-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 6 - الإثنين 5/8/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل السادس

تم النشر يوم الإثنين

5/8/2024



حين خرج ليث من غرفة ورده وجد الرئيس ينتظره بقلق، وأحس حينها أنه أحمقاً كلياً! كيف سمح لأبله كهذا أن يخدعه بهذه السهوله؟! وكيف سمح للألم وإحساسه بالفقد بأن يجعلاه يستسلم لقدره؟ ويصبح عبداً لدى هذا المزعج!


أتى إليه يسأله بلهفه: حسنا ماذا فعلت؟


أجابه ببرود: الرعب الذى تنتقيه بكلماتك لتثيره فى نفسها؛ لتعود إلى طاعتك سيأتى بنتائج عكسيه تماماً، فعلى ما يبدو لقد مرت برعب يكفيها عمرين قادمين على عمرها الحالى.


قضب جبينه بغضب: ماذا يعنى هذا؟


تنهد بيأس من غباؤه: يعنى أن تكف عن إرهابها لكى لا تتفاقم حالتها السيئه.


رفع حاجبيه مندهشاً: هل تريد منى أن أتركها هكذا؟!


- نعم.


- وما أدرانى أنك لا تخدعنى؟


- لا صوت قد صدر من غرفتها منذ خرجت، وأعتقد أن وجودك حولها أنت، وتلك الشمطاء سيجعلها تزداد شراسه، وقد تكونا طعامها التالى بدلا من القطط.


شحب وجه علياء من وصفه، وكلماته، وتهديده الصريح مما جعلها أكثر إضطراباً من ذى قبل.


❈-❈-❈


لقد كان ليث يقرأ الكثير، ويعلم الكثير فقد تعلم مبادئ القراءه، والحساب قبل أن يأتى إلى هنا وتابع تثقيف نفسه بكل المجالات لذا لديه الفرصه؛ لإيجاد حلول جيده، للتخلص من كل هذا، ولكنه يحتاج للتفكير بحذر، وهدوء لقد ظل لسنوات حبيس هذا الوكر هو ولؤلؤه؛ لخوفه من مواجهة عدواً آخر، فمادامت تلك الحيةِ تسعى كان يؤثر سجنهما هنا على التحرر، والهرب لكن الآن لؤلؤه بالخارج، وقد تكون خادمه فى منزل عدوتهما دون أن تدرى، وبكل أسف لن تعلم أبدا بالخطر الذى سيحيطها،  وهذا لأنه لم يحذرها مطلقاً. 


لقد وثق بنفسه أكثر من اللازم حتى تم خداعه، كما أنه تأخر بالتوضيح لها بشأن كونها سلعه للبيع يستغلها تجار الرقيق، فإذا ما سقطت بين براثن وضيع كمن إشترى ورده، فلن تنجو كورده لن تحسن التصرف، أو تستطيع التخطيط لشيء، وهو وحده المخطىء بهذا!


❈-❈-❈


لقد كان سلمان يحارب العبوديه، والذل بضراوه لكنه فى خضم حربه رأى أن العبيد كانوا آلات بيد أسيادهم ولولا رضوخهم لما أصبحوا عبيداً! لذا كان يلومهم كلومه لمستخدميهم دون أن يفكر للحظه إذا كان خضوعهم ضعفاً أم إجباراً، وهكذا فكلهم بمثابة حشرات متطفله بالنسبةِ له!


حين بيعت لؤلؤه إلى قصر سلمان كانت كما زوجت إلى حتفها، فمنذ أتت وهى تعانى من كل شىء.


❈-❈-❈


لقد أراد الرئيس إعادة أوصال الود مع ليث، وجعله يده اليمنى مجدداً؛ فوجوده يخفف وطأة الكوارث عن كاهله؛ فليث لديه القدره على تدبير الأمور، وحل المعضلات بسلاسه كذلك هو فرصته الوحيده ليستعيد ثقة رؤسائه، لكنه أساء إختيار السبيل إلى ذلك، فحين هاتفهم أجابه الصوت الآخر بإنزعاج. 


- ماذا هناك؟


- أريد أن أعدل أخطائي.


- وكيف هذا؟


أجابه بثقه حمقاء: بدءاً سأعيد لؤلؤه إلى ليث.


فعلق الآخر بسخريه حاده: هل أنت أحمق؟!


- ما.. ماذا؟


تفاجى بصوته الرافض، وهو يؤكد له: لا يمكنك هذا!


- ولما؟!


تنهد بضيق من غباؤه: الفتاة علمت الكثير بالخارج! إذا إستعدتها ستطلع الجميع على ما حدث معها، لن تظل صامته لأجل ليث؛ فقد أخذتوموها من تحت أنفه دون أن يشعر ففقدت ثقتها به، ولن تهتم لرضاه.


إعترض سريعاً: ولكن لابد وأنها لم تباع، لقد أخبرتنى علياء أن التاجر بدى عليه الإعجاب الشديد بها لعله إحتفظ بها لنفسه.


سخر من إعتراضه الواهن: هذا إحتمال ضعيف فالتاجر حتى لو تقاسمها مع شركاؤه فلن يرضيهم هذا وحده؛ ففى تجارتنا تلك المال هو الأهم، وحتما بيعت وليس بثمن بخس؛ فالفتاه جمالها نادر ومطيعه، إنها نموذج أكثر من رائع لجارية السلطان، وإذا إستطعت بمعجزه عفوها من مشتريها فستعرضنا إلى تمرد جماعى، فبكل الأحوال ستبوح الفتاه بما رأته؛ أنها لا تتمتع بالقدره على كتم الأسرار. 


- بمعنى؟


- بمعنى أن تنسى أمرها تماماً، وإذا أُعجب ليث بأخرى إتركها له.


- حسنا.


- فلنترك هذا الأمر، ونتباحث فى الأسوأ، ماذا فعلت مع المتمرده؟


هتف بحماس أبله: هناك تحسن ملحوظ إستطاع ليث تهدئتها، وقد تتحسن عما قريب.


- ولكنها ستكون بيعه خاسره؛ تعلم كما أعلم بعالمنا هذا كيف يتداول المشترين الأخبار عن العبيد.


- وماذا تقترح؟ 


أجابه بغرور: أنا لا أقترح أنا آمر!


أنكس راسه بخنوع: ماذا تأمر سيدى؟


- حين تتحسن سنبحث لها عن بيعه مناسبه كخادمه فقط أو قد تظل بالمؤسسه كعلياء، وليأخذها أى من رجالنا الأوفياء؛ مادام يستطيع جمح ثورتها.


أنهى المحادثه بإنزعاج فلم يستعيد رضا رؤساؤه بل على العكس تماماً، فى حين من كان على الطرف الآخر من المحادثه منزعجاً أيضا! وقد بدأ يفكر حتى دخلت تنظر إليه بريبه فإنتفض واقفاً ينظر لها بإحترام فإقتربت تجلس أمامه تضع قدماً فوق الأخرى بتعالى.


- ماذا هناك؟


- أرى أنه بدأ يتحامق، ويسيء إتخاذ التدابير اللازمه حتى أنه فشل فى تقدير الموقف!


- أنت من إقترح أن تعطيه فرصه أخيره.


- نعم؛ لأجل سنوات عمله معنا.


- عملنا بلا مشاعر، أتدرك هذا أم بدأت تَضُعُف؟


- لا.. ولكن إذا أطحت به فوراً سيخاف الجميع من العمل معنا!


تنهدت بضيق: حسنا سأنتظر حتى النهاية، ولكن فلتعلم خطؤه التالى هو الأخير.


❈-❈-❈


قرر ليث أن يستفيد من قصته الخاصه، فقد جعل من فتاة بطله أنقذت جيلاً بكامله، فلما لا يصبح هو الآخر بطلاً ينقذ البقيه هنا؟! 


تلك الأفكار كانت تحتاج حقا إلى التخطيط والحذر، وقد واتته أول فرصه لبدء خطته، حين قرر الرئيس أن يبادر بكسب ثقته فترك المكان لرعايته كما إعتاد فى السابق. 


حينها أوتيحت الفرصه إلى ليث بأن ينفرد ببعض من الأسرى، ثم توالى البقيه يلتفون من حوله.


بدأ يتناقش معهم حول رغباتهم، وأفكارهم؛ يحاول بتلك الطريقه التقرب منهم؛ ليستطيع فيما بعد طرح الحقيقه، وما يخطط له أمامهم بلا قلق.


- أخبرونى يا جيل الغد، بماذا تحلمون؟


لقد كان يكبرهم سناً، ولكن ليس كثيراً؛ لكن المهام التى أوكلت إليه، وحمله لمسؤلية لؤلؤه جعلاه يشعر أنه أكبر منهم بدهور.


تمتم أحدهم بقلق: وهل يحق لنا أن نحلم!


أومأ بتأكيد يعزز هذا التأكيد بالكلمات: حتى ولو كنتم مقيدين بالأغلال، فالحِلم حر يأتى إليكم دون رادع ولن يمنعه أحد مهما قيدكم.


سأل آخر بحماس ،وفضول: أهو شفاف؟!


- نعم لا يراه سواكم.


صفقت إحداهما بمرح: أحب هذا، هل يمكن أن نصبح شفافين أيضًا؟ 


ضاقت عيناه عليها: ولما هذا؟


نظرت حولها بخوف فحثها على الجواب: لا تخشى شيئاً أى إن كان جوابك، فلن يخرج من هذا الجمع.


- أريد أن..


صمتت مره أخرى، ونظرت حولها بإرتياب فحثتها نظرات أحدهم، فتابعت بخوف: أريد الرحيل؛ لقد تعبت من كل ما يحدث هنا، أريد الجنه التى وعدنا بها، لا أريد الجحيم الذى ألقيت به ورده.


توقعت غضبه لكنه فقط تبادل النظر نحوها، ونحو من كان يشجعها على الحديث.


هناك قصصاً غراميه تحدث هنا بالخفاء! وتسائل بينه وبين نفسه كم من قصه حدثت هنا، وإنتهت بالفراق، وكان سبباً فى ذلك؟  


حينها أحس بالضيق من نفسه، ولم يستطع التعليق على رغبتها فى التحرر من سجنها. 


بينما كانوا رغم ذهولهم أنه يجلس معهم، ويحاورهم، وهو الذى لم يعير أى منهم أى إهتمام ولو ضئيل سوى لؤلؤه، لكنهم إستمتعوا بالحديث معه، وكانوا ينتظرون رده بشغف عما قالته زميلتهم فى حين فضل التطرق إلى أمر ورده.


- ماذا ترون بشأن ورده؟ هل إذا عادت بينكم ستحسنون التصرف معها؟


فهتف أحدهم بفزع: هل جننت إنها قاتله!


لم ينتبه لما تفوه به إلا بعد أن قاله، فتلعثم بخوف: أأ أعتذر لم أقصد الإهانه.


لكن ليث ظل هادئا: لا بأس.. لكن ورده ليست قاتله.


فإحتد صوت أحدهم بتأكيد: نعم هم القتله، تلك الفتاة أنا حتى لا أذكرها، كانت لا تصدر صوتاً حتى! ماذا حل بها بالخارج لتصبح هكذا؟!


نظر إليه آخر : ألهذه الدرجه الخارج بشع؟!


فأجابه ليث: فقط الخارج الذى يلقونكم به.


تبادلو جميعاً النظرات بقلق، ثم سألته فتاه بخجل: وهل هناك خارج غيره؟!


فأومأ مؤكداً: نعم وهو ما نختاره نحن، وليس هم.


- كيف يكون؟


تمتم بشروده: إنه الحريه.


- وما هذه؟


- أن تستنشقى الهواء الذى تريدينه دون حاجز.


- أحقا؟!


- نعم.


❈-❈-❈


لقد كان إجتماعه بهم خطوه كبيره وجيده بينه وبينهم قربت بينهم، وجعلت حاجز الرهبه نحوه يتلاشى تدريجياً، مما جعل جداراً من الثقه ينشأ بينه وبينهم.


بعد أن إنتهى حديثه مع الجميع، وغادروا إلى غرفهم توجه إلى غرفة ورده. 


حين فتح الباب تفاجىء بها تخرج ما بجوفها من طعام فضاقت عيناه عليها.


- هل هناك طفل بالطريق؟!


مسحت فمها ونظرت نحوه بإنزعاج: عن أى طفل تتحدث؟


زوى جانب فمه بسخريه: أرى أن هذه أعراض حمل.


فصرخت بغضب: أيها الفظ الغليظ! لم أسمح لذاك الهمجى بلمسى؛ وهذا ما جعله يحترق غيظاً؛ لأننى هربت من يده دون أن ينالنى؛ لذا ضخّم الحقيقه، وأشار إلى كأننى وحش كاسر؛ لينتقم منى ذاك اللعين يريد منهم قتلى، ولم يتخيل أن يعطونى فرصه أخرى.


توقفت لوهله تلهث، ثم تابعت بسخط: الوقح كان يضربنى بالسوط؛ ليتمكن منى لكنى إستطعت ذات مره أن ألتقف السوط من يده.


قهقه بتسليه، وإرتياح غامض: يبدو لى أنه ظلمكى حين قال أنكِ كدتى تقتليه، بينما أنتِ فقط كنت تعيدين تربيته.


- أرأيت؟


- وهل أعطيته درساً ملائماً؟


أومأت بإنتصار طفولى: أعتقد ذلك، فكل ما أعلمه أننى ظللت أضربه، وهو يقفز كالدجاجه العرجاء حتى تعبت، فسمحت له بالرحيل.


إزداد مرحه، وإتسعت إبتسامته بسعاده، وقد أسعدها رؤيتها لأول مره لضحكته الصافيه، وظلا يثرثان بلا إنقطاع حتى توقف فجاءه، وضاقت عيناه عليها بإرتياب.


- لقد ذكرت شيئاً عابراً عن والدتك بالمره السابقه، فهل تذكرينها؟


- بصوره ضبابيه، لا أذكر ملامحها كثيراً فقد كنت صغيره جدا حين تم...


صمتت فجاءه فتابع عنها : حين تم إختطافك.


أومأت بضيق: نعم.


لم يمنعه ضيقها من متابعة إستفساره: لكنك تذكرين كلماتها؟


- هذا متوقع؛ ما دامت تطلقها على مسمعى كل ليله؛ فقد إنتشر حينها أمر إختطاف الأطفال بكثره 


قبل أن يعلق على حديثها هتفت بحماس: أتعلم لقد أنقذنى العيد.


قضب جبينه متعجباً: أى عيد؟!


- كان هناك عيد لا أعلم بأى مناسبه، لكنه أجبر ذاك الفظ على الإبتعاد عن سبيلى مما ترك لى مجالاً لأفكر.


- يا الاهى!


أومأت بتأثر: نعم أعلم الصدفه، وحدها من أنقذتنى.


- لا.. كنت أفكر حتى العيد حرمنا منه، ولا نعلم أى ظاهره من ظواهر السعاده الحقيقيه.


تنهدت بحزن: ذاك قدرنا.


- نعم قدر البعض، ولكنه غباء من الآخرين، ولابد من الإفاقه من تلك الغفله.


ذهلها حديثه: عما تتحدث؟!


صمت للحظه، ثم حرك رأسه نافياً: لا شىء مهم.


حينها سألته بجرأه: لكن إصدُقنى القول، لما لازلت هكذا؟


قضب جبينه: ماذا تعنين؟


- أعنى أنك بخير، لم تتأثر برحيل لؤلؤه!


تأملها للحظات، ثم أجابها بهدوء: أتعلمين؟ أنا نفسى لا أفهم!


- ما الذى لا تفهمه؟


- لقد غضبتُ بشده نعم، لكنى لم أنهار، وإعتدت الوضع الجديد بمنتهى البساطه.


- هكذا؟!


- نعم.


نهض تاركاً إياها مذهوله من هدوئه 


❈-❈-❈


صرخات قويه تضرب المكان، تستغيث بأى إن كان أيقظت كل الأسرى والخاطفين؛ جعلت الكل يهرول خارج غرفهم بهلع، يقفون جامدين يخشون الإقتراب من غرفتها.


لكنه لم يكن خائفاً مثلهم بل أسرع إلى الدخول حيث وجدها تصرخ بخوف، تتلوى كالأفعى على ألسنةِ اللهب، تتصبب عرقاً، ترتجف وكأنها تضع يدها المبتله على قابس كهرباء عارى!


إقترب بحذر فوجدها تزداد إرتجافاً، حاول إفاقتها بهدوء لكنها لم تفق، فحاول هزها بقوه فساء الوضع أكثر، فوقف ينظر إليها بسخط، ثم تنهد بضيق، وحاول أن يهدأ ليستطيع التصرف. 


أخذ يقطع الغرفه ذهاباً وإياباً، وهى تصرخ حتى فكر أن يضع نفسه بمحلها، فوجد أنه لن يستطيع التخيل لكنه حين أحس ذات ليله بالرعب، وكان حينها صبياً لا يدرك فظائع الحياه أحس للحظه رغم صموده أنه يحتاج حضن أمه التى فقدها.


نظر إلى ورده بتردد، وتذكر لؤلؤه لو كانت بمكانها لفعل ذلك دون أدنى ذرة من التردد.


إقترب منها بتردد، وجلس بجوارها ثم جذب جسدها المرتجف وضمها إليه بقوه، وحنان ثم همس بأذنها بصوت هادىء.


- إنه أنا ليث أفيقى يا ورده.


بدأ إرتجافها يهدأ قليلاً، فتابع بثقه: لا تهلعى، أى إن كان ما يخيفك، فأنا هنا إلى جوارك.


ظل يهمس بأذنها بكلمات مطمئنه حتى هدأت تماماً، فأعاد جسدها متسطحاً كما كان، وحاول إفاقتها، فنهضت تشعر بإختناق شديد، ورغبه فى البكاء لم تستطع منعها فألقت بنفسها عليه تحتضنه بقوه تبكى على كتفه، وظل هادئاً صبوراً حتى كفت عن البكاء، وهدأت شهقاتها، وإبتعدت عنه بخجل منكسة الرأس.


-أعتذر منك.


قضب جبينه: عن ماذا؟!


- عن إزعاجك، وبكائى بهذه الصوره الطفوليه.


لم يعلق على إعتذارها بل ظل يتأملها بهدوء، ثم سألها بحذر.


- بما كنت تحلمين؟


أرادت أن تصمت، لكن لسانها كان له رأى آخر كان، وكأنه يتحرك من تلقاء نفسه!


- لقد كانت خيالات الليالى الكريهه التى قضيتها بالخارج.


- وما الذى أعاد تلك الخيالات إلى ذكراكى؟


- لقد أتى الرئيس إلي قبل موعد النوم، وأخبرنى أن فرصتى للراحه قد إنتهت! سيبيعنى لآخر كما أخبرنى أنه لو عُدتُ مره أخرى لن تكون هناك فرصه أخرى لي، فسيقتلنى لأصبح عبره لغيرى!


- لما لم تهربى منذ البدايه بدلاً من التهديد لإعادتك إلى هنا؟!


- والى أين برأيك سأذهب؟ لا أعلم عن الحياة بالخارج أى شىء! 


صمتت للحظه، ثم نظرت له بإنزعاج، وتابعت بضيق: أراك منزعجاً من عودتى! لم أطلب إليك رعايتى!


- أنتِ حمقاء كلياً! لا أحد يجبرنى على رعايتك، ولستُ منزعجاً من وجودك، أو عودتك مطلقاً!


- لا أفهمك!


- ولا يجب أن تحاولى.


بدى عليها عدم الرضا، فتابع بثقه: ولا تفكرى بحديث الرئيس.


- وإذا نفذ ما قاله؟


- لن يحدث وهذه كلمتى لك.


أومأت بصمت، فتنهد بإرتياح: فلتهنئى بنومك الآن، تصبحين على خير.


- وأنت كذلك.


حين تركها، وخرج وجد الجميع ينظر له بترقب، فهتف بهم: لا شىء جلل فلتعودوا إلى غرفكم.


عادوا جميعاً إلى غرفهم، فتقدم منه الرئيس، يسأله بقلق: ماذا هناك؟


- لا تظن بأن هدوئها لعدة أيام يعنى أنها نسيت ما حدث معها، لا تضغط عليها لكى لا تزداد الأمور سوءاً.


إعترض بإنزعاج: إنها تستهلك طعاماً، وشراباً تستحقه أخرى لابد أن تباع؛ لتأتى غيرها نحن لا نجمع المال من أعالى الأشجار!


فحذره بسخط: ستخسر الكثير بالضغط عليها، وستندم على هذا لاحقاً.


إتسعت عيناه بصدمه: أتهددنى؟!


- بل أنصحك.


صمت للحظات حتى خطرت على باله فكره، فإبتسم بخبث: هل تعجبك؟


- لا يعنى نُصحى لك أننى أهتم بها شخصياً!


- إستمع إلي فإذا كانت تعجبك سأعطيها لك مكافئه، فقط لا تجعلها تثير جلبه لا فائدة منها.


رفع حاجبيه بسخريه: ما كل هذا الكرم؟!


- أنت رجلى المخلص، وتستحق المكافئه.


- ألم أكن هكذا؟! حين أخذت لؤلؤه من دون علمى؟!


صر أسنانه بغضب: لقد كان خطأ، وإنتهى هل تريدها أم لا؟


- سأفكر بالأمر، ثم سأخبرك.


كثف ليث جهوده من بعد تلك الليله، فتوالت إجتماعاته بالأسرى فى الخفاء، وأصبح يطلعهم على كل ما لا يعلمونه تدريجياً، وأصبح الآن الكل ينتظر بترقب فرصته فى الهرب.


❈-❈-❈


ذهب الهذر، وأتى الجد؛ لذا بدأ التخطيط؛ للإيقاع بهؤلاء المجرمين أولا؛ ومن ثم يتحرر الجميع 

عل هذا يخفف من ذنبه، وحينها سيستطيع البحث عن لؤلؤه بسهوله. 


لم يعد صغيراً، ولا هينا لكى يظل يخشى تلك الشمطاء التى لم ترحم أحداً، وجعلته يتخفى فى ظلام الإجرام لسنوات، يمكنه محاربتها، ومواجهتها بقسوه، ولتقتله لو أرادت. 


سيكون أفضل من حاله الآن! أن يقاتل بشرف أهون من أن يظل يحيا كالجرذ الخائف المختبئ بالشقوق.


كل ما مر به، وكل هذه الكوارث؛ بسبب غيرة إمرأه حقود!


إنها جدته الغاليه مدللة عائلتها التى لا تفهم كلمة لا! ولا تعترف بها بقاموسها، فما تريده يكون كيفما شاءت! ولا يهم توابعه؛ فهى لا تهتم بالعواقب فغيرها من يدفعها! 


لن يترك شبحها المخيف يقلق مضجعه مره أخرى سيعمل بجد بيده وعقله؛ ليشرق فجراً جديداً! إنه فجر العبيد.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة