلى الشيخ بغضب، فهو من أثار هذا الأمر من الأساس، فإشتعلت نظراته، وقرر مواجهته بقذارته.
- لا عزيزى الشيخ المبجل، مكافئتك هى إنقاذ الصبى المسكين الذى كدت تقتله، وإخفائى فعلتك الشنعاء تلك عن أفراد قبيلتك.
شهق الجميع بفزع، وبدأ يتصبب الشيخ عرقاً، وتزيغ عيناه هنا وهناك، فتابع ليث بقوه وتحدى.
- لقد سألت الصبى بعد أن شُفى، وعلمت أنك هددته ليصمت، لكنه أخبرنى؛ لأننى أخبرته بمعرفتى بالحقيقه، لم يكن جرحه الغائر مجرد حادثاً أيها السفاح، ألأجل أنك تريد أن تتزوج من أمه تقتله؟! المرأة تتحجج بإبنها، لكى لا تتزوجك، ألا ترى أنها بعمر إبنتك؟! إنها تمقت فكرة الزواج منك، لو أرادتك لما تذرعت بإبنها، كانت ستفعل المستحيل؛ لتصبح أنت وهو صديقين، الفتى يمقتك؛ لأن والدته تكرهك، وتخشاك.
إستشرست وجوه أهل القبيله نحو الشيخ، وبدوا كالذئاب تكشف عن أنيابها؛ لتهجم على فريستها، لكن صوت الرجل الثرى الذى أسرهم صدر منزعجاً، يصرخ بهم.
- ما هذه الجلبه أيها الهمج؟!
كان رأس ليث مغبر بالرمال، وبدا وجهه متسخاً قليلاً، لكن العرق الذى أغرق وجهه من حرارة هذا المكان، غسل وجهه جيداً، فأصبحت ملامحه واضحه جداً، وحين رآه الثرى هتف بذهول.
- السيد كاظم! يا إلهى! أهنا إختفيت؟! هل إختطفك هؤلاء الوحوش؟! سنقيم عليهم الحد.
رفع ليث حاجبه: هل أنت أحمق؟!
طأطأ الرجل بخذى: أعتذر سيدى؛ لأنى لم أنتبه لك.
تنهد بضيق: أنا لست هو.
إزداد ذهول الرجل: ماذا؟!
تدخل الشيخ بخبث: إنه إبن أخاه المخفى منذ سنوات.
- ماذاا؟!
لم يعبأ الشيخ بنظرات ليث الغاضبه، ولا أهل القبيله، فقد أراد التخلص من ليث، ثم يختلق أى كذبه؛ ليهرب من مأزقه، لكنه أوقع نفسه فى مأزق أسوأ، فقد هتف الثرى بغضب.
- ماذا؟! أنت من إختطفته إذا.
- ماذا؟! لا إننا لم نره سوى منذ عدة أشهر قليله، كيف لنا أن نخطتفه؟! لقد علمت هذا لتوى.
لكن والدة الصبى أرادت الإنتقام لنفسها وإبنها، ألا يكفيه أنه كان يريد إرغامها على الزواج منه بالقوه، ليقتل إبنها أيضاً، وبكل وقاحه يعود؛ ليعرض عليها الزواج متذرعاً بأنه يريد حماية الصبى، وتذكرت كوابيس إبنها، ورعبه كلما إلتقاه، وموافقته الخائفه على هذه الزيجه، فتقدمت إلى الرجل الثرى.
- لا سيدى هو من إختطفه منذ سنوات، وأجبره على الحياة معنا، وقد يأسنا فى رجائه؛ ليعيده إلى أهله الذين لم نكن نعلم، من هم.
فصرخ بها الشيخ بغضب: ماذا؟! أيتها الحقيره!
ثم نظر إلى الثرى بخوف: إنها كاذبه يا سيدى.
لكن كل أهل القبيله أكدوا على حديث المرأه، وأتته الضربة القاضية من ليث، حين أكد ذلك، مادام بكل الأحوال قد عُرِفت هويته، فليستفيد من هذا؛ ليثأر للصبى المسكين الذى مازالت ذكرى علاج جرحه تؤرق نوم ليث، كذلك ليثأر لورده التى لا يعلم هل هى على قيد الحياة أم لا.
تم القبض على شيخ القبيله، ولم يعبأ أحد بصراخه، وقد أمر ليث الثرى بتحرير الغجر، وتركهم لحال سبيلهم، فوافقه فوراً، وأرسل إلى قصر كاظم يخبره بالأمر، وأصبح ليث فى وضع صعب، فكيف سيلتقى بعمه، كيف سيخبره عن ضياع لؤلؤه؟!
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..