-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 30- 2 - الإثنين 5/8/2024

 

   قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثلاثون

2

تم النشر الإثنين

5/8/2024



فتح الباب ودلف الي الداخل ينسحب بحذر شديد واغلق الباب خلفه برفق اتجه إلي الفراش وصعد فوقه بحذر وبدأ بنثر القبلات علي وجنة جدته.

شعرت هي بحركة فوق الفراش فتحت عيناها ببطء وجدت عمر يجلس جوارها ويداعب وجه جدته.

ابتسمت بحب واعتدلت مما جعل الصغير ينتبه لها بخفة وعقب بصوت هامس:

-مش تعملي صوت.

تسألت بهمس مماثل:

-ليه؟

رد ببراءة:

-عشان تيتة مش تصحي ؟

ابتسمت بحب واكملت بهمس:

-كده كده هتصحي يا حبيبي من بوسك ليها.

رد بدلال طفولي:

-فوق علي بوستي مش علي  صوتك.

رفعت حاجبها متعجبة:

-يا سلام!

رد بعند طفولي:

-وحياة عبد السلام بطلي رغي بقي سبيني أصحي تيتة بطريقتي.

عاد يفعل ما كان يفعله من جديد تاركاً أسما مذهولة من حديثه الذي لا يتماشي مع عمره البته.

استيقظت عليا من النوم نظرت إلي حفيدها بحنان وسرعان ما حاولت النظر جوارها فتنهدت براحة عندما وجدت أسما فقد أيقنت أن ما رأته كان حقيقة ولم يكن حلما.

ابتسمت أسما بحب وساعدتها أن تجلس مستندة بجزعها العلوي علي خلفية الفراش.

طرق الباب وفتح بعدها ودلفت تمارا مبتسمة:

-صباح الخير.

ردت أسما:

-صباح الورد.

نظرت إلي طفلها المشاغب واقتربت منه وحملته من فوق الفراش وأنزلته أرضا موبخة إياه:

-أنت بتعمل أيه هنا يا عمر ؟

رد ببراءة مصطنعة:

-بصحي نانا زي كل يوم.

رفعت حاجبها متهكمة وعقبت:

-ومش أنا قولت ليك بلاش تصحيها النهاردة عشان متزعجهاش هي وطنط أسما ؟

رد عمر بمكر طفولي وهو يضرب جبينه بخفة:

-أوبس نسيت يا مامي أنا أسف.

ابتسمت ساخرة وعقبت:

-نسيت علي مامي ؟

هبط إلي مستواه وشدت أذنه مازحة:

-عارف يا واد أنت لو مسمعتش الكلام هعمل فيك أيه ؟ هعلقك من ودانك دول.

وضع يده بخصره وتحدث بنزق:

-أه ولما ودناتي يتقطعوا عمور هيسمع كلامك بعد كده أزاي يا ست مامي؟

تركت أذنها ونهضت وهي تحرك رأسها بيأس نظرت إلي أسما التي تحاول كبح ضحكاتها وقالت:

-أضحكي يا أسما كاتمة الضحكة ليه ده العادي بتاع أستاذ عمور.

رفعت اصبعها محذرة:

-بس أوعي تفكري تتوحمي علي النسخة دي كفاية علينا واحد.

ردت أسما مبتسمة:

-بالعكس ده سكر خالص والله.

ابتسمت تمارا ساخرة:

-والله أنتي إلي سكر يا أسما قومي يا قلبي أجهزي جوزك وصل تحت عشان تروحوا المعمل.

تشتت أنظار عليا بقلق مما جعل تمارا ترد موضحة:

-هيعملوا التحاليل يا خالتوا عشان إثبات النسب وترجع علي طول بإذن الله.

تنهدت براحة بينما هتفت أسما بحب:

-مقدرش أبعد عنك من الأساس يا ماما حد يقدر يبعد عن روحه بردوا.

❈-❈-❈


بعد نصف ساعة هبطت أسما إلي الأسفل وجدت زوجها يجلس جوار والدها وشقيقها، وما أن وقع بصر زوجها عليها نهض متلهفاً يركض تجاهها ويضمها بلهفة دافنا ً وجهه بعنقها بلهفة واشتياق كأنه لما يراها منذ زمن، رغم أنه لم يمضي سوي بضع ساعات علي تركها.

أشتعل سراج غيظاً وغيره فهذه طفلته وحتي لو كان زوجها فسيظل هو والدها وحبيبها الآول. نهض من مكانه واتجه لهم وقام بجذب قاسم من لياقة التيشيرت وأعاده إلي الخلف.

أتسعت حدقتي قاسم بعد إستيعاب وتسأل بحيرة:

-في أيه يا عمي حضرتك ماسكني من قفايا كده ليه ؟ محسسني أني حرامي غسيل ؟

تجاهل سراج حديثه وهتف بغيرة:

-أزاي تحضن البنت قدامي أيه مفيش خشي ولا حياء ؟

قطب قاسم جبينه بعدم فهم:

-نعم أحضنها قدامك إزاي ؟ لا معلش ثانية واحدة حضرتك دي مراتي لتكون نسيت ولا حاجة ؟

ربع سراج ساعديه وتحدث بنبرة حادة:

-حتي لو مراتك إلي حصل ده ميحصلش قدامي تاني سامع ولا لأ ؟

تنهد قاسم بضجر وعقب:

-حاضر أي أوامر تانية ؟ بلاش أسلم عليها من الأساس وأبقي أعمل لها باي باي ؟

رد سراج باستهجان:

-أنت بتتريق كمان ؟

قلب قاسم عينه بنفاذ صبر وقال:

-أيو بتريق يا عمي دي مراتي حلو مراتي مراتي وأبني في بطنها تقولي متحضنهاش قدامي ؟

رد سراج بتحدي:

-أيوة هو كده متحضنهاش قدامي ولو حصل أبقي قابلني لو خرجت من هنا ورجعت معاك وتعاملك كله يبقي بالاشارة علي بعد خمسة متر.

رفع قاسم يده إلي الأعلي باستلام:

-لأ وعلي أيه الطيب أحسن.

اقترب منهم أدهم الذي كان يراقب الوضع بتسلية:

-ها يا جماعة يلا بينا.

رد قاسم بلهفة:

-أه يلا بينا يلا يا أسما.

-بس أسما هتركب معايا أنا.

نطقها سراج بتحدي مما جعل قاسم يدب قدمه في الأرض ويغادر إلي الخارج بغيظ شديد.

تحدث أدهم مازحا:

-بالراحة عليه يا بابا الواد هيتجنن.

رد سراج بغيرة:

-يراعي أني أبوها الأول.

تحدث أدهم موضحاً:

-يا حبيبي ده جوزها.

رفع كتفيها باللامبالاة وأخذ أسما من يده وغادر وادهم خلفهم.

❈-❈-❈

بعد مرور ساعتين انتهوا من إجراء التحاليل في إحدي المعامل الكبري والتي ستظهر نتيجتها بعد ثلاثة أيام غادروا المعمل ووقفوا في الأسفل أمام السيارتين تنحي أدهم وأسما المجال مفسحين المجال لسراج وقاسم.

صاح قاسم بنفاذ صبر:

-يعني أيه مش هتروح معانا ؟

رد سراج ببرود:

-أنا شايف تقعد معانا أسبوعين تلاته.

أتسعت عين قاسم بعدم تصديق:

-نعم نعم تلاتة أيه أسابيع ؟ ولا تلاتة دقايق حتي أحنا متفقناش علي كده أنت قولت نبات امبارح والحمد لله باتت عايزها كل يوم تمام من بكره هجبها وأنا رايح الشغل وأنا راجع أخدها.

رد سراج بإيجاز:

-بعد التلات أسابيع نبدأ المخطط ده أن شاء الله بنتنا وحشانا وعايزة تفضل معانا.

ألتفت إلي أسما وتسأل بحنان:

-صح يا أسما؟

بدلت النظرات بينهم وردت بحذر:

-صح.

رمقها قاسم بغيظ:

-بقي كده يا أسما ؟ أنا مقدرتش أنام جول الليل وأنتي بعيد عني هقدر أعقد كمان تلات أسابيع ؟

تنهدت بحزن وقالت:

-ولا أنا أقدر أبعد عنك بس في نفس الوقت ماما منتظراتي دلوقتي وعايزة أرجع ليها.

تدخل أدهم مقترحاً:

-طيب أنا عندي اقتراح يرضي جميع الأطراف.

انصبت النظرات إليه بإنتباه فتحدث بحذر:

-إنك تيجي تفضل معانا الفترة دي يا قاسم ايه رأيك ؟

حرك قاسم رأسه بإحراج وقال:

-مش هينفع يا أدهم الجماعة عندك مش هيبقوا علي راحتهم وأنا مش هبقي علي راحتي.

نظرت أسما إلي والدها برجاء وقالت:

-معلش يا بابا هبات النهاردة مع ماما وبكره بالليل أرجع مع قاسم وكل يوم هبقي موجودة ده أفضل للكل.

تنهد سراج بقلة حيلة وعقب:

-طالما ده هيريحك يا بنتي موافق أهم حاجة عندي راحتك وبس.

ابتسمت بحب:

-تسلم يارب.

اغمض قاسم عينه بارتياح شديد:

-حلو أوي الحمد لله ينفع بقي أخد مراتي عشان تجيب هدوم تبات بيها وأرجعها ليكم.

أشار سراج إلي محذراً:

-ساعة واحدة بس والبنت ترجع.

ضرب قاسم كف بكف وصاح بنفاذ صبر:

-حاضر أي أوامر تانية ؟

رد سراج ببرود:

-لحد الأن لسه لما يبقي فيه أوامر تانية أكيد هبلغك.

نظر له قاسم بغيظ:

-يلا يا أسما أركبي بعد إذنكم.

اتجه إلي سيارته وفتح إلي زوجته الباب واستقلت السيارة واتجه هو إلي مقعد القيادة وأستقل السيارة وقادها.

وعند أدهم وسراج استقلوا السيارة متجهين الي المنزل مرة آخري ليقوم أدهم بإيصال والده إلي المنزل ويذهب هو إلي عمله.

في سيارة قاسم تنظر إلي زوجها من حين لآخر وتبتسم رمقها ساخراً وعقب:

-أضحكي أضحكي يا قمر علي حبيبك إلي بهدلته الأيام.

ابتسمت بحب وهتفت:

-حقك عليا يا حبيبي.

قبل يدها بحب وعقب:

-عشان خاطر عيون حبيبي أستحمل أي حاجة…


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة