قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي

الفصل الثالث والأربعون

2

تم النشر الجمعة

30/8/2024

في المساء أخبر أسر والده برغبته في الزواج من تقي، عرض سراج الموضوع علي تقي التي وافقت بخجل قرروا الزواج مع أحمد وأسيل.

وبدأ في تجهيز جناح تقي للإقامة به  فتقي رفضت رفض قاطع غرفة أسر التي كانت يمكث به مع غريمتها.

أما عند أسعد فبعد أن تم طلاق زوجته منه وحكم عليها بالسجن المشدد عشر سنوات بتهمة حيازة بالمخدرات في شقته بعدما فشل في إظهار براءته.

مرت الأيام في التالية بسعادة من أجل تجهيز لزفاف العروسين الذي أصر سراج أن يقيمه في الفيلا.

جاء يوم الزفاف يعمل الجميع على قدم وساق استعدادا للزفاف ويقف علي رأسهم سراج الذي آثر أن يباشر التجهيزات بنفسه بفرحة عارمة .

في الاعلي.

 في غرفة أسيل  تجلس تقي وأسيل وأسما بفستان زفافهم كالأميرات بينما تتألق تمارا بفستان من اللون الأوف وايت فقد أصر أدهم علي هذا الفستان كي يعيدوا ذكريات زفافهم ويرتدي الصغير عمر بدلة ويلهو ويركض بسعادة بالغة في الغرفة وكذلك أسما ترتدى نفس الفستان وعليا الصغيرة ترتدى فستان زفاف من التل الأبيض.

نظرت تمارا إلى تقي وأسيل بانهبار شديد:

-ماشاء الله عليكم ربنا يحميكم يااارب.

تقي بإبتسامة:

 -تسلمي يا قلبي.

طرق الباب ودخل سراج بعيون دامعة وبرفقته عليا وهم ينظروا  لهم ويسمي الله بسم الله ماشاء الله عليكم تبارك الخلاق.

نهضت الفتاتين ويقبلون عليهم ويقبلون  يدهم ورأسهم ضمم كل منهم واحده وتبادلوا بعدها الأوضاع.

دخل أدهم ويبتسم لهم بفرحة:

- جاهزين العرسان في الإنتظار.

نظر إلى زوجته بغمزة :

-توتا أنتى وأسما خليكم  هنا يا قلبي هاجي أنزلك وقاسم جاي معايا.

تمارا بحب:

- حاضر.

أسما:

حاضر يا حبيبي.

ذهب إلى أسيل وقبل جبينها وهبطوا سويا ليسلمها إلى عريسها.

بينما سراج يفعل المثل مع تقي ويأخذها ويتجه للأسفل بيد واليد الآخرى عليا حبيبة فؤاده.

فور هبوطهم ترتفع أصوات الموسيقى سلم كل عروس إلى عريسها واتجه أدهم  وأحمد إلى الأعلى سريعاً ليحضر كل منهم زوجته ويقبل جبينها.

أدهم بحب:

-أحلي عروسة في الدنيا.

أمسك يدها وحمل صغيره باليد الأخرى وهبطوا سويا، وكذلك فعل أحمد مع أسما وطفلته المثل.

مر الزفاف بسعادة وسط رقص وفرح الجميع .

بينما سراج وعليا جلسوا جانباً وهم ينظروا لهم براحة فها قد أتموا رسالتهم وحققوا  أمنياتهم.

في غرفة أدهم وتمارا.

يقف أدهم أمام زوجته ويمسك يديها الأثنين بحب وينظر في عيونها بغزل:

-أه من عيناكي التي تأسر قلبي الضعيف كلما نظرت بها، فأنتي من ينبض القلب من أجلها لم أندم يوما على حبى لكِ.

تمارا بحب:

-بحبك يا أغلي ما عندي.

أدهم بحب :

-وأنا بعشقك يا نبض قلبي.

 ضمها بحنان حامدا الله عز وجل على أن رزقه بزوجة مثلها .

❈-❈-❈

عند أحمد وأسيل 

يجلس أحمد علي سجادة الصلاة وخلفه أسيل أنتهي من الصلاة ووضع يده على جبينها وقرأ دعاء الزاج وبعدها نظر لها بحب وأسف:

-أنا عارف أني أتاخرت أني أقولك أني بحبك بس غصب عني كنت خايف حبي ليكي يأذيكي بس كنت دايما أدعي ربنا إنك تكوني حلالي والحمد لله ربنا جمعنا.

أسيل بحب:

- الحمد لله أنا مكنتش أتخيل أني أتجوز حد غيرك كنت بقعد أفتح الفيس بتاعك أطمئن إنك لسه متخطبتش عارف لما أتخطبنا وقولتلي إنك بتحبني كنت كل يوم أصحي أبص في أيدي أشوف الدبلة أطمئن أني  مش عايزة أقولك أني خايفة أكون بحلم إنك قاعد قدامي دلوقتي.

أحمد بغمزة:

-لا المرة دي أنا إلي هأكدلك إنك مش بتحلمي نهض بلهفة وحملها بين ذراعيه دفنت وجهها في صدره بخجل.

❈-❈-❈

عند أسر وتقي.

انتهي أسر وتقي من الصلاة والدعاء.

سبحت تقي  علي يد أسر  بحب بينا هو ينظر لها بحزن.

تقي بتعجب:

-مالك يا حبيبي!

أسر بحزن:

-مش عارف أزاي ده كله يحصل أنسى حبنا وأعمل فيكى كل ده.

تقي بعتاب:

مش قولنا ننسى كل إلي فات بقي ؟

أسر بخبث:

 عندك حق هو في الوقت الحالي لازم ننسي كل حاجة.

تقي بخجل وهي تترك يده:

-عيب كده.

ضحك أسر بصخب :

-عيب أيه يا تقي قلبي إلي يكسف من بنت خالته ما يجبش منها أولاد وأنا بصراحة نفسي في نص دستة.

تقي بصدمة:

-نص دستة أرنبة أنا ؟

لنهض أسر بمرح:

-ياريتك يا قلبي تبقي أرنبة حتى تجيبي كل مرة نص دستة حملها بلهفة لتصيح هي وتخبط علي صدره بغيظ:

-نزلني يا بارد.

 ضحك علي زوجته المجنونة داعياً الله أن تدوم سعادتهم.

❈-❈-❈

عند أسما وقاسم.

يتراقصون على أنغام الموسيقى الهادئة وهو يتحدث بحب:

-بحبك يا أجمل هدية من ربنا ليا .

لمعت عيناها بحب وقالت:

-وأنت عوض ربنا ليا يا قاسم أنت فرحة قلبى وكل دنيتى عن العذاب إلى مريت به بحبك يا قاسم .

❈-❈-❈

بعد مرور تسعة أشهر في أحد المستشفيات الخاصة.

يقف أدهم يحمل عمر وبجواره زوجته ببطنها المنتفخة فهي أوشكت على وضع مولودها الثاني.

ويقف في مواجهتهم أحمد الذي يضم أسيل ببطنها البارزة بعض الشئ فهي مازلت في منتصف شهور الحمل.

وعلى جانب أخر تقف أسما تحمل طفلته زوجها يقف جوارها يضمها بحب.

بينما سراج وعليا يجلسون علي أحد المقاعد ويدعون أن تضع تقي مولودها بخير.

وأسر يتحرك ذهاباً وإياباً وهو يحدث نفسه.

تحدث أدهم برزانة:

-يا أبني ما تهدي بقي خيلتنا.

أسر بتوتر: 

-أتاخرت أوي.

سراج بهدوء:

-أطمئن يا أبني إن شاء الله خير.

أسر بدعاء:

-يارب يا بابا.

فتح باب غرفة العمليات وخرجت الممرضة وهى تحمل المولدة وعلي وجهها إبتسامة اقترب الجميع منها بلهفة ينظرون إلى الطفلة بفرحة.

أسر بلهفة:

-تقى عاملة أيه ؟

الممرضة بإبتسامة:

-زي الفل أتفضل سمي بنت زي القمر.

حملها أسر بلهفة وقبلها بحنان وأذن في أذنها اليمني ثم أقام الصلاة بأذنها اليسري.

بعد ساعة ألتف الجميع حول تقى التي تجلس على الفراش بفرحة وتحمل طفلتها إلى جوارها يجلس أسر.

تسألت عليا بحنان:

-هتسموها أيه يا ولاد ؟

نظر أسر  وتقى إليها بحب وتحدثوا في نفس واحد:

-عليا.

"دائماً ننزعج عندما يرفض أبائنا بعض إختيارتنا نقتنع دائما أننا الصواب ونكابر به ولكن في النهاية نكتشف أننا علي خطأ وهم علي صواب فالأفضل أن تسمع لهم فهم أدري بمصلحتك عنك هم يرون ما لا تراه أنت هما ينظروا لك بقلوبهم قبل عقولهم"

"الحب الحقيقي أن تجد من يحبك بدون مقابل من يفرح لفرحك من يحزن لحزنك من يترك سعادته لك حتي لو كان في المقابل تحطم قلبه أسمى معاني الحب أن تسعد من تحب علي حساب سعادتك الحب الحقيقي هو من يجعلنا نغفر لمن نحب مهمها كان خطأه يمحيه كأنه لم يكن من الأساس"

"كل ظالم له نهاية لا تحسب أن الله غافلاً عما يفعله الظالمين لا أنه يتركهم في ظلمهم حتي تتبدل الأدوار ويسقي كل ساقي مما سقي فافعل يا أبن أدم كما شئت فكما تدين تدان ،لا تيأس أيها المظلوم فإن الله سينصرك لو بعد حين أترك كل ظالم يفعل كما يشاء فأقصي ما يستطيع البشر فعله هو تنفيذ إرادة الله وكل شر يحيطونه لك أعلم أنه خير فلو تعلم ما يخفيه الله لك وبنصرك لكنت تمنيت أن يظلموك أكثر من ذلك ويحكوا لك الشر والمكائد مما يشتهوا فخيرك يكمن داخل شرهم ونصرك يكمن داخل ظلمهم فلا تندم علي ما تمر به ولا تندم علي ما فعلته فكلها تدابير يجب عليك أن تمر بها فما يمضي لا تقف عنده فلم يعود كما كان إنما ستظل تتوجع داخله فترك الأمس وأنظر للغد لكن إحذر أن تخدعك الدنيا تحبها فمن يحبها تغرقه في خيرها وتجعله ينسى آخرته" 

يُتبع..