-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 16 - 3 - الأربعاء 21/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس عشر

3

تم النشر يوم الأربعاء

21/8/2024


شهقة هلع بصوت عالي خرجت من درية،  قبل ان تهجم على زوجها تتناول منه السكين مرددة:

- يخرب بيتك يا راجل،  انت اتجننت ولا ايه؟ اخزي 

الشيطان وابعد عن الواد ، هو كان عمل ايه يعني؟ 


صاح بها ساخطًا :

- عمله اسود ومهبب بستين نيلة يا ختي، عاملي فيها غضنفر فوق وقال ايه عايزني امشي كلمتي عليهم وامنعهم يمشوا،  يا كدة يا اديهم ورثهم من الوكالة،  شوفتي الخيبة. 


ضربت بكفها على صدرها، وقد اصابها الهلع هي الأخرى:

- يا مصيبتك السودة يا درية، انت اتجننت يا سامر،  بقى دي عمايل ناس عاقلين، ليه كدة بس يا بني تزعلنا منك ، هو احنا كنا ظلمناهم يعني؟ ما كل واحد بياخد نصيبه، ودلوقتي عايزين يعزلوا احنا ايه ذنبنا؟


سمع منها ليضرب بكفه على الارض بعجز يصيح بجنون :

- ولما هو كدة؟ هما ليه دايما كارهينا؟ ليه دايما بيحسسونا ان ليهم حق ضايع عندنا؟ بتلم اخواتها وتعزل بيهم من البيت الملك ليه؟ دي حتى مدتنيش فرصة اعرف العنوان الجديد.


- وهو دا اللي تاعبك؟ 

غمغمت بها بتهكم، لتتناول كفه وتساعده على النهوض، تخاطبه بمهادنة، وقد استسلم لها لتذهب به نحو غرفته:

- تعالي يا بني ربنا يهديك، بتزعل وتقهر في نفسك ع الفاضي، لا هي حساك ولا عمرها هتفكر فيك، انت في نظرها زيك زي اخوك، محدش يفرق معاها، امتى بس يا ولاد بطني تعرفوا مصلحتكم؟


سقط خميس في اثرهم على كرسيه بثقل وارهاق، ليزفر انفاس خشنة متحشرجة، بوجه يحمل الهم ، وقد استفزه الامر، بل وجثم على انفاسه، لو كانت ابنة اخيه وافقت منذ البداية على ذلك المبلغ الذي اقترحه ترضية لها، او حتى رضخت تتمم الزواج من ابنه فيتكفل هو بمصاريف اخوتها معها ، ما حدث كل ذلك.


انما اصرارها على اقتسام الوكالة بينهم وبينه هو ما زاد الامر تعقيدا، لقد كاد ان يصاب بجلطة حينما رددت بذلك امامه، الوكالة التي عمل عليها وعلى تكبيرها، يقتسم مالها بينه وبينهم،  لاااا ابدا هذا لن يحدث، ابدااا. 


❈-❈-❈ 


خرجت اخيرا درية من غرفة ابنها وقد هدأت الاصوات وسكنت الحركة على الاطلاق، حتى زوجها غادر، فلم يتبقى سوى ابنتها والتي قابلتها بابتسامة منتشية تهزهز اقدامها بتسلية .


مما جعل والدتها تقطب لفعلها سائلة:

- مالك يا محروسة؟ البيت مولع وانتي الوحيدة اللي مبسوطة فيه؟ 


مالت عليها ابنتها فور ان جلست بجوارها، لتطلق ضحكة النصر تخاطبها:

- وانتي كمان لازم تفرحي ياما، ما هو لولا شطارتك واللي عملتيه مكنش دا حصل....


غمزت بعين واحدة تشير بإبهامها بطريقة لم تفهمها والدتها، لتهمس لها بصوت خفيض تملؤه الفرحة:


- انا قصدي ع العمل اللي عملتيه ياما، عشان يغورهم، اتاري الشيخ بتاعك سره باتع .


تذكرت درية لتردد خلفها بتفكير:

- اه تصدقي صحيح يا بت، وانا اللي كنت فاكره انه فسد وروحت عملت واحد غيره، بس معرفتش احطه في اوضتها، يا رتني صبرت.


- اه والله يا ماما، ياريتك صبرتي. 

تمتمت بها ابنتها من خلفها، وشيء ما يدور برأسها، بعدما علمت بالطريقة الناجزة والتي تعمل بها والدتها، والتي انتفضت فجأة من جوارها:


- يا لهوي دا كنت هنسى اخوكي والباب المقفول عليه 

، اروح افتحله قبل ما يصحى، الحمد لله ان نومه تقيل. 

.

❈-❈-❈ 


وفي المنزل الجديد، 

هبطت عائشة عائدة من فوق السطح،  لتلج الى اشقاءها المنهمكين في ترتيب الاثاث ووضع كل قطعة في المكان المناسب لها، فتجفلهم هي بهتافها:


- السطح فوق يجنن ونضيف،  يعني انا ممكن اذاكر فيه براحتي،  من غير ما اقرف من ريحة الفراخ ولا الدبان اللي كان بيهش عليا من كراكيب درية اللي مبتخلصش. 


ضحك ثلاثتهم لقولها، وروح الحماس التي اشعلها السكن الجديد،  ليردف ايهاب:

- انتي  عبيطة يا بنتي انتي، تذاكري ع السطح واوضتك موجودة ، دا بدل ما تخليه للعب في وقت البريك عشان تستمعتي بالجو النضيف! 


عارضته جنات هي الأخرى:

- انا بقى اخترت مكاني، كل مذاكرتي هتبقى في الجنينة الصغننة اللي تحت دي، استوعب على ريحة الزهور والوان الفراشات. 


- يا حبيبي ع المزاج، انتي يا بت تطلعي رسامة عشان نستغل بالمرة. 

عقبت بهجة التي صارت السعادة لا تسعها لفرح اخوتها،  بعدما ظهر الارتياح جليًا على ملامحهم بابتعادهم عن اذى عمهم وأولاده وزوجته. 


لتسقط بتعب على احد الكراسي المتاحة قائلة:

- طب انا هلكت بقى، بقول نفطر الاول وبعدين نكمل. 


ترك ايهاب هو الاخر ما بيده، ليجلس على احدى الحقائب المغلقة والتي مازالت لم تفتح بعد، ليضيف عليها:


-  وانا برضو بقول نفطر دلوقتي عشان نكمل وننجز في يومنا،  انا متاح النهاردة بس ، من بكرة ان شاء الله استعد لمعركة الامتحان والمذاكرة اللي تهد الحيل، يعني مفيش وقت .


- خلاص انا هروح اطلعلنا طبقين من الكرتونة واحط فيهم حاجة خفيفة والكاتل بالمرة عشان الشاي. 


هتفت في اثرها بهجة:

- متتعبيش نفسك فيهم،  انا بس ارجع من مشواري، وارجع ارتب المطبخ على كيفي .


- انتي مش قولتي انك واخدة اليوم دا اجازة من الشغل عشان توضيب البيت .

كان هذا سؤال اخيها والذي اجابت عنه بشرود:

- هو كدة فعلا، بس انا عندي مشوار ضروري لازم اقضيه ، واحدة صاحبتي لازم ازورها، مينفعش أاجله لاي يوم تاني.


هللت عائشة بمرحها كالعادة:

- انا بقى يا عم كفاية عليا اوضتي، عمو النجار نصبلي السرير والدولاب، مش فاضل غير بس ارتب هدومي والديكور اللي فيها...... بقولك ايه يا بهجة، انا عايزاكي اول اما تفرج عليكي كدة،  تغيري لونها عشان تبقى زي اوضة باربي .


كان رد بهجة بشهقة مبالغ فيها، لتتناول الوسادة القريبة منها ، تضربها بخفة مرددة:

- كمااان باربي ، انتي مبتشبعيش، انتي مبتشبعيش يا بنتي. 


لتقهقه عائشة بصخب يرج في قلب المنزل الجديد  مع مزاح اشقائها وضحكاتهم ايضا،  اسرتها الصغيرة والتي لا تجد سعادتها الا معهم رغم كل ما تقابله في ايامها من ويلات. 


❈-❈-❈ 


على مائدة الطعام وقد نزل بعد استيقاظه في وقت متأخر من النهار، نظرا لسهره حتى الثانية صباحًا،  ليجلس الاَن ويتناول وجبة الإفطار وحده،  بعدما انصرف الجميع الى وجهتهم ولم يتبقى سوى شقيقته الصغرى سامية والتي اتخذت مقعدها مقابلا له، تتحرق شوقًا لرد فعله حين يعلم بالأمر:


- صحيت متأخر اوي النهاردة يعني يا سمير. 

رمقها بنظرة عابسة يتناول طعامه بنهم، فلم يكلف نفسه بالرد عليها، لتواصل هي القاء الكلمات حتى تصل لغايتها:


- انا عارفة انك بتيجي متأخر وبتصحى متأخر من ساعة ما اسراء سابت البيت وراحت عند اهلها .


ارتشف دفعة كبيرة من الماء ليتجشأ غير مباليًا،  رغم غيظه من ذكر اسم زوجته، اما هي فقد تبسمت باتساع وهي تسترسل بالأهم:


- اكيد مستغرب كلامي وقعدتي قدامك على طرابيزة السفرة، بس انا بصراحة كنت صاحية بدري اوي وزهقانة ونفسي اتكلم مع أي حد ع اللي حصل.


ضاقت عيناه منتبهًا لعبارتها الاخيرة، ليتسائل بنزق:

- وايه هو اللي حصل بقى يا غالية؟ جيبي اللي في بطنك عشان انا عارف ان لسانك بيحرقك دلوقتي عشان تذيعي اخر الاخبار ، اتفضلي ياختي الميكرفون معاكي، بس انجزي.


الصفحة التالية