رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 20 - الأحد 1/9/2024
قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية لؤلؤة الليث
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة إيمي عبده
الفصل العشرون
تم النشر يوم الأحد
1/9/2024
بعد ما مر به علي من رعب، تيقن سلمان من أن هذا المكان لم يعد آمناً، وأن علي لن يهنأ بنجاة زوجته وطفله طويلاً، فحين يدرك والد علي أن زوجة إبنه التى لا يرغب بها مازالت على قيد الحياة، ولديها أيضا إبن من علي الآن، سيرسل لهما من يقضى عليهما، وسيباغت علي بقمة فرحته، فيدمره تماماً دون أن يهتم لألمه، لذا قرر سلمان أن يصبح هو الحامى لعلي وزوجته وطفلهما، ولم يبالى برفض علي، فقد قرر أن يقف بمواجهة خاله، ومنعه من إيذاء علي أكثر، فجمع علي ما نجى من ممتلكاته، وإصطحب زوجته وطفله، مع سلمان وورده إلى قصر سلمان.
لقد شرع سلمان فى المضى قدماً مع من تكفل بحمايتهم، وقد فكر بأن وجود زوجة علي، وتلك الفتاة ورده، قد يجعل لؤلؤه تفضى لأى منهما بما يرعبها منه، فيحاول إصلاحه، سيخبرهما أن يحسنا التعامل معها علها تطمئن لهما، عله يجد حلاً أخيراً لهذا النفور منها نحوه.
❈-❈-❈
حين حطت أقدامهم جميعاً أرض قصره، كان خاله الغالى بإنتظاره! فقد كان أحد رجاله يتابع ما يحدث، وبعد أن ظن أن زوجة علي قد إنتهت، وكان علي على وشك الرحيل، حينها تفاجىء ذاك الجاسوس بمن تركض لتخبر علي بخلاف هذا! وقد أراد إنهاء المهمه الموكله له، وهى القضاء على زوجة علي، لكن الزوجه كانت محاطه بهم بعنايه، ومعها طفلها، كذلك سلمان لم يترك له فرصه، فقد إصطحب الجميع ورحل، فأخبر هذا الجاسوس فاخر بما حدث، فأسرع فاخر إلى قصر سلمان ينتظرهم هناك، لا فائدة من التخفى سيواجههم، ويجبر إبنه على التخلى عن تلك الفتاة بأى طريقة كانت، حتى ولو بالتهديد! ولم يفكر للحظه أو يرأف قلبه لحفيده المسكين، وظن أن لا أحد يستطيع التصدى له.
فزعت الزوجه المسكينه حين رأت السيد فاخر أمامها ينظر نحوها ونحو صغيرها بإزدراء، فضمت الصبى إلى صدرها بحمايه، بينما وقف أمامها علي يحميها، وسلمان يشاهد بصمت، بينما مالت ورده نحوه تسأله بهمس.
- من هذا؟!
أجابها بغضب مكتوم: إنه والد علي.
قضبت جبينها متعجبه: ولكن لما أشعر أن السيد علي، وزوجته يخافانه؟!
أشار برأسه نحو زوجة علي بسخط: لأنه من أحرق المزرعة؛ ليقتل تلك الزوجة المسكينه.
شهقت ورده بفزع: يا إلهى! ماذاا؟!
أكد لها بجمود: كما سمعتى.
إنتهى حديثهما الجانبى الهامس حين صدع صوت فاخر الساخر موجها نظراته المزدريه إلى زوجة علي.
- حقا! هل ظننتِ أنكِ هنا بأمان؟! إستمعى إلى أيتها الوضيعه، لن أترككِ زوجة لأبنى؛ لتلطخى بفقرك إسم العائله!
دافع عنها علي بغضب: أبى يكفى! لقد كدت تقتلها، وتقتل إبنى، حفيدك!
إستنكر فاخر بقوة: لن أعترف بأى منهما! فهما لا يليقان بى كخدم حتى!
إتسعت عينا علي الذى ظن لآخر لحظه أن هناك أمل بسيط بوالده المغرور، لكنه كان مخطئاً، فحاول مجدداً بيأس.
- أبى! إنها زوجتى.
صرخ به رافضاً بسخط: أصمت، لا تكرر هذا الحديث الأحمق مجدداً، تلك أقل من جاريه، فكيف تريد منى أن أوافق أن تجعلها زوجة لك؟!
إحتقاره الواضح لزوجة إبنه الوحيد، وإشارته لها وكأنها بلا قيمة، جعلت علي يفقد أى ذرة أمل بأن والده قد يتقبلها مطلقاً، وتيقن بأن لا فائدة من الجدال، لذا قرر بأن الهرب بأسرته الصغيره هو الحل الوحيد؛ للإبتعاد عن هذا الأب المتجبر.
بينما أصابت كلمات فاخر وتراً حساساً بقلب ورده، كما أن صوته العالِ وتواجده هنا أثار فضول الخدم جميعاً ومن يينهم لؤلؤه التى وجدت قلبها يكاد يقفز فرحاً لرؤية سلمان بعد كل هذا الغياب.
اصبح الجميع يترقب ما يحدث بوجل، بينما خرجت ورده من بينهم كطلقة صاروخيه، تصرخ بوجه فاخر، غير عابئة بالعواقب.
- أيها الفظ! غليظ القلب! من تظن نفسك؟! أنت لا شىء، حفنة أموال قذرة تسير على الأرض، أنت لا شىء بلاها، وعن أى مركز تتحدث؟! الله خلقنا سواسيه، وأنت أقل من الجميع، فلن يبكى فراقك أحد، ولا حتى إبنك أيها الحقير!
لقد تفاجىء الجميع بجرأتها، وبلحظه تحول كل سخط فاخر نحوها، فلمعت عيناه بتهديد تصريح وأشار فقط بيده نحوها، فوجدت ورده نفسها محاطة بعدة رجال ضخام الجثه، لكنها لم تفزع بل رفعت رأسها بشموخ، فلن تخسر أكثر من قلب عشق بصدق، وتعرض للمذلة، لا حياة لها تستحق أن تحياها بعد هذا، وظنت أن الأمر إنتى، لكن سلمان وقف أمامها، ونظر إلى هؤلاء الرجال بإحتقار، ثم أمرهم بقوة.
- عودوا من حيث أتيتم، هذا قصرى!
ورفع يده هو الآخر، فأصبح رجال فاخر محاطين برجال أقوى، وأشد ، وأكثر، جعلوا من حول ورده يتبادلون نظرات القلق، بينما هتف فاخر بغضب
- هل تتحدانى؟!
- أجل.
فإستنكر فاخر فعلته: أنا خالك!
زوى جانب فمه بسخريه: لا أهتم حتى ولو كنت أبى، من لا يحترم بيتى، وضيوفى، ويسمح لنفسه بأن يأمر هنا سواى، لا إحترام له عندى، خذ رجالك وغادر.
فحذره بغضب: ستندم.
لكنه لم يبالى: سنرى بهذا الشأن.
- هيا.
أشار فاخر إلى رجاله بسخط، فلحقوا به، ولكن بسبيله رمق زوجة إبنه ورضيعها بتهديد صريح، وغادر ينوى جعل أخته تتدخل، ولكن هل ستستطيع جعل سلمان يغير رأيه، وهو من لا يهتم حتى بها، لا، ليست هى الحل، لكنه سيبحث عن حل آخر، ولن يترك أى منهم يهنأ براحة باله، ماداموا رفضوا تنفيذ أوامره.
غادر فاخر، فإستدار سلمان ينظر إلى علي وزوجته التى ترتجف رعباً، وأخبرها بثقه.
- أنتِ هنا بمأمن، وأى إن كان ما ينتوى فعله فسأتصدى له، فلا تفزعى من شىء.
ضمها علي إليه، وأومأ لسلمان ممتناً، فأشار سلمان إلى أحد الخدم؛ ليصطحب علي وأسرته إلى غرفتهم، ثم إستدار ينظر إلى ورده بتفاجؤ.
- لقد فاجئتينى حقا! ألم تخافى؟!
أجابته بلا إهتمام: لا، ليس لدى ما أفقده لأخاف.
- أنا على يقين من هذا.
❈-❈-❈
إنفض حشد الخدم، حين غادر فاخر، لكن لؤلؤه ظلت بمكانها، لقد كانت تشتاق لرؤية سلمان مما دفعها للمكوث بمكانها، لكن حين إنفض الجمع، وذهب كل واحداً إلى عمله، أسكنها الذهول بأرضها حين رأت ورده من تتحدث مع سلمان، لقد تعلمت لؤلؤه الكثير بتلك الفترة التى قضتها بقصر سلمان، وخاصه الوقت الذى غابه سلمان، فقد أصبحت الخادمة الحقود صديقه مخلصه لها، بعد أن أبعدت حقدها عن سبيل صداقتهما، وعلمت لؤلؤه الكثير عن الحياة والمشاعر الإنسانيه، وقد ساعدتها كثيراً فى تفهم مشاعرها الخاصه تجاه غيرها، ففطنت أخيراً لما تشعر به تجاه سلمان، فرجفت قلبها، وإضطرابها لرؤيته لم يكن نفوراً بل على العكس تماماً، لكن ما كانت تسمعه جعل عقلها وقلبها فى تناقض، وقلق تسببا فى إرباكها.
إقتربت بحذر ولهفه نحوهما، وقد إلتقطت عينا سلمان صورتها الجميله، فرفع بصره نحوها يتأملها بإشتياق، فإنتبهت ورده لوجود أحدهم خلفه، فإستدارت لتتسع عيناها مصعوقةً من رؤية لؤلؤه بشحمها ولحمها تقف أمامها! فهمست بإسمها بعدم تصديق، لكن لؤلؤه فتحت ذراعيها وعيناها قد أغشتها الدموع، وأسرعت نحوها تحتضنها فبادلتها ورده الدموع والإشتياق، نعم، لقد إشتاقتها بالفعل، لا يعنى أن ليث أحب لؤلؤه ولم يحبها أن تكرهها، فالذنب ليس ذنب لؤلؤه بأى حال.
بينما وقف سلمان مذهولاً أيضا لمعرفتهما ببعض، لا بل ومن الواضح أنهما متقاربتان بشده! لكنه لم يعلق على الأمر، وظل يتابع بصمت، وعيناه المشتاقه تتأمل وجه لؤلؤه السعيد، وكم تمنى لو تشتاقه ذات مره وتضمه بهذه اللهفه.
❈-❈-❈
لم ينتظر كاظم كثيراً بعد أن أدرك أن لؤلؤة خادمة سلمان هى نفسها نجمته الضائعه، فهاتف والد سلمان، وطلب منه أن يصطحبه إلى قصر إبنه، فقد علم سابقاً أن سلمان بسفر منذ وقت طويل، ولم يخبر والد سلمان بشأن لؤلؤه، لكن والد سلمان أخبره بأن سلمان قد عاد منذ قليل، فقد أخطره الخدم بهذا، لذا بدلاً من إضاعة الوقت فليذهب مباشرةً إلى
قصر سلمان، حينها علمت والدة سلمان بخبر زيارة كاظم إلى قصر سلمان، وكانت أسرع من رياح الشتاء بالقطب الشمالى فى الوصول إلى قصر إبنها؛ لإستقبال كاظم، مما أزعج زوجها، فإضطر إلى اللحاق بها، وإلتقى هناك بكاظم وشبيهه الآخر الذى أفقد والدة سلمان ما تبقى من دماء لها في وجهها، هذا إن كانت لديها دماء من الأساس!
إرتجفت فزعة حين وجدت نفسها وجهاً لوجه مع ليث، فترجته بعيناها ألا يتحدث، لكن من ترجو؟! فهو يحمل لها الكثير من الضغينه، فبسببها فقد أعز من لديه، لؤلؤه التي كانت دوماً مسؤوليته، فقد خدعته، وأخذتها منه مدعيه بيعها لآخر، فوجودها هنا يعنى أنها على معرفة بذاك السلمان، وأنها تسعى لمنعه من أخذ لؤلؤه، وهو لا يعلم أنها والدة سلمان البرىء من أفعالها، كما أنها سعت في الحصول على لؤلؤه بعد أن علمت أن الرئيس باعها لأحد التجار؛ حتى لا تتسبب لنفسها في مشاكل لا طائل منها، فقد تكشف هذه البيعه أموراً تضر بمنظمتها.
كما فقد ورده مرتين، فقد باعتها لأحد الخنازير الحمقى، وقد عانت معه ورده كثيراً، ولم تبالي تلك الشمطاء بها، كل ما إهتمت به هو المال، مع أنها بالنظر إلى حالها فهي لا تحتاجه، ولكنه الطمع من يسيرها، لم تكن السبب الفعلي في المرة الثانيه التي فقد فيها ورده، ولكنه يلومها على كل شيء سيء حدث معه، فتلك المرأه لا تهتم لأحد مطلقاً سوى نفسها.
مال هامساً إلى عمه، يشير برأسه نحوها: من هذه؟
أجابه كاظم بإنزعاج واضح لرؤيتها، ولم ينتبه لفزعها ونظراتها المرتعبه تجاه ليث، لقد ظنته يهمس له بما سيجعل موتها وشيك.
ولكن حين أجابه عمه على سؤاله، تجمد ليث ينظر نحوها بذهول، يحاول إستيعاب ما سمعه من عمه -ياللهول- لقد ظنها بلا رجل، لكنها فقط لم يكفيها رجلاً واحداً! فلسخرية القدر أنها متزوجه من رجل ذو هيبه ومكانه لا تستحقهما، ولديها إبن فى مثل عمره يهابه الجميع،لكنها لا تبالي بهما، والمضحك بهذا أنه عدو تجار الرقيق ، ووالدته على رأسهم، فهل هذا ستار لعمله معها، أم أنه غافل عن أفعالها الشنعاء، لكن الرعب المطل من عينيها يثبت جهل الجميع بحقيقتها البشعه.
لقد حاولت إغوائه، وقد لاحظ نظراتها الأولى، حين دخلت المكان إلى عمه، تلك المرأة سفاحة رجال بحق -يا للعجب- لقد كان لقاءاً مجمعاً لهم جميعاً، فحين غادر فاخر، كانت قد وصلت والدة سلمان، وقبل أن تدخل إلى ساحة القصر، سمعت صوت أحدهم يتأفف لمرآها، لكنها بلا إحساس.
إستدارت تنظر نحو كاظم بوله تحول إلى فزع ما إن رأت ليث، ولحظات ووصل زوجها خلفهما، وأصبحت بموقف لا تحسد عليه، وليزداد الطين بلة، خرج سلمان حين أخبرته رئيسة الخدم بوجود ضيوف بمدخل القصر، وقد أخبرته بهويتهم جميعاً عدا الشاب الذى يشبه السيد كاظم بصوره ملفته للنظر، والذى لا تعرف من يكون؟!
❈-❈-❈
بالعودة بالزمن قليلاً للخلف فقد تعلق سلمان بلؤلؤة دون أن يشعر فبعد طرده لتلك الحمقاء التي أتت بها والدته أصبح أكثر انتباها للؤلؤة
رغم وجود والدته الغاليه إلا أنه كان يستمتع برؤية تصرفات لؤلؤه الطفولية دوماً، ومهما أزعجته والدته يبحث عن مكان لؤلؤه ويتابعها من بعيد أو قد يتحدث معها أحيانا، وقد كانت دوماً خائفه منه ترتجف كلما عبس ولو قليلاً، ورغم إنزعاجه من هذا لكنه بكل تأكيد يستمتع بصحبتها كلما أوتيحت له الفرصه، واليوم بعد أن أنهت عملها وكان هو بسبيله إلى خارج قصره وجدها تقفز وتضحك على الحشائش، ثم نظرت حولها للحظه بقلق، ثم قفزت تختطف ثمره من الشجره، ومسحتها بثيابها، وقضمت منها قطعه، ووقفت للحظات مغمضة العينان تتلذذ بطعمها فى فمها، وقد حسدها حقا على خلو بالها وبساطتها، ورغب بشده لو يشاركها أفعالها الطفولية تلك.
عيناها العابثه دفعته للإبتسام رغم إنزعاجه من الموعد الذى سيذهب إليه.
تلك الفتاه المشاكسه تخرج من نفسه رغباتاً لم يظن يوماً أنه قد يشعر بها، تدفعه إلى التصرف بصوره مخالفه تماماً عما إعتاد، فهو يغضب على أقل قدر من الفوضى والإهمال، لكن أمامها لا يستطيع حتى توبيخها على أفعالها الكارثيه التى لا تنتهى،
بعد أن تناولت الثمره وجدها تحفر بيدها الأرض وتضع البقايا وتغطيها مجدداً، ومن ثم توجهت إلى صنبور المياه بالحديقه غسلت يديها، وحملت الماء بين كفيها لتسقى النبته التى تعتقد أنها ستنبت هناك من بقايا الثمره، وظلت لأكثر من ساعه، وهى تحاول سقايتها بفشل ؛فالماء يتسرب من بين كفيها، وهو لم يضجر أو يتعب، ولكنه إنزعج حين ألح السائق عليه من اجل الموعد فبوخه بغضب.
- أترانى لا أعرف صالحى، أم أنك القيم علي ولا أعلم.
تفاجىء السائق بغضبه، فتلعثم بخوف: يا سيدى أأ.. أنا..
صرخ به بنفاذ صبر: إذهب من هنا.
- أمرك.
كاد أن يغادر لكنه استوقفه وأمره بأن يأتى بكرسى له، حيث جلس يتابعها دون أن تراه حتى أخيرا إقتنعت أن نبتها قد رويت، فركضت كالبلهاء فوق حشائش المرج حتى تعثرت وسقطت فنهض فزعاً، وتوجه نحوها لتفاجئه بضحكه مرحه وهى تتقلب على الأرض مستمتعه بملس تلك الحشائش النضره ورائحتها النديه، وللحظه حسد تلك الحشائش التى تحتضنها بلا قيد، وإنتظر حتى نهضت، وغادرت المكان حين نادتها رئيسة الخدم التى إكتشفت إحساسها بالأمومة بسب لؤلؤه، وتعمل دوماً على حمايتها.
تنهد بإرتياح، ثم نهض يسأل عن الوقت، وتفاجىء حقا بمروره السريع، وكم رغب أن يعتذر عن موعده، لكنه لم يفعل بل هتف بالبستانى الذى أتى ركضاً رغم كِبر عمره.
- أمرك سيدى.
للحظه تأمله ، ثم سأله: لما تركض أيها الرجل الطيب؟!
- لألبي أمرك سيدى.
- يمكننى أن أنتظر، أنا مازلت شاباً! لكنك قد تسقط من فرط التعب، لم يعد عمرك يساير حركتك تلك.
- ولكنك تغضب سيدى إذا ما تأخرت عنك!
تفاجؤه وتعجبه جعلا سلمان يشعر بالإنزعاج من نفسه.
- كنت مخطئاً، ومنذ الآن فصاعداً سأتى أنا إليك، لكن أجيبنى حين أناديك؛ لأعلم جيداً أين أنت.
- أمرك سيدى.
بدى الذهول على وجه البستانى العجوز حتى بدا مضحكاً، فأشار سلمان إليه نحو البقعه التى زرعت بها لؤلؤه ثمرتها.
- أريدك أن تزرع هنا نبته.
- من أى نوع سيدى.
- نوع الفاكهه المجاوره لها، وأريد هذا بالغد.
- حسنا.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..