-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 12 - 3 - الإثنين 5/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني عشر

3

تم النشر يوم الإثنين

5/8/2024


- شهد. 

هتف مناديا بإسمها، ليجيرها على الإلتفاف اليه،  ولكنها انتظرت للحظات حتى جففت دموعها قبل ان تلتف اليه برأسها،  فوجدته سقط خلفها على الفراش،  يضمها الى صدره مهونا:


- متخبيش عني دموعك يا حبيبتي،  انا حاسس بوجعك 


قالها ف انطلقت هي في موجة حارقة من البكاء وكأنها كانت في انتظاره:

لتردد بعد فترة من الشهقات المتتاليه:

- حق ابويا يا حسن، حق ابويا ضاع،

لتكمل بنشيج حارق قطع نياط قلبه، ولكنه استمر في طمأنتها:

- حق باباكي راجع غصب عن الكل يا شهد، صدقيني يا حبيبتي مهما طال الزمن او قصر، حقه راجع ، دا غير ان امين اكدلي انه حاطط الموضوع في دماغه، ومسيره يرجع الكلب دا السجن من تاني، هو والمحامي الفاسد بتاعه.


هدنت قليلًا لتتجاوب في الحديث معه؛

- فاسد ولا شريف، المهم انه قدر يخرجه من القضية ، ويضيع حق الميت ويحصرنا اخنا ولاده عليه، دا يرضي مين دا بس يا ربي؟ يعني اروح اشتري مسدس واخد تار ابويا بإيدي،  ساعتها الحكومة هتسيبني بقى،  ولا تفتكر تنفذ القانون عليا انا بس ، اللي بدور على حق المظلوم .


حاول ان يخفف عليها بدعاباته:

- مسدس ايه يا بس يا عم الخط، استهدي بالله يا روح قلبي وخلي تكالك على الخالق،  دا لوحده القادر القهار،يعني ولا مية محامي هيقدر ينجيه من عقاب ربنا ، في الدنيا قبل الاخرى ان شاء الله ، خليكي واثقة في كدة، واللي ظهر حقيقته بعد كل السنين دي، اكيد يعني مش هيبقى صعب عليه يجازيه بعمله


- ونعم بالله ونعم بالله .

صارت تردد بها وهي تندس بحضن زوجها،  تنشد الراحة، لقلب احترق بنيران الظلم التي تنادي بالانتقام. 


❈-❈-❈ 


- عائشة عائشة 

- يا دي النيلة عليا.

تمتمت بالكلمات بهجة ، خلف الاخرى والتي تصر عليها الاَن الذهاب الى شقيقتها، لتحاول معها لاقناعها:


- بكرة ان شاء الله هاخدك ليها  بس النهاردة ......

- عائشة عائشة.


قاطعتها تردد بنفس الاسم ، في رسالة واضحة لعدم التقيل، لتزفر بهجة بيأس ضاربة بقدمها على الارض:

- طب احلها ازاي دي بس وانتي مش قابلة حتى تسمعي.


- ايه اللي حصل يا بهجة؟ ومالك ومتعصبة كدة ليه؟


شهقت ملتفة عنه بحرج، فور ان انتبهت لحضوره، كيف يأتي في هذه الاوقات الحرجة لها

- يا مصيبتي. 


لاحت ابتسامة عابثة على شفتيه لهيئتها تلك ، ليلملمها سريعًا في استجداء الجدية:

- بهجة انا بكلمك على فكرة مينفعش تديني ضهرك. 

اغمضت عينيها لتعود اليه بوجهها الذي اصبح كتلة مخضبة بالإحمرار،:


- انا اسفة يا فندم،  عشان بصراحة مقدرش اخدها النهاردة اصل معزومة على حنة .

- حنة مين؟

سألها بفضول اثار دهشتها ولكنها تغاضت تجيبه:

- ابن عمتي شادي، اللي شوفته قبل كدة في الخناقة، خطيبته عزمتني احضر معاها الحنة انا واخواتي. 


وعلى عكس ما توقعت ، جاء رده بعد فترة قصيرة من التفكير :

- بس انتي عارفاها مدام اصرت يبقى انسي تشيل من دماغها ولا نوقف، ايه رأيك حتى لو نص ساعة تشوف الجو الجديد،، وبعدها تروح مع عم علي..... او...... ممكن اعدي انا بنفسي واخدها، هبقى اتصل بيكي توصفيلي المكان 


لماذا تشعر ان خلف اقتراحه يوجد شيئًا ما من اللؤم.؟ ولكن ماذا بيدها؟

القت بنظرها نحو نجوان التي زاد الاصرار ملامحها،  لتتنهد بيأس:

- ماشي يا فندم


❈-❈-❈ 


خرجت دورية من غرفتها بعدما تجهزت وتزينت من اجل حضور الحفل،  لتفاجأ بدخول ابنتها المنزل عائدة من الخارج، بهيئة صاخبة اثارت استهجانها لتتسائل مقيمة لها من اعلى الى اسفل:..


-  ايه يا بت د؟ روحتي هيبتي دا كله فين؟ وامتى لحقتى؟

اجابتها بثقة وهي تتلاعب قي خصلات شعرها.


- لحقت وعملت بسرعة ياما ، عشان كنت حاجزة من امبارح ومجهزة نفسي، بصي بقى على هيئتي كويس اجنن صح،  بصراحة انا قاصدة، عايزة ابقى احلى واحدة في الحنة النهاردة، حتى العروسة. 


التوى ثغر دورية بضيق عبرت:

- ولما في الحنة وعاملة كدة، امال في الدخلة هتعملي ايه؟ اتحركي يا سامية خلينا نخرج في ليلتك المهببة دي، مقطعة نفسك على حاجة مفيش منها فايدة، زبك زي اخواتك....


قالتها وتحركت تسبقها الى باب الخروج، لتتمتم هي في اثرها:

- واش عرفك انه مفيش منه فايدة،  مش يمكن يحصل ولا يتم المراد حتى بعد ما يتجوز، واديني بتسلى، هو انا هخسر ايه يعني؟


❈-❈-❈ 


عقب مغادرة الاثنتان دورية وابنتها، أتت سيارة العم علي تتوقف امام المبنى، وقد اصبح اهل المنطقة يعتادو عليها بمعرفة ان بهجة تعمل مع صاحبتها، والتي ترجلت بفرحة تغمرها تتلقى استقبال عائشة التي كانت في انتظارهم:


- نوجة صاحبتييي. 

تم اللقاء بعناق حار اجبر بهجة للتوقف امام مشهدهم، ان كان فرح شقيقتها بلقاء المرأة التي تسبقها في العمر اضعاف، نابعًا من براءة طفولتها او يمكن تذكرها بحنو الولدة التي لم تراها من الأساس،  نظرا لموتها في ولادتها.


فن فرحة نجوان فهي ما تثير الدهشة بحق، هل ترى فيها بالنصف عقل المتبقي لها صديقة تشاطرها اهتمامها، ام هي الأخرى تجد بها تعويضًا عن كل ما تفتقده من حب، بعد رحيل زوجها وهوسها بعشقه، كما عرفت 


- براحة، براحة شوية يا شوشو الست مش حملك 

جاء التعقيب لصاحب الصوت المعروف من خلفهم، ليجبرهم على الالتفات اليه، وقد اكتملت مرحلة زرع الشعر لتعطيه الثقة الاَن في الحديث امامها، تلك الفاتنة ذات السلاسل الذهبية والتي كانت تتطلع اليه الاَن بنظرات فسرها بداخله ، انها اعجاب بهيئته الجديدة، وقد ابتاع ايضا ملابس عصرية الى حد ما، لتناسب السن وطبيعة الجسد المتكور:


- عاملة ايه يا هانم؟ يارب تكوني بخير، انتي شكلك خلاص بقيتي من اهل المنطقة. 


بالطبع لم يجد ردا منها،  وقد اعتلت الدهشة تعابيرها، لتزفر بهجة بنزق لهذا المشهد الذي اصبح يتكرر معهما منه، فتسحبها من يدها وتتحرك بها قائلة له بمودة زائفة وكلمات مقصودة::


- للمرة المية هقولهالك يا عمي، نجوان هانم مبتسلمش على حد .

اعترض يدب قدميه على الارض امامها؛

- وهو انتي بتديها فرصة اساسًا، ما كل مرة بتسحبيها بمجرد ما اقرب ارحب بيها ، مش كدة يا بنتي الله، 


مالت رأسها نحوها باستهجان ناظرة له، متمتمة له بابتسامة صفراء:

- فرصة ايه يا عمي بس؟ ما قولتلك ترحيبك وصلها، هي كدة مبتحبش الرغي من اساسه، عن اذنك. 


جذبتها من امامه تسرع بخطواتها نحو منزلهم، فتوقفت  عائشة مزبهلة بالنظر الى الجديد به، لتسأله بفضول:


- عمي هو انت حاطط باروكة فوق الصلعة؟

انتفخ صدره ليجيبها بزهو:

- لا طبعا مش باروكة ولا كلام فارغ، انا زرعت !

- زرعت!

- ايوة زرعت شعري، مسمعتيش انتي عن زرع الشعر؟


تبسمت بشقاوة تتطلع اليه لعدة لحظات ، لتنطق اخيرا:

- طب حاول بقى تسقيها كويس وتراعيها لتنشف ويقع منها شعرك من تاني.


ختمت بضحكة تهرول من امامه، لينتفض هو يلمس على الجزء المزروع متمتمًا برعب حقيقي من حدوث ذلك بعد دفعه للمبلغ الضخم في سبيله

- يوقع في عينك بنت قليلة الادب ، قال يوقع قال، وجع بطنك. 


❈-❈-❈ 


وفي شقة العروس

وقد اجتمعت النساء من اهلها الذين أتو من الصعيد والجيران والمعارف هنا لحضور الحناء، تلك الليلة المميزة في قلب كل عروس،  بتباسط النساء ورقصهم معها.


وكالعادة كانت ساحرة بجمالها الخاطف بالاضافة لزينتها المتقنة ، وقد غيرت بارتداء فستان  باللون النبيتي واضعة حلى من الذهب في تقليد يسير عليها وعلى باقي افراد العائلة، لتتباهي المرأة بما يأتي به اهلها له، ويدها وقدميها تزينت بالحناء الاسوانية، مع فرقة النساء التي تُحي هذه الليالي بحرفية متوارثة عبر الاجيال 


سعيدة وتضحك من قلبها، ترسل كل دقيقة رسالة  لحبيبها القابض على جمر النار ، بحرمانه من هيئتها المثيرة تلك ، لتغيظه وتشاكسه، ثم تشارك الجميع برقصها واغنية محمد منير الشهيرة كانت تدوي الاَن:


ايوو شمندورة منجنا بهر جاسكو مينجنا


سجرى مالا واينا مورتنا نا واينا


ع الشط أستني رايحة فين دانا ليكي بغني غنوتين


غنوة عن الآهة والحنين وغنوة لعنيكى ياحنين


آه يا شمندورة لابسة توب


يا اجمل من الصورة دوب يا دوب


يا اسمر يا سمارة دوبت دوب


يا عيون قدارة ع القلوب


آه يا شمندورة صبري طال ردي و جاوبيني ع السؤال


اندمجت نجوان  ترقص مع عائشة والفرقة النوبية وكأنها طفلة مثلها، بمشهد اثار الحنين بقلب بهجة، التي بدأت تشعر بالتعلق نحو هذه المرأة النقية فلا تستغرب هروبها الى عالمها الخاص، بعيدا عن الواقع المرير 


- واقفة لوحدك ليه يا بهجة؟ ما تدخلي ارقصي مع البنات .

كان هذا صوت رحمة ابنة عمتها وشقيقة العريس، التي تحضر اليوم مع الفتيات لتعيش هذه الليلة الجميلة، بفرحة تناشدها منذ سنوات طويلة لشقيقها، ليأتي اليه العوض الان بأبهى صوره .


اعترضت بهجة برقتها وابتسامة مودة لها؛

- يا حبيبتي ربنا يتمم بخير، انا خليني واقفة هنا ومبسوطة بالفرجة، الرقص نسيته من زمان.


- لا رقص ايه اللي تنسيه؟ والله لا ترقصي معايا دلوقتي،  ولا اجيبلك طنط زبيدة تحلف عليكي والله لا ترجصي، ياللا يا بت مفيش اعتراض النهاردة. 


سحبتها غنوة لتضعها وسط الفتيات فتجبرها على الرقص بينهم ومشاركة نجوان التي رحبت مع شقيقتها يشاركنها اللحظة. والعروس نفسها معهم. 


وفي زاوية لهما وحدهما، لكزت دورية ابنتها مغمغمة من تحت اسنانها:.

- شايفة المحروسة بنت عمتك بتعمل ايه مع الزفتة بهجة، اللي ما قدرها ربنا حتى تشدنا معاهم مجاملة، مع انك انتي الاولي ، على الاقل انتي اخت جوزها.


جاء رد ابنتها بغليل يسري داخلها لما يحدث امامها:

- اسكتي ياما سبيني في حالي، انا على اخري اساسا ومش متحملة، اااه يا ناري .


الصفحة التالية