-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الختام - 6 - الأربعاء 21/8/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الختام

6

تم النشر الأربعاء

21/8/2024 



بعد اسبوع مساءً يوم الجمعة تجمعت العائلة بمنزل جواد ، للاحتفال الاول بعيد ميلاد إبنه البكري ..دلف لغرفته وجد جميلته تخرج من غرفة الملابس 

توقف يطالعها بدقاته العنيفة، فلما لا وهي نبض قلبه ..دنى منها يجذبها لأحضانه ثم انحنى يطبع قبلة بعنقها 

أغمضت عيناها مستمتعةً بتلك اللحظة 

"كل سنة وانت في حضني حبيبي"


رفع رأسها إليها يطبع قبلة حنونة فوق جبينها :

كل سنة وانتِ نبض قلبي ياجنى ، أنا عيد ميلادي الحقيقي لما بقيتي ملكي، وجوا حضني ...حاوطت رقبته ورفعت نفسها تقبله بلهيب عشقها إلى أن وصلت رحلة عشقهما لأبعد حدود العشق ، درجة تسمو بأجمل معانيها 

بالغرفة المجاورة جلست تداعب طفلها ، خرج من الحمام 

-لولو حبيبي ، ياله اجهزي ..توقفت تحمل ابنها متحركة إليه:

خد أدهم لناني، وانا هجهز حبيبي..حمل طفله يداعبه، ارتفعت ضحكاته يقهقه لوالده ..خرجت بعد قليل بفستانها الأسود الذي افتتن بجمالها ..خطى إليها يطلق صفيرا :

حبيبي خطف قلبي من شوية !!

قالها وهو يضمها لأحضانه ..حاوطت خصره تنعم بدفئ أحضانه :

ربنا يخليك ليا حبيبي 


بعد فترة ..


على الموسيقى الهادئة 

نصب عوده يغلق حلته الكلاسيكية 

يبسط كفيه إليها :

مهلكتي تسمح لي بالرقصة دي 

ابتسامة عاشقة زينت وجهها تنظر لأخيها الذي أومأ لها ..فنهضت تضع كفيها بداخل حنان كفيه، وتحركت ترفع ردائها الذهبي الناعم متجهة لمكان الرقص..توقف يبحر بملامح من غزت قلبه ثم تربعت على عرشه، هامساً بنبرته الرخيمة الحانية:

النهاردة أنا أعمى  عن الجميع سوى عيون مهلكة روحي ..

قالها وهو يدنو ليحاصر خصرها بحنان ذراعيه واقترب بدفئ انفاسه، يرفع كفيها حول عنقه ،لتحتضن رماديته بعسلها الصافي ليشعر بروحه تعانق روحها ؛تتحرك بهدوء بين أحضانه على العزف الموسيقي الهادئ، عكس هدوء نبضهما..وضعت رأسها بصدره لتستمع لأجمل معزوفة خاصة لديها هامسة اسمه :

جاسر قولي هنفضل عايشين كدا دايماً،أكدلي إن مفيش فراق ووجع تاني ..

هنا شعر بقلبه ينشق لنصفين عندما شعر بنبرة الألم بصوتها، فضمها بقوة يطبق على جفنيه:

هقولك حاجة بس ياجنى..اعرفي طول ماقلبك بينبض علشاني فأنا كدا سعيد..رفعت رأسها وتوقفت الكلمات على أعتاب شفتيها التي ارتجفت خوفاً من مجهول تشعر به ..

فرفعت كفيها تمرر أناملهاعلى وجنتيه ودمعة غادرة انبثقت من بين جفنيها هامسة بصوتها الذي جعله كروان عشقه :

-وحياتي وقلبي كلها لك سواء بعدت أو قربت ..اعرف ان مهما يحصل بينا هتفضل انتَ حبيبي وحياتي وكل دنيتي، 

ابتسم برضا مقترباً برأسه يهمس بجوار أذنها :

-حتى بعد موتي ياجنى، مالكيش غير ذكرى ملهمك وبس..عيشي على أجمل أيام قضينها مع بعض ..

هنا انهارت قواها تهز رأسها بدموع تلكمه بصدره:

اسكت يانكدي باشا، دا عيد ميلاد ولا وجع قلب ..زعلانة منك على فكرة، ومفيش هدية..اتجه بنظره الى ياسين وأوس ثم غمز لها :

-كدا ينفع تخلي العيال يبصوا علينا وشوية يشمتوا، أنا اللي زعلان علشان نكدتي عليا يوم عيد ميلادي اللي أول مرة احتفل بيه علشانك ، رغم الكل حاول معايا، بس اتنازلت علشانك..وكمان هاخد الهدية غصب عنك وهتيجي تصالحيني من غير مجهود مني وتقولي 

جسور حبيبي ؛أرجوك  بلاش تزعل مني وخدني في حضنك مبعرفش اناموانت بعيد عني ..

لكزته مبتسمة:

لا والله مغرور ياحضرة الظابط 

امال برأسه مقترباً من ثغرها 

مغرور وأمور وعايز أعمل  حاجات أستغفر الله العظيم هتخلي أبويا يجري ورايا قدام الكل ..

قطبت جبينها غير مستوعبة حديثه:

تقصد إيه ؟!لم يدعها تكمل حديثها فاحتضن ثغرها أمام الجميع..ارتفعت ضحكات عز وهو يغمز لجواد :

لم كتاكيتك ياحج جواد ولا عيونك مابتشوفش غير عز بس ؟..

لكمته ربى حتى يصمت ولكن ارتفعت ضحكات الجميع ..نظر جواد حوله غير مستوعب ضحكاتهم سوى من صوت صهيب الذي كان كالرعد 

-جاسر..انت ياحيوان ..استدار جواد بجسده ينظر خلفه فنهض من مكانه متجهاً إليهم ونظراته سهام نارية تريد الفتك بهم

بعد فترة خرجت مرتدية تلك البدلة التي ابتعاها كما وعدها، وقامت بتشغيل تلك الموسيقى مع خروجه من غرفة الملابس، ليرى حفلتها الخاصة على الشموع ذات الروائح العبقة، اطفأت جميع انوار المكان ولم يتبقى سوى شموع قليلة ، بدأت تتمايل بجسدها بإغراءالى أن انهكت، ليجذبها تجلس على ساقيه ، يطبع قبلة على عنقها ، جعلت جسدها كماس كهربي

-أنا ميهمنيش الحاجات دي ابدا ، كل اللي يهمني انك تبقي جوا حضني 


-جاسر عايزة اسألك سؤال 

-اول مرة بوستني فيها حسيت بايه 

قطب جبينه متسائلًا 

-قصدك شعوري وقتها ايه..طيب دا ميتقلش ياروحي دا يتحس


بعد فترة بأحضانه جذب علبة مذهبة بمياة الذهب، وضعها على ساقيها يضمها لأحضانه بقوة 

-افتحيها ..فتحت إذ تخرج منها مفتاح سيارة، رفعته بين يديها 

-ايه دا حبيبي..انحنى يهمس لها 

-دي عربية اخر موديل، واللون اللي بتحبيه، نظرت المفتاح الذي يكتب عليه أسمها بماء الذهب ، استدارت لتصبح بمقابلته 

-ليا انا ، العربية دي ..أومأ مبتسما 

-دي هدية عيد جوازنا اللي جه وبابا في المستشفى ، مقدرتش يعدي السنة دي من غير احتفال 


نهضت من فوق الفراش متجهة تفتح أحد الأدراج لتخرج له تلك الميدالية الفضية  التي حفرت عليها اسمها بقلوب ..ثم اقتربت تطبع قبلة على وجنتيه 

-هدية عيد ميلادك على قدي 

قهقه عليها يغمز بعينيه إلى تلك اللوحة 

-يعني مش اللوحة بس ..رجعت تجلس بأحضانه 

-شوفتها، ؟؛.

وعجبتني جدا ياجنجون ، كل سنة وانتي معايا ياروحي 


باليوم التالي بمنزل بيجاد المنشاوي 

ولجت لغرفة مكتبه تحمل قهوته كان يتحدث بهاتفه ينهي بعض أعماله ..أشار بيديه للدخول ..وضعت القهوة واقتربت منه..أنهى مكالمته سريعاً ونهض من مكانه يحمل حوريته يضعها على المكتب أمامه :

ليه حبيبي اللي جايب القهوة..حاوطت عنقه تهز ساقيها:

إيه يعني لما أعمل  لحبيبي فنجان قهوة 

برقت عيناه ينظر للقهوة :

وانتِ اللي عملاها كمان ..لا دا الموضوع كبير وقلبي ضعيف ..

مررت أناملها على عنقه ثم اردفت بغنج ؛

عايزة رحلة للبحر أسبوع بعيد عن الدوشة، بقالنا كتير ماخرجناش من القصر، وانت عارف ماتعودتش على كدا ،

انحنى يحتضن كرزيتها ، ثم حاوط جسدها مقترباً من وجهها وعيناه تحاصر عيناها :

تؤمري ياروحي، عندي اجتماع يوم الخميس هخلصه ونجهز وناخد الولاد معانا..

هزت رأسها بالرفض تضع رأسها بعنقه تبتعد عن نظراته :

لا عايزة إحنا الاتنين بس، الإجازة دي لجوزي حبيبي بس ..

أخرج رأسها وتعمق النظر بعيناها التي خطفت لبه من أول مرة :

معقول هتعملي كدا علشاني ..قبلت كفيه الذي يضم بها وجهها :

أنا عارفة قصرت معاك الفترة اللي فاتت وانشغلت بالولاد وبأخواتي ؛ بس المرة دي عايزة إجازة لجوزي وبس ..عايزة أعوضك ..

حبيبي وجودك جنبي أهم  حاجة والمهم تكوني سعيدة وأشوف السعادة دي اللي بتخليني اسعد راجل في الدنيا..

بغرفة عز ..

ارتفعت ضحكاته على جنيته وهي تهرول خلفه :

أنا قولت كدا، وبقول مبقاش بيزعل ليه ، أتاري أبو عين زايغة عاجبه الست المايصة اللي بتنسى هدومها في بيتهم ..

توقف بعدما ارهقته من الجري :

يابت اتهدي يخربيتك بتلعبي ملاكمة من ورايا ..دفعته بقوة حتى سقط على الأريكة يضع كفيه على صدره ..

والله تعبت ..جذبها حتى أصبحت فوقه يشير بيديه:

خلاص هسمع كلامك والله ، البت دي لازم تمشي مش عجباني ..

ليه بس حبيبتي البت شاطرة حرام ..رمقته بنظرة نارية ثم هدرت به

عجبك شعرها الاصفر اللي هي ملونها أصلاً ! مايغركش لونه، أنا  لو اهتميت هكون احسن منها على فكرة ..

لف ذراعيه يقربها إلى وجهه:

مجنونة إنتِ، إنتِ أحسن واحدة في الدنيا دي كلها..

بكاش، ومش هتعرف تضحك عليا ،

البنت من بكرة مش عايزة اشوفها سمعتني ولا لأ..

جذب رأسها بقوة يخرصها بطريقته الخاصة..


بمنزل جاسر غافيا بعدما قضى اجمل لياليه بأحضان زوجته يهز رأسه من ذاك الحلم 


جحظت عيناه ثم هبَّ من مجلسه يهرول للداخل يصرخ على ابنه :

-جاااااسر ..فتح رماديته على صوت والده..تسلل من جوارها بهدوء بعدما طبع قبلة على جبينها :

-هشوف بابا وراجع، إياكِ تقومي من مكانك ..تمتمت بين النوم واليقظة 

عايزة أنام طفي  الأبجورة دي وبطل رخامة..ارتفع صوت ضحكاته وهو يجذب شيئاً من فوق الأرضية :

طيب دا ايه ظروفها ياحبي..لكزته 

امشي بقيت قليل الأدب ، انحنى يهمس أمام شفتيها :

-عارفة لو مش جواد بيصرخ تحت كنت عرفت أرد عليكي ..دنى حتى اختلطت أنفاسهما ..تحبي تشوفي ياقلبي..بتر حديثهم صوت طلقة نارية مع صراخ جواد باسم كنان..هب فزعا متجهاً للأسفل، وجد والده يحمل ابنه الغارق بدمائه وسفيان منكمش بركنِ وهو يحمل سلاحه وجسده يرتجف..دقائق ووصلت خلفه جنى تنظر لابنها الغارق بدمائه بأحضان عمه ..

هبَّ من نومه فزعاً ، ثم نهض يبحث عن زوجته ،  وجدها تجلس تقرأ بمصحفها، مسح على وجهه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم من ذاك الحلم كلما تذكر وقوف سفيان وضربه لابنه بالنار 


بعد عدة  سنوات 


نسمات عليلة تلفح صفحة وجهها وهي تجلس فوق أرجوحتها رغم مرور الزمن..وصل إليها يحاوطها من الخلف 

غزالتي سرحانة في إيه؟..

نظرت إلى عينيه القريبة منها مردفة :

بفكر في جواد الألفي ، تفتكر مسموحلي أفكر في حد غيره؟! وضع ذقنه على كتفها :

لأ ياعمري مش مسموح لك حتى تفكري في غزل نفسها..استدار بعدما استمع لصوت أحفاده..فطبع قبلة على رأسها وتحرك إليهم ،ظلت كما هي تغوص بذكرياتها بعد فترة..استمعت لضحكات جواد، نهضت متجهة إليهم وجدته جالسًا بين أحفاده ،يقهقه بصوتٍ مرتفع ؛ جدو ممكن تلعب معايا سلة، قاطعته رنيم :

لأ جدو هيكمل معايا الرسم أناهرسم وهو هيلون مش كدا ياجدو ؟..قالتها راسيل 


جذبت لين نظارته :

بس ياماما منك له، جدو حبيبي هيجي يحكي لي قصة حضرة الظابط الفاشل ..قفز قصي يجلس بالمنتصف :

جدو حبيبي عارف إننا هنا ايام بس، فهو بيحب قصي أكتر واحد فيكم .

استند على ساعديه وارتفعت ضحكاته بعدما جذبت لحيته تلك الشقية :

دود حبيبي انا هييعب معايا ثح يادود..

طبع قبلة على وجنتيها :

صح ياروح ددو ..جذبتها لين تبعدها عن جواد :

روحي عند جدك، دا جدو أنا ..رمقها قصي بنظرة مطولة مردفاً

لأ جدها كمان .. 

-متزعليش ..البت لين دي هخلي سفيان يضربها ..

هنا اعتدل جواد يبحث عنه 

فين سفيان مش باين ليه ..اقتربت رنيم  منه تهمس بجانب أذنه :

طلع أوضة خالو، علشان عايز يسرق المسدس، عايز يقتل الولد اللي بيعاكس لين ...قهقه جواد وهو يرى سفيان الذي تحرك غاضباً :

جدو فين المسدس، علشان أحمي بيه الكل ..

ضمه جواد يشير إلى أحفاده جميعاً 


الحماية ياحبيبي عمرها ماكانت بالضرب، الحماية بالحب وأنكم دايماً تقربوا من بعض، وماتخلوش حد يقرب منكم ولا يفرق بينكم، احتضن وجه سفيان قائلاً:

إنت أخوهم  الكبير عايزك تاخدهم تحت جناحك بحماية قلب سفيان القوي، فهمتني حبيبي ؟..

-فهمتك ياجدو ..

طيب واحنا ياجدو، هنحمي بعض ازاي ؟..

قبل جبينه يشير إلى أيهم وسفيان وقصي وأدهم ويوسف وآسر  ؛ 

لما تحبوا بعض قوي ياكنان، القوة ياحبيبي بالاتحاد مش بالضعف، ودايماً تكونو سند لبعض، أوعو في يوم من الأيام توقفوا ضد بعض، بالعكس انتوا تقفوا ضد الظلم ، وتأكدوا حبايب جدو

عمر الظلم مابيدوم مهما يطول، والحق لابد يظهر والباطل لابد أن يزول ..

أمسك مصحفه بيد، وأمسك مسبحته باليد الأخرى ..

علشان تنجح وتكون شخص وقور، والناس تحبك لازم تحسن الظن بربنا الاول ،وتعرف إن رضى ربنا من رضا الناس من رضا ربنا عليك، مش رضا ربنا من رضا الناس ياحبايبي 

قرآني سلاحي، والسنة طريقي ، ورسولي قدوتي، والأذكار نور دربي وهديتي، بها تبعد المحظورات وتجف المعاصي ..كل ماتقرب لربنا كل ماربنا رحمته بيك توسع ..

قطع حديثهم فارس ملقياً السلام :

جدو جواد بيعلم الولاد  إيه النهاردة؟..نهض آسر ابنه : 

بابي جدو يقول احفظ قرأن، عايز احفظ قرآن ..

قهقه جواد يداعب خصلاته، بينما انحنى فارس يقبله ، ثم تسائل عن البقية 

أشار إلى مكانهم الرياضي 

-بيلعبوا باسكت جوا ..تحرك إليهم بعدما أردف لآسر:

-خلص مع جدو، وارجع لمامي، يبقى خده معاك يايوسف وانت مروح 

حاضر ياعمو ..نهض يوسف يبحث عن والدته      جدو فين مامي ؟..

أشار جواد إلى هنا التي تجلس بجوار عاليا ..تحرك يوسف إليهما ، ثم نهض أدهم الى عاليا :

-جدو بكرى نكمل عايز أشوف مامي عملت تشكوليت بتاع ادهم ولا لأ..

جلست غزل بجواره تحتضن ذراعيه :

عامل إيه دلوقتي حبيب غزل ..

لف ذراعيه حول جسدها :

هعمل إيه ياتيتا، أسعد واحد في الدنيا، عندي احفاد نعمة من نعم ربنا، وولاد زي الأسود، اتربوا زي مااتمنيت ..

قبلت كتفيه :

ربنا مايحرمني منك أبداً ..طبع قبلة على رأسها ؛

مش هنخلل في الدنيا ياغزل، كل واحد له عمر، البقاء لله وحده، ساعات ومتقدرة...لو ناويها ياجواد يبقى خدني في حضنك ..

قطع حديثهم سؤال قصي :

جدو هو ينفع أتجوز لين لما أكبر ؟..

قهقهت غزل تضرب كفيها ببعضهما ،وذهبت ببصرها إلى سفيان الذي يجلس بجوارها ينظر لرسوماتها

فأجابته :

والله انتَ ونصيبك ياأستاذ قصي،

جدو أنا عايز أتجوز رنيم أو لين لما أكبر  ..ظلت نظرات جواد على ذاك الصبي ثم أشار إليه :

تعالى حبيبي ..


مرت عدة سنوات إلى أن صخب حي الألفي، وكبرت الاطفال لتصبح يافعة الشباب 


بمنزل جاسر وخاصة بغرفة رسمها 


جذبت دفترها تدون به بعض الكلمات 


ان سألوك عن الحب... قل:

        هو... سلطان بلا جيوش

     يغزو القلب فترتجف النفوس

من هول سطوته.. ننسى كل الدروس

و نغدو تلاميذا للحب نرتاد الصفوف


ثم التفتت إلى لوحتها لتنهينها ، ظلت لفترة منشغلة بها 


انتهت منها بكل دقة وبراعة، فنهضت من مكانها تطالع بتدقيق، فهي ليست لوحة عادية كسابقتها ولكنها لوحة لحياتها منذ أن أعلن القلب حروبه إلى تلك اللحظة التي تقف أمامها، دنت منها وانحنت تمرر أناملها الرقيقة على كل ماخطته، لا تعلم إذ كانت تمرر أناملها أم تعبر بنبضها على كل ما تحويه لوحتها ..وضعت فراشاة التلوين ثم جذبت قلمها من خصلاتها تضعه أمام اللوحة بجوار تلك الألوان لتذهب إلى لتلك البطاقة وتدون فوقها 

"سلامًا على قلوبنا بالحب تنعمُ "


ظلت تطالع الرسمة لعدة دقائق إلى أن استمعت إلى صوت ابنتها 

-مامي حبيبتي ، ياله اتأخرنا وحضرتك مجهزتيش 


استدارت بجسدها تطالع ابنتها بابتسامة ثم أشارت إليها:

-ايه الجمال دا لينو ..دارت الطفلة بفستانها 

حلو يامامي ..انحنت تقبلها

اميرة يامامي ..انزلي لناني خليها تظبط شعر الأميرة 

قبلت وجنة والدتها وهرولت للخارج ..بينما تحركت جنى إلى جناحها ، دلفت للداخل وجدت معشوقها مازال نائمًا، خطت إلى أن وصلت إلى فراشهما، انحنت تطبع قبلة على وجنتيه 

-حبيبي ياله أصحى المغرب إذن ..فتح عيناه متأثرا بنومه يهمس بصوته المحبوح بالنوم 

-أنا نمت دا كله ..استدارت متجهة لغرفة ثيابها قائلة :

-خد شاور لما احضرلك هدومك، اعتدل ينظر بساعته، ثم نهض من فوق فراشه متجها إليها ، دلف إلى غرفة الملابس وجدها تبحث عن شيئا بالخزانة، احتضنها من الخلف ، ثم ضمها إلى صدره يدفن رأسه بخصلاتها

-لسة متحسبناش على امبارح، أغمضت عيناها بدقاتها العنيفة كأنها فتاة العشرون عامًا ، تراجع جالسًا على المقعد يجلسها بأحضانه

-أنا ديمقراطي وهخيرك بين عقابك .. لم تقو على الحديث وكأنها لم تعرف الحروف عندما همس إليها بعض الكلمات ثم أدار وجهها إليه منتظر اختيارها لعقابها 


ظلت النظرات بنبض القلوب الهائمة سيد الموقف ..إلى أن قطعتها لين وهي تطرق على باب غرفتهما 

-مامي ياله اتأخرنا، صحي بابي بقى ..هبت من أحضانه وتحركت للخارج سريعا فتحت الباب وتوقفت أمام ابنتها المتذمرة بضجيج الغضب

-اوف مامي، لسة مالبستيش ، خالتو هتزعل مننا، انا احسن حاجة اروح مع عمو عز وتعالي أنتِ مع بابي ..قالتها الطفلة بتذمرها الطفولي وتحركت 

ظلت تنظر بشرود لتحرك ابنتها وكأنها لم تستمع إلى ماقالته، وكل ما تفكر به عقاب زوجها 


بالأسفل 

خرج من المسبح يجذب منشفته، اقترب منه أيهم يلوح بيديه

-كنان اجهز علشان هنتحرك بعض نص ساعة 

اومأ مبتسما ثم أردف 

-تمام ، نص ساعة وانزل..جذب روبه وارتداه متحركًا لداخل المنزل ، ذهبت ابصاره لوقوف ابنة عمه مع صديقتها التي ترافق أخيها ..ظل للحظات يطالعها بنظرات صامتة ، إلى أن قطع مراقبته بها صوت أخته 

-كنان انت لسة مالبستش، لا كدا كتير، والله هروح مع عمو عز بجد، ايه العيلة دي 

دقق النظر إلى غضبها ثم تسائل

-مالك يالين، زعلانة ليه، لسة بدري، وبعدين بابا رجع متأخر عادي لما نتأخر شوية، اقترب بخطواته يتفحص ردائها 

-حبيبتي الفستان ضيق شوية ليه كدا..دارت حول نفسها 

-حلو والله ياكنان، ومامي قالتلي حلو، وبعدين أنا لسة صغيرة لما اكبر هلبس زي مامي 

ياله باي هروح عند خالتو لحد مااتخلص..

-لين ..توقفت مستديرة فأشار إلى ابنة عمه 

-مين البنت اللي واقفة مع بنت عمك دي 

استدارت تنظر إليها ثم اتجهت إلى كنان دي صديقتها 

-الواد صديقها برضو ..

هزت راسها 

-لا دا أخوها ..استدار يسبها بسره

-بجحة واقفة تضحك معاه ، والله لادبك


بالأسكندرية  

توقف أمام المرآة يهندم من ثيابه ، دلف والده 

-ممكن ادخل ولا أرجع ..اتجه بنظره الى والده واقترب منه

-حضرتك بتستأذن ياداد ..أكيد طبعا 

قبل جبينه واحتضن وجهه

-كل سنة وانت طيب حبيبي، عقبال لما توصل 100سنة..

ضيق عيناه، ثم تراجع إلى المرآة 

-حسبتها ازاي ياحضرة الكابتن، لسة كتير ، نقدر نقول خمسة وثمانين سنة ..

قهقه والده عليه ، وتوقف يطالعه بابتسامة قائلا

-تعرف فيك كتير مني 

أنهى تمشيط خصلاته واقترب من والده 

-مااظنش يابص، لسبب بسيط 

انا مستحيل احب زيك ..انا أخري اركب اليخت واهرب منك في البحر 

قهقه بيجاد يضم رأسه بمشاكسة 

-والله بشوف فيك نفسي يابن بيجاد 

استمع الى صوت خلفه 

-ياله حالا بالا غنوا ابو الفصاد 

أشار إليه بيجاد 

-تعالى يانمس كنت بدور عليك 

-وتدور عليا ليه هو أنا ضايع ولا حضرتك ليك فلوس عندي 

مش مديون والله..لكمه بخفة

-صاحبينك من لسانك يالا 


أشار لنفسه مذهولا

-بقى الطول دا كله ويتقاله يالا

واحد في اعدادي يتقله يالا ..واحنا في القرن الخمسين 

قطع وصلة مزاحهم دخول غنى 

-حبيبي اخواتي جم تحت ..نهض يشير إلى أولاده

-ياله ، علشان نقابل خالو وخالتو 

توقف سفيان يشير لوالده 

-انزلوا وانا شوية ونازل ..تحرك بيجاد يجذب كف غنى ..التي توقفت تشير إلى بيجاد 

-هقول حاجة لسفيان لحظة 

وصلت إليه تهمس بأذنه 

-اتلم يابن بيجاد بدل مااقلب عليك، ماتسوقش فيها ، ماشي ياحلو ..قالتها واستدارت تغمز إليه متجهة إلى زوجها الذي يطالعهم بشك 

-فيه ايه بينك وبين الواد دا 

عانقت ذراعيها ورفعت فستانها وتحركت قائلة

-مفيش غير أن ابن المنشاوي عامل ملك العيلة 

توقف ينظر إليها

-يعني ايه ..أشارت إلى الدرج قائلة

-ننزل ياحبيبي وابنك لما يشرف هتعرف لوحدك ...مرت السنوات ومازال العشق ينبض بالقلوب ..


باليوم التالي بحي الألفي


خرجت من معرضها بعدما انتهت من لوحتها متجهة إلى منزلها، وجدت السماء ملبدة بالغيوم السوداء، تحركت إلى مشتل زهورها لتغلق عليه تلك الصوب الزجاجية، تعشق ورودها لا تريد اذيتها، قابلتها عالية وهي تدلف بجوار ابنها ادهم الذي وصل من النادي للتو 

-بتعملي ايه يابنتي في البرد دا..تحرك إليها ادهم 

-خالتو جنى عايز اشوف الورد كبر ولا لسة ..حاوطت كتفه متحركة 

-لا ياحبيبي لسة هيزهر في الربيع ، رفعت نظرها إلى عاليا

-كنت برسم، الولاد ناموا ، وجاسر كان في الشغل ولسة راجع، قولت اكمل لوحة المعرض ..انتوا ايه اللي أخركم في النادى

سحبت كف ابنها وتحركت 

-عديت على مرات كريم ولدت وزعلانة علشان مزرهاش، شوفتها وراسيل عند عز ، قالت هتلعب مع رنيم وكان هناك لارا بنت جواد ..اومأت متفهمة ثم دلفت للداخل ..دلفت وجدت زوجها يخرج من الحمام، جذبت المنشفة 

-ينفع كدا ، الجو برد ..جلس على الفراش 

-كنان ولين نايمين بدري ليه 

جلست بأحضانه تلف ذراعيه حول جسدها 

-كنان عنده بكرة قال هنام واصحى بدري، ولين معرفش كانت عند عز وكالعادة متخانقة هي وأيهم، الواد ابن عز دا مجنون

تمدد على الفراش يسحبها لأحضانه 

-بس عجبني، بيخاف عليها ، ولين الصراحة مستفزة ، بتفكرني بامها، رفعت رأسها تنظر إليه بعتاب 

-أنا كنت مستفزة ياجاسر

اووووه اومال ايه ياماما ، نسيتي عمايلك فيا ، بيت أبويا لسة موجود ويشهد على عمايلك ..دفعته ونهضت من أحضانه 

-أنا عرفت الولاد طالعين لمين لابوهم ، يغلط ويحمل الغلط لغيره 

-والله ..

-والله..قالتها ونزعت روبها الشتوي الثقيل متجهة إلى الحمام ، خرجت بعد  فترة وجدته يعد قهوته ، استنشقت رائحة المطر، هرولت الشرفة تستمع برائحته ..ظلت لدقائق ثم هبطت للحديقة تدور حول نفسها بقيمصها الابيض تفرد ذراعيها تنظر للسماء، كأنها تحتضن سعادتها ..فتحت هاتفها واتجهت تنظر إلى  زخات المطر مع نغمات فيروز فدارت  تتراقص بردائها الشفاف كفتاة تبلغ من العمر عشر سنوات ...خرج جاسر يبحث عنها ، استمع الى صوت فيروز بالشرفة فتحرك للخارج..

توقف يرتشف من قهوته وعيناه تخترق حركاتها الجنونية 

انسابت خصلاتها تتمادى لعنقها ملتصقة به بقطرات المطر الندية

هزت رأسها وعلو ضحكاتها، مما افقد سيطرته ليترك كوبه، بشرفته وهبط إليها.. توقف خلفها وهي تدور حول نفسها بردائها الأبيض تستمتع بأجواء الشتاء الرائعة 


بزغ نور من السماء مع صوت الرعد فجأة لتخرج شهقة مرتعبة تتراجع للخلف حتى أصبحت بأحضانه 


قهقه عليها يغمز بعينيه على جنونها 

-طفلة ..متجوز طفلة 

لفت ذراعيها حول عنقه وجذبته تحت مياه الأمطار ليتراقص على نغمات فيروز التي تصدح من هاتفها ..ارتفعت ضحكاته على جنونها، فرفعها يدور بها بعدما اشتدت غزارة الأمطار ..سكن الليل ولم يخلو من ضحكات القلوب الممزوجة بالنبضات الصاخبة بالعشق اللاذع الذي سطر بدموع العاشقين على مامر بهم من سنوات ..ولكن هنا كانت لسنواتهم الضائعة ماهي سوى لحظات للافتراق بعدما ذاق نكهة عشقهم 


عذرا ياسااااادة فأيام العشق ماهي سوى لحظات للنبض تعبر إلى أن يمتزج القلب بالقلب والروح بالروح


فكما قال المتنبي العاشقة


لا السيفُ  يفعلُ بي ما أنتِ  فاعلةٌ 

ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياك 

لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي 

ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناكِ


إلى هنا انتهت ملحمة عشقنا اللاذع 

وللحديث بقية مع ملحمة جديدة بإذن الله اتمنى من الله أن أكون استطعت أن أوصل اليكم شعوري من خلال كتابتي 


تمت بحمد الله

مسك الختام


إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة سيلا وليد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملةز