-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 35 - 2 - الثلاثاء 13/8/2024

 

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والثلاثون

2

تم النشر الثلاثاء

13/8/2024



شعرت تقي بالعطش الشديد نظرت إلي زجاجة الماء جوارها وجدتها فارغة زفرت بحنق ونهضت بتثاقل ترتدي إسدالها متجه الي الخارج.

فتحت باب الغرفة تزامناً مع فتح أسر باب غرفته وخروجه هو الآخر تقابلت العيون في ومضات من الحزن والعتاب.

تجاوزت تقي الوضع واغلقت باب الغرفة متجهة إلي إلي الأسفل لكن أوقفها صوته المترجى:

-تقى.

وقفت مكانها معطية إياه ظهرها تحدث بصوت متحشرج:

-أنا عارف أني مهما قولت واعتذرت مش هوافيكي حقك في إلي عملته تقي أنا أنا لسه بحبك سامحيني.

التفتت له ونظرت له من. أعلي لأسفل باحتقار:

-أسف ؟ ولسه بتحبني ؟ المفروض بقي أنا أقولك أيه يا أسر أنا مسمحاك يا حبيبي ومفيش حاجة حصلت ونرجع لبعض من تانى صح ؟ ده إلي أنت مستنيه يا أسر بس مش هيحصل يا أسر مش هيحصل أنا بقي مبقتش أحبك أنا بكرهك يا أسر ومكرهتش حد ولا هكره حد زي ما كرهتك أنت دبحتني يا أسر دبحتني بسكينة باردة أوي كنت بتلذذ بتعذيبي وأنا بسمعك بتكلمها لما أتجوزتها قدام عيني لما كنت بشوفك معاها كلامك إلي قولته في حقي أنا وتمارا جاي بعد كله تتأسف يا أسر ؟ أنا إلي آسفة يا أسر أنت بره حياتي أنت أحقر إنسان شوفته في حياتي.

تحركت بضع خطوات وبعدها توقفت وحدقت به بابتسامة مستفزة وقالت:

-وقريب أوي هرتبط بالي بيحبني بجد ويستهالني وأنت بنفسك إلي هتسلمني ليه بإيدك سامع يا أسر أنت إلي هتسلمني لراجل غيرك يمكن وقتها تحس بربع إلي عملته فيا.

إلي هنا ولم يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك تحرك بسرعة متجاهلا آلامه وجذبها من ذراعها بعنف وهي يصيح بفحيح:

-أنتي بتقولي ايه يا تقي أنتي اتجننتي ؟ راجل مين الي أسلمك ليه أنا أه غلط بس انك تكوني لغيري مش هيحصل يا تقي مش هتكوني لغيري ولو ده حصل أكيد مش هيبقي في الدنيا.

سحبت يدها من بقوة:

-اوعي مرة تانية تفكر تلمسني يا أسر وقتها متلومش غير نفسك معايا واه هتجوز وأعيش حياتي زي ما أنا عايزة أنت ملكش حكم عليا من الأساس أنت ابن خالتي وبس اوبس نسيت قصدي أنت ابن الناس الي اتفضلوا عليا أنا واختي وربونا بدل ما نبقي في الشارع شكراً ليك.

تركته وغادرت سريعاً إلي غرفتها غير عابئة بظمأها كل ما يهمها الأن ألا تهبط دموعها أمامه.

أغلقت باب الغرفة واستند بظهرها عليه وتركت العنان لدموعها .

بينما الآخر سب نفسه سبة بذيئة داخله واقترب من باب غرفتها مستنداً برأسه علي الباب متمتما بأسف:

-مهما اعتذر وأتاسف مش هيغطي إلي عملته بس أوعدك هصلح كل حاجة من تاني يا تقي وهرجع ليا وهخليكي تحبيني من تانى.

❈-❈-❈

أنهي جملته وتحرك إلي آخر الممر حيث غرفة والديه وقف أمامها بتردد لا يتجرأ علي دق الباب ولا حديث بحرف واحد لا يدري ماذا يفعل ؟ أيطرق الباب ويوقظهم أم يكتفي بأن يفتح الباب بحذر ويلقي نظرة عليهم يبرد بها قلبه ويعود غرفته مرة آخري؟

اهتدي عقله إلي هذا الخيار وفتح الباب بتمهل لكن من أن فتح الباب وجد الإضاءة مشتغلة ووالديه مستيقظين.

تصنم مكانه بعض الوقت وبعدها تحرك بخطي بطيئة وخجلة إلي الداخل دون أن يجرأ علي رفع رأسه أو النظر لهم من الأساس .

بينما سراج وعليا نظروا إلي بعضهم براحة تامة وانتظروا البدأ منه لمحاولة إسترضاهم.

فهو ولدهم وفلذة كبدهم مهما أخطأ أو أفعل فعليهم أن يغفروا ويصفحوا طالما اهتدي إلي عقله من جديد.

وصل أمام الفراش وجلس أرضاً أسفل قدميهم يقبلها بأسف مما جعل سراج وعليا يبعدوا قدمهم سريعاً.

تحدث بأسي:

-أنا مش عارف أقول ايه مهما أعتذر ولا قولت مش هقدر أكفر عن غلطي أنا غلط كتير في حقكم ولما عصيتكم وأمي إلي كانت هتروح بسببي وربنا حب يعاقبني وعشت شهور يتعذب وأنا فاكر أن حضرتك موتي يا أمي غصب عني أنا أنا بجد مش عارف عملت كده أزاي مش عارف إزاي خليت الحية دي تلف جوالين رقبتي كده.

شعر بلمسات حانية تداعب شعره برفق رفع رأسه بلهفة وجد عين والدته التي تشع حب و حنان.

نهض بضعف مقبلاً يدها التي كانت تحركها على رأسها وقبل رأسه وكل ما يقابله منها وكذلك فعل المثل مع والده وقبل رأسهم وهو يغمغم بعبارات الأسف .

بعد فترة كان يجلس علي الفراش في منتصف ويرتمي بثقل جسده في أحضان والدته والدموع تنساب علي وجنتيه بغزارة.

لأ يصدق ما هو به الآن رب ضارة نافعة إذا كانت نيفين فعلت به حسنة واحدة فهي أنها سرقت أمواله ليحدث ما حدث ويعلم أن والدته علي قيد الحياة ويعود إلي عائلته ومسقط رأسه مرة آخري من جديد.

اعتدل برفق ونظر إلي والدته بقلق:

-ماما أنتي كويسة صح ليه مش بتتكلمي ؟

تحدثت عليا بضعف:

-أن.ا بخ.ير يا حب.يبي.

أتسعت عيناه بصدمة ألتفت إلي والده بقلق:

-بابا ماما مالها ؟

تنهد سراج بأسف وقال:

-هى كده بقت كويسة يا أسر أمك مكنتش بتتكلم ولا تتحرك أصلا.

❈-❈-❈

ابتلع ريقه بصدمة واستدار إلي والدته مقبلاً يدها بأسف:

-حقك عليا يا أمي أن شاء الله أنا وكنت أنتي لا يا عمري.

ردت بلهفة:

-بع.د الش.ر عن.ك يا حبي.بي.

تحدث سراج بتعقل:

-إلي حصل يا أسر مقدر ومكتوب مفيش مفر من القدر المكتوب على الجبين يا أبني لازم تشوفه العين يا أبني قوم يلا نام يا أسر أنت كمان تعبان ولازم ترتاح.

نظر لهم بتردد وتسأل:

-يعني ماما هترجع كويسة زي ما كانت صح ؟

أومأ سراج بإيجاب:

-بإذن الله هترجع زي ما كانت وأحسن كمان عليا قوية وقوتها بتزيد بيكم يا حبيبي أسما رجعت وأنت كمان رجعت.

أتسعت عيناه بصدمة وتسأل:

-أسما رجعت هى كانت عايشة أصلا ؟

رد سراج بهدوء:

-أيوة كانت عايشة وحالياً هي متجوزة قاسم أخو أحمد وحامل كمان.

حرك رأسه بعدم إستيعاب:

-طيب كانت فين وعرفت قاسم ازاي أنا مش فاهم حاجة ؟

ربت سراج علي ظهره برفق وقال:

-ده موضوع طويل يطول شرحه أنت محتاج ترتاح وكمان أمك محتاجة ترتاح.

أومأ بتفهم ونهض متثاقلا مقبلاً رأسها ورأس والده بحب وغادر بتثاقل.

نظر سراج إلي عليا مبتسماً براحة لكن وجدها شاردة وتضع يدها علي قلبها .

تسأل بقلق:

-عليا مالك يا حبيبتي أنتي تعبانة نروح المستشفى ؟

حرك رأسها نافية وعقبت:

-لأ قل.بي مق.بوض.

داعب القلق قلبه هو الآخر وقال:

-إهدي يا عليا بإذن الله خير ومفيش حاجة أطمني يا حبيبتي نامي يلا عشان ترتاحي أطمني أحنا بخير وأولادنا بخير أطمني .

رغم أن حديثه هدئها قليلاً لكن مازال قلبها ينبض بقوة وهي علي يقين أن شئ سئ سيحدث لا محالة.

❈-❈-❈

صاح بشقيقه بجنون:

-هتفضل واقف كده تعالي بسرعة شيل مراتك.

انتقض من مكانه بلهفة وهو يحملها بحذر وعقله ستوقف عند شئ واحد هل سيكون عقابه علي فقدان زوجته وطفلته؟

هبط والديه علي الصوت وفزعوا ما أن رأوا المشهد.

بعد ما يقارب الساعة كانوا وصلوا إلي المشفي وآخذوا أسما إلي غرفة العمليات مباشرةً.

وقف قاسم بشرود وهو ينظر إلي يديه وملابسه الملطخة بدمائه زوجته وطفلته.

بعد قليل وصل والديه وجلسوا في إنتظار خروج أسما من غرفة العمليات كي يطمأنوا علي حالتها.

بينما أحمد يجلس شاردا في أمر ما هو السبب فيما حدث إلى أسما ؟ هل هو صدفة ؟ أم أنه استمعت لما قاله قاسم وهو ما تسبب له فى ذلك…..


فتح باب الغرفة وخرج الطبيب ووجهه لا يبشر بالخير…..


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة