-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 16 - 5 - الأربعاء 21/8/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس عشر

5

تم النشر يوم الأربعاء

21/8/2024


انهى المكالمة ليُقابل بوجه والدته امامه مباشرة، تطالعه بنظرات غير مفهومة، وكأنها مندهشة لتغيره اليوم، وقد اختفى التجهم الدائم، وحل هدوء غريب جعله، يتقدم ليجلس بجوارها سائلًا ليطمئن عليها:


- عاملة ايه يا ماما النهاردة؟ 

لم تجيبه وظلت تطالعه بنظراتها فقط ، مما جعله يميل نحوها بنظرات كاشفة ، فهو ايضا يعرفها ويشعر بتحسنها:


- حاولي تجاوبيني في مرة يا ماما، انا عارف انك بدأتي تنتبهيلي وتفهمي اللي بيدور جواليكي، ابنك مش غبي .


اشاحت بوجهها عنه ناظرة للأمام مما جعله يستطرد:

- انا مش عدوك يا ماما، حاولي تنسي اللي فات عشان نعيش مع بعض حياة طبيعية. 


وكأنها لم تسمع شيء ، تناولت جهازها اللوحى الاليكتروني،  تأتي بهذه اللعبة التي تعلمتها من عائشة لتمرر بإصبعها على الشاشة، وتندمج في اللعب، مما جعله يفقد الامل،  لينهض من جوارها:


- ماشي يا ماما زي ما تحبي. 

ولكن وما هي سوى خطوتين ابتعد بهم عنها ، حتى اوقفته بسؤالها المقتضب، وكأنها بالفعل على معرفة بكل شيء:


- بهجة.

التف اليها بابتسامة مسترخية يجيبها:

- معلش يا ماما، بهجة مش هتقدر تيجي النهاردة،  هي اتصلت بدادة نبوية وبلغت اعتذارها لسبب يخصها. 


توقف يستشف رد فعلها بهذه النظرة التي كانت تطالعه بها، ولكنها قطعت سريعًا تعود لما تفعله باللعب على الجهاز الذي تمسكه بيدها، وكأنها لم تسأل عن شيء. 


❈-❈-❈ 


مساءً، 

وداخل منزل اخر يمتلكه، ليجعله مسكنا لهما معًا ،  كانت الجلسة بحضور رجل الدين الذي كان يعقد عقد زواجهم،  والحضور يقتصر عليه،  واثنين من رجاله شهود ، وهي قد أتت بصديقتها الوحيدة كما اخبرته،  تحفظ السر وتدعمها في هذه اللحظة الفارقة معها .


وقد وافق حينما اخبرته بأمانتها ولكنه تفاجأ بعد ذلك بالمهنة التي تمتهنها،  لتجعل نوعا من التسلية يسري بداخله، 


ولكنه كان كالعادة متزنا بشكل يفوق الحدود ، يردد خلف الرجل ويطالعها برزانة ، رغم مشاعر الصخب التي كانت تدور برأسه، لقد كانت جميلة بصورة مؤلمة ، رغم نبرة الحزن التي كانت تتخلل صوتها، رقيقة وناعمة كقطعة السكر التي تذوب بالفم ، كيف له الصبر يومين اخرين كما وعدها؟


بعد انتهاء رجل الدين وقد اصبحت زوجته رسميًا، وانصراف الرجلين،  لم يتبقى سوى هذه الفتاة صديقتها، تقف معها الاَن وتدعمها،  رغم النظرات العدائية التي كانت توجهها نحوه ، فهو ليس بالغبي حتى لا يعرف بما خلف الابتسامة المزيفة التي كانت ترسمها امامه، ليظل جالسًا بأريحية على اريكته في انتظار انصرافها. 


- خليكي شوية تاني يا صفية، او استني نمشي مع بعض .

تبسمت الاخيرة بحنو لطيبة صديقتها المفرطة،  والتي تستهين بما اوقعت نفسها به، ولكنها ان لم تنجح في اثناءها اليوم عن فعلتها تلك، فهي ابدا لن تتركها .


نظرت نحو الخاتم الذي وضعه هذا المتعجرف بأصبعها،  وكأنه يعاملها كعروس حقيقية ، مهر ومنزل ووكالة صغيرة،  ياله من مشتري جيد، 


تنهدت بقوة، لتضغط على كفها بمؤازرة، وتشديد وتنبيه:

- زي ما قولت وأكدت عليكي قبل سابق، انا تحت أمرك في أي وقت لو عوزتي اي مساعدة، اينعم انا كنت رافضة وما زلت، بس برضو هفضل في ضهرك مهما حصل.


سمعت منها بهجة لتلقي بنفسها عليها وتحتضنها بشدة:

- تسلميلي يا صفية، تسلميلي اوي، انتي مش مجرد صاحبة وبس،  لا دا انتي اختي.


لم تبخل عليها صفية ايضًا بدعمها حتى تطمئن وتهدأ سريرتها، فهي الاعلم بما تمر به الاَن.

طال عناقهم حتى اثار سخط هذا الغيور، ليتحمحم بجلافة تحسب عليه، فيهدي صفية ابتسامة مكشوفة حينما اتجهت برأسها اليه، يتحدث بكذب:


- منورانا يا سيادة المحامية المخضرمة، ايه رأيك تيجي معانا نتعشى في المطعم القريب من هنا. 


بادلته صفية بابتسامة صفراء:

- متشكرين يا رياض باشا، الجيات كتير، نخليها مرة تانية ان شاء الله، مش عايزة ابقى عزول. 


قالت الأخيرة بابتسامة حقيقية لصديقتها، قبل ان تستأذن وتغادر امامها، برفقة احد الحراس، وهي تتابعها بعينيها حتى اختفت خارج المنزل الذي اغلق عليها وعليه، لتجفل بذراعه التي التفت حول خصرها من الخلف فتجد وجهه مقابلا لها يخاطبها بمرح:


- حلوة اوي حلوة حركة المحامية دي، حركة زكية.

كتمت شهقتها لتعقب بثبات تدعيه:

- ما انا قولتلك من الاول انها جاية بصفة صاحبتي، مش بصفة عملها، وان كان على حقي او العقود، ف انا برضو دارسة حقوق وعارفة كويس بالقوانين.


- جميييل.

لا تعلم بأي صفة وجه الكلمة، ان كانت سخرية او اثناء على ذكائها، ولكنها عادت للإجفال مرة أخرى، حينما قربها اليه بشدة حتى انتفض جسدها بين يديه، لتعبر عن اعتراضها:


- ايه في ايه؟ انت مش قولت انك هتديني فرصتي، يومين


تبسم بمكر يردد بمراوغة:

- طبعا قولت، بس كمان ما قولتلكيش انك زي القمر النهاردة، وانك تاخدي العقل و....


-و ايه؟

هتفت بها مقاطعة له، لتنفضه بعيدا عنها بحركة مباغتة، ولكنه اعادها سريعًا لترتطم بصدره فتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه، وانفاسه الخشنة تلفح بشرتها بعدما قرب وجهه منها بشدة،  ليردد بصوت مبحوح وعيناه ارتكزت على ثغرها:

- ما انا قولت حاجات كتير وانتي كمان، بس دي مشاعر بتيجي فجأة من غير حساب، وانا برضو بقيت جوزك رسمي ولا انتي مش واخدة بالك؟


انتفضت تحاول الإفلات من بين يديه مرددة:

- لأ واخدة بالي، بس انا مش جاهزة بجد، ولا انت كلامك في الهوا؟


بعبارتها الأخيرة استطاعت ان تحرك ذلك الجزء المتعجرف به، ليحل ذراعيه عنها فجأة قائلا بحنق لا يخفيه:


- رياض الحكيم عمره ما يقول حاجة في الهوا. 

زفرت بارتياح حينما تركها، وقد علمت الاَن بهذه النقطة التي تستطيع استغلالها في شخصيته، لتعدل من فستانها الذي تجعد، قائلة بتملق زائف:


- انا برضو كنت عارفة، وعشان كدة بقول ان اروح دلوقتي احسن ليا وليك ، عن إذنك. 


قالتها لتتحرك مغادرة دون انتظار رد منه،  وما ان استدارت لتنصرف نحو وجهتها، حتى وجدت نفسها تعود بسرعة البرق الى وضعها السابق، وقبل ان تستوعب باغتها، لتحط شفتيه على ثغرها هذه المرة تكتم اعتراضها ، في قبلة شغوفة، تخوض تجربتها لأول مرة بين يدي خبير، ذهب بها الى عالم اخر لا تعلمه، ما بين لهفة وتمهل ليسحب استجابة امتزجت ببراءتها التي كادت ان تطيح بعقله، ويتخلى عن وعده،  حتى تركها بصعوبة تلتقط انفاسها، لاصقا جبهته بجبهتها، ليردف بصوت يخرج بصعوبة:


- دي بس عشان مش جاهزة.

اصابها الخجل بشدة حتى لم  تقوى على رفع عينيها اليه، لتملك زمام امرها في الاخير، ف ابتعدت حينما ارتخت ذراعيه عنها، وبتصميم غبي على المغادرة، فجعلته يزفر مقلبًا مقلتيه بقنوط، ثم امسك بها من رسغها يوقفها، فتجاهلت خجلها لتطالعه قائلة بانفعال:


- ايه تاني؟ مش قولت خلاص.

اجابها ببساطة حتى تكف عن تشنجها:

- هنتعشى مع بعض يا بهجة، ولا دي كمان عايزة تجهيز ؟


ترددت برهة بتفكير، لكن سرعان ما اتخذت قرارها بالرفض مبررة:

- لا طبعا مينفعش استنى دقيقة هنا، انا مضمنش!


اخفضت في الاخيرة رأسها حتى فهم ما تقصده، ليطلق زفرته الأخيرة بخشونة يردد بيأس وهو يتناول سلسلة مفاتيحه من فوق الطاولة:


- احنا هنتعشى في مطعم برا يا بهجة، يعني مفيش داعي للقلق. 


حينما نظرت إليه تستشف صدق قوله، أسر خضراوتيها ببندقيته مستطردًا بنبرة جديدة عليها:


- مش عايز اتعشى لوحدي النهاردة، عايز احس بونسك معايا، ممكن؟


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة