-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 12 - الجمعة 16/8/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثاني عشر

تم النشر يوم الجمعة

16/8/2024






حاولت وردة تخليص ذراعها من قبضته بلا جدوى، وقد غلفت ملامحها الألم، فصرخت به.


- إترك ذراعى ليث! أنت تؤلمنى! لم آخذ سوى قطعه نقديه واحده! وكنت سأرد لك البقيه، لكنك تريد ضربى! أنا لم أُجبرك على إعطاء المال لي، لقد أعطيتنى إياه برضاك!


تركها مذهولاً من ما قالته، قطعة نقديه واحده!

-يا إلهى- لقد ترك الغضب ينال منه، بسبب غيرة فتيات القبيله الحمقاوات، وقبل أن يعتذر ركضت تحضر له المال، وبالفعل كان ينقصها جنيه واحد، وأشارت لما إشترته.


- أعلم أنك لن تفهم لما إشتريت هذه الأشياء الباليه؟ ولن تدرك هذا الآن، لكنى أعدك ما إن أكتسب المال حتى أعيد لك جنيهك.


لم يجد ما يقوله، بينما قامت بروتينها اليومى معه بصمت، وظنها ستنسى بالصباح، لكن لم يحدث هذا، بل ظلت تتعامل معه بحذر وخوف. 


❈-❈-❈


حين إفترشت الأرض بالبساط البالى بجوار خيمتها، ووضعت ما تريد على الرمال، وأعلنت أنها ستقوم بتعليم الصغار، أحضر الجميع صغارهم فقط ليسخروا منها.


وضعت ورده كرسى على مسافةٍ بعيده يتوسط أعلاه دائره مفرغه، وقد علقت بداخل الدائره عدسه مكبره، وهتفت بالصغار.


- فلتنظروا هناك.


طلبت من إحدى الطالبات، أن تمر من خلف الكرسى، فهتفت بالبقيه مجدداً.


- دققوا النظر بالدائره، وأخبرونى ماذا رأيتم؟


صرخ فتى صغير: إنها تبدو أكبر.


فأومأت ورده، وقد إزدادت ثقةً بنفسها، حين وجدت الجميع صغار وكبار تحولت سخريتهم لإهتمام وأنصتوا لها بإحترام.


- نعم، وهذا هو عمل العدسه المكبره، إنها تضخم الأشياء؛ لتوضحها لنا، كذلك ما نسمعه من غيرنا عن أمور لا نعرفها، فاذا لم ترى الحدث بنفسك فلا تصدقه فهمتم.


- نعم


أومئوا جميعاً، والخجل والخزى يكسوا وجوههم؛ فقد فطنوا لمقصدها من كلماتها الأخيره، لقد حكموا عليها من الشائعات من فتيات يغرن منها.


لم تبالى بخذيهم وتابعت شرحها، فقد قررت منذ كاد ليث أن يضربها ألا تهتم لأحد. 


- والآن أريدكم أن تنظروا إلى تلك الدائره، وتتخيلوا بها ما سأقوله.


أحضرت ورق مقوى وقصته على هيئات مختلفه تدعم قصصها، وجعلتها تتحرك من خلال الخيط الممسكه به، وقد ألصقته بأعلى الشكل، وبدأت تقص لهم قصصاً تساعدهم على تعلم القيم الحميده.


❈-❈-❈


حين طلب حاكم القريه من أهلها الإجتماع بهم من أجل منفعةٍ عامه لهم أسرعوا بالتجمع أمام داره، وإنتظروا بلهفه لسماع كلماته، حينها أخبرهم بالأمر ورحبوا به كثيراً، لذا تقرر بالمساء أن يجتمعوا بجوار دار الحاكم، وسيحضر كاظم؛ ليتناقشوا بما ينتويه.

بالمساء جلس كاظم والحاكم بهدوء، يستشيرون أهل القرية، كيف يبدأون العمل، فهتف أحدهم بلهفه.


- نعم إبدأوا فوراً، وإبدأوا بمنزلى.


فإعترض آخر بغضب: لا بل بمنزلى أنا.


وصوت آخر إرتفع مستنكراً: إن منزلى متهدم بالأساس! لذا فهو الأولى.


إرتفعت همهماتهم الساخطه، فصرخ بهم كاظم: كفا!


نظر نحوه الجميع بصمت قلق، فتابع بإنزعاج:  هل أنتم حمقى؟!


فأجابه أحدهم بإرتباك: إننا نخشى أن تمل أو ينضب مالك، فتتركنا بوسط الطريق، ومن ينجو بعمار منزله قد نجا، ومن لم يلحق ضاعت عليه.


هدأ متفهماً لحالتهم ثم إبتسم بود: إنتظروا؛ لتستمعوا إلى ما خططت له.


فسأل أحدهم بلهفه: وما هو؟


أجابه كاظم موضحاً: سنبدأ بالجميع معاً، القريه ملئه بالرجال والشباب الذين لا عمل لهم، نخطط للعمل تدريجياً، ولا داعى للأنانيه حتى لا نفشل.


فتوسله أحدهم: لا أرجوك.


أومأ نحوه مطمئناً: سنرى المنازل كافه، وسنبدأ بموافقة الجميع بالأكثر دماراً.


صمت الجميع، فتنهد بإنزعاج، لكن وجوه أغلبهم ليست راضيه عن هذا، فهددهم صراحةً.


- إما هذا أو لا أحد.


أجابوه جميعاً بلهفه: موافقون.


فتنهد بيأس: حسنا.. سنرى المنازل المدمره أولا، ونعيد بنائها، وبالعمل والتعاون جميع المنازل ستنتهى قبل الشتاء، وهذا هو المهم، فلو أضعنا الوقت فى التذمر والجدال لن نصل إلى شىء، وسنُضيعُ الوقت حتى تُغرقنا الأمطار.


فهتف أغلب الرجال بحماس: نحن معك جميعنا. 


ثم نظر حوله إلى البقيه: هل أنتم كذلك؟


- نعم.


أجبوه بحماس أقل؛ فمنازلهم ستكون بعد الآخرين؛ لأنها أقل دماراً منهم.


بدأ العمل على قدمٍ وساق للإتمام الإصلاحات قبل موسم الشتاء وكان كاظم معهم يدٍ بيد.


❈-❈-❈


حالة لؤلؤه النفسيه كانت تزداد سوءاً؛ لعلمها بغدر فتاة ظنتها صديقةً جيدةً لها، لكنها أرادت التأكد فواجهتها حين أتت تزورها بما أنها مريضه.


- لماذا فعلتِ هذا؟! هل هذا جزاء مساعدتى لكِ؟!


تنهدت بإنزعاج: لا تضخمين الأمر، فلقد أسديتُ لكِ معروفاً.


حركت رأسها نافيه لظنها أنها أساءت الظن بصديقتها: أنتِ لا تفهمين! أنا أرتعب منه.


لكن الأخرى لم تستطع إخفاء التشفى بعينيها، وبسمتها الخبيثه الساخره التى أكدت للؤلؤه أنها حمقاء طيبه يسهل خداعها من الماكرات، وهذه الفتاة أسوأهن.


- هراء، إنه شاب ممتاز وتمنين لو يلتفت لكِ، ولكن تخشين ردة فعله، ولأطمئنك رغم فظاظته وقسوته أحياناً، لكنه ليس بمصاص دماء،


فصرخت لؤلؤه بغضب: لقد ألقيتِ بى فى فم الأفعى، من أعطاكِ الحق؛ لتقررى عنى.


تأففت من غضبها بضجر: لا تزعجينى بصراخك، هذا بدلاً مش شكرى.


لم تعلم هل تضحك أم تبكى، لكن بالتأكيد لو كانت لديها القوة الكافيه لهشمت رأسها الأحمق،


- أشكرك على ماذا؟! أنا أبغض عونى لكِ الآن وسأرد لكِ فعلتكِ تلك.


لم تبالى بهذا؛ فلؤلؤه أضعف من أن تؤذى نمله، كما أنها تظنها ستركض هاربه من هذا المكان ما إن يغضب عليها سلمان ذات مره.


- اووه إفعلى ما تريدين، أنا لا أهتم.


حينها أدركت لؤلؤه أخيراً أن تلك الفتاة عدوةً كريهةً لها، ولابد من التصدى لها.


- هكذا إذن! لا تبكين حين أرد لكِ الصاع صاعين.


فزوت الفتاة الحقود جانب فمها بسخريه،وغادرت لا مباليه، تاركه لؤلؤه غاضبه حزينه، تشعر بالوحده والألم، تتمنى لو كان ليث إلى جوارها؛ ليحميها من أى أذى.


❈-❈-❈


لم تكتفى الخادمة الحقود بوضع لؤلؤه فى فوهة البركان كما كانت تظن، بل أرادت التأكد من رحيلها تماماً، فحاولت بخبث التسلل إلى عقل رئيسة الخدم؛ لتقنعها بأن لؤلؤه لم تكن بصحةٍ جيده لتعمل، وتدفعها للتخلص منها، لقد ظنت حينها أنها أذكى من الجميع، لكن رئيسة الخدم لم تكن حمقاء أو سليمة النيه كلؤلؤه، فقد أعجبتها فكرة نقل لؤلؤه للعمل بالأعلى؛ لراحة لؤلؤه فقط، لكن ما تحاول الأخرى وضعه برأسها، فهو ما لن تقبل بها لذا هددتها صراحةً.


- إستمعى إلى يا فتاه، هذا تحذيرى الأول والأخير لكِ، إذا لم تهتمى بشؤنك، وتبتعدى مطلقاً عن سبيل لؤلؤه، فسأجعلك تدفعين الثمن بأبشع الطرق.


كانت تسمع دوماً عن الوجه الآخر لرئيسة الخدم، لكن ولأول مره ترى بصيص من هذا الوجه، فعينا رئيسة الخدم التى تبرق بغضب، وصوتها الهامس بفحيح مخيف، جعل فرائسها ترتعد فقط من نظراتها، فأومأت بصمت، فهتفت بها الأخرى بمقت.


- عودى إلى عملك. 


فركضت ترتجف خوفاً من أمام رئيسة الخدم، وهى تسب وتلعن لؤلؤه، وقد قررت حقا أن تنسى أمر لؤلؤه تماماً، فإذا ما حاولت مجدداً أن تنتزعها من هنا  قد تفقد عملها أو الأسوأ، فقد تفقد عمرها، فعلى ما يبدو أن لؤلؤه أصبحت خط أحمر ممنوع الإقتراب منه.


❈-❈-❈


أتت تاجرة الأقمشة إلى قصر سلمان، تحمل الحرائر والأقطان وأقمشه أخرى تسر النظر، تعرضها على سيدة القصر، التى تقلب بين قطع الأقمشه بضجر ولا شىء يعجبها!


مر سلمان بهما غير مبالٍ، فنادته والدته التى لن تتعلم يوماً!


- تعالى بنى.


نظر نحوها بإنزعاج: ماذا هناك؟


لكنها إبتسمت، وكأنها لا ترى الغضب يطل من عيناه: لدى حفل كبير، وأريد أفضل الثياب.


تنهد بضجر: لديكِ بالفعل أفضلها.


إتسعت إبتسامتها، وتملكها غرورها كالعاده: نعم.... ولكننى مللتُها، أتريد منى أن أظهر مرتين بنفس الرداء؟!


زوى جانب فمه بسخريه: ولما لا؟


أشارت إلى نفسها بتعالى: هذا لا يليق بمكانتى.


تنهد بضيق، فعن أى مكانه تتحدث؟! الأم التى قتلت إبنها بإهمالها، أم الزوجه التى لا تبالى بزوجها، وكاد يتركها ويغادر، ولكن أحد الأقمشه أعجبه لونها، ودون تفكير مال ممسكاً بها ينظر إليها ببسمه شارده، يتخيل تلك القطعه كيف ستلتف حول جسد لؤلؤه، وتصبح ردائاً رائعاً مثلها، كان يتحسسها برقه وكأنها بداخلها، فإبتسمت والدته، وقد لمعت عينيها حين رأت القطعة القماشيه، وهتفت بسعاده.


- لقد أحسنت الإختيار.


ثم نظرت إلى البائعه ببسمه متعاليه: سأخذ هذه القطعه، ذوق إبنى هو الأفضل دوماً.


- لن يحدث!


صوت سلمان الغاضب المفاجيء، أدار رأس والدته والبائعه نحوه بحده، فإزداد سخطه، وتابع بحده.


- تلك القطعه لا تليق بكِ.


نظرت والدته إلى الأقمشه، تبحث بينها: مؤكد هناك الأفضل.


لكن بعد قليل، لم تجد أفضل من تلك القطعه، فعبست بإنزعاج، فنظرت إلى إبنها مجدداً.


- إنها الأفضل سلمان.


تنهد بضجر منها، فغرورها الأعمى لا حد له، فزوى جانب فمه بسخريه موضحاً.


- ولهذا لا تليق بكِ.


- ماذا؟!


هتفت مستنكره، وقد إتسعت عيناها بتفاجؤ من إهانته المباشره لها، لكنه لم يبالى وأوضح أكثر.


- إنها تحتاج إلى فتاةٍ بريئه، وأنتِ لا تمتين بأدنى صلةٍ للبراءه.


هبت والدته واقفه، تنظر إليه بغضب: كفاك سلمان!


- ماذا؟ لما إنزعجتى من الحقيقه؟


وجدت أن الجدال سيتسبب فى إهانتها أكثر ليس إلا، فصبت سخطها على البائعه المسكينه!


- كيف تخفين عنى تلك القطعه أيتها الوقحه، لن أرحمك.


تدخل سلمان: لما توبخينها.


- لا شأن لك.


حاولت البائعه تبرير موقفها بنبره متوسله: سيدتى أنا لم أخفى عنكِ شىء، أنتِ تبحثين عن الحرائر والأقمشة المزينة بالخطوط الذهبيه والفصوص الفضيه، تلك القطعه بسيطه بلا زخارف!


- نعم.. ولكنها الأروع ملمساً وشكلاً، سأعاقبك على فعلتك تلك.


كانت تعلم أن البائعه لا يمكنها إخفاء أى شىء عنها، وأن تلك القطعه قد مرت بين القطع التى رأتها ولم تهتم بها، لكن رؤية سلمان شغوف بها، وتعجبه إلى هذا الحد، جعلها ترى بها ما لم تره من قبل، أو للحق أرادت أن ترى نفس المحبه التى رأتها بعينا سلمان للقطعة القماشيه تتحول لها.


حاولت البائعه المسكينه إستعطافها: سيدتى لم أقصد أنا...


قاطعها سلمان ناظراً إلى والدته بغضب: كفا، لما ستعاقبيها.


- لقد أخفت عنى أفضل بضاعتها، أتريد لغيرى أن يكون أفضل منى؟!


قابل تبريرها الغاضب بسخريه لاذعه: الجميع أفضل منكِ، كما أنها إمرأة حره تعمل؛ لتعيل صغارها، إنها أفضل منكِ، هه يا من تجلسين هنا للصراخ طوال الوقت، ولا فائده منكِ ترتجى.


إتسعت عيناها بغضب: ماذا؟! أنا أمك!


- لا تعنى ولادتك لى أن لك أى حق، فأنتِ لم تقومى على تربيتى، أو رعايتى.


نظر إلى البائعه ورفع يده بالقطعه:  سأخذ هذه.


فسألته والدته بحده: لمن؟!


- لا شأن لكِ.


- ماذا؟!


صمت للحظه يفكر، لو لم يخبرها لن تكف عن البحث، وهو لا يريدها أن تصل إلى لؤلؤه، أو حتى تنتبه لها، فهذا يعنى إيذائها لها.


- سأشتريها لكى لا تحصلي عليها.


- ماذا؟!


- لا أريد لقطعه كهذه أن تتدنس بإرتداءك لها.


أخذ القطعه بالفعل، ودفع ثمنها بسخاء إلى البائعه، وأخبرها إذا ما حاولت والدته إيذائها فلترسل له، وطلب منها أن تغادر وكل هذا أمام والدته الشاحبة الوجه مذهوله مما حدث، ثم غادر يحمل تلك القطعه بعد أن إطمئن لرحيل البائعه، فصرخت والدته بيأس، ودفعت الطاوله الزجاجيه من أمامها، فدوى صوت تهشمها بأرجاء القصر المهيب، لكنه لم يبالى وتابع سيره مما زاد غضبها.


❈-❈-❈


تمطأ ليث بكسل فقد بلغ التعب منه مبلغه، بعد يوم عمل شاق آخر، ثم نظر حوله ليجد أن من يظنونها زوجته غارقه بالنوم، تلك الفتاة لم يعد يعلم ما برأسها كما كان يظن، كان يعلم بإعجابها به، ويدرك مقصدها من كل ما تقوله أو تفعله، وفجاءه بلا أى مقدمات أصبحت هادئه بشكل مريب، لا تعبأ به ولا بأى مما يفعله. 


أزعجه تغيرها بشده، فلطالما عشق شجارها وإغاظتها، إنه يرى بها فى آخر يومٍ من التعب ملجأ راحته، يكفى أن يعود ليجد بسمتها الراضيه تستقبله، وهى تهتم براحته وطعامه، وتعمل على ذلك بكل جهد ورضا؛ لتخفف عنه عناء إرهاق يومه، ولكن الآن حتى لو رأته يُقبل فتاة لن تبالى! فى حين كانت نظراته العابره بأى إتجاه تمر منه أى أنثى يزعجها ويثير غيرتها، لقد ظن إحتياجه لها هذا فقط لأنه يحتاج لرعايتها وخدمتها له، حتى تفوه أحمق بكلمات أمامه معبراً بها عن إعجابه بورده، نعم.. يعلم أنها جميله يدرك هذا جيداً، وقد ظن بالسابق أن فؤاده ملك للؤلؤه فقط، رغم النبضات القويه التى لطالما شعر بها بوجود ورده وتغاضى عنها، لكن على ما يبدو فلؤلؤه كانت مسؤليه يحملها على عاتقه ليس إلا.


رغباته التى يمنعها بصعوبه تجاه ورده ترهقه، لقد إختار العمل الشاق لسببين لا ثالث لهما، أن يمنع السؤال عن مصدر ماله، وهذا ما أزعجه بشده حين سخر الجميع من إسرافها المزعوم، والثانى هو قتل أى قدره لديه على التفكير بمشاعره تجاهها، فالإرهاق البدنى يجعله بالكاد يرى أمامه، ويغط فى نومٍ عميق؛ فلا يجد الوقت للتفكير، لكن هذا لم يمنعه من الإرتياح لتواجدها حين عودته، ولا هناء البال لتواجدها بقربه، لكنه لا يستطيع الزواج منها؛ لأن كلاهما بلا هويه، حتى ولو كان يعلم جيداً من يكون، لكنه لا يستطيع العوده بدون لؤلؤه.


تنهد بتعب من كل شىء، هل يبحث عن لؤلؤه؟ أم يهتم بشأن الأسرى الذين مازالوا على تواصل معه، ويعتبرونه قائدهم، ويرغبون جميعهم بالزواج من بعضهم، ولا يعلم كيف سيؤمن لهم هويات؛ ليتم هذا الزواج، أم يهتم بشأن ورده التى أربكت فؤاده. 


❈-❈-❈


كانت أورچيندا أكثر من سعيده، وهى ترى قريتها البسيطه الهادئه تعود للحياة مره أخرى، يدب بها النشاط والتطور، عادت بيوتها المهدمة إلى الشموخ مجدداً، وتعددت الألوان الزاهية على المنازل التى لمعت تحت أشعة الشمس، حماسها جعلها تحث النساء بالقريه على معاونة الرجال؛ لإنجاز العمل بأسرع وقت، وهذا ما دفع أختها لإختلاق المشاكل بأى سبيل معها؛ لتنفث عن غضبها من قربها من كاظم، وحين يأست قررت التظاهر بالعون؛ لتجذب إنتباه كاظم.


- أرى أنك تحتاج المزيد من العون، وسأتطوع أنا بهذا الدور.


أجاب دلالها المزعج بلا مبالاه: حسنا.


رفعت حاجبيها مندهشه: حسنا فقط!


- نساء القريه وفتياتها، صغارها قبل كبارها يعملون منذ أيام، وأخويكى مع الجميع، فهل تذكرتى الآن فقط أن هناك عمل يحتاج عون الجميع؟!


لم تجد مبرراً لتخاذلها، لذا كذبت بغباء: كنت أصنع الطعام بالمنزل.


فسخر من كذبتها البلهاء: أى طعام يا إمرأه؟! أنتِ حتى لا تحضرين لنفسك كوب ماء، تطلبينه من أورچيندا.


لم يترك لها فرصة الكذب مجدداً، فقد غادر تاركاً إياها تحترق بنار غيظها، فلا وقت لديه لأنانيتها.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة